بسم الله الرحمن الرحيم
أخرج الإمام أحمد في مسنده(ج3/183)و الإمام البخاري في الأدب المفرد(479)من حديث حماد بن سلمة عن هشام بن زيد بن أنس بن مالك عن جده قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن قامت الساعة و بيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل
وقد رواه عن حماد أبو الوليد و محمد بن الفضل و بهز و وكيع بن الجراح
و الفسيلة: الصغيرة من النخل
و من لطيف ما أوقفني الله عليه ما رواه الخطيب في جامعه (1/488):فهد بن عوف قال : « جئنا إلى حماد بن سلمة في يوم حار شديد الحر ، وصلينا معه الظهر ، وكان حماد صاحب ليل ، وظننا أنه صائم قال : فرحمناه مما به من الجهد ، وأجمعنا على أن ننصرف عنه لا نسأله عن شيء ، فتفرقنا وبقي من بقي ، قال : » فركع بعد الفريضة وخرج من المسجد ، وسار في الطريق في الشمس ، فانبرى له غلام حدث فسأله عن شيء معه فوقف في الشمس معه يسائله ويحدثه ، قال : فقال له بعض مشيخة المسجد : يا أبا سلمة ، انصرف أصحابنا عنك لما رأوا بك من الضعف ، ووقفت مع هذا الغلام في الشمس تحدثه ، قال : « رأيت في هذه الليلة كأني أسقي فسيلة أصب الماء في أصلها ، فتأولت رؤياي هذا الغلام حين سألني »
و تكررت مع يحيى بن حميد الطويل قال : أتينا يوما حماد بن سلمة وبين يديه صبيان يحدثهم ، فجلسنا إليه حتى فرغ فقلنا له : يا أبا سلمة ، نحن مشايخ أهلك قد جئناك ، تركتنا وأقبلت على هؤلاء الصبيان ، قال : « رأيت فيما يرى النائم كأني على شط نهر ومعي دلية أسقي فسيلا فتأولته هؤلاء الصبيان »
وهذه من بركة اتباع السنة لهذا الإمام الذي يطبق حديث رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يقظة و مناما

__________