كتاب "الصواعق والرعود" دليل ضد الحنابلة الجدد لا لهم من جهات:
الأولى: أن فيه نقولًا كثيرة عن كتب شيخ الإسلام وابن القيم كـ"منهاج السنة"، و"اقتضاء الصراط المستقيم" و"الرد على البكري" و"مدارج السالكين" و"زاد المعاد" و"إغاثة اللهفان" و"النونية " وغير ذلك من رسائل ابن تيمية وابن القيم، وهذا ينقض دعوى محمد السيد الأزهري أن الحنابلة لم يكونوا قد اطلعوا على تفاصيل كلام ابن تيمية، ليصحح لنفسه بعد ذلك رميه بالتجسيم لقوله في مسألة الصفات الاختيارية (حلول الحوادث).
الثانية: أنه أثنى عليه بكلام كثير، ولم يلمزه في اعتقاده، كشأن سائر متأخري الحنابلة في الثناء على عقيدة الشيخ، ولم يقل عنه إنه مجسم ولا أن قوله بحلول الحوادث قول الملاحدة كما يقوله محمد عبد الواحد ويستند في ذلك إلى كلام القاضي في "مختصر المعتمد"، وقد يكون قلد في ذلك الكوثريَّ (أعني في تنزيل كلام القاضي على ابن تيمية)، لا عالمًا من علماء الحنابلة.
بل حتى في مسألة الزيارة التي يشنع المشنعون على شيخ الإسلام بسببها قال: (هو مجتهد ولا اعتراض عليه). (ص364).
الثالثة: أن مناوئي دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب من الرافضة والأشعرية كالنبهاني مثلًا نسبوا الوهابية للتجسيم، ونجد ابن داود مع شدة عداوته لهم وحمله كلامهم على أسوء المحامل، ونسبته الأكاذيب لهم، نجده عامة كلامه في مسائل التكفير وتوحيد العبادة، ولا نجده ينسب الوهابية للتجسيم، كما ينسبهم الحنابلة الجدد للتجسيم، وإن كان في كلامه ما فيه من النفي الذي يقول به المتكلمون، إلا أن القول بذلك مسألة، والحكم على المخالف فيها بالإلحاد والتجسيم مسألة أخرى.
كتبه محمد براء ياسين