الصيام من أعظم أسباب دخول الجنة


سعيد مصطفى دياب






الصيام من أعظم أسباب دخول الجنة، مع الإيمان بالله تعالى وإقامة الصلاة وأداء الزكاة.
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي الله عَنهُ أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا عَمِلْتُهُ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ. قَالَ: "تَعْبُدُ اللَّهَ لاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَتُؤَدِّى الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ". قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ أَزِيدُ عَلَى هَذَا. فَلَمَّا وَلَّى قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا".[1]

وللصِّيَامِ بَابٌ خَاصٌ من أبوابِ الْجَنَّةِ لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ غيرُ الصائمين، يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ وهذا يدل على أهمية الصيام وعظم مكانته في دين الله تعالى.

فعَنْ سَهْلٍ رَضِي الله عَنهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ فَيَقُومُونَ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ، فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ".[2]

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي الله عَنهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ نُودِيَ فِي الْجَنَّةِ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ. فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلاَةِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ". قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عَلَى أَحَدٍ يُدْعَى مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ كُلِّهَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نَعَمْ وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ".[3]

وعَنْ جَابِرٍ رَضِي الله عَنهُ أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِذَا صَلَّيْتُ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ وَصُمْتُ رَمَضَانَ وَأَحْلَلْتُ الْحَلاَلَ وَحَرَّمْتُ الْحَرَامَ وَلَمْ أَزِدْ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا أَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَالَ: "نَعَمْ". قَالَ وَاللَّهِ لاَ أَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا.[4]

ومن ختمت حياته بصيام يومٍ فقد سعد جده، وسما سعده، ولم لا؟ وقد وجبت له الجنة على لسان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نسأل الله تعالى حسن الخاتمة.

فعَنْ حُذَيْفَةَ رَضِي الله عَنهُ قَالَ أَسْنَدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى صَدْرِي فَقَالَ: "مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ صَامَ يَوْماً ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِه دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ".[5]

فمن مات صائمًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، ومن مات بعد افطاره وكان صائمًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، إذا خُتِمَ لَهُ بِالصِّيَامِ.
فعَنْ عَائِشَةَ رَضِي الله عَنهَا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ ".[6]



[1] رواه البخاري- كِتَابُ الزَّكَاةِ، بَابُ وُجُوبِ الزَّكَاةِ، حديث: 1397، ومسلم- كِتَابُ الْإِيمَانَ، بَابُ بَيَانِ الْإِيمَانِ الَّذِي يُدْخَلُ بِهِ الْجَنَّةَ، وَأَنَّ مَنْ تَمَسَّكَ بِمَا أُمِرَ بِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ، حديث رقم: 14

[2] رواه البخاري- كِتَابُ الصَّوْمِ ، بَابٌ: الرَّيَّانُ لِلصَّائِمِينَ، حديث رقم: 1896، ومسلم- كِتَاب الصِّيَامِ، بَابُ فَضْلِ الصِّيَامِ، حديث رقم: 1152

[3] رواه البخاري- كِتَابُ الصَّوْمِ، بَابٌ: الرَّيَّانُ لِلصَّائِمِينَ، حديث رقم: 1897، ومسلم- كِتَاب الزَّكَاةِ، بَابُ مَنْ جَمَعَ الصَّدَقَةَ، وَأَعْمَالَ الْبِرِّ، حديث رقم:1027


[4] رواه مسلم- كِتَابُ الْإِيمَانَ، بَابُ بَيَانِ الْإِيمَانِ الَّذِي يُدْخَلُ بِهِ الْجَنَّةَ، وَأَنَّ مَنْ تَمَسَّكَ بِمَا أُمِرَ بِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ، حديث رقم: 15

[5] رواه أحمد- حديث رقم: 23324، بسند صحيح

[6] - رواه ابن حبان- كِتَابُ الْبِرِّ وَالْإِحْسَانِ، ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمَرْءَ يَجِبُ أَنْ يَعْتَمِدَ مِنْ عَمَلِهِ عَلَى آخِرِهِ دُونَ أَوَائِلِهِ، حديث رقم: 340، بسند صحيح