رائحة تسربت لمستودع ذكرياتي
دانه العازمي


اليوم الثامن من يوليو:
مَررْت مثل تلك الرائحة، التفتُّ لأنظر مَن الذي سرقني إليه بمروره بجانبي، فقط باشتمامي رائحة عطره، التفتُّ ولكن لا يوجد أحد مرَّ بجانبي بتلك الرائحة!

هل بدأت أتخيل رائحة عطرك في كلِّ مكان على أمل رؤيتك؟
هربت، التجأتُ إلى المكان الذي كان يجمعنا معًا، إلى المكان الذي تملَّكناه بياء التملُّك، المكان الذي جمعنا معًا أول لقاء.
التجأت إلى ذلك المكان وأنا مَن قطَع عهدًا على نفسه أن يَمحوَ جميع ما يخصُّك، التجأت إليه بعيني الغارقة في دموعها، التجأت إليه وأنا على أملي الباقي أن أراك هناك تلك الليلة، فقط تلك الليلة.


ولكن وصلت بخيبة أمل، كنت أعلم أنك كنت هكذا دائمًا وستظلُّ، ولكن لا أعلم ما الذي جعلني أشعر بأنك كنت خلفي، كنت هناك، كنت داخلي، أحببتك بشدَّة، إلى درجة أني كلما كتبتُ لك ضاعتْ كلماتي، ماذا فعلت غير خيانتي وكسري لأُحبك حتى هنا؟

إلى أي حال أوصلتني لأُحبك كلَّ هذا الحبِّ العظيم؟ ماذا فعلت من أجلي؟
كنت أتمناك أن تحبني رُبُعَ حبي لك، ولكن كنت أول من يخيِّب أملي، ومع ذلك كنتُ دائمًا مبتسمة، ولا يوجد شيء قادر على أن يَكسِرني سواك، وكنت تفعل ذلك كثيرًا جدًّا.