تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: حكم تعلم العلم بنية دحض الشبهات المثارة حول الإسلام

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي حكم تعلم العلم بنية دحض الشبهات المثارة حول الإسلام

    عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ، أَوْ لِيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ، أَوْ لِيَصْرِفَ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ، فَهُوَ فِي النَّارِ رواه ابن ماجه (253).
    و عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ لِتُبَاهُوا بِهِ الْعُلَمَاءَ، وَلَا لِتُمَارُوا بِهِ السُّفَهَاءَ، وَلَا تَخَيَّرُوا بِهِ الْمَجَالِسَ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَالنَّارُ النَّارُ رواه ابن ماجه (254).
    وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ لِيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ، وَيُجَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ، وَيَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ جَهَنَّمَ رواه ابن ماجه (260).
    وهذه الأحاديث وإن كان في أسانيدها ضعف؛ إلا أنه يشهد بعضها لبعض؛ فلذا صححها الألباني رحمه تعالى؛ حيث قال عن حديث جابر:
    " وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وصححه أيضاً الحافظ العراقي (1/ 52)، وهو كما قالوا إنْ سلم من الانقطاع؛ فإن ابن جريج وشيخه أبا الزُبير (مدلّسان) معروفان بذلك، وقد عنعناه، غير أنَّ الحديث صحيح على كل حال، فإن له شواهد في الباب يتقوّى بها، وتتقوّى به " انتهى من "صحيح الترغيب والترهيب" (1 / 154).
    وقال الشيخ محمد بن علي بن آدم الأثيوبي:
    " حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما هذا من أفراد المصنّف، وهو صحيح، قال البوصيريّ: " هذا إسناد رجاله ثقات، على شرط مسلم " انتهى.
    وهو كما قال، لكن فيه عنعنة ابن جريج، وأبي الزبير، وهما مدلّسان، لكن الحديث صحيح بشواهده " انتهى من "مشارق الأنوار" (4 / 485 - 486).
    جاء في "شرح الطيبي على مشكاة المصابيح" (2 / 681):
    " قوله: ( ليجاري ): المجاراة المفاخرة، مأخوذة من الجري، لأن كل واحد من المتفاخرين يجري مجرى الآخر. و ( المماراة ) المحاجة ، والمجادلة، من المرية، وهو الشك؛ فإن كل واحد من المحتاجين يشك فيما يقول صاحبه، أو يشكك بما يورَد على حجته. أو المري، وهو مسح الحالبِ الضرعَ ليستنزل ما به من اللبن؛ فإن كلا من المتناظرين يستخرج ما عند صاحبه. و ( السفهاء ) الجهال، فإن عقولهم ناقصة مرجوحة بالإضافة إلى عقول العلماء.
    أوقل: ههنا ألفاظ متقاربة: المجاراة، والمماراة، والمجادلة " انتهى.
    فظاهر الحديث يبين أن الشخص الذي يتعلم شرع الله تعالى لأجل جدال السفهاء؛ متوعد بالعذاب لأنه لم يحقق الإخلاص في تعلمه لشرع الله تعالى؛ بل جعل غايته من التعلم هو الجدال.
    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَتَعَلَّمُهُ إِلَّا لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا، لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رواه أبو داود (3664).
    والنية الصحيحة والسليمة في طلب العلم؛ هو أن ينوي العمل به في خاصة نفسه ، ثم تعليه للناس، وتبليغه إليهم، وحمل الشريعة لمن غابت عنه ، ثم دفع عدوان المعتدين ، وتحريفات المبطلين عنه.
