130- وَيُنِيلُ الْوَرَى الْحُقُوقَ فَإِنْ نَادتْهُ *م* مِصْرٌ فأُذْنُهُ صَمَّاءُ
اللغة
(يُنِيلُ): من الفعل المُتَعَدِّي بِالْهَمْزَةِ إلَى اثْنَيْنِ، يُقَالُ: أَنَلْتُهُ مَطْلُوبَهُ فَنَالَهُ فَالشَّيْءُ مَنِيلٌ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ.
(الْوَرَى): مِثْلُ الْحَصَى: الْخَلْقُ.
(صَمَّاءُ): صَمَّتْ الْأُذُنُ صَمَمًا مِنْ بَابِ تَعِبَ: بَطَلَ سَمْعُهَا، هَكَذَا فَسَّرَهُ الْأَزْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ، وَيُسْنَدُ الْفِعْلُ إلَى الشَّخْصِ أَيْضًا فَيُقَالُ: صَمَّ يَصَمُّ صَمَمًا فَالذَّكَرُ أَصَمُّ وَالْأُنْثَى صَمَّاءُ وَالْجَمْعُ صُمٌّ مِثْلُ: أَحْمَرَ وَحَمْرَاءَ وَحُمْرٍ، وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ: أَصَمَّهُ اللَّهُ. وَرُبَّمَا اُسْتُعْمِلَ الرُّبَاعِيُّ لَازِمًا عَلَى قِلَّةٍ وَلَا يُسْتَعْمَلُ الثُّلَاثِيُّ مُتَعَدِّيًا فَلَا يُقَالُ: صَمَّ اللَّهُ الْأُذُنَ، وَلَا يُبْنَى لِلْمَفْعُولِ فَلَا يُقَالُ: صُمَّتْ الْأُذُنُ. وَيُسَمَّى شَهْرُ رَجَبٍ الْأَصَمَّ؛ لِأَنَّهُ كَانَ لَا يُسْمَعُ فِيهِ حَرَكَةُ قِتَالٍ.
المعنى
ويعطى الناس حقوقهم في كل مكان تحت حكمه إلا مصر وأهلها فإن أذنَه صماءُ عنهم لا يسمع شكواهم ولا يجيب مطالبهم.
131- فَاصْبِرِي مِصْرُ لِلْبَلَاءِ وَأَنَّى *** لَكِ؟ وَالصَّبْرُ لِلْبَلَاءِ بَلَاءُ
اللغة
(الْبَلَاءُ): الِاخْتِبَارُ، ومثله (الْبَلِيَّةُ) وَ(الْبَلْوَى)، وَالْجَمْعُ (الْبَلَايَا) . وَ(بَلَاهُ): جَرَّبَهُ وَاخْتَبَرَهُ، وَبَابُهُ (عَدَا)، وَبَلَاهُ اللَّهُ: اخْتَبَرَهُ، يَبْلُوهُ (بَلَاءً) بِالْمَدِّ، وَهُوَ يَكُونُ بِالْخَيْرِ وَالشَّرِّ.
المعنى
فاصبرى يا مصر على هذا البلاء إذ ليس أمامك إلا الصبر ولكن من أين لك الصبرُ؟ وكيف تصبرين؟ والصبرُ على البلاء بلاء، فأنت في بلاءٍ صبرتِ أم لم تصبري.