تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 34 من 34

الموضوع: هل الرقية الشرعية شفاء من كل داء؟

  1. #21

    افتراضي رد: هل الرقية الشرعية شفاء من كل داء؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله-بن-فرحات مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    بارك الله فيكم و جزاكم الله خيرا
    ما قاله الأخ الحفيشي عن اللديغ في عصرنا هو الصواب : " لو اختار الرقية فسيموت قبل إتمامها..يا رجل إلى المستشفى بلا خلاف.."
    بداية أشكرك على تفاعلك ولكن اسمح لي أخالفك فيما ذهبت إليه .
    إستعمال الأسباب الحسية و المادية لعلاج الأمراض العضوية يستوي فيها الكافر و المؤمن و هي خاضعة للبحث و الإستكشاف و الحكم كما قال صلى الله عليه و سلم " ... علمه من علمه و جهله من جهله . "
    كلام سليم .
    [quoe]أما ما وصلَنا من رقى الرسول صلى الله عليه و سلم و صحابته رضي الله عنهم للأمراض العضوية بالقرآن فهو بمثابة الدعاء المستجاب . و الدعاء المستجاب يقول الله عنه : " إنّما يتقبل الله من المتقين " .
    الصحابي الذي قرأ الفاتحة ـ على سيد القوم الذي لدغته عقرب وكان كافراً ـ الله أعلم إن كان طبيبا او راقيا و لكنه كان متيقنا أنه إذا وكل الأمر إلى الله فيُستجاب له و لذلك اشترط عليهم أن يجعلوا له جعلة . دعا الصحابي الله قائلا : " إياك نعبد و إياك نستعين " كما قال صلى الله عليه و سلم : " لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا "[/quote]
    و لذلك اشترط عليهم أن يجعلوا له جعلة .
    استدلال فيه نظر إذ لا يلزم من الاشتراط أن يكونوا على يقين من الشفاء بل يكون من باب غلبة الظن..
    أما قولك : " وسعينا له بكل شيء " فأقول كان علمهم بالطب محدود جدا و أنت تعلم أنّ اليوم أبسط ممرض و ليس حتى طبيب يستطيع أن يعطيك تلقيحا ضد السم فتشفى .
    أخي هذا لا يتنافى هذا مع ماتقدم فسعي كل أهل زمان ومكان يختلف عن سعي غيرهم وكلٌ بحسبه .
    قولك صحيح أن نجمع بين العلاج بالقرآن أي الدعاء (( من أراد أن يُحَدِّث ربه فليدعه و من أراد أن يُحدِّثه ربه فليقرأ القرآن )) و العلاج المادي و لكن علينا أن نبيّن أنّنا لسنا على يقين أنّ القرآن سينفع أي أنّ عندنا شك في الإستجابة لدعائنا و لذلك أضفنا العلاج المادي بمعنى آخر إن لم ينفع القرآن فسينفع العلاج المادي . و هذا راجع لضعف توكلنا على الله . وحالنا ليس كحال الصحابة . قيل عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنّه كان يقرأ الفاتحة على المريض فيشفى بإذن الله سواء كان المرض عضوي أو غير عضوي . كما قيل : " الفاتحة هي الفاتحة و لكن أين قلب عمر "
    المسلمون يفضلول علاج الأمراض العضوية في الدول الأروبية و الأمريكية بدلا من العلاج بالدعاء في بلدانهم لأنّ القضية أصبحت بعد نذرة أصحاب الدعاء المستجاب قضية علم و جهل : " علمه من علمه و جهله من جهله "
    على أي أساس جعلت العلاج بالرقية ظني الشفاء والعلاج المادي قطعي الشفاء بإطلاق , إذ لا يخفى عليك أن العلاج بالرقية والعلاج المادي لهما شروط وموانع ومتى ماوُجدت الشروط وانتفت الموانع تحققت المصلحة المرجوة وإلا فلا , فلذلك العلاج الشرعي هو الجمع بين الرقية والعلاج المادي جنباً إلى جنب ومتى ماتعذر أحدهما كرهاً اكتفينا بالآخر اضطراراً .

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    المشاركات
    57

    افتراضي رد: هل الرقية الشرعية شفاء من كل داء؟

    سمعت شريط جميل للشيخ محمد النجد بعنوان( العلاج النفسي بالقران) انصك بسماعه
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
    تصدق كل يوم ولو بريال على العمال

  3. #23

    افتراضي رد: هل الرقية الشرعية شفاء من كل داء؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالعزيز عبدالرحمن مشاهدة المشاركة

    ... ... إذ لا يخفى عليك أن العلاج بالرقية والعلاج المادي لهما شروط وموانع ومتى ماوُجدت الشروط وانتفت الموانع تحققت المصلحة المرجوة وإلا فلا , فلذلك العلاج الشرعي هو الجمع بين الرقية والعلاج المادي جنباً إلى جنب ومتى ماتعذر أحدهما كرهاً اكتفينا بالآخر اضطراراً .
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    بارك الله فيك.
    أنا أوافق تماما على قولك و هو لا يتنافى معى ما ذكرتُه لك إلاّ أنّ المانع في تحقق المصلحة بالدعاء وحده و القرآن هو إضافة العلاج المادي لعدم التيقن بأنّ القرآن وحده يكفي . قول : " و متي ما تعذر أحدهما " يتنافى مع اليقين بالإستجابة. رقية اللديع لم يضف الصحابي رضي الله عنه أسباب مادية . خالد بن الوليد رضي الله عنه حينما شرب السم لبين لهم الإيمان بالله كان متيقنا بالإستجابة و ما استعملة أمور مادية محسوسة . عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقرأ الفاتحة و لايستعمل معها علاج مادي .موسى عليه السلام مع قومه قالوا له إنّ لمدركون فأجاب و هو لا يعلم ما سيحصل كلا إن معي ربي سيهدين . رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لأبى بكر رضي الله عنه لا تحزن إنّ الله معنا ... ...الذي أريد أن أصل إليه أنه عند التيقين من الإستجابة لا نحتاج إلى إضافة علاج مادي . فإذا أضفنا سبب مادي فهذا يعني أنّا عندنا شك و لو قليل في الإستجابة بالدعاء وحده و لذلك نضيف علاج مادي و تصبح المصلحة المرجوة متعلقة بالعلم و الجهل لمفعول المواد المستعملة .

    و الله أعلى و أعلم

  4. #24

    افتراضي رد: هل الرقية الشرعية شفاء من كل داء؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله-بن-فرحات مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    بارك الله فيك.
    أنا أوافق تماما على قولك و هو لا يتنافى معى ما ذكرتُه لك إلاّ أنّ المانع في تحقق المصلحة بالدعاء وحده و القرآن هو إضافة العلاج المادي لعدم التيقن بأنّ القرآن وحده يكفي . قول : " و متي ما تعذر أحدهما " يتنافى مع اليقين بالإستجابة. رقية اللديع لم يضف الصحابي رضي الله عنه أسباب مادية . خالد بن الوليد رضي الله عنه حينما شرب السم لبين لهم الإيمان بالله كان متيقنا بالإستجابة و ما استعملة أمور مادية محسوسة . عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقرأ الفاتحة و لايستعمل معها علاج مادي .موسى عليه السلام مع قومه قالوا له إنّ لمدركون فأجاب و هو لا يعلم ما سيحصل كلا إن معي ربي سيهدين . رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لأبى بكر رضي الله عنه لا تحزن إنّ الله معنا ... ...الذي أريد أن أصل إليه أنه عند التيقين من الإستجابة لا نحتاج إلى إضافة علاج مادي . فإذا أضفنا سبب مادي فهذا يعني أنّا عندنا شك و لو قليل في الإستجابة بالدعاء وحده و لذلك نضيف علاج مادي و تصبح المصلحة المرجوة متعلقة بالعلم و الجهل لمفعول المواد المستعملة .

    و الله أعلى و أعلم
    أخي بارك الله فيك السعي بالأسباب أمر مطلوب شرعاً ولو كنت مستكمل الإيمان بل السعي واتخاذ الأسباب هي من الإيمان قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم ) مع أنه قال (إن تنصروا الله ينصركم ) فيكون المعنى من نصرة الله أخذك أسباب الحيطة والحذر من أعداء الله وهذا تمام التوكل , وأما الأمثلة التي أوردتها فإنك لو أمعنت النظر فيها لتبين لك أنهم قد بذلوا وسعهم في اتخاذ الأسباب ولما انقطعت جميع الأسباب لسبب خارج عنهم عملوا بالتوكل على الله , وهنا أتاهم الفرج والكرامة وبالتالي تكون النتيجة كما ذكرنا من قبل وهو الجمع بين العلاج بالرقية والعلاج المادي هو العلاج الشرعي الأمثل.

  5. #25

    افتراضي رد: هل الرقية الشرعية شفاء من كل داء؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالعزيز عبدالرحمن مشاهدة المشاركة
    أخي بارك الله فيك السعي بالأسباب أمر مطلوب شرعاً...
    الأمثلة التي أوردتها فإنك لو أمعنت النظر فيها لتبين لك أنهم قد بذلوا وسعهم في اتخاذ الأسباب ولما انقطعت جميع الأسباب لسبب خارج عنهم عملوا بالتوكل على الله , وهنا أتاهم الفرج والكرامة وبالتالي تكون النتيجة كما ذكرنا من قبل وهو الجمع بين العلاج بالرقية والعلاج المادي هو العلاج الشرعي الأمثل.
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    بارك الله فيك
    كلامك صحيح فيما يخص الأمراض العضوية و النفسية .

  6. #26

    افتراضي رد: هل الرقية الشرعية شفاء من كل داء؟

    رابط مهم لإثراء الموضوع .
    http://www.alukah.net/Sharia/0/5789/

  7. #27

    افتراضي رد: هل الرقية الشرعية شفاء من كل داء؟

    منقول للفائدة :
    ورد هذا السؤال على مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا وقد تم الجواب من خلال الشيخ الكريم صلاح الصاوي حفظه الله .



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : فضيلة المشايخ : هل القرآن شفاء من كل داء بإطلاق؟ فضيلة المشايخ أنا مصاب بالرهاب الاجتماعي منذ 15 سنة وحالي لا يعلمه إلا الله وأنا حالياً عاطل عن العمل عجزاً لا كسلاً. ويعلم الله أني حاولت التخلص مما أنا فيه بشتى الطرق من أدوية نفسية وعلاجات سلوكية وزيارات للأطباء النفسيين وغيرهم , وحالي من سيء إلى أسوء , والحمد لله على كل حال . فضيلة المشايخ سؤالي محدد ذكرته في الأعلى علماً بأني لم أسألك إلا لأني قد قرأت على نفسي رقية شرعية مكثفة على فترتين يومياً مقدار الفترة ساعة ونصف وادهنت بزيت الزيتون وشربت من ماء زمزم وتضرعت إلى ربي لكشف ما أنا فيه واستمريت على هذا الحال لمدة سنة ونصف حتى أيقنت يقيناً تاماً أن الشفاء لو كان خيراً لي ما حرمني ربي إياه وهو أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين وما منعني العافية إلا للطف خفي أراده لي سبحانه وثم بعد هذه المحاولات قررت التعايش مع هذا المرض وتحجيمه قدر الإمكان والإقبال على الله بعبادته ولكني لم أستطع بل شعرت بالانهيار والضيق الشديد. فضيلة المشايخ سؤالي هل القرآن شفاء من كل داء بإطلاق؟ أم أننا نحمل القرآن أكثر مما نحتمل لا سيما أنني قرأت أن طائفة من أهل العلم يرون القرآن شفاء أمراض الشرك والشبهات المضلة والشهوات المحرمة فحسب وبعضهم وسع المفهوم وقال شفاء من الشرك والشهوات وأيضاً من السحر والمس والعين ولدغة العقرب فقط , والبعض الآخر أطلق وقال شفاء من كل مرض عضوي ومعنوي ونفسي أيضاً . ثم ألا يمكن قوله تعالى (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) ليس فيه دليل على عموم الشفاء فقوله تعالى ( شفاء ) بالتنكير يدل على التبعيض ، وأنه شفاء لبعض الأدواء كالسحر والحسد والعين ولدغة العقرب فقط ، لا أنه شفاء لها كلها ، ولو كان القرآن فيه الشفاء لكل الأمراض ما خلق الله دواء آخر غيره ! ..
    بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فقد اتفق اهل العلم على كون القرآن شفاء من أدواء الشرك والشبهات ونحوها مما يتعلق بالأديان، واختلفوا فيما وراء ذلك مما يتعلق بالأبدان، فمنهم من أطلق القول بعموم شفائه لجميع العلل والأمراض سواء تعلقت بالأبدان أم تعلقت بالأديان، لعموم الأدلة التي دلت على كونه شفاء، ومنهم من قصر شفاءه لعلل الأبدان على أمراض بعينها كالعين ولدغة ذوات السموم ونحوها، لحديث "لا رقية إلا من عين أو حمة". وحديث سهل بن حنيف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا رقية إلا في نفس أو حمة أو لدغة"(21)؛ والجمهور على الأول وحملوا هذا الحديث على أنه لا رقية أولى وأنفع من رقية العين والحمة، لما ثبت من أن النبي صلى الله عليه وسلم رقى بعض أصحابه من غير ما ذكر. وانتصر لذلك ابن القيم في الطب النبوي فقال رحمه الله ( فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية ، وأدواء الدنيا والآخرة ، وما كل أحد يؤهل ولا يوفق للاستشفاء به ، وإذا أحسن العليل التداوي به ، ووضعه على دائه بصدق وإيمان ، وقبول تام ، واعتقاد جازم ، واستيفاء شروطه ، لم يقاومه الداء أبدا ، وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها أو على الأرض لقطعها ، فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه والحمية منه لمن رزقه الله فهما في كتابه ، قال تعالى : ( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) ( سورة العنكبوت - الآية 51 ) فمن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله ، ومن لم يكفه القرآن فلا كفاه الله ) ( الطب النبوي - 352 ) والذي يظهر لي هو قول الجمهور، على أن يجمع المريض في التداوي بين الشفاءين: الديني والدنيوي، وعلى أن لا يستحسر في دعائه فإنه يستجاب للعبد ما لم يستحسر، يقول دعوت ثم دعوت فلم يستجب لي فيستحسر ويدع الدعاء! ولن يعدم الداعي من دعائه خيرا، إما أن يعجل الله له إجابة دعوته فيصرف الله عنه ما ابتلاه به، أو يدخر له ذلك في الآخرة، أو يصرف عنه من السوء ما هو أشد ضررا، فعلى المريض أن يواصل التماسه للشفاءين، وأن يحسن الظن بربه، وأفضل العبادة انتظار الفرج، والله تعالى أعلى وأعلم


  8. #28

    افتراضي رد: هل الرقية الشرعية شفاء من كل داء؟

    بسم الله الرحمن الرحيم أقول وبالله التوفيق أن المرض ينزل بإذن الله ، وكما ينزل بإذنه يرفع بإذنه ، ولكل داء دواء كما صح في الأثر علمه من علمه وجهله من جهله ، هل إذا قلنا بأن الرقية شفاء لكل داء نسقط ما سواها من الأدوية ، أم هي مكملة لذلك ، أم أن الأدواء تختلف فهناك ما يصح فيه الرقية، وهناك ما يصح فيه الأدوية ، فإذا كانت الرقية هي كل شيء فلم أكثر الناس لا يزال أحدهم يعاني من مرضيه دهرا من حياته ، وحتى الدواء لو كان هو الشفاء كل الشفاء فلم يعاني المريض دهره ، وقد أعياه السقم ،
    أم أننا نقول بأن الرقية مرتبطة بالإيمان ، وغيرها غير مرتبط بذلك ، إذا هناك وهناك ......... تساءلات تطرح ، وكخلاصة والله أعلم أن الداء يصح فيه هذا وهذا وربما صح في آخر هذا ولم يصح هذا ، وكل ذلك مرتبط بالابتلاء في هذه الحياة ، ولكن لا شك أن المرتبط بالقرآن تبتعد عنه كثير من الأمراض ، خاصة المعنوية .
    ارتبطي يا أمة القرآن بالقرآن فقد قال ربنا عز وجل { قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء } وقال { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمومنين } والله أعلم . فإن أصبت فيما كتبت فبتوفيق الله وتسديده ، وإن أخطأت فمن النفس والشيطان ، وحسبي من كل ذلك ربي ولا حول ولا قوة إلا بالله .

