الدعاء على الظالم فقد قال مالك وجماعة من العلماء بجوازه، والمستند قوله تعالى: (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ).
لكن الأحسن الصبر والعفو ، لقوله تعالى (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)، أي من معزومها ومطلوبها عند الله.
والدعاء بقدر المظلمة؛ لأن الدعاء كالقصاص يكون بمقدار الاعتداء.
قال ابن مفلح: (قال أحمد: الدعاء قصاص، ومن دعا على من ظلمه، فما صبر). [الفروع: (7 / 267)].
قال القرافي: (وحيث قلنا بجواز الدعاء على الظالم ... تدعو عليه بأنكاد الدنيا، ولا تدعو عليه بمؤلمةلم تقتضها جنايته عليك. بأن يجني عليك جناية، فتدعو عليه بأعظم منها، فهذا حرام عليك؛ لأنك جان عليه بالمقدار الزائد، والله تعالى يقول (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ).
فتأمل هذه الضوابط ، ولا تخرج عنها).
[الفروق: (4 / 294)].