أدوات الترجمة
أسامة طبش

إن لأدوات الترجمة علاقة وطيدة بالمترجم، فهي ترافِقه على الدوام في عمله، وهي المحيط الذي يَغمس ذاتَه فيه، فيُركز ذهنه على النص، ويُحرر الترجمة المُتقنة:
يستعين المترجم بالقاموس، وقد يكون هذا القاموس أحادي اللغة أو مزدوج اللغة، ويوجد أيضًا ما يُصطلح عليه بـ"قاموس المصطلحات"، ويُعد القاموس رفيقًا للمترجم، وإذا سَأَلَ أحدهم: هل أَلِيقُ بالترجمة؟ الإجابة تكون انطلاقًا من علاقته بالقاموس، فإذا كانت وطيدة، فهو مشروع مترجم، وإذا كانت علاقته عادية به، فقد يختار مجالًا مغايرًا.

يُبحر المترجم على شبكة الإنترنت، ويستفيد من البرامج الحديثة في الترجمة، وفائدتها تكمن في أنها تحفظ في عُمقها قاعدة بيانات، فَتَخْتَصِرُ عليه الوقت والجهد في الترجمة، ونلمسها خصوصًا في الترجمة القانونية الرسمية، فالمترجم الرسمي عادة ما يعمل على نماذج، وهذه البرامج الحديثة، تُزوِّده بالترجمات في أسرع وقت ممكن.

يَأخذ المترجم بآراء الخبراء في الميدان، فالمترجم الرسمي يطلب استشارة المحامي على سبيل المثال؛ لأن لترجمته علاقة وطيدة بالعلوم القانونية، الأمر نفسه ينطبق على الميدان الطبي، فيَتعذَّر عليه ترجمة وصفة طبية، فيتواصل مع الأطباء، أو من حرَّرها؛ لِيَعْرِفَ ما دُوِّن عليها، ولا سيما ما يرتبط بالدواء، وكثيرًا ما تُصادف المترجمين مثل هذه الحالات.

يقرأ المترجم ويطالع، وهو يتناول الكتب التي تتحدث عن تقنيات الترجمة؛ ليستفيد منها، فالترجمة المتخصصة تختلف عن الأدبية، ولكل منها الأسلوب الخاص في الترجمة، فيَطلع على هذه المراجع، ويختارها بعناية، حتى تمدَّه بالرصيد المعرفي الكافي في عمله.

يَأخذ المترجم فكرة عن الترجمات السابقة، ففي الترجمة الأدبية، قد يواجه رواية تُرجمت إلى الإنجليزية مثلًا، وهو سيُترجمها إلى الفرنسية، ولا نَقْصِدُ أنه سيُغير أسلوب المترجم، وخُطته في الترجمة، إنما من قبيل الإطلاع والاستئناس، فيتلافى النقائص الواردة في الطبعة الإنجليزية، فتُصبح ترجمته أكثر قربًا من الرواية الأصلية السابقة.


هذه الأدوات مهمة لمن يُحب اكتشاف الترجمة، فلا يَنكب المترجم على نصه فحسب، بل هو يُحيط نفسه بكل المتطلبات والمراجع، حتى يَقْتَرِبَ عمله من الاحتراف، وهذا هو المُبتغى من الاستعانة بها.