  9. #29

    افتراضي رد: هل الرقية الشرعية شفاء من كل داء؟

    منقول بتصرف : من الأدلة الدالة على رجحان مذهب القائلين بأن القرآن شفاء من كل داء , ماورد في السنة حيث رقى جبريل ( عليه السلام ) النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( بسم الله أرقيك من كل شي يؤذيك ، من شر كل نفس أو عين حاسد ، الله يشفيك ، باسم الله أرقيك ) , فقوله ( من كل شي يؤذيك ) يدل على عموم أي مرض , ومن ذلك ما روته عائشة رضي الله عنها أن رسول الله كان يمسح بيمينه على من يشتكي منا ويقول ( اذهب البأس رب الناس ، اشفه أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقماً ) , وهذا عام في كل شكوى ..


  10. #30

    افتراضي رد: هل الرقية الشرعية شفاء من كل داء؟

    هل في العسل شفاء لكل داء ؟
    هل عسل النحل ليس شفاء للمسلم ؟ عندي ابنة عم ، كلما شربت عسلاً ، أو تتذوق كمية صغيرة منه تصاب باضطراب بسبب ألم معوي ، لماذا ؟ مع أني سمعت أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال إنه شفاء .

    الحمد لله
    امتنَّ الله تعالى على الخلق بنعَم جليلة ، في شرابها ، وغذائها ، ودوائها ، وسائر ما تحتاجه الخليقة لعمارة الكون ، ومن تلك النعم الجليلة " عسل النحل " ، وقد جمع الله تعالى فيه الشراب والغذاء والدواء ! .
    قال ابن القيم رحمه الله : " وهو غذاء مع الأغذية ، ودواء مع الأدوية ، وشراب مع الأشربة ، وحلو مع الحلوى ، وطلاء مع الأطلية ، ومفرح مع المفرحات ، فما خُلق لنا شيء في معناه أفضل منه ، ولا مثله ، ولا قريباً منه " انتهى . " زاد المعاد " ( 4 / 34 ) .
    وقد أخبرنا ربنا تعالى في محكم تنزيله أنه شفاء للناس ، قال تعالى : ( وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ . يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) النحل/ 68 ، 69 .
    وقوله تعالى ( شفاء ) بالتنكير يدل على التبعيض ، وأنه شفاء لبعض الأدواء ، لا أنه شفاء لها كلها ، ولو كان العسل فيه الشفاء لكل الأمراض ما خلق الله دواء آخر غيره ! .
    قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله - :
    " وقوله : ( فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ) أي : في العسل شفاء للناس من أدواء تعرض لهم .
    قال بعض من تكلم على الطب النبوي : لو قال فيه : " الشفاء للناس " لكان دواء لكل داء ، ولكن قال ( فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ) أي : يصلح لكل أحد من أدواء باردة ؛ فإنه حار ، والشيء يداوى بضده " انتهى . " تفسير ابن كثير " ( 4 / 582 ) .
    وانظر تفصيلاً من الإمام الطبيب ابن القيم في فوائد العسل ومنافعه في جواب السؤال رقم : ( 9691 ) .
    وبعض المرضى يتناول جرعة يسيرة من عسل ، ويظن أنه سيكون فيه الشفاء لمرضه ، بل لأمراضه ! وهذا بعيد من الشرع ، والواقع ، فقد يعتري هذه المعالجة أشياء تمنع من الشفاء بالعسل ، ومنه :
    1. أن لا يكون المرض من الأدواء التي يكون العسل سبب شفائها .
    2. أن تكون الكمية المتناولة قليلة ، والمرض يحتاج لما أكثر منها .
    3. أو يكون العسل ليس طبيعيّاً .
    4. أو يكون ذلك من باب الابتلاء ؛ ليُرى صبر المريض واحتسابه ، أو ليزداد الأجر والثواب له .
    5. أن يكون في الجسم من الموانع ما يمنع من الاستفادة من هذا الدواء ، كحال المدخن ، أو الذي يشرب المسكرات .
    فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه : ( أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : أَخِي يَشْتَكِي بَطْنَهُ فَقَالَ : ( اسْقِهِ عَسَلًا ) ، ثُمَّ أَتَى الثَّانِيَةَ ، فَقَالَ : ( اسْقِهِ عَسَلًا ) ، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ : ( اسْقِهِ عَسَلًا ) ، ثُمَّ أَتَاهُ ، فَقَالَ : قَدْ فَعَلْتُ ، فَقَالَ : ( صَدَقَ اللَّهُ وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ اسْقِهِ عَسَلًا ) فَسَقَاهُ فَبَرَأَ ) رواه البخاري ( 5360 ) ومسلم ( 2217 ) .
    ( يشتكي بطنه ) ، أي : من ألمٍ أصابه بسبب إسهال حصل له .
    ( صدق الله ) يعني في قوله تعالى : ( يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس ) النحل/ 69 .
    قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله – : " معنى ( كذب بطنه ) أي : لم يصلح لقبول الشفاء ، بل زلَّ عنه ، وقد اعترض بعض الملاحدة ، فقال العسل مسهل فكيف يوصف لمن وقع به الإسهال ؟ والجواب : أن ذلك جهل من قائله ، بل هو كقوله تعالى ( بل كذَّبوا بما لم يحيطوا بعلمه ) ، فقد اتفق الأطباء على أن المرض الواحد يختلف علاجه باختلاف السنِّ ، والعادة ، والزمان ، والغذاء المألوف ، والتدبير ، وقوة الطبيعة ، ... .ولا شيء في ذلك مثل العسل ، لا سيما إن مزج بالماء الحار ، وإنما لم يفده في أول مرة : لأن الدواء يجب أن يكون له مقدار ، وكمية ، بحسب الداء ، إن قصُر عنه : لم يدفعه بالكلية ، وإن جاوزه أوهى القوة ، وأحدث ضرراً آخر ، فكأنه شرب منه أولاً مقداراً لا يفي بمقاومة الداء ، فأمره بمعاودة سقيه ، فلما تكررت الشربات بحسب مادة الداء : برأ بإذن الله تعالى .
    وفي قوله صلى الله عليه وسلم ( وكذب بطن أخيك ) : إشارة إلى أن هذا الدواء نافع ، وأن بقاء الداء ليس لقصور الدواء في نفسه ، ولكن لكثرة المادة الفاسدة ، فمِن ثمَّ أمره بمعاودة شرب العسل لاستفراغها ، فكان كذلك ، وبرأ بإذن الله " انتهى . " فتح الباري " ( 10 / 169 , 170 ) .
    ومثل ما أخبر الله تعالى به من وجود شفاء في العسل أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن في الحبة السوداء شفاء من كل داء ، وصيغة هذا الحديث فيها من التعميم ما ليس في آية النحل ، ومع ذلك فلا يُعرف من يقول أن عمومها على ظاهره ، وأنها نافعة لكل داء ، وهو الأمر نفسه الذي قيل في العسل .
    قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - : " قال الخطابي : قوله : ( من كل داء ) : هو من العام الذي يراد به الخاص ؛ لأنه ليس في طبع شيء من النبات ما يجمع جميع الأمور التي تقابل الطبائع في معالجة الأدواء بمقابلها ، وإنما المراد أنها شفاء من كل داء يحدث من الرطوبة .
    وقال أبو بكر بن العربي : العسل عند الأطباء أقرب إلى أن يكون دواء من كل داء من الحبة السوداء ، ومع ذلك فإن من الأمراض ما لو شرب صاحبه العسل لتأذى به ، فإن كان المراد بقوله في العسل "فيه شفاء للناس" الأكثر الأغلب ، فحمل " الحبة السوداء " على ذلك : أولى .
    وقال غيره : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصف الدواء بحسب ما يشاهده من حال المريض ، فلعل قوله في " الحبة السوداء " وافق مرض مَن مزاجه بارد ، فيكون معنى قوله : ( شفاء من كل داء ) أي : من هذا الجنس الذي وقع القول فيه ، والتخصيص بالحيثية كثير شائع ، والله أعلم " انتهى . " فتح الباري " ( 10 / 145 ) .
    وعليه : فننصح بمراجعة طبيبة مختصة ؛ لتشخص مرض ابنة عمكِ ، ولترى إن كان يناسبها العلاج بالعسل أم لا ، ولتحدد لك كيفية وكمية تناوله .
    وقد بينا في جواب السؤال رقم : (20176) بعض الأدعية والأدوية لمن يشتكي من ألم في بدنه ، فلينظر .

    والله أعلم
    http://islamqa.info/ar/ref/114167

  11. #31

    افتراضي رد: هل الرقية الشرعية شفاء من كل داء؟

    منقول :ط§ظ„ط§ط³ط?ط´ظپط §ط، ط¨ط§ظ„ظ‚ط±ط¢ظ ظپظ? ط§ظ„ط·ط¨ ط§ظ„ظ†ظپط³ظ? ط§ظ„ظ…ط¹ط§طµط± - ط§ظ„ظ†ظپط³ظ? | ظ…ط±ط¬ط¹ظƒ ط§ظ„ظ…ط¹ط?ظ…ط¯
    الاستشفاء بالقرآن في الطب النفسي المعاصر




    الكاتب: أ.د وائل أبو هندي

    نحاول في هذا المقال الإجابة على سؤال جريء وخطير لكنه سؤال لازم، هذا السؤال كيف يمكننا الاستفادة من القرآن الكريم في الاستشفاء ضمن ممارسات الطب النفسي مع المسلمين من المرضى؟ هل يكون ذلك بأن نأمر المريض بقراءة القرآن تلاوة فردية أو تلاوة جماعية أو مدارسة مع آخرين وتحريك وعي أو تلاوة داخل الصلاة (مع تحريك الجسم) من أجل زيادة إيمانه فيفيد ذلك في شفائه؟ أو يكون بأن نأمر المريض بالاستماع إلى القرآن بشكل أو بآخر لكي يؤثر القرآن في مرضه فيشفى؟ أو يكون بأن يقرأ المعالج القرآن على المريض ليخرج المرض النفسي من نفسه أو من جسده؟ أم يكون ذلك بالتلاوة على طعام أو شراب ثم نأمر المريض بتناوله؟ أم يكون بأن يتدبر المعالج والمريض ما يتعلق بالحالة وما يلزمها من آيات ومعاني قرآنية يمكنها أن تغير من إدراك المريض وفهمه وبالتالي سلوكه؟ أو بمزيج من بعض ذلك وبعضه؟

    وفي محاولة للإجابة نروم في هذا المقال أن نضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بالفهم الأمثل في رأينا للكيفية التي يمكننا من خلالها أن نستفيد من الهدي القرآني في علاج الأمراض النفسية من الناحية المعرفية السلوكية طالما كان لدى المريض استعداد للاستفادة والتداوي بهدي القرآن ضمن علاجه.

    لقد كان القرآن منذ لحظة نزوله، وحيا موحيا، ومنطلقا لعلوم وفنون وأسس حضارة سادت ما تمسكت به جوهرا وهديا، وسيظل القرآن هو نقطة البدء الصحيحة دائما لمن أراد استعادة السبق والمبادرة لمصلحة هذه الأمة، ومن طبيعة القرآن أن يعطي بمقدار ما نبذل من جهد في الأخذ عنه والبحث فيه، وبمقدار التحضير الجيد للأسئلة التي نطرحها عليها، وهو لا يَخْلَق (لا يبلى) من كثرة الرد، ونحن نرى أنه قد حان الوقت لينفر من بين أبناء أمة الإسلام من يبحث ويدرس ويفحص ويمحص ويميز الغث من السمين في هذا الصدد الذي كثر فيه اللغط، فهذا أولى من الاكتفاء بالفرجة أو مجرد النقد، وبخاصة أننا نعيش في عالم لا يترك سبيلا فيه نفع أو حتى شبهة نفع أو علاج لوجع نفسي أو عضوي إلا وطرقه، وما أكثر أوجاع إنسان هذا الزمان (عبد الله وأبو هندي 2007).

