صديقي يصلي معي ويضايقني



السؤال:
الملخص:
شاب يشكو صديقه الذي يذهب معه إلى المسجد، ويلهيه عن ذكر الله في طريقه، وينتظره بعد الصلاة، فيضيق عليه وقت قول أذكار الصلاة، ويسأل: ما النصيحة؟
تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أذهب إلى المسجد وحدي، وأذكر الله في طريقي إليه، وبعد خروجي منه، وحتى وصولي البيت، لي صديق أصبح يأتي معي ويلهيني عما كنت أفعله؛ بأن يتكلم معي في أمور أحيانًا تكون دينية، وأحيانًا لا تكون، وأيضًا أنا معتاد على قول أذكار الصلاة في المسجد، وهذا يأخذ وقتًا طويلًا، وهو يجلس ينتظرني، وهذا الأمر يضايقني، وأبقى مشغولًا به، فما الحل؟ هل يجوز أن أقول له أريد الذهاب وحدي أو أقول شيئًا من هذا القبيل؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:
أولًا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.مرحبًا بك أيها الأخ الفاضل، ونسأل الله لنا ولك الهداية والتوفيق، والسداد والتيسير.
ثانيًا: زادك الله حرصًا، ووفقك لذكره وحسن عبادته.
ثالثًا: المسلم يتقلب بين الطاعات والعبادات، وينوي الحسنى في كل أفعاله وأقواله وأحواله، فكما أن ذكرك لله خير لا شك فيه، فأمرك بالمعروف وتذكرك لصديقك خير كذلك، فلا مانع أن تكون عونًا له على طاعة الله، وحفاظه على الصلاة، وتعويده الخير؛ فلا يخفى عليك وصية النبي صلى الله عليه وسلم لعليٍّ رضي الله عنه: ((لأَنْ يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حُمْر النَّعم، أو خير لك من الدنيا وما فيها))؛ [متفق عليه].
رابعًا: فالنصيحة لك أن تستغل الوقت مع صديقك بتحضير مسألة من مسائل العلم وأنت في طريقك للمسجد؛ فتنفعه وينفعك، ولا مانع أن تستمع له وتهوِّن عليه مصاعب الحياة؛ عسى أن تكون سببًا في تفريج كربه أو تخفيف همه؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من استطاع منكم أن ينفعَ أخاه فليفعَلْ))؛ [مسلم: (2199)].
هذا، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.