بسم الله ، والحمد لله ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا.
أما بعد: فإنَّ من أفضل ما يتحلى به العالمُ وطالبُ العلم الإنصافَ، ومتى ما وجدت العالمَ يخرج عن الإنصاف حتى مع الكافر فاعلم أنه قد حُرِم من الخير الكثير ، ومن النماذج الحسنة على الإنصاف ما جاء عن الإمام الذهبي في "سير أعلام النبلاء" في ترجمة المبتدع الضال بشر بن الحارث المريسي (10/202 – طبعة مؤسسة الرسالة)، قال الذهبي – رحمه الله - :
« ومن كفر ببدعةٍ وإن جلَّتْ ، ليس هو مثل الكافر الأصلي ، ولا اليهودي ، والمجوسي ، أبى الله أن يجعل من آمن بالله ورسوله واليوم الآخر وصام وصلى وحج وزكى ، وإن ارتكب العظائم ، وضل وابتدع ، كمن عاند الرسول ، وعبد الوثن ، ونبذ الشرائع ، وكفر ، ولكن نبرأ إلى الله من البدع وأهلها ».
قال محقق السير: « هذا كلام صادر عن إنصاف وتعقل وعلم ، فرحم الله المؤلف رحمة واسعة ، فإنه يتوخى دائمًا جانب الإنصاف في التراجم ، وقلما نجد من يقاربه في ذلك ».
رحم الله الإمام الذهبي رحمة واسعة ، ورزقنا الله الإنصاف.