    ونحن لا نزعم أن القرآن هو الشفاء الوحيد الذي أنزله الله لعباده ليتداووا به، كما قد يظن بعض المتحمسين، كما أننا لا نرى أن كل ما يقال حول العلاج بالقرآن هو صحيح ونافع، أو محض دجل وشعوذة، واسترزاق وغير ذلك مما يقول به معارضو الأمر برمته، ولكن لابدَّ من توضيح الفرقِ بين العلاج بالقرآنِ الكريم على أساسٍ فكريٍّ معرفيٍّ واضح ومن قِبَلِ من يعرف ما هو المرضُ وما أشكاله وأسبابه، وبين من ينسب المرضَ النفسي عامة إلى فعل الجنِّ ويتعامل مع آيات القرآنِ وكأنها تعاويذُ يؤثِّرُ بها في الجن وما إلى ذلك، ويفعل أشياءً ما أنزل الله بها من سلطان ربما يصدقها هو نفسه إن كان سليم النية ويصدقها الآخرون على أنها دلائل على وجود الجني في بدن المريض (وائل أبو هندي، 2002).

    يعتقد كل مسلم ويؤمن إيمانا بأن في القرآن شفاءً، وجذور هذا الاعتقاد لدى المسلم لها دليلان، أحدهما نقلي من القرآن ذاته، والآخر من التجربة العملية، والخبرات التاريخية والمتوارثة، إلا أن المقصود بالشفاء ربما يختلف فيه المسلمون، فهناك من يرى الشفاء القرآني شفاءً لأمراض النفوس (أو أمراض القلوب أو العقول) -وهذا الفهم متفق عليه- لكنه ليس شفاء بالمعنى الدنيوي لأمراض الجسد، وهناك من يراه مفيدا أيضًا في المرض الجسدي لكنه يقصر نفعه على التبرك به كدعاء يدعى به بشرط ألا يمنع المسلم من طلب العلاج والدواء الدنيوي ما استطاع إليه سبيلا، لكن هناك أيضًا من يرى في القرآن شفاءً لأمراض الجسد بمعنى الدواء الذي يغني عن الدواء الدنيوي، وهذا المعنى مختلف عليه، فكثيرون يرونه مخالفا للعقل بل ومخالفا لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الواضح الصريح حيال المرض الجسدي فمن الثابت أنه كان عليه الصلاة والسلام يأمر أصحابه بزيارة طبيب يهودي هو الحارث بن كلدة كان يسمى بطبيب العرب.

    واقع الحال هو أن كل المسلمين اليوم يطلب الدواء الدنيوي ما استطاع إليه سبيلا ويجعل الاكتفاء بالقرآن خيارا أخيرا بعد فشل الطب الدنيوي في العلاج، وحقيقة فإننا -على الأقل في المسلمين المعاصرين- لم نر أحدا -إلا ما ندر والله أعلم- يستغني بالقرآن عن العلاج الدنيوي إلا فيما يتعلق بالأمراض النفسية وعلاجها، بل إن من المضحك أن لدينا مقولة شائعة على المنابر هي (أن الأمة المسلمة ليست بحاجة إلى أطباء نفسانيين لأن القرآن يكفيها!؟) صحيحٌ أنَّ قلوبَ المؤمنين تطمئنُّ بذِكْرِ الله عز وجل لكن حقيقة الأمر هي أن هذه المقولة إنما تعكس جهلا عميقا بالأمراض النفسية التي يُستدعى الأطباء النفسانيون لعلاجها، كما أن المفهوم القابع خلف هذه المقولة وهو أن الأمراض النفسية تنتج عن ضعف الإيمان أو قلة التدين هو مفهوم عارٍ تماما من الصحة بل إن من أئمة هذه الأمة المعتبرين من أصيب بأمراض نفسية وعَبَّر عنها ووصفها كأدق ما يكون الوصف، وليس اكتئاب أبي حامد الغزالي الذي وصفه في كتابه المنقذ من الضلال إلا مثالا على ذلك.

    وأثر الاستشفاء بالقرآن كما نراه ونفهمه شفاء النفوس (أو شفاء القلوب أو العقول) من خلال أثره في التفكير وفي المشاعر ثم في السلوك، وهو بهذا المعنى يعمل بالطريقة نفسها التي في الطب النفسي ينتهجها العلاج المعرفي السلوكي أي بتغيير الأفكار فالسلوك فالشعور أو الأفكار فالشعور فالسلوك، أي أن الأثر الشفائي للقرآن هو أثر ينتج بعد أن يفهم السامع أو القارئ للقرآن ما يسمع أو يقرأ ثم ينتج عن ذلك إما تغير في المشاعر ثم السلوك بهذا الترتيب أو عكسه أو في كليهما معًا وهكذا يحدث الشفاء ونستطيع بالتالي القول بأن الاستشفاء بالقرآن هو المثل الأعلى للعلاج المعرفي السلوكي الذي يعتبر أكثر مدارس العلاج النفسي نجاحا واجتياحا في العقود الأخيرة بحيث أصبحت -دون كل مدارس العلاج النفسي الأخرى- وحدها تناطح العلاج بالعقاقير لا بل وتفضله في أثرها المستمر بعد التوقف عن العلاج وهو ما لا يستطيع العلاج بالعقاقير الوعد به في أغلب الأحيان.

    هذا المعنى المعرفي للاستشفاء بالقرآن يشترط شرطين هما التصديق والفهم في المتلقي لكي يحصل على الشفاء، وهو بالتالي يقْصُرُ الأثر العلاجي للقرآن على أمراض القلوب والنفوس عند من يفهمه ويؤمن به، لكن كثيرين من المسلمين كما قلت يفهمون الشفاء القرآني بشكل مختلف فعندهم أن العلاج القرآني ينفع أيضًا في أمراض الجسد حيث تستخدم الآيات الكريمة للرقية أو للتعوذ وكأن هنا لا يشترط الفهم في المتلقي بل وأحيانا لا يشترط التصديق حين يتكلم بعضهم عن أثر علاجي للقرآن في غير المسلمين، رغم عدم وجود ما يدعم ذلك حتى في القرآن نفسه.

    ولكي نفصل في أمر هذا الاختلاف في فهم الاستشفاء بالقرآن دعونا نسترجع الأدلة التي يستند إليها الإنسان المسلم في اعتقاده ذلك، فأما الدليل النقلي من القرآن فيقول الله تبارك وتعالى في سورة الإسراء: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِين َ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً) (الآية 82) صدق الله العظيم، كما قال تعالى في سورة فصلت: (..... قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ) (الآية 44) صدق الله العظيم، وقد اختلف العلماء في كونه شفاء على قولين: أحدهما: أنه شفاء للقلوب -أي للعقول- بزوال الجهل عنها وإزالة الريب، ولكشف غطاء القلب من مرض الجهل لفهم المعجزات والأمور الدالة على الله -تعالى- والقول الثاني: شفاء من الأمراض الظاهرة بالرقى والتعوذ ونحوه،... وفي هذا القول الثاني خلط يبدو فيه عدم التمييز بين الاستخدام الحرفي العيني والاستخدام المجازي للمصطلحات في القرآن الكريم.

    وحقيقة فإن أمر الخلاف عجيب لأن النص القرآني ذاته يدعم القول الأول فحين تحدث القرآن عن الشفاء بالمعنى المادي أو العيني جعل الشفاء بعسل النحل لكل الناس الذين يتناولونه سواء أكانوا مؤمنين أو غير مؤمنين فيقول الله تبارك وتعالى ".... يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ....." أي لكل الناس والفوائد الجسدية والقوة الشفائية المادية لعسل النحل معروفة، لكن القرآن حين يتحدث عن الشفاء القرآني فإنه يجعله شفاء وهدى ورحمة للمؤمنين دون غيرهم فيقول سبحانه وتعالى "..... قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِين َ" (يونس:57) صدق الله العظيم.

    وأما إذا أردنا تأمل الدليل المستمد من التجارب الإنسانية والخبرات التاريخية والمتوارثة والذي هو ثاني ما يستند إليه المسلم في اعتقاده بأن في القرآن شفاءً للقلوب والعقول فإننا نجد الخبرات الشخصية والنصوص التاريخية المتوارثة أكثر جدا مما نجد التجربة أو الدراسة العملية، فلا أحد تقريبا كتب لنا عن تجربة علمية قصد بها التجريب لهذا الأمر غالبا لأنهم لم يفكروا في إثبات ما يؤمنون به، ولذلك فإننا لا نجد ما نستطيع اعتباره تجربة أو دراسة علمية تثبت مثلا فائدة قراءة القرآن أو آية معينة أو مجموعة آيات مباركة في إحداث الأثر الفلاني في الشخص المسلم، وهذا هو المنهج أو التفكير العلمي المطلوب للدراسة العلمية الحديثة ولا يسمحُ إلا بمثل هذا النوع من الدراسات، وتأخذُ الدراسةُ وضعها وأهميتها كلما كانت نتائجها قابلةً للتكرار.

    ما نزال إذن في أحسن الأحوال في أول الطريق لإثبات دور القرآن في العلاج النفسي المعرفي السلوكي بطريقة علمية حديثة ولعل أول ما نشر علميا عن العلاج السلوكي المعرفي بمحتوى ديني كانت الدراسة التي أجرتها بروست في الولايات المتحد الأمريكية، ونشرت في عام 1992، وكانت دراسة قارنت فيها بين عينتين من المرضى المكتئبين المتدينين المسيحيين إحداهما خضعت لعلاج سلوكي معرفي تقليدي، والأخرى لعلاج سلوكي معرفي بمحتوى ديني، وكانت النتيجة إيجابية بالنسبة للمجموعة الثانية، وبعدها أجريت دراسة أخرى مماثلة على عينة من المرضى المسلمين في ماليزيا، أجراها أزهر ونشرها في عام 1994، وتلا ذلك دراسات أخرى في هذا الاتجاه، ويعتبر ما بات يعرف بالعلاج المعرفي السلوكي الديني Religious Cognitive Behavioral Therapy أحد الاتجاهات الحديثة نسبيا في العلاج النفسي (Rajagopal, et al., 2002)، وتقوم فلسفته على استخدام الأفكار والنصوص الدينية المعتبرة عند المريض بحسب اعتقاده في تصحيح الأفكار المرضية المغلوطة المساهمة في حصول المرض، والجدير بالذكر أن الأبحاث في هذا الميدان ما زالت أنشط أخذا عن التوراة والإنجيل وغيرهما (Hall, et al., 2004) و(Hall, 2006)، بينما ما تزال في البدايات بالنسبة للقرآن.

    وفكرة العلاج النفسي المعرفي الجوهرية تقوم على أساس أن معاناة المريض سببها مجموعة من الأفكار الخاطئة غير المنطقية، ويعتبرها المريض من المسلمات دون مناقشة، بل ودون وعي بها غالبا، ويكون دور المعالج هو الكشف عن هذه الأفكار وتبصير المريض بها وتصحيحها من خلال جلسات العلاج المعرفي، ونحن كأطباء نفسانيين كلما حاولنا تطبيق المعطيات الغربية في هذا النوع من العلاج فإننا نشعر بعدم جدواه وبأنه غير مناسب لمجتمعنا وربما يعود السبب إلى أن محتوى العلاج المعرفي الغربي يقوم على نظرة مختلفة عن نظرتنا كمجتمع للكون والحياة، فليست هناك غيبيات ولا قيم نبيلة في العلاج المعرفي الغربي وهذا ما لا يتوافق معنا كأمَّةٍ ولا مجتمع ولا في حتى "أغلب الأحوال" كأفراد (وائل أبو هندي، 2002)؛

    كذلك فإن وجود الله في الضمير والوعي يشيع نوعا من الاطمئنان الوجودي والنفسي بما يمنح مقاومة أكبر ضد عوارض المحن..... واستدعاء معنى وجود الله سبحانه إلى الوعي بالذكر هو تجديد لاستعادة المعنى والجدوى والسند والدعم والمدد اللانهائي، ومن الآيات التي تشير لذلك المعنى وتصلح مدخلا للعلاج: قوله تعالى: (الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) (الحج:35)، وقوله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد:28) صدق الله العظيم.

    وربما تكون الغاية الأسمى وهي تحويل المعرفة بالقرآن وهديه ومعانيه وأهدافه إلى خلق ثابت ومستقر بما يعني ضبط وترشيد وتصحيح السلوكيات الخاطئة ليكون عمل الإنسان متسقا مع خط القرآن وخطته... ربما تكون هذه الغاية من استخدام الهدي القرآني غاية الواعظ والمعني بالأخلاق، والقدوة في هذا هو النبي الخاتم -صلى الله عليه وسلم- الذي كان خلقه.... القرآن، لكن ما يهدف إليه المعالج النفساني هو أمر آخر أمرٌ يتعلق بالجزئيات أكثر مما يتعلق بالكليات يتعلق بعمليات القياس والتفكير وبما يخص شئون الحياة الدنيا أكثر مما يتعلق بالآخرة، ومن أجل ذلك ما يزال البحث مطلوبا لاستخراج المفاهيم الصحيحة، وتحديد النصوص التي تؤكدها، وبرمجتها في خطط وتقنيات علاجية معرفية، ومطلوبٌ كذلك استخدام الصور والتراكيب النفسية القرآنية الإيجابية منها وكذلك السلبية؛

    ونحن نزعم أن دراسة الآيات التي تتناول هذه التراكيب يمكن أن يمثل إضافة جديدة لمحاولات تصور وتشخيص خلل اضطراب النفس والشخصية، كما يمكن أن يمثل أداة رائعة تساعد في تبسيط مفاهيم الصحة والمرض النفسي للعامة، والوعي جزء من الوقاية والعلاج، ونرجو ألا يكون الوقت قد فات قبل أن ننتبه كأطباء نفسانيين ومختصين بعلم النفس ونبدأ في العناية والبحث في حقل ما يدلنا عليه القرآن، بل ويدل العالم كله في مجالات الفهم والتطوير والاستثمار لما في الإنسان والكون والحياة من إمكانات، فلا نستمر غافلين عن القدرة الهائلة على التعديل المعرفي والسلوكي في القرآن الكريم.

    المراجع:
    1- أحمد عبد الله ووائل أبو هندي (2007): القرآن يتحدى. بحث قدم في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر العلاج بالقرآن بين الدين والطب بأبو ظبي في الفترة من 10-12 أبريل 2007 ميلادية.

    2- وائل أبو هندي (2002): نحو طب نفسي إسلامي، سلسلة التنوير الإسلامي (58)، دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع.

    3- Rajagopal D., Mackenzie E., Bailey C. & Lavizzo-Mourey R. (2002): The Effectiveness of a Spiritually-Based Intervention to Alleviate Subsyndromal Anxiety and Minor Depression Among Older Adults. Journal of Religion and Health.V 41 2:153-166

    4- Hall DE, Koenig HG, Meador KG. (2004): Conceptualizing "religion": how language shapes and constrains knowledge in the study of religion and health. Perspect Biol Med 2004; 47: 386–401.