    قال الله تعالى: فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ التوبة/122.
    وقال الله تعالى: فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا الفرقان/52.
    قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى:
    " ( وَجَاهِدْهُمْ ) بالقرآن ( جِهَادًا كَبِيرًا ) أي: لا تبق من مجهودك في نصر الحق وقمع الباطل إلا بذلته، ولو رأيت منهم من التكذيب والجراءة ما رأيت، فابذل جهدك واستفرغ وسعك، ولا تيأس من هدايتهم ولا تترك إبلاغهم لأهوائهم " انتهى من "تفسير السعدي" (ص 585).
    فمن تعلم العلم بنيّة ردّ شبهات الكفار ونصح المسلمين؛ فهي نية صالحة.
    سُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
    " هل من وصية لطالب العلم المبتدئ؟
    فأجاب:
    الوصية لكل إنسان أن يخلص النية لله عز وجل، وألا يكون قصده بذلك الرئاسة ولا الجاه ولا المال، بل ويكون مقصده أن يرفع الجهل عن نفسه وعن غيره، وأن يقيم الملة ويدافع عنها ويحميها، هذا أفضل شيء " انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (226 / 36 ترقيم الشاملة).
    فإن احتاج إلى الجدال والمماراة أثناء دعوته هذه؛ فلا بأس بهذا؛ لأنها ليست الغاية من التعلم؛ وإنما وسيلة للتبليغ؛ لكن عليه أن يجادل بالحسنى ووفق حدود الشرع.
    قال الله تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين َ النحل/125.
    قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى:
    " أي: ليكن دعاؤك للخلق مسلمهم وكافرهم، إلى سبيل ربك المستقيم، المشتمل على العلم النافع، والعمل الصالح ( بِالْحِكْمَةِ ) أي: كل أحد على حسب حاله وفهمه وقوله وانقياده ...
    فإن كان المدعو يرى أن ما هو عليه حق. أو كان داعيه إلى الباطل، فيجادل بالتي هي أحسن، وهي الطرق التي تكون أدعى لاستجابته عقلا ونقلا.
    ومن ذلك الاحتجاج عليه بالأدلة التي كان يعتقدها، فإنه أقرب إلى حصول المقصود، وأن لا تؤدي المجادلة إلى خصام أو مشاتمة تذهب بمقصودها، ولا تحصل الفائدة منها، بل يكون القصد منها هداية الخلق إلى الحق لا المغالبة ونحوها " انتهى من "تفسير السعدي" (ص 452).
    وقال الله تعالى: فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا الكهف/22.
    قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى:
    " ( فَلا تُمَارِ ) أي: تجادل وتحاج ( فيهم إِلا مِرَاءً ظَاهِرًا ) أي: مبنيا على العلم واليقين، ويكون أيضا فيه فائدة " انتهى من "تفسير السعدي" (ص 474).
    فالحاصل؛ أن تعلم العلم الشرعي بنية دعوة الناس إلى دين الله تعالى؛ والدفاع عن الإسلام ورد كيد الكافرين؛ هي نية صالحة؛ بشرط أن لا يهتم طالب العلم بالعلوم التي هي من فرض الكفاية؛ ويهمل فروض العين كتعلم أصول عقيدته وصفة العبادات الواجبة من صلاة وصيام وغير ذلك.
    عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَزْدِيِّ صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَثَلُ الْعَالِمِ الَّذِي يُعَلِّمُ النَّاسَ الْخَيْرَ ويَنْسَى نَفْسَهُ كَمَثَلِ السِّرَاجِ يُضِيءُ لِلنَّاسِ ويَحْرِقُ نَفْسَهُ رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (2 / 165 - 166)، وحسّنه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (1 / 164).المصدر الاسلام سؤال وجواب

