ما هو المسار الترجمي؟
أسامة طبش


تكمن متعة الترجمة في التعرف على خباياها والتفصيل في آلياتها، وسنبيِّن كيف تتم الترجمة حتى يصل إلينا النص مترجمًا، متمتعًا بتجليات جماله الرائع، وقائمًا بالدور المنوط به.

المسار الترجمي هو العملية التي يتم من خلالها عمل المترجم، ويدخل في ذلك عناصر ثلاثة، هي أساس ومرتكز الترجمة وهي مكملة لبعضها، وتكون كالآتي: المترجم، وأداة الترجمة، والنص.

1- المترجم: هو العامل الأساسي والحاسم في عملية الترجمة؛ حيث يتوقف عليه مدى نجاحها، وقد أبرزنا الشروط الواجب توافرها فيه، والتي تميزه عن غيره من متقني اللغات الأجنبية والعارفين بخباياها، وهي: الإتقان الجيد للغة، والمعرفة بنظريات الترجمة، والتمتع بالحس الترجمي.

2- أداة الترجمة: هي اللغة، سواء اللغة المصدر أو الهدف، ولهذه اللغة متطلبات ومستلزمات، فالإتقان الكامل لها يسهل من نجاح المترجم في عمله؛ لأن اللغة لها تعابيرها الخاصة بها ومن واجب المترجم الحفاظ عليها، إذا رغب في ضمان مقروئية نصه من قِبل القارئ، فالتمكن منها ومراعاة الذوق الرفيع الكامن فيها هو الطريق السالك للنجاح.

3- النص: هو المادة التي يعمل عليها المترجم، فسيكون أمام أنواع شتى من النصوص؛ كالأدبية والاقتصادية والطبية، إلى غيرها من النصوص، فيُراعي فيها المعاني والمعارف والمعلومات التي تحتويها، كما أنه يأخذ في اعتباره كاتب النص؛ لأن له قصدًا ضَمَّنه نصه، فيتواصل المترجم في حالات معه بسؤاله عن المبتغى من هذه العبارة أو تلك؛ لإزالة اللبس عنها؛ فيصون مبدأ الأمانة في الترجمة.

الترجمة فن، وطابعها ذاك يتضح عن طريق تبسيط آلياتها، فنتصورها حلقات مترابطة بشكل وثيق، وبضمان فاعليتها نُمنح الترجمة اللائقة، ويجري هذا بسلاسة شديدة، فالمتعة هي الغالبة في هذا الميدان.