    5- Hall D.E (2006): Letter to the Editor. The Journal of the American Board of Family Medicine 19:431-433 (2006).

    6- Guess HA, Kleinman A, Kusek JW, Engel LW. (2002): The science of the placebo: toward an interdisciplinary research agenda. London: BMJ Publishing, 2002.


  12. #32

    افتراضي رد: هل الرقية الشرعية شفاء من كل داء؟



  13. #33

    افتراضي رد: هل الرقية الشرعية شفاء من كل داء؟

    سئل الشيخ الألباني كما في موسوعة الألباني في العقيدة (3/ 1102):
    وما هي الأمراض التي تُعالج بالقرآن؟
    سؤال: يقول: بارك الله فيك يا شيخ! هل السنة تمنع علاج المرضى بالقرآن بدون تخصيص لِسُوَر السحر فيه بأس؟
    الشيخ: فيه ماذا؟
    مداخلة: يعني: بدون تخصيص على جميع الأمراض العلاج بالقرآن فيه بأس .. السحر .. إيذاء الجن للشخص، بالقراءة في الماء مثلًا النفث أو القراءة ..
    الشيخ: إذا وقف العلاج على تلاوة التالي للقرآن على المريض فذلك طبعًا جائز ومشروع، أما إذا انضاف إلى تلاوة القرآن أشياء أخرى لم تَرِد في السنة فليس ذلك مشروعًا، مع ملاحظة واحدة وهي: أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قد قال: «إن الله تبارك وتعالى ما أنزل داءً إلا وأنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله» فإذا كان الإنسان أصيب بمرض ما مرض مادي بدني ظاهر، فعليه أن يعالج ذلك بالأدوية المادية الطبية المعروفة سواء ما كان منها من الطب النبوي أو ما كان من الطب التجربي، فإذا كان المرض لا يعالج بمثل هذه الأدوية المادية والتي أرادها الرسول عليه السلام بحديثه السابق: «ما أنزل الله داًء إلا وأنزل له دواء» حينئذٍ لا بد أن يلجأ إلى التلاوة بالقرآن؛ لأنه شفاء للناس، ولكن لو ضربنا مثلًا الآن أن إنسانًا ارتفعت حرارته فلا يشرع هنا ليلجأ ... لمعالجته بالقرآن وإنما يعالج بالأدوية المسكنة والمخفضة للحرارة، وأوضح من هذا المثال: إذا انقطع عرق وريده مثلًا فهذا يجب رأسًا أن يبادر إلى ربطه وتعصيبه ولا يشرع هنا أن يلجأ إلى تلاوة القرآن.
    أما الأمراض النفسية التي عجز الطب المادي بقسميه عن معالجته فحينذاك يرجع بالمعالجة إلى تلاوة القرآن الكريم، بالشرط الذي ذكرته آنفًا وهو: ألا يقترن معه شيء لم يرد في السنة.
    "فتاوى جدة" (6/ 00:42:21)

  14. #34

    افتراضي رد: هل الرقية الشرعية شفاء من كل داء؟

    بالنسبة لمسالة هل الحبة السوداء ونحوها شفاء من كل داء أم لا:
    هناك خلاف في الحبة السوداء هل هي شفاء من كل داء على العموم أم هو عام أريد به الخصوص أي النبي كان يصف الدواء حسب مايشاهده من حال المريض فوافق مرض من مزاجه بارد فمعنى من كل داء أي من هذا الجنس الذي وقع القول فيه والتخصيص بالحيثية كثير أو المراد الأكثر الأغلب.
    أو المراد بسبب غلبة الدم كما في الحجامة أو المراد على حسب الحرارة والبرودة أو الرطوبة واليبوسة.
    ونقل ابن الحاج أن هذا لمن قوي يقينه أما أغلب الناس فيسأل الطبيب. فنقل عن أحد المشايخ: فَالْتَفَتَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ إلَى جُلَسَائِهِ وَقَالَ لَهُمْ: اجْعَلُوا بَالَكُمْ مَنْ مَرِضَ مِنْكُمْ بِالْعَيْنَيْنِ فَلَا يَكْتَحِلُ بِالْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ؛ لِأَنَّ هَذَا مَا نَجَّاهُ إلَّا قُوَّةُ يَقِينِهِ فَأَشَارَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ إلَى أَنَّ الْأَدْوِيَةَ الْمَأْثُورَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَصْلُ فِيهَا قُوَّةُ الْيَقِينِ وَالتَّصْدِيقِ فَمَنْ قَوَى يَقِينُهُ
    سَهُلَ عَلَيْهِ الْأَمْرُ وَحَصَلَ لَهُ الطِّبُّ مِنْ غَيْرِ كُلْفَةٍ، وَلَا مَشَقَّةٍ وَمَنْ لَمْ يَقْوَ يَقِينُهُ وَهُوَ الْغَالِبُ عَلَى أَحْوَالِنَا الْآنَ فَلْيَرْجِعْ إلَى وَصْفِ الْأَطِبَّاءِ الْعَارِفِينَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَهِيَ الْحَالَةُ الثَّالِثَةُ وَمَعَ ذَلِكَ فَلَا يُخَلِّي نَفْسَهُ مِنْ التَّدَاوِي بِمَا وَرَدَ فِي السُّنَّةِ الْمُطَهَّرَةِ لِلتَّبَرُّكِ بِهَا فَيَسْتَعْمِلُ عَسَلَ النَّحْلِ وَغَيْرَهُ مِمَّا وَرَدَ فِي السُّنَّةِ بِهَذِهِ النِّيَّةِ الْمُبَارَكَةِ.
    قلت وائل: وقال الموفق البغدادي كما في عمدة القاري: معنى إلا الموت أي أكبر الأدواء. ففي عمدة القاري: (قَوْله: (من كل دَاء) بِعُمُومِهِ يتَنَاوَل الِانْتِفَاع بالحبة السَّوْدَاء فِي كل دَاء غير الْمَوْت، وأوله الْمُوفق الْبَغْدَادِيّ بأكبر الأدواء، وَعدد جملَة من مَنَافِعهَا).
    قلت: فأغلب العلماء أن الحديث من العام الذي أريد به الخصوص وبعض العلماء يرون أنه على عمومه والبعض توقف أو ذكر القولين ولم يرجح.
    قلت: والمسألة عندي فيها توقف والله أعلم فالقولان فيهما قوة فالظاهر من أقوال الأطباء وغيرهم ومن الواقع أيضا أنه ليس على عمومه ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعتمد عليه وحده وأرشد إلى الأطباء وأخبر أن هناك أدوية أخرى هي شفاء من كل داء كالسنا والسنوت والعسل والحجامة ونحو ذلك وأرشد إلى أدوية أخرى غير هذه.
    وإن كان العموم يقوى من الناحية الأصولية لأن الاستثناء معيار العموم.
    والأقوى إلى حد ما عندي أنه من العام الذي أريد به الخصوص لاسيما أنه يرد به على الملاحدة والمستشرقين ونحوهم.


    وفيما يلي بيان الآراء في عموم حديث: (الحبة السوداء شفاء من كل داء):
    فممن قال أن الحديث ليس على عمومه بل أريد به الخصوص أو المقصود به الأغلب الأكثر:
    1 - الخطابي
    2 - ابن العربي
    3 - الطيبي
    4 - ابن القيم
    5 - ابن مفلح
    6 - الصنعاني
    7 - وداود الأنطاكي في تذكرته كما نقل التويجري
    8 - الموفق البغدادي
    9 - ونسبه ابن أبي جمرة إلى الناس فقال: تكلم الناس في الحديث وخصوا عمومه وردوه إلى قول أهل الطب والتجربة ولا خفاء بغلط قائل ذلك
    10 - ونقله ابن العراقي في طرح التثريب عن القاضي عياض
    11 - ونقله ابن العراقي أيضا عن النووي.
    12 - بل نقله ابن العراقي في طرح التثريب أيضا عن أكثر العلماء
    13 - ونسبه ابن العربي إلى علمائه فقال: (قال علماؤنا).
    14 - الدميري في كتاب الحيوان
    15 - ابن الدماميني
    16 - حمود التويجري
    17 - الأرناؤوط في المسند
    18 - موقع الإسلام سؤال وجواب: وقال: لا يعرف من يقول أن عمومها على ظاهره وأنها نافعة لكل الأدواء
    19 - أبو شهبة
    20 - حسان شمسي باشا في متابه عن الحبة السوداء
    21 - محمد علي البار في تقديمه لكتاب حسان شمسي باشا
    22 - ومحمد ناظم النسيمي في كتابه الطب النبوي والعلم الحديث طبعة الرسالة عام 1987 كما في كتاب حسان شمسي باشا
    23 - محمد بكر إسماعيل
    24 - ظاهر كلام معتز أحمد عبد الفتاح صاحب الخمسين في طب ...


    بينما قال بعمومه بعض العلماء ومنهم من يلي:
    1 - ابن أبي جمرة
    2 - ابن زروق
    3 - الكرماني
    4 - ظاهر كلام ابن حجر وقد يقال إنه لا يمنع هذا ولا هذا بل يحتمل العموم وعدم العموم لكنه لا يرى أن العموم يخالف ظاهر الحديث.
    5 - الكوراني الحنفي في الكوثر الجاري
    6 - أبو إسحاق الحويني
    7 - ظاهر كلام محمد بن إبراهيم التويجري
    8 - عبد الله بن عمر باموسى صاحب كتاب الحبة السوداء
    9 - الجريسي
    10 - ظاهر كلام حسن أبو الشبال


    وهناك من ذكر القولين دون ترجيح:
    1 - شمس الدين البرماوي
    2 - العيني
    3 - السيوطي
    4 - القسطلاني لكن تشعر أنه يميل إلى العموم
    5 - المناوي وإن نسب إليه عبد الله بن عمر باموسى صاحب كتاب الحبة السوداء: أنه يقول بعدم العموم.
    6 - علي القاري
    7 - المباركفوري لكن تشعر أنه يميل إلى العموم ونقل عنه عبد الله بن عمر باموسى صاحب كتاب الحبة السوداء: أنه يقول بالعموم.


    قلت: وكل العلماء الذين قالوا بالعموم أو توقفوا أو ذكروا الرأيين كلهم ذكروا الخلاف واحتملوه وسوغوه. ولم يقال أحد إن من قال ذلك: من الملحدين أو غلط بعضهم القائل بالخصوص لكن لم يخرجه عن أقوال أهل العلم.


    وفيما يلي نقول عما سبق:
    زاد المعاد في هدي خير العباد (4/ 273)
    وَهِيَ كَثِيرَةُ الْمَنَافِعِ جِدًّا، وَقَوْلُهُ: " شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ " مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا} [الأحقاف: 25] [الْأَحْقَافِ: 25] أَيْ: كُلَّ شَيْءٍ يَقْبَلُ التَّدْمِيرَ وَنَظَائِرَهُ، وَهِيَ نَافِعَةٌ مِنْ جَمِيعِ الْأَمْرَاضِ الْبَارِدَةِ، وَتَدْخُلُ فِي الْأَمْرَاضِ الْحَارَّةِ الْيَابِسَةِ بِالْعَرَضِ، فَتُوَصِّلُ قُوَى الْأَدْوِيَةِ الْبَارِدَةِ الرَّطْبَةِ إِلَيْهَا بِسُرْعَةِ تَنْفِيذِهَا إِذَا أُخِذَ يَسِيرُهَا.


    موقع الإسلام سؤال وجواب (5/ 8207، بترقيم الشاملة آليا)
    ومثل ما أخبر الله تعالى به من وجود شفاء في العسل أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن في الحبة السوداء شفاء من كل داء، وصيغة هذا الحديث فيها من التعميم ما ليس في آية النحل، ومع ذلك فلا يُعرف من يقول أن عمومها على ظاهره، وأنها نافعة لكل داء، وهو الأمر نفسه الذي قيل في العسل.


    موقع الإسلام سؤال وجواب (5/ 8207، بترقيم الشاملة آليا)
    وعليه: فننصح بمراجعة طبيبة مختصة؛ لتشخص مرض ابنة عمكِ، ولترى إن كان يناسبها العلاج بالعسل أم لا، ولتحدد لك كيفية وكمية تناوله.


    أعلام الحديث (شرح صحيح البخاري) (3/ 2112)
    قلت: وهذا من عموم اللفظ الذي يراد به الخصوص؛ إذ ليس يجتمع في طبع شيء من النبات والشجر جميع القوى التي تقابل الطبائع كلها في معالجة الأدواء على اختلافها وتباين طبائعها وإنما أراد أنه شفاء من كل داء يحدث من الرطوبة والبلغم وذلك أنه/ حار يابس, فهو شفاء بإذن الله للداء المقابل له في الرطوبة والبرودة وذلك أن الدواء أبدا بالمضاد والغذاء بالمشاكل.


    شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن (9/ 2955)
    ((خط)) في إعلام السنن: وهذا من عموم اللفظ الذي يراد به الخصوص وليس يجمع في طبع شيء من البنات والشجر جميع القوى التي تقابل الطبائع كلها في معالجة الأدواء، على اختلافها وتباين طبائعها.
    وإنما أراد أنه شفاء من كل داء يحدث من آكل الرطوبة والبرودة والبلغم، وذلك أنه حار يابس، فهو شفاء بإذن الله تعالى للداء المقابل له في الرطوبة والبرودة. وذلك أن الدواء أبدا بالمضاد، والغذاء بالمشاكل.
    أقول: ونظيره قوله تعالى في حق بلقيس: {وأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ} وقوله: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ} في إطلاق العموم وإرادة الخصوص.


    التنوير شرح الجامع الصغير (5/ 398)
    3764 - "الحبة السوداء فيها شفاء من كل داء إلا الموت". أبو نعيم في الطب عن بريدة.
    (الحبة السوداء) هي الشونيز. (فيها شفاء من كل داء) قيل إنه عام مراد به الخاص أي من كل داء يحدث عن رطوبة أو يبوسة أو بلغم لأنها حارة يابسة. (إلا الموت) كأن المراد إلا داء قضي أنه سبب الموت فإن الموت لا يسمى داء


    أو الاستثناء منقطع. أبو نعيم في الطب (1) عن بريدة) ورواه الطبراني عن أسامة قال الهيثمي: رجاله ثقات.