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: حكم تعلم العلم بنية دحض الشبهات المثارة حول الإسلام

    قال الشيخ صالح ال الشيخ
    من أعظم أسباب البركة في العلم أن تكون نيتك صالحة فيه,...والنية الصالحة في العلم أن تنوى أن ترفع الجهل عن نفسك, ثم تنوى رفع الجهل عن غيرك, فمن استقام له هذان الأمران, أو الأول منهما, فهو على نية صالحة في العلم, فيرجى له القبول, وهذا القصد وهذه النية ينفعانك كثيراً إذا استحضرتهما في العلم.[شرح كتاب الطهرة من بلوغ المرام]

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: حكم تعلم العلم بنية دحض الشبهات المثارة حول الإسلام

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    قال الشيخ صالح ال الشيخ
    من أعظم أسباب البركة في العلم أن تكون نيتك صالحة فيه,...والنية الصالحة في العلم أن تنوى أن ترفع الجهل عن نفسك, ثم تنوى رفع الجهل عن غيرك, فمن استقام له هذان الأمران, أو الأول منهما, فهو على نية صالحة في العلم, فيرجى له القبول, وهذا القصد وهذه النية ينفعانك كثيراً إذا استحضرتهما في العلم.[شرح كتاب الطهرة من بلوغ المرام]
    نعم
    قال الشيخ صالح آل شيخ في محاضرة بعنوان المنهجية في طلب العلم
    (يحتاج طالب العلم إلى أن يكون عنده أخلاق ضرورية وصفات ملازمة له في مسيره لطلب العلم أولها وأعظمها أن يكون مخلصا لربّه جلّ وعلا في طلبه للعلم لأنّ طلب العلم عبادة والملائكة كما ثبت في الحديث الصحيح تضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع فهذه العبادة لابد لقبولها ولتوفيق الله جلّ وعلا لصاحبها أن يكون مخلصا فيها لله جلّ وعلا يعني لا يطلب العلم لنيل مرتبة دنيوية، لا يطلب العلم الشرعي علم الكتاب والسنة لنيل جاه أو سمعة أو ليصبح معلما أو ليصبح محاضرا أو ليشار إليه بالبنان أو ليكون ملقيا لدروس ونحو ذلك، بل يكون قصده التعبد لله بهذا وأن يتخلص من الجهالة فيعبد الله جلّ وعلا على بصيرة.
    إذن الإخلاص في طلب العلم أن يكون المراد وجه الله جلّ وعلا لا عرضا من الدنيا -بأنواع تلك الأعراض- ويكون ناويا أن يرفع الجهالة عن نفسه سئل الإمام أحمد قيل له: كيف الإخلاص في العلم؟ قال: الإخلاص فيه أن ينوي رفع الجهالة عن نفسه لأنّه لا يستوي عالم وجهول قال جلّ وعلا(أمن هو قانت لله ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربّه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)وقال جلّ وعلا في آية المجادلة(يرفع الله الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات).فإذن الله جلّ وعلا فضل أهل العلم على غيرهم والذي يطلب العلم ليعبد الله على بصيرة ليخلص نفسه هو من الجهالة وليكون في حياته موافقا لما شرع الله جلّ وعلا هذا قد أخلص، قد أخلص لأنّه قصد وجه الله جلّ وعلا قصد أن ينجو من أن يكون متبعا لهواه جاهلا مقلدا.
    الإخلاص أول تلك الشرائط وأول تلك الآداب والصفات والصفات والآداب كثيرة صنّفت فيها كتب ومؤلفات بعضها صغير وبعضها كبير.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: حكم تعلم العلم بنية دحض الشبهات المثارة حول الإسلام

    سئل الشيخ بن عثيمين في لقاء الباب المفتوح
    226(هل من وصية لطالب العلم المبتدئ؟
    الجواب:
    الوصية لكل إنسان أن يخلص النية لله عز وجل وألا يكون قصده بذلك الرئاسة ولا الجاه ولا المال بل ويكون مقصده أن يرفع الجهل عن نفسه وعن غيره وأن يقيم الملة ويدافع عنها ويحميها هذا أفضل شيء.
    ***
    و سئل الشيخ بن عثيمين في اللقاء الشهري
    (ما هي الوسائل المعينة على الإخلاص في طلب العلم؟
    الجواب

    من أكبر الوسائل المعينة على الإخلاص:أن يريد الإنسان بطلب العلم امتثال أمر الله ورجاء ثوابه لأن الله تعالى حث على طلب العلم بقوله{ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}وأن يرجو بهذا ما وعد به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)وليعلم أنه ما جلس مجلساً يتعلم فيه العلم إلا كان هذا المجلس غنيمة له فبهذا وأمثاله يتكون الإخلاص في القلب، وأن يريد الإنسان بطلب العلم وجه الله تعالى والدار الآخرة.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: حكم تعلم العلم بنية دحض الشبهات المثارة حول الإسلام

    . .
    عنوان الموضوع اخي الفاضل . . أتمنى الاستدلال له في الموضوع . . من القرآن والسنة . .
    ..

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: حكم تعلم العلم بنية دحض الشبهات المثارة حول الإسلام

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    . .
    عنوان الموضوع اخي الفاضل . . أتمنى الاستدلال له في الموضوع . . من القرآن والسنة . .
    ..
    القرآن مملوء بدحض الشبهات المثارة حول الاسلام
    منها على سبيل المثال - شبهة أنَّ الرسول بشر:
    ﴿ ... مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آَبَائِنَا الْأَوَّلِينَ ﴾ [المؤمنون: 24]. قال قوم نوح عليه السلام﴿ وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ [الشعراء: 186].
    وقال قوم صالح عليه السلام: ﴿ فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ ﴾ [القمر: 24].
    وهي السنة في جميع الأقوام ﴿ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴾ [التغابن: 5 - 6].
    الحكمة الإلهية لا تتحقق إلا أن يكون رسول البشر من البشر
    «واحد من البشر يحس إحساسهم ويتذوق مواجدهم، ويعاني تجاربهم، ويدرك آلامهم وآمالهم، ويعرف نوازعهم وأشواقهم ويعلم ضروراتهم وأثقالهم،... ومن ثمّ يعطف على ضعيفهم ونقصهم ويرجو في قوتهم واستعلائهم، ويسير بهم خطوة خطوة، وهو يفهم ويقدر براعتهم وتأثراتهم واستجاباتهم، لأنه في النهاية واحد منهم، يرتاد بهم الطريق إلى الله بوحي من الله وعون منه على وعثاء الطريق. وهم من جانبهم يجدون فيه القدوة الممكنة التقليد، لأنه بشر منهم يتسامى بهم رويداً رويداً، ويعيش بالأخلاق والأعمال والتكاليف التي يبلغهم أن الله قد فرضها عليهم، وأرادها منهم، فيكون هو بشخصه ترجمة حية للعقيدة التي يحملها إليهم، وتكون حياته وحركاته وأعماله صفحة معرضة لهم ينقلونها سطراً سطراً، ويحققونها معنى معنى وهم يرونها بينهم، فتهفو نفوسهم إلى تقليدها، لأنها ممثلة في إنسان، ولو كان ملكاً ما فكروا في عمله ولا حاولوا أن يقلدوه، لأنهم منذ البدء يشعرون أن طبيعته غير طبيعتهم، فلا جرم ولا حاولوا أن يقلدوه، لأنهم منذ البدء يشعرون أن طبيعته غير طبيعتهم، فلا جرم يكون سلوكه غير سلوكهم على غير أمل في محاكاته ولا شوق إلى تحقيق صورته» فالاعتراض على بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم جهل بهذه الحكمة الربانية.

    قال الشنقيطي:
    وهذا المعنى الذي وضحته الآية الكريمة، وهو أن الرسول يجب أن يكون من جنس المرسل إليهم، قد جاء ما يشبهه ويؤكده في آيات كثيرة؛ منها قوله تعالى: ﴿ وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ ﴾ [الأنعام: 8]، ﴿ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ ﴾ [الأنعام: 9]، وقوله سبحانه: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنبياء: 7]، وقوله عز وجل: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ﴾

    فمن لطف الله بعباده ان ارسل لهم رسولا من البشر اذ لو كانت الرسل ملائكة ما طاقت الناس رؤيتهم ولحدثت النفرة منهم

    هذا مثال واحد اخى ابو لمى على دحض الشبهات المثارة حول الاسلام من القرآن- والامثلة لا تعد ولا تحصى من دحض شبهات المشركين واليهود والنصارى وغيرهم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •