وقفات مع درس التعبير الكتابي

أسامة طبش
في ميدان تدريس اللغات، يعد التعبير الكتابي محكًّا حقيقيًّا لقياس مدى استيعاب المتعلم لما يلقن إليه من معلومات، فتمكُّن المدرس منه امتحان لا مفر منه؛ لأنه مطالب في كل مرة باقتراح نصوص جديدة، ذات أنماط مختلفة موظَّفةٍ فيها المعارف اللازمة، وهذه هي الأدوات التي يستعين بها.


المشكل الذي قد يعاني منه المدرس، هو مواكبة الدروس وتنويع النصوص بشأنها، فيمكن أن يحرِّر نصًّا عن جمال الطبيعة للحث على زيارة مكان معين، أو عن قضية اجتماعية للرَّدع تُجاه سلوك ما، أو عن قصة لإكساب المتعلم الفنَّ الأدبي، وغيرها من النصوص الأخرى، وهو أمر ليس بالهيِّن على الإطلاق، يستلزم مهارة وحذاقة، وتمرُّسًا يُكتسب عبر الزمن.


إن تحليل النص يوجب التدقيق في النحو والصرف، وأنماط الجمل والأفكار الرئيسية والفرعية، وهي مهام يضطلع بها اللغوي المتعمق في نصِّه، دون الحديث عن المعاني وصياغاتها، والصور البيانية والمحسنات البديعية، المُنمِّقة للأسلوب، والخبرة بشأنها مطلوبة من قِبلِ المدرس.


وينقل المدرس على دفتر المتعلم النص، ويكون بسيطًا وسلسًا ومباشرًا؛ حتى يفهمه فيما بعد، ويتخذه نموذجًا وطريقًا لتحرير نصوص مشابهة، فالعبرة هي تلقين مهارة الكتابة وفُنونها، ومرة بعد مرة، يُحسِّن المستوى، فيكتسب الثقافة والأساس المتين، ويحصل له النضج الذي هو بحاجة إليه.


إذا تمكَّن المدرس من هذا النشاط واعتاد عليه، سيرقى مستواه هو أيضًا؛ حيث يمثل معيارًا لإتقانه للغة التي يُدرِّسها، دون إغفال أنه يوجد من هو مبتدئ، فيحتاج إلى تكثيف قراءاته وتحديثها، والخوض في أساليب التدريس بتبصُّر.