    طرح التثريب في شرح التقريب (8/ 184)
    (الْخَامِسَةُ) أَطْلَقَ فِي حَدِيثِ بُرَيْدَةَ أَنَّ فِيهَا شِفَاءً وَقَالَ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إلَّا السَّامَ، وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ أَكْثَرُهُمْ هَذَا مِنْ الْعَامِّ الْمَخْصُوصِ قَالَ الْخَطَّابِيُّ هَذَا مِنْ عُمُومِ اللَّفْظِ الَّذِي يُرَادُ بِهِ الْخُصُوصُ إذْ لَيْسَ يَجْتَمِعُ فِي طَبْعِ شَيْءٍ مِنْ النَّبَاتِ وَالشَّجَرِ جَمِيعُ الْقُوَى الَّتِي تُقَابِلُ الطَّبَائِعَ كُلَّهَا فِي مُعَالَجَةِ الْأَدْوَاءِ عَلَى اخْتِلَافِهَا وَتَبَايُنِ طَبَائِعِهَا، وَإِنَّمَا أَرَادَ بِهِ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ يَحْدُثُ مِنْ الرُّطُوبَةِ أَوْ الْبَلْغَمِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ حَارٌّ يَابِسٌ فَهُوَ شِفَاءٌ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى لِلدَّاءِ الْمُقَابِلِ لَهُ فِي الرُّطُوبَةِ وَالْبُرُودَةِ، وَذَلِكَ أَنَّ الدَّوَاءَ أَبَدًا بِالْمُضَادِّ وَالْغِذَاءَ بِالْمُشَاكِلِ.
    وَقَالَ الْقَاضِي أَبُو بَكْرِ بْنُ الْعَرَبِيِّ: الْعَسَلُ عِنْدَ الْأَطِبَّاءِ إلَى أَنْ يَكُونَ دَوَاءً لِكُلِّ دَاءٍ أَقْرَبُ مِنْ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ وَلَا يَخْفَى أَنَّ مِنْ الْأَمْرَاضِ مَا إذَا شَرِبَ صَاحِبُهُ الْعَسَلَ خَلَقَ اللَّهُ الْأَلَمَ بَعْدَهُ، وَأَنَّ قَوْلَهُ فِي الْعَسَلِ {فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} [النحل: 69] إنَّمَا هُوَ فِي الْأَغْلَبِ.
    وَقَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ وَالنَّوَوِيُّ هُوَ مَحْمُولٌ عَلَى الْعِلَلِ الْبَارِدَةِ عَلَى نَحْوِ مَا سَبَقَ فِي الْقِسْطِ وَهُوَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ يَصِفُ بِحَسَبِ مَا شَاهَدَهُ مِنْ غَالِبِ حَالِ الصَّحَابَةِ فِي الزَّمَنِ الَّذِي يُخَالِطُهُمْ فِيهِ، ثُمَّ نَقَلَا عَنْ بَعْضِهِمْ أَنَّهُ لَا يُبْعِدُ مَنْفَعَةَ الْحَارِّ مِنْ أَدْوَاءٍ حَارَّةٍ لِخَوَاصَّ فِيهَا فَقَدْ نَجِدُ ذَلِكَ فِي أَدْوِيَةٍ كَثِيرَةٍ فَيَكُونُ الشُّونِيزُ مِنْهَا لِعُمُومِ الْحَدِيثِ، وَيَكُونُ اسْتِعْمَالُهُ أَحْيَانًا مُنْفَرِدًا وَأَحْيَانًا مُرَكَّبًا قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ الْقُرْطُبِيُّ وَعَلَى هَذَا الْقَوْلِ الْآخَرِ تُحْمَلُ كُلِّيَّةُ الْحَدِيثِ عَلَى عُمُومِهَا، وَإِحَاطَتِهَا وَلَا يُسْتَثْنَى مِنْ الْأَدْوَاءِ شَيْءٌ إلَّا الدَّاءُ الَّذِي يَكُونُ عِنْدَ الْمَوْتِ فِي عِلْمِ اللَّهِ تَعَالَى وَعَلَى الْقَوْلِ الْأَوَّلِ يَكُونُ ذَلِكَ الْعُمُومُ مَحْمُولًا عَلَى الْأَكْثَرِ وَالْأَغْلَبِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.


    المسالك في شرح موطأ مالك (7/ 454)
    وأمّا قوله في الحبّة السّوداء: "إنّها شِفَاءٌ من كلِّ دَاءٍ إلّا السَّامَ" (2) فقال علماؤنا: إنَّ ذلك خرَجَ مَخْرَجَ العُمومِ والمرادُ به الخُصوصُ (3)، وذلك أنّ الغالبَ منَ الأمراضِ الرّطوباتُ.
    والشُّونِيزُ (4) ممّا يخلُقُ اللهُ عند استعمالِهِ له من الحرارة والجُفُوفِ ما يؤثر في الرّطوبات، فنَبَّه به على أمثاله.
    ورأيت بعضَ علمائنا يقول: إنّما أراد بذكر الشُّونيز التّنبيهَ على أنّ كلَّ دواءٍ وإن كان للحارِّ اليابسِ، لابدّ من أنّ يكون فيه حارٌّ يابسٌ، وُيسَمُّونَ الأَدويةَ الباردةَ الرّطبةَ للأدْوَاءِ الحارّة اليابسة جثةً، ويُسَمُّونَ ما يضيفون إليها من الأدويةِ الحارّةِ اليابسةِ أجنحةٌ،


    مصابيح الجامع (9/ 215)
    (الحبة السوداء شفاءٌ من كل داء، إلا من السام): قيل: هذا من العامِّ المرادِ به الخاصُّ، والمراد: كُلُّ داءٍ يحدثُ من الرطوبة والبرودة والبلغم؛ لأنها (3)


    حارٌّ يابسٌ (1).


    الوسيط في علوم ومصطلح الحديث (ص: 561)
    3 رواه البخاري, كتاب الطب, باب الحية السوداء، ورواه مسلم, كتاب الطب, باب في التداوي بالحبة السوداء، وقد ورد تفسيرها بالشونيز، وقيل هي الكمون الأسود وتعرف عند العامة بحبة البركة ويستخرج منها زيت نافع مفيد، والمراد بالعموم هنا الخصوص يعني من كل داء تصلح أن تكون دواء له، ومثل هذا الحديث يرجع فيه إلى الأطباء، وبتحليلها كيميائيا تعرف خصائصها الدوائية.


    الآداب الشرعية والمنح المرعية (3/ 114)
    الْمُرَادُ بِهِ الْعِلَلُ الْبَارِدَةُ وَهُوَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - قَدْ يَصِفُ وَيَقُولُ بِحَسَبِ حَالِ مَنْ شَاهَدَهُ، وَالشُّونِيزُ حَارٌّ يَابِسٌ فِي الثَّالِثَةِ مُقَطِّعٌ لِلْبَلْغَمِ مُحَلِّلُ الرِّيَاحِ يَقْلَعُ الثَّآلِيلَ، وَالْبَهَقَ، وَالْبَرَصَ وَيَنْفَعُ مِنْ الزُّكَامِ الْبَارِدِ وَخُصُوصًا مَقْلُوًّا مَجْعُولًا فِي خِرْقَةِ كَتَّانٍ وَيُطْلَى عَلَى جَبْهَةِ مَنْ بِهِ صُدَاعٌ بِمَاءِ بَارِدٍ وَيَفْتَحُ سَدَدَ الصَّفَاةِ، وَالسُّعُوطُ بِهِ يَمْنَعُ ابْتِدَاءَ الْمَاءِ وَشُرْبُهُ يَمْنَعُ مِنْ انْتِصَابِ النَّفَسِ وَيَقْتُلُ الدِّيدَانَ لَوْ طُلِيَ عَلَى السُّرَّةِ، وَيُدِرُّ الْحَيْضَ، وَاللَّبَنَ، وَبِالْمَاءِ، وَالْعَسَلِ لِلْحَصَاةِ وَيُحِلُّ الْحُمِّيَّاتِ الْبَلْغَمِيَّة َ، وَالسَّوْدَاوِي َّةَ وَدُخَانُهُ يَهْرُبُ مِنْهُ الْهَوَامُّ، وَإِذَا نُقِعَ مِنْهُ سَبْعُ حَبَّاتٍ عَدَدًا فِي لَبَنِ امْرَأَةٍ وَسَعَطَ بِهِ صَاحِبُ الْيَرَقَانِ نَفَعَهُ نَفْعًا بَلِيغًا.


    حياة الحيوان الكبرى (2/ 470)
    وأما قوله «3» صلى الله عليه وسلم «في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام» فيحمل أيضا على العلل الباردة على نحو ما سبق في القسط، وهو صلى الله عليه وسلم قد يصف بحسب ما شاهده من غالب حال أصحابه، قال الإمام المازري، وقال شيخ الإسلام محيي الدين النووي، وذكر القاضي عياض كلام المازري الذي قدمناه، ثم قال: وذكر الأطباء في منفعة الحبة السوداء، التي هي الشونيز، أشياء كثيرة، وخواص عجيبة، يصدقها قوله صلى الله عليه وسلم. فذكر جالينوس أنها تحلل النفخ، وتقتل ديدان البطن، إذا أكلت أو وضعت على البطن، وتنفع الزكام إذا قليت وصرت في خرقة وشمت، وتزيل العلة التي ينقش منها الجلد، وتقطع الثآليل المعلقة والمنكسة والخيلان، وتدر الطمث المنحبس، إذا كان احتباسه من أخلاط غليظة لزجة، وتنفع الصداع إذا طلي بها الجبين، وتقطع البثور والجرب، وتدر البول واللبن، وتحلل الأورام البلغمية، إذا تضمد بها مع خل. وتنفع من الماء العارض في العين إذا سقط بها مسحوقة بدهن، وهي تنفع من انصباب المواد أيضا، ويتمضمض


    بها من وجع الأسنان، وتنفع من نهش الرتيلاء. وإذا بخر بها طردت الهوام.
    قال القاضي: وذكر جالينوس أن من خاصيتها إذهاب حمى البلغم والسوداء، وتقتل حب القرع. وإذا علق الشونيز في عنق المزكوم ينفعه، وينفع من حمى الربع. قال: ولا تبعد منفعته من أدوية حارة لخواص فيها فقد نجد ذلك في أدوية كثيرة فيكون الشونيز منها لعموم الحديث، ويكون استعماله أحيانا منفردا وأحيانا مركبا.


    الرد القويم على المجرم الأثيم (ص: 92)
    الوجه الخامس أن التطبيق العلاجي يصدق ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحبة السوداء, قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه «زاد المعاد» هي كثيرة المنافع جدا. وقوله شفاء من كل داء مثل قوله تعالى (تدمر كل شيء بأمر ربها) أي كل شيء يقبل التدمير ونظائره. وهي نافعة من جميع الأمراض الباردة وتدخل في الأمراض الحارة اليابسة بالعرض - ثم ذكر منافعها وهي كثيرة جدا فلتراجع في «زاد المعاد» ففيها رد لما زعمه المؤلف.
    وقال داود الأنطاكي في كتابه «التذكرة» في ذكر الحبة السوداء قد أخبر صاحب الشرع عليه الصلاة والسلام في حديث صحيح بأنه دواء من كل داء إلا السام يعني الموت. والمراد من كل داء بارد فالعموم نوعي - ثم ذكر منافعها وهي كثيرة جدا فلتراجع في «التذكرة» ففيها رد لما زعمه المؤلف.
    وقد ذكر كثير من أهل العلم بالطب ما في الحبة السوداء من المنافع الكثيرة ولو ذكرت أقوالهم لطال الكلام. وفيما أشرت إليه ههنا عن ابن القيم وداود الأنطاكي كفاية إن شاء الله تعالى.


    الحبة السوداء في الحديث النبوي والطب الحديث (ص: 11)
    ما المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم "شفاء من كل داء" *.
    هل المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم "شفاء من كل داء" العموم أو الخصوص. على قولين للعلماء.
    1 - القائلون بالتخصيص:
    قال الخطابي: "هذا من عموم اللفظ الذي يراد به الخصوص وليس يجمع في طبع شيء من النبات والشجر جميع القوى التي تقابل الطبائع كلها في معالجة الأدواء على اختلافها، وتباين طبعها، وإنما أراد أنه شفاء من كل داء يحدث من الرطوبة والبرودة والبلغم. وذلك أنه حار يابس فهو شفاء بإذن الله للداء المقابل له في الرطوبة والبرودة. وذلك أن الدواء أبداً بالمضاد، والغذاء بالمشاكل" (1).
    وقال أبو بكر بن العربي: "العسل عند الأطباء أقرب إلى أن يكون دواء من كل داء من الحبة السوداء، ومع ذلك فإن من الأمراض ما لو شرب صاحبه العسل لتأذى به، فإن كان المراد بقوله في العسل "فيه شفاء للناس" الأكثر الأغلب فحمل الحبة السوداء على ذلك أولى" (2).


    وقال الطيبي: " ... ونظيره قوله تعالى في حق بلقيس: {وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ} وقوله تعالى: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ} في إطلاق العموم وإرادة التخصيص" (1).
    وقال ابن القيم: "وقوله "شفاء من كل داء"؟ مثل قوله تعالى: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا}، أي كل شيء يقبل التدمير، ونظائره" (2).
    وقال المناوي: (( ... "شفاء من كل داء" يحدث من الرطوبة إذ ليس في شيء من النبات ما يجمع جميع الأمور ... )) (3).


    الخمسين من طب سيد الأولين والآخرين (ص: 10)
    23ــ عليكم بهذه الحبة السوداء فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام و هو الموت 0
    تحقيق الألباني
    (صحيح) انظر حديث رقم: 4083 في صحيح الجامع0
    الشرح:
    (عليكم بهذه الحبة) وفي رواية للبخاري الحبيبة مصغراً
    (السوداء فإن فيها شفاء من كل داء) يحدث من الرطوبة إذ ليس في شيء من النبات ما يجمع جميع الأمور التي تقابل جميع الطبائع في معالجة الأدواء بمقابلها إلا هي، وأخذ من أحاديث أخر أن معنى كونها شفاء من كل داء أنها لا تستعمل في كل داء صرفاً بل ربما استعملت مفردة وربما استعملت مركبة وربما استعملت مسحوقة وغير مسحوقة أكلاً وشرباً وسعوطاً وضماداً وغير ذلك وقيل قوله من كل داء تقديره يقبل العلاج بها فإنها إنما تنفع من الأمراض الباردة لا الحارة إلا بالعرض 0000
    24 - في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام 0
    تحقيق الألباني
    (صحيح) انظر حديث رقم: 4247 في صحيح الجامع0
    الشرح:
    (في الحبة) في رواية لمسلم إن في الحبة (السوداء) وهي الشونيز كما في صحيح مسلم
    (شفاء من كل داء) بالمد (إلا السام) والسام الموت 0
    0000 وفيه أن الموت داء من جملة الأدواء، والشونيز كثير المنافع، وقوله من كل داء من قبيل {تدمر كل شيء بأمر ربها} أي كل شيء يقبل التدمير وفي رواية لمسلم ما من داء إلا في الحبة السوداء منه شفاء إلا السام قال الخطابي: هذا من العموم الذي أريد به الخصوص ولا يجمع في طبع شيء من النبات كالشجر جميع القوى التي تقابل الطبائع كلها في معالجة الأدواء على اختلافها وتباين طبائعها وإنما أراد أنه شفاء من كل داء يحدث من كل ورطوبة وبرودة وبلغم لأنه حار يابس فيشفي ما يقابله لأن الدواء بالمضاد والفداء بالمشاكل000


    انتقادات موجهة للطب النبوي ملف كامل (ص: 85)
    ونعود لـ"الحبة السوداء" فنقول: إن التحليل الكميائي لهذه البذور يشير إلى وجود: سكريات أحادية ومركبة، وأحماض دهنية، وأحماض أمينية، وبعض الأملاح المعدنية مثل الكالسيوم والبوتاسيوم ومادة الكاروتين التي يمكن تحويلها في الكبد إلى فيتامين (أ)، وهي بهذا المحتوى ليست فريدة ولا متميزة عن كثير من المواد الغذائية الأخرى، ولا تحتوي على أي مادة غذائية أو كميائية يندر وجودها في مواد غذائية أخرى، وهي مثل العسل ليس بها أي محتوى علاجي محدد لعلاج مرض معين. ولقد جرت أبحاث علمية منضبطة في عدد من الجامعات، وخاصة جامعات البلاد الإسلامية مثل السعودية ومصر وباكستان بغرض تقييم وضع هذه البذور العلاجي والوقائي، وكانت النتائج تشير إلى أن هذه البذور تحسن النشاط المناعي للجسم بصفة عامة، كما أن لها دورًا مضادًّا لبعض أنواع الميكروبات ودورًّا مضادًّا للالتهابات، ولكن لم يحدد لها دور معين في علاج مرض معين على الأقل حتى الآن.


    وبهذا يكون شأنها كشأن العسل، ويكون دورها الوقائي أكثر من دورها العلاجي، وما يزال المجال مفتوحًا للبحث في هذا المجال، ولكن أدعياء الطب النبوي لم ينتظروا ولن ينتظروا أبحاثًا ولا دراسات، فلقد شمروا عن سواعدهم وكتبوا الحديث الشريف على واجهات المحلات، وجعلوا من الحبة السوداء - كما جعلوا من العسل - مدرسة طبية علاجية متكاملة، وجعلوا منها ألوانًا وأشكالاً؛ فهناك البذور، وهناك المسحوق، وهناك الزيت المستخلص من هذه البذور، بل إني عثرت في الأسواق على مراهم ومعاجين للحبة السوداء، وبهذا أصبحت الحبة السوداء مصدرًا من مصادر الكسب والتربح لا يقل شأنًا ولا ربحية عن العسل والحجامة!!.


    انتقادات موجهة للطب النبوي ملف كامل (ص: 100)
    * الأمثلة التطبيقية:
    لو أخذنا نموذجا، كتاب الطب من صحيح البخاري [14]، فقد حوى أحاديث أثارت جدلا في فهمها وتوجيهها، فقد تصادمت مع بعضها من جهة، ومع العلم الحديث من جهة أخرى، وعمد بعض الشراح إلى تأويل تلك الأحاديث وتقييد مطلقها أو تخصيص عمومها للتوفيق بينها:
    1 - الحبة السوداء:
    فمن ذلك ما روته عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا الموت" [15]، فقدّر ابن حجر قوله صلى الله عليه وسلم "كل داء" أي يقبل العلاج بها، ويخصص الحديث بالأمراض الباردة، أما الحارة فلا، وينقل ابن حجر عن الخطابي قوله: (قوله "من كل داء" هو من العام الذي يراد به الخاص؛ لأنه ليس في طبع شيء من النبات ما يجمع الأمور التي تقابل الطبائع في معالجة الأدواء بمقابلها، وإنما المراد أنها شفاء من كل داء يحدث من الرطوبة)، وينقل عن ابن العربي: "العسل عند الأطباء أقرب إلى أن يكون دواء كل داء: من الحبة السوداء، ومع ذلك فإن من الأمراض ما لو شرب صاحبه العسل لتأذى به"، ونقل ابن حجر عن بعض العلماء ما خلاصته أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصف الدواء بحسب ما يشاهده من حال المريض، فلعل قوله الحبة السوداء وافق مرض من كان مزاجه باردًا، فيكون معنى قوله: شفاء من كل داء، أي من هذا الجنس الذي وقع فيه، والتخصيص بالحيثية كثير شائع [16].


    المفصل في الرد على شبهات أعداء الإسلام (10/ 308)
    الرد على التشكيك بالتداوي بالحبَّةَ السوداء التي هي شِفاءٌ مِن كل داء
    الأخوة والأخوات
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    منذ عدة أيام تهكم أحد الحاقدين على الإسلام في أحد منتديات الحوارعلى حديث النبي الذي يقول فيه [إن الحبةَ السوداءَ شفاءٌ مِن كل داءٍ إلا مِن السامِ" قلت: وما السامُ؟ قال: الموت".]. وأخذ هذا الحاقد يتقول على المسلمين ما لم يقولوه، وأخذ يعدد الأمراض مستهزأً مستفسراً هل تنفع حبة البركة مع السرطان، السكري، الكبد الوبائي .... ؟
    وحتى أختصر الموضوع، فهذا أحد علماء المسلمين يرد على مثل هذا التشكيك وهذه الإفتراءات، ويبين فهم المسلمين لهذا الحديث النبوي الشريف بناء على قواعد الفقه واللغة.
    الموضوع:
    س:
    ظهرتْ في هذه الأيام مَقولة تُفيدُ أن الحبَّةَ السوداء شِفاءٌ مِن كل داء، ونُسبت هذه المقولة إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقيل: إنها في صحيح البخاريِّ. وزعم كثيرٌ من الناس أن هذه الحبة السوداء هي حبَّة البَرَكة، وأنها تَحتوي على أدوية كثيرة تُفيد في علاج أمراض كثيرة لا تَكاد تَنحصر، حتى قيل: إنها علاجٌ لكل مرض إلا السامُ، وهو الموت. وأنا على حدِّ علمي أفهمُ أن الحبة السوداء ـ أو حبة البركة كما يقولون ـ مُفيدة في بعض الأمراض دون بعض، وهذا ما دَرسناه في بعض كتب الطب القديم، فعلى أيِّ وجهٍ يُحمَل هذا الحديث لو كان صحيحًا؟ وماذا نقول لهؤلاء الذين يُروِّجونَ لهذا النوع من الحبوب من أجل أن يَحصلوا على أرباح طائلةٍ مِن وراء ذلك؟
    ج:
    الدكتور محمد بكر اسماعيل
    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
    فنقول للسائل إن قول النبي صلى الله عليه وسلم (شفاء من كل داء) ليس معناه كل ألأمراض لأن كل في اللغة لا تفيد مطلق العموم وإنما معنى هذا أنها شفاء لكل الأمراض التي تقبل الشفاء بها وتفصيل القول في هذه المسألة يذكره لك فضيلة الشيخ الدكتور محمد بكر إسماعيل أستاذ التفسير وعلوم القرآن بالأزهر يقول:
    رَوى البخاريُّ في صحيحه عن خالد بن سعد قال: خرجنا ومعنا غالبُ بن أبجَرَ، فمرِض في الطريق، فقَدِمنا المدينةَ وهو مريضٌ، فعاده ابن أبي عَتيق فقال لنا: عليكم بهذه الحُبَيْبَة السويداء، فخُذوا منها خمسًا أو سبعًا، فاسحقُوها، ثم اقْطُرُوها في أنفِهِ بقَطراتِ زيتٍ في هذا الجانب وهذا الجانب، فإن عائشةَ رضي الله عنها حدَّثتْني أنها سمعتِ النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: "إن الحبةَ السوداءَ شفاءٌ مِن كل داءٍ إلا مِن السامِ" قلت: وما السامُ؟ قال: الموت".
    وفي رواية أخرى للبخاريِّ عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: "في الحبة السوداءِ شفاءٌ مِن كل داء إلا السام
    والحبة السوداء يُسميها بعض العلماء بالكَمُّونِ الأسود أو الكمُّون الهنديِّ كما ذكر ابن حجر في شرح هذَينِ الحديثَينِ.
    وقد رأيت في المعجم الوسيط أنها حبة البرَكة، وتُسمَّى بالحبة المُبارَكة، وتُسمى في بعض البلاد بالشُّونِيزِ، وزَيتها يُسمَّى زيت حبة البركة، وهذا ما أقرَّه مَجمع اللغة
    ولا يَنبغي أن يُؤخذ قوله صلى الله عليه وسلم: "شفاء مِن كل داء" على عُمومه؛ فإنه مِن قَبيل العامِّ المَخصوص، كما يقول علماء الحديث والأصول والطب. والمعنى: هي شفاء من كل داء يَقبل العلاج بها. فهي كما قال ابن حجر: "إنما تَنفع في الأمراضِ الباردة" وهي أمراض يَعرفها الأطباء ويُشخِّصونها.
    وهي تُستخدم وحدها أحيانًا، وتُستخدم مَخلوطة بالعسل وغيره أحيانًا. ولها فوائدُ كثيرةٌ ذكَرها داود الإنطاكيُّ في كتاب "التذكرة" ذكرها في "الشونيز" وهو ما يُسمَّى بالحبة السوداء.
    واعلمْ يا أخي أن العُموم لا يَبقَى على عُمومه دائمًا، بل يُخصَّص في كثير من الأحكام والأخبار بحسب القرائن والأحوال.


    واعلمْ أن الأدواء عند العرب كانت مَحدودة، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "الحبة السوداء شفاء من كل داء" أي مِن أكثر الأدواء المَعروفة عندهم. ولفْظُ "كل" لا يُفيد العموم المُطلق كما يَتوهَّم كثيرٌ من الناس، فقد جاء في القرآن الكريم عن الريح التي أرسَلها الله على قوم عاد أنها دمَّرت كلَّ شيء مع أنها لم تُدمِّر إلا الناس، اقرأْ قوله تعالى في سورة الأحقاف: (تُدَمِّرُ كلَّ شيءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلَّا مَساكنُهمْ) ومعنى هذا أنها لم تُدمر المساكن ولكنها دمَّرت الأشخاص، بدليل قوله في آيةٍ أخرى من سورة القمر: (تَنْزِعُ الناسَ كأنَّهمْ أعجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ) وقوله تعالى في سورة الحاقَّة: (سَخَّرَهَا عليهمْ سَبْعَ لَيالٍ وثَمانيةَ أيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى القَوْمَ فيهَا صَرْعَى كأنَّهمْ أعجازُ نَخْلٍ خَاوِيةٍ).
    وجاء عن بَلْقِيسَ أنها أُوتِيَتْ مِن كلِّ شيءٍ، أيْ أُوتِيَتْ مِن كلِّ ما تَحتاجُ إليهِ، قال تعالى في سورة النمل: (إنِّي وَجَدْتُ امرأةً تَمْلِكُهُمْ وأُوتِيَتْ مِن كلِّ شيءٍ ولهَا عَرْشٌ عَظيمٌ).
    وأنت تقول لصَديقك: الحمد لله أنا عندي كل شيء. فهل تَعني أن عندَك كل موجودٍ في الوجود؟ أم تعني أنك تملك الكثير ممَّا تَحتاج إليه وتَحمَد الله عليه راضيًا به؟
    أما قوله صلى الله عليه وسلم: "إلا السام" فليس مِن باب الاستثناء المُتَّصِل؛ لأن السام ليس داءً، بل هو قطعٌ للأجل وإنهاء الحياة، ولكنه مِن باب الاستثناء المُنقطع، فهو بمعنى (لكن) كأنه قال: لكن الموت ليس له شفاءٌ، بيانًا لقوله تعالى: (فإذَا جاءَ أجَلُهمْ لا يَستأخِرُونَ ساعةً ولا يَسْتقْدِمُونَ).
    والاستثناء المتصل هو أن يكون ما بعد حرفِ الاستثناء من جِنْسِ المُستثنَى منه، مثل قولك: نجح التلاميذُ إلا تلميذًا.
    والاستثناء المُنقطع هو أن يكون المُستثنى من غير جنْس المُستثنى منه، مثل قولك: أقبلَ الناس إلا جمَلًا. فالجمل ليس من جنْس الناس، وعلى ذلك يكون المعنى: أقبل الناس، لكنّ جملاً لم يُقبل.
    وقد ظهَر لنا من هذا البيان أن الحبَّة السوداء ليستْ شفاءً لكل داء على وجْه العموم، ولكنه من باب العموم المخصوص بقرينة الواقع المُشاهَد في عالم الطبِّ، والواقع خيرُ دليلٍ على التخصيص، ولفْظُ (كلّ) لا يُفيد العموم المُطلَق كما عرفنا، ولكنه يُفيد الأكثريَّة، بخلاف لفظ (جميع) فإنه يُفيد العموم المُطلَق غالبًا إذا لم يَرِدْ ما يُخصِّصه؛ ولهذا أكَّد اللهُ سُجود الملائكة لآدم بلفظ "أجمعون" بعد لفظ "كلّ" فقال: (فسَجَدَ الملائِكةُ كلُّهمْ أَجْمَعُونَ) فلو كان لفظ (كلّ) يُفيد العُموم المُطلق بنفسه ما كان هناك داعٍ للمُؤكِّد الآخر.
    والله أعلم
    المصدر:
    http://www.islamonline.net/fatwaappl ... hFatwaID=34337
    ===================


    مسند أحمد ط الرسالة (12/ 234)
    قوله: "فإن فيها شفاء من كل داء"، قال الخطابي في "أعلام الحديث" 3/ 2112: هذا من عموم اللفظ الذي يراد به الخصوص. إذ ليس يجتمع في طبع شيء من النبات والشجر جميع القوى التي تقابل الطبائع كلها في معالجة الأدواء على اختلافها وتباين طبائعها، وإنما أراد أنه شفاء من كل داء يحدث من الرطوبة والبلغم، وذلك أنه حار يابس، فهو شفاء بإذن الله للداء المقابل له في الرطوبة والبرودة، وذلك أن الدواء أبدا بالمضاد، والغذاء بالمشاكل.
    وقال أبو بكر ابن العربي فيما نقله عنه الحافظ في "الفتح" 10/ 145: العسل عند الأطباء أقرب إلى أن يكون دواء من كل داء من الحبة السوداء، ومع ذلك، فإن من الأمراض ما لو شرب صاحبه العسل لتأذى به، فإن كان المراد بقوله في العسل:=


    = (فيه شفاء للناس) الأكثر الأغلب، فحمل الحبة السوداء على ذلك أولى.
    وقال غيره: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصف الدواء بحسب ما يشاهده من حال المريض، فلعل قوله في الحبة السوداء وافق مرض من مزاجه بارد، فيكون معنى قوله: "شفاء من كل داء"، أي: من هذا الجنس الذي وقع القول فيه، والتخصيص بالحيثية كثير شائع.


    أرشيف ملتقى أهل الحديث - 5 (136/ 150)
    ـ[د. محمد العطار] •---------------------------------• [23 - 02 - 10, 01:42 م]ـ
    -هل صحّ عندكم أنّ الحبة السوداء والعسل تساهم بشكل كبير في تقوية المناعة، وذلك يكون تفسيراً لهما بأن هما شفاءمن كل داء؟!
    2 - هناك بعض الأمراض يكون العسل فيها داءً لا دواءً فما حل هذا الإشكال مقارنة بالحديث؟


    لم ابحث، ولكن اتسائل ... هل العسل والحبة السوداء شفاء من كل داء، ام ثمة تخصيص ...
    الامر ذكره القدماء، ذكرت منه المقتطف التالي سابقاً، ولم يناقشه معي احد ...
    الموضوع: الاحاديث الطبية ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=185666)
    فيه عن الشيخ الصدوق من علماء الامامية، ولكن ذكر سائر علماء المسلمين (مثل ابن القيم الجوزي، وابن طرخان الحموي، و .... ) اجزاءً من هذه الاقوال ... ولكنه جمعها تحت عنوان واحد ...
    ومنها: ما حُفظ بعضه ونُسي بعضه.
    وما روي في العسل أنه شفاء من كل داء فهو صحيح، ومعناه أنه شفاء من كل داء بارد.
    والعسل والحبة السوداء عن القدماء، كلاهما حار جاف، ينفعان من الامراض الباردة دون الحارة ...


    فتح الباري لابن حجر (10/ 145)
    وقال الخطابي قوله من كل داء هو من العام الذي يراد به الخاص لأنه ليس في طبع شيء من النبات ما يجمع جميع الأمور التي تقابل الطبائع في معالجة الأدواء بمقابلها وإنما المراد أنها شفاء من كل داء يحدث من الرطوبة وقال أبو بكر بن العربي العسل عند الأطباء أقرب إلى أن يكون دواء من كل داء من الحبة السوداء ومع ذلك فإن من الأمراض ما لو شرب صاحبه العسل لتأذى به فإن كان المراد بقوله في العسل فيه شفاء للناس الأكثر الأغلب فحمل الحبة السوداء على ذلك أولى وقال غيره كان النبي صلى الله عليه وسلم يصف الدواء بحسب ما يشاهده من حال المريض فلعل


    [5688] قوله في الحبة السوداء وافق مرض من مزاجه بارد فيكون معنى قوله شفاء من كل داء أي من هذا الجنس الذي وقع القول فيه والتخصيص بالحيثية كثير شائع والله أعلم وقال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة تكلم الناس في هذا الحديث وخصوا عمومه وردوه إلى قول أهل الطب والتجربة ولاخفاء بغلط قائل ذلك لأنا إذا صدقنا أهل الطب ومدار علمهم غالبا إنما هو على التجربة التي بناؤها على ظن غالب فتصديق من لا ينطق عن الهوى أولى بالقبول من كلامهم انتهى وقد تقدم توجيه حمله على عمومه بأن يكون المراد بذلك ما هو أعم من الإفراد والتركيب ولا محذور في ذلك ولا خروج عن ظاهر الحديث


    تفريغ «أشرطة متفرقة» للشيخ الألباني (132/ 7)
    الشيخ: السكري ما فيه! لكن العسل الحمد لله استعمله لكن ما أدري كيفية استعماله وانا أقول بهذه المناسبة أنه ثبت في السنة (الحبة السوداء شفاء من كل داء) هذا حديث صحيح لا سبيل للتشكيك في صحته لكن أنا أقول الحبة السوداء شفاء من كل داء لا بد أن يكون هناك طريقة معينة للاستعمال هذه الطريقة إذا أسيء استعمالها إذا م ينقلب الدواء داء فلا أقل أنه ما يحصل منه دواء هذه النقطة هي التي نحن بحاجة إلى أن نعرفها كذلك ما يتعلق بالعسل، ترى العسل شفاء أن نأخذ ملعقة ثم هذه الملعقة هل هي ملعقة شاي أوملعقة أكل ثم كم مرة في الصباح في المساء إلى آخره لهذه الأمور التي أنا مؤمن بأننا بحاجة إلى معرفة تفاصيلها وأنا بلا شك جاهل بها لا أنشط لاستعمال العسل هكذا بدون نظام أو الحبة السوداء , فيه هنا شو يسموها أبو عبد الله الحبة السوداء اللي مهروسة ومخلوطة بالحلاوة شو يسموها.
    السائل: القزحة.
    الشيخ: القزحة هذه فيها حلاوة فيها أشياء ممكن الإنسان يستسيغها لكن كيف يستعملها والله ما أدري!
    سائل آخر: تخلط ... جربنا وصفات كثيرة وفي الكتاب وقت تقرأ الكتاب بس وصفة بسطية وقلنا للأخوان هذه الحبة السوداء مش غذاء تأخذها على طول تأكل منها لأن الحديث ذكرها وإنما هي دواء ولذلك تأخذ منها تسحقها سحقا جيدا تخلطها مع العسل ملعقة واحدة في اليوم صغيرة إذا أخذتها قبل الأكل ... مع العسل كاف مليح تهبط الضغط تضبط القلب ... يعني ما يأخذ أكثر من ثلاثة أسابيع مستمرة وراء بعض يقطع خلاص ... .
    الشيخ: هنا يصير التساؤل التحديد بثلاث أسابيع و تحديد بملعقة كل يوم أولا هذا التحديد من أين جاء؟ ثانيا هل هذا بالنسبة لكل الأفراد ثالثا وأخيرا هل هذا بالنسبة لكل الأمراض المسألة ما أظن هكذا!
    السائل: عند كتب سيدي الشيخ عربية ... .
    الشيخ: خاتمة الأرجوزة أي عن:
    " وغاية الكلام فيها أنه *** من النبات فهو حل كله.
    إلا الذي يضر بالأبدان *** أو بالنهى فذاك شيء ثان
    قد أخبر الله ثم المصطفى *** عن عسل النحل بأنه شفا
    مع أنه يضر بالمحموم *** وحرمة المؤذي من المعلوم "
    الآن بالمناسبة شو رأيك أنت وأنت يبدو ما أقول إنك متخصص لكن لك عناية في الطب العربي هذا شو رأيك أنه يضر في المحموم! صحيح فهذا يؤيد ... ؟
    السائل: مش كل محموم ... .
    الشيخ: أه هذا أشكل كمان هذا يؤيد كلامي السابق أنه هذه الوصفة التي جاء وصفها في الحديث يجب أن نعرف مقاديرها ونسبها ولمن تعطى هذه العسل فإذا به يقول " فإنه يضر بالمحموم وحرمة المؤذي من المعلوم ".
    فيا ترى زيد من الناس الذي هو أمامك الآن يشكو من أكثر من مرض ترى نحن نعرف من الطب المادي هذا يقول بعض الأدوية قد تفيد في بعض الأمراض لكن تضر في أمراض أخرى صحيح و إلا لا؟ فإذا أنت لما تعطي هذه الوصفة لواحد مثلي معناه بدك تعرف شو في من ... أمراض ..
    سائل آخر: يسألك يفيد هذا.
    الشيخ: تفضل.
    سائل آخر: هذا العسل ليس على إطلاقه يضر بالمحموم!
    الشيخ: هذا أقول يا شيخ هذ أشكل كيف نعرف الذي المحموم الذي يضر العسل والمحموم الذي قد ... أنت قد تدلني لكن عامة الناس ...
    سائل آخر: بالتجربة ثبت أن أي إنسان ضغطه عال فيه حرارة جسمه حار عنده ضغطك عال كثير لا يستعمل العسل في الصيف لأنه يهيج لكن الذي ما عنده ضغط عال ما عنده حرارة العسل له ما يؤثر عليه أبدا بل إذا أعطيت المحموم عسل وخل وماء لا يمضي عليه عشرون دقيقة ... البارحة ذكرت ... قال لي أنا زوجتي الأولاد .. عشرين دقيقة حراراته تنزل من أربعين درجة مئوية إلى الحرارة العادية لكن ... وهذا تعلمته بالتجربة لأني أمارس قال يا أبو محمد أنت وصلت بالعسل والخل ... وأنا بس أخذته تهيجت يعني ... قلت ... بديت أسأله ودريت أنه عنده ضغط عال إذا الإنسان الذي ضغطه عال نسأل كن حذرا مع العسل يعني الحس لحسات منه وفي البرد ليس في الحر هذا الذي هو ما يعني ممكن يعني كتجربة كذلك الأطفال هؤلاء إذا عليهم حرارة أعطيهم عسل وأعطيهم خل شوية شوية كما ذكرت في الكتاب عشرين دقيقة وما ... عليه لا حرارة ولا شيء ... والأولاد مش مثلنا الكبار نحن قلبهم صاف لكن الكبار المشاكل عليهم إذا كان ... ابو خالد ذكر لي قال لي يا أبو محمد أنا العسل لا أطيقه في الصيف وأتهيج ويصير عندي يصدع سألته فعنده ضغط لا يتحمل لأنه هو يرفع الضغط إلى أن ... وينزله إلى أن ... الحبة السوداء جربتها مع الناس كدواء يجب أن يؤخذ موش على طول وبعدين تأثر جنسيا على الرجل ... يؤثر لأنها تنزل الضغط عال لأنه ضغط عال يعني الذي عنده ضغط عال وصداع ... .


    تفريغ «أشرطة متفرقة» للشيخ الألباني (275/ 3)
    كالحبة السوداء فيها شفاء من كل داء, فهذا على الإطلاق وعلى عمومه, ذلك لأن النبي صلى الله عليه وأله وسلم تأكيدا لهذا العموم في الحبة السوداء استثنى فقال إلا السام إلا الموت (الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا الموت) أما هنا فقال (شفاء من كل داء) ففهم العلماء أن الداء الذي تُفيد فيه الحجامة وبصورة خاصة في هذه الأيام المفردة فإنما هو الداء الذي سببه كثرة الدم وتهيّجه في صاحبه.


    تحفة الأحوذي (6/ 163)
    تَنْبِيهٌ أَحَادِيثُ الْبَابِ هَلْ هِيَ مَحْمُولَةٌ عَلَى عُمُومِهَا أَوْ أُرِيدَ مِنْهَا الْخُصُوصُ فَقَالَ الْخَطَّابِيُّ هَذَا مِنْ عُمُومِ اللَّفْظِ الَّذِي يُرَادُ بِهِ الْخُصُوصُ وَلَيْسَ يُجْمَعُ فِي طَبْعِ شَيْءٍ مِنَ النَّبَاتِ وَالشَّجَرِ جَمِيعُ الْقُوَى الَّتِي تُقَابِلُ الطَّبَائِعَ كُلَّهَا فِي مُعَالَجَةِ الْأَدْوَاءِ عَلَى اخْتِلَافِهَا وَتَبَايُنِ طَبْعِهَا وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنَّهُ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ يَحْدُثُ مِنَ الرُّطُوبَةِ وَالْبُرُودَةِ وَالْبَلْغَمِ
    وَذَلِكَ أَنَّهُ حَارٌّ يَابِسٌ فَهُوَ شِفَاءٌ بِإِذْنِ اللَّهِ لِلدَّاءِ الْمُقَابِلِ لَهُ فِي الرُّطُوبَةِ والبرودة
    وذلك أن الدواء أبذأ بِالْمُضَادِّ وَالْغِذَاءُ بِالْمُشَاكِلِ انْتَهَى
    وَقَالَ الطِّيبِيُّ وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى فِي حَقِّ بِلْقِيسَ وَأُوتِيَتْ مِنْ كل شيء وقوله تعالى تدمر كل شيء فِي إِطْلَاقِ الْعُمُومِ وَإِرَادَةِ الْخُصُوصِ انْتَهَى
    وَقِيلَ هِيَ بَاقِيَةٌ عَلَى عُمُومِهَا وَأُجِيبَ عَنْ قَوْلِ الْخَطَّابِيِّ لَيْسَ يُجْمَعُ فِي طَبْعِ شَيْءٍ إِلَخْ بِأَنَّهُ لَيْسَ مِنَ اللَّهِ بِمُسْتَنْكَرٍ أَنْ يَجْمَعَ الْعَالَمَ فِي وَاحِدٍ وَأَمَّا قَوْلُ الطِّيبِيِّ وَنَظِيرُهُ إِلَخْ فَفِيهِ أَنَّ الْآيَتَيْنِ يُمْنَعُ حَمْلُهُمَا عَلَى الْعُمُومِ عَلَى مَا هُوَ عِنْدَ كُلِّ أَحَدٍ مَعْلُومٍ وَأَمَّا أَحَادِيثُ الْبَابِ فَحَمْلُهَا عَلَى الْعُمُومِ مُتَعَيِّنٌ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا إِلَّا السَّامُ
    كَقَوْلِهِ تَعَالَى إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خسر إلا الذين امنوا وعملوا الصالحات الْآيَةَ
    قُلْتَ قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ بَعْدَ ذِكْرِ حَدِيثِ بُرَيْدَةَ الْمَذْكُورِ مَا لَفْظُهُ وَيُؤْخَذُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ مَعْنَى كَوْنِ الْحَبَّةِ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ أَنَّهَا لَا تُسْتَعْمَلُ فِي كُلِّ دَاءٍ صِرْفًا بَلْ رُبَّمَا اسْتُعْمِلَتْ مُفْرَدَةً وَرُبَّمَا اسْتُعْمِلَتْ مُرَكَّبَةً وَرُبَّمَا اسْتُعْمِلَتْ مَسْحُوقَةً وَغَيْرَ مَسْحُوقَةٍ وَرُبَّمَا اسْتُعْمِلَتْ أَكْلًا وَشُرْبًا وَسَعُوطًا وَضِمَادًا وَغَيْرَ ذَلِكَ
    قَالَ وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي جَمْرَةَ تَكَلَّمَ النَّاسُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَخَصُّوا عُمُومَهُ وَرَدُّوهُ إِلَى


    قَوْلِ أَهْلِ الطِّبِّ وَالتَّجْرِبَةِ وَلَا خَفَاءَ بِغَلَطِ قَائِلِ ذَلِكَ لِأَنَّا إِذَا صَدَّقْنَا أَهْلَ الطِّبِّ وَمَدَارُ عِلْمِهِمْ غَالِبًا إِنَّمَا هُوَ عَلَى التَّجْرِبَةِ الَّتِي بِنَاؤُهَا عَلَى ظَنٍّ غَالِبٍ فَتَصْدِيقُ مَنْ لَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى أَوْلَى بِالْقَبُولِ مِنْ كَلَامِهِمِ انْتَهَى
    قَالَ وَقَدْ تَقَدَّمَ تَوْجِيهُ حَمْلِهِ عَلَى عُمُومِهِ بِأَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِذَلِكَ مَا هُوَ أَعَمُّ مِنَ الْإِفْرَادِ وَالتَّرْكِيبِ وَلَا مَحْذُورَ فِي ذَلِكَ وَلَا خُرُوجَ عَنْ ظَاهِرِ الْحَدِيثِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ انْتَهَى


    تحفة الأحوذي (6/ 198)
    وَيُقَالُ لَهُ بِالْهِنْدِيَّة ِ كلونحي (دَوَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ) قِيلَ أَيْ مِنْ كُلِّ دَاءٍ مِنَ الرُّطُوبَةِ وَالْبَلْغَمِ وَذَلِكَ لِأَنَّهُ حَارٌّ يَابِسٌ فَيَنْفَعُ فِي الْأَمْرَاضِ الَّتِي تُقَابِلُهُ فَهُوَ مِنَ الْعَامِّ الْمَخْصُوصِ وَقِيلَ هُوَ عَلَى عُمُومِهِ أَنَّهُ يَدْخُلُ فِي كُلِّ دَاءٍ بِالتَّرْكِيبِ
    قَالَ الْكَرْمَانِيُّ وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى تَعْيِينِ الْعُمُومِ الِاسْتِثْنَاءُ بِقَوْلِهِ (إِلَّا السَّامَ) بِسِينٍ مُهْمَلَةٍ ثُمَّ أَلِفٍ وَمِيمٍ مُخَفَّفَةٍ أَيِ الْمَوْتَ فَإِنَّهُ لَا دَوَاءَ لَهُ وَهَذَا أَيْضًا مَوْقُوفٌ وَفِيهِ انْقِطَاعٌ


    الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري (9/ 257)
    "الحبة السوداء شفاء من كل داء, واقطروا عليها شيئًا من الزيت" قال الخطابي والموفق البغدادي: قوله: "شفاء من كل داء" لا بد وأن يراد به الخصوص، إذ ليس يجتمع في طبع واحد جميع القوى. هذا كلامهما، وهو باطل من وجهين:
    الأول: أن الأدوية أسباب ظاهرة، والشفاء بخلق الله كما أشار إليه في دعائه: "لا شفاء إلا شفاؤك" على أن الأطباء مطبقون على أن الدواء قد يكون تأثيره بالخاصية كالسقمونيا في إسهال الصفراء.


    الثاني: أن لو كان هناك شيء آخر لاستثناه كما استثنى الموت، وإلا لم يصح الحصر.


    الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري (20/ 211)
    الخطابي: هذا من العام الذي يراد به الخاص إذ ليس يجتمع في طبع شيء جميع القوى التي تقابل الطبائع كلها في معالجة الأدواء على اختلافها، وإنما أراد أنه شفاء من كل داء يحدث من الرطوبة والبلغم لأنه حار يابس فهو شفاء للداء المقابل له في الرطوبة والبرودة وذلك أن الدواء أبداً بالمضاد كما أن الغذاء بالمشاكل. أقول: يحتمل إرادة العموم منه بأن يكون شفاء للكل لكن بشرط تركيبه مع الغير ولا محذور فيه بل يجب إرادة العموم لأن جواز الاستثناء معيار جواز العموم. وأما وقوع الاستثناء فهو معيار وقوع العموم فهو أمر ممكن، وقد أخبر الصادق عنه، واللفظ عام بدليل الاستثناء فيجب القول به


    موسوعة الفقه الإسلامي (4/ 291)
    10 - الحبة السوداء: وهي الشونيز.
    وهي نافعة من جميع الأمراض خاصة الباردة


    التحصين من كيد الشياطين (ص: 232)
    ما المراد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ؟ هل هو عام لكل داء؟ أم هو عام مخصوص، يراد به خصوص نزلات البرد، والزكام، وأمراض الجهاز التنفسي الواقعة بتأثير رطوبة أو برد ونحو ذلك؟
    الجواب: (3) من وجهين؛ الأول: أن الحديث عام بمنطوق الروايات جميعًا - ولا وجه للتخصيص إلا بحمله على تجربة الأطباء في الاستشفاء بالحبة السوداء، حيث اقتصرت في غالبها على معالجة الأمراض الباردة، وليس من اللائق تخصيص كلام خير الخلق صلى الله عليه وسلم بناءً على تجارب ما زالت تُجرى وتستجد، هذا وقد سبق ذكر ثبوت فائدة العلاج بالعسل في حالات الإسهال، بعد أن جزم بعض أهل الطب بعدم جدوى المعالجة رَدْهًا من الزمن.


    والثاني: أن بعض الأطباء قد توصلوا فعلاً بأبحاثهم إلى تأثير مركب النِّيْجِلُّلون في ترخية العضلات، وفي تخفيف آلام المغص الكلوي، وتأثيره في تقوية جهاز المناعة العام، وغير ذلك، فما المانع - عند تكرار الأبحاث - من معرفة تأثيرات أخرى لهذه المادة، تعمّ أجهزة الجسم كافة؟ فصلاة ربي وسلامه على عبده ورسوله محمد، الموصوف بقوله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى *إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى *} [النّجْم: 3 - 4].


    المنيحة بسلسلة الأحاديث الصحيحة (1/ 212)
    ونقل الحافظ في "الفتح" (10/ 145) عن الخطابيّ أنه قال:
    "هذا من العام الذي يرادُ به الخاص".
    ويوضحه ما قاله بعضهم أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان يصف الدواءَ بحسب ما يشاهده من حال المريض، فلعلّ قوله في الحبة السوداء وافق مرضَ مَنْ مزاجه باردٌ، فيكون معنى قوله: "شفاء من كلِّ داءٍ" أي: من هذا الجنس الذي وقع القول فيه، والتخصيص بالحيثية كثيرٌ وشائعٌ.
    وردَّ ابنُ أبي جمرة هذا التخصيص بقوله:
    "تكلَّم الناس في هذا الحديث وخصوا عمومه، وردُّوه إلى قول أهل الطب والتجربة، ولا خفاء بغلط قائل ذلك، لأنا إذا صدقنا أهل الطب ومدارُ علمهم


    غالبًا إنما هو على التجربة التي بناؤها على ظنّ غالبٍ، فتصديقُ من لا ينطقُ عن الهوى أولى بالقبول من كلامهم" اهـ.
    قال شيخُنا: وهذا كلامٌ حسنٌ وقويٌّ.
    ولقد علمنا علمًا أكيدًا أنَّ الأطباء وجدوا في العسل شفاءً لبعض الأمراض التي لم يجدوا لها دواء قبل ذلك، وكان الأطباء قبلُ ينكرون أنَّ يكون العسل دواء مِنْ هذا المرض، فما هو المانع أنَّ تكون الحبة السوداء شفاءً من كلِّ داء، ولكن جهل العباد بطرائق استخدامها هو الذي يؤخر -أو يعرقل- الشفاء بها؟ وهل من اللائق أنَّ يخصصَ كلامُ الرسول - صلى الله عليه وسلم - بجهل الحلق؟!!


    عدة المريد الصادق (ص: 90)
    فأخذها مفردة كأخذ المتطبب الحبة السوداء للمداواة من كل داء، مجردة عن تدبيرها، فإن ذلك لا يصح عند كل ذي نظر سديد، مع القطع بما ورد في أنها شفاء من كل داء إلا السام (1)، لكن بعد تلطيف أو ترطيب أو تقوية أو تحليل أو تركيب، وطب القلوب محاذ لطب الأبدان في قياسه وعمله، وإن كان مخالفا له في قصده ومأخذه، وقد علم أن السكنجبير شراب الأطباء النافع لكل ذي علة في كل وقت وسن وحال، لكن الطبيب الحاذق يسقيه كل أحد على حسب ما يليق به، ويزيد فيه وينقص منه، بحسب ما يراه تقتضيه أصول العلم عنده.


    المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام (16/ 30)
    وعالجوا باستعمال "الحبّة السوداء". استعملوها قليلًا، وأكلًا ولطوخًا، كما سحقوها وخلطوها بالزيت لاستعمالها قطرات في معالجة أمراض الأنف. وقد كانوا يبالغون في منافعها، فاستعملوها في معالجة أمراض كثير باطنية وخارجية9 وذكرو أن الرسول قال: "إن هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء، إلا السام"، والسام: الموت10.


    دروس الشيخ حسن أبو الأشبال (26/ 3، بترقيم الشاملة آليا)
    الثاني: الموت.
    فهذان قد وردت السنة في أنهما لا دواء لهما البتة، فمن أدركه شيء من ذلك فلا يحاول دفعه أبداً؛ لأنه مهما حاول سيفشل في ذلك، ولذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام: (الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام، قالوا: وما السام يا رسول الله؟ قال: الموت)، فبين عليه الصلاة والسلام عظمة هذا النبات، وأنه شفاء من كل داء إلا داءً واحداً، ثم بين أنه الموت؛ إذ لا ينفع معه علاج كيماوي ولا عشب نباتي، بل لا يصلح معه أي محاولة؛ لأنه واقع بساحة كل مخلوق لا محالة.


    الحبة السوداء في الحديث النبوي والطب الحديث (ص: 11)
    ما المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم "شفاء من كل داء" *.
    هل المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم "شفاء من كل داء" العموم أو الخصوص. على قولين للعلماء.
    1 - القائلون بالتخصيص:
    قال الخطابي: "هذا من عموم اللفظ الذي يراد به الخصوص وليس يجمع في طبع شيء من النبات والشجر جميع القوى التي تقابل الطبائع كلها في معالجة الأدواء على اختلافها، وتباين طبعها، وإنما أراد أنه شفاء من كل داء يحدث من الرطوبة والبرودة والبلغم. وذلك أنه حار يابس فهو شفاء بإذن الله للداء المقابل له في الرطوبة والبرودة. وذلك أن الدواء أبداً بالمضاد، والغذاء بالمشاكل" (1).
    وقال أبو بكر بن العربي: "العسل عند الأطباء أقرب إلى أن يكون دواء من كل داء من الحبة السوداء، ومع ذلك فإن من الأمراض ما لو شرب صاحبه العسل لتأذى به، فإن كان المراد بقوله في العسل "فيه شفاء للناس" الأكثر الأغلب فحمل الحبة السوداء على ذلك أولى" (2).


    وقال الطيبي: " ... ونظيره قوله تعالى في حق بلقيس: {وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ} وقوله تعالى: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ} في إطلاق العموم وإرادة التخصيص" (1).
    وقال ابن القيم: "وقوله "شفاء من كل داء"؟ مثل قوله تعالى: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا}، أي كل شيء يقبل التدمير، ونظائره" (2).
    وقال المناوي: (( ... "شفاء من كل داء" يحدث من الرطوبة إذ ليس في شيء من النبات ما يجمع جميع الأمور ... )) (3).
    2 - القائلون بالعموم:
    قال أبو محمد بن أبي جمرة: "تكلم الناس في هذا الحديث وخصوا عمومه وردوه إلى قول أهل الطب والتجربة، ولاخفاء بغلط قائل ذلك، لأننا إذا صدقنا أهل الطب - ومدار علمهم غالبا إنما هو على التجربة التي بناؤها على ظن غالب فتصديق من لا ينطق عن الهوى أولى بالقبول من كلامهم" (4).
    وقال المباركفوري: " ... وقيل: هي باقية على عمومها وأجيب عن قول الخطابي ليس يجمع في طبع شيء ... إلخ بأنه:
    ليس من الله بمستنكر ... أن يجمع العالم في واحد


    أما قول الطيبي ونظيره إلخ ففيه أن الآيتين يمنع حملهما على العموم على ما هو عند كل أحد معلوم، وأما أحاديث الباب فحملها على العموم متعين لقوله صلى الله عليه وسلم فيها: إلا السام. كقوله تعالى: {إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [العصر الآية:2 - 3] " (1).
    3 - الجمع بن القولين:
    قال ابن حجر: "يؤخذ من ذلك أن معنى كون الحبة السوداء شفاء من كل داء أنها لا تستعمل في كل داء صرفا بل ربما استعملت مفردة، وربما استعملت مركبة، وربما استعملت مسحوقة وغير مسحوقة، وربما استعملت أكلا وشربا وسعوطاً وضماداً وغير ذلك"2).
    وقال رحمه الله بعد ذكر الخلاف بين القائلين بالخصوص والعموم في معنى قوله صلى الله عليه وسلم "شفاء من كل داء" (( ... وقد تقدم" يعني الكلام أعلاه "توجيه حمله على عمومه بأن يكون المراد بذلك ما هو أعم من الإفراد والتركيب، ولا محذور في ذلك ولا خروج عن ظاهر الحديث والله أعلم" (3).
    وهذا الذي ذكره رحمه الله يشهد له ما سنذكر في هذا البحث من فوائد عديدة للحبة السوداء في علاج أمراض مختلفة، مما يرجح القول بالعموم، ولكن بالمشاركة مع غيرها من الأدوية أحيانا وبالاستخدامات المختلفة لها، كما أشار إلى ذلك الحافظ ابن حجر.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •