تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 8 الأولىالأولى 12345678 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 153

الموضوع: هذه هي الصوفية / للشيخ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله تعالى

  1. #21

    افتراضي رد: هذه هي الصوفية / للشيخ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله تعالى

    صفات الرب صفات الخلق


    ويحكم ابن عربي على ربه، ويصفه بالعجز الذليل،
    والنقص المشين، والسفه والحماقة،
    وبأنه مناط مذمة وتحقير مهانة.


    فيقول :
    "ألا ترى الحق يظهر بصفات المحدَثات،
    وأخبر بذلك عن نفسه،
    وبصفات النقص، وبصفات الذم ؟!



    ألا ترى المخلوق يظهر بصفات الحق من أولها إلى آخرها
    – وكلها حقٌّ له –
    كما هي صفات المحدَثات حق للحق " ( 1 ) .


    لقد خشي ابن عربي أن يتوهم فيه إنسان
    أنه يطلق صفات الخلق على الله سبحانه إطلاقاً مجازياً،
    أو يطلق صفات الله على خلقه كذلك.

    خشي هذا،

    فمحا توهم المجاز عن الأولى بقوله:
    "كما هي صفات المحدثات حق للحق
    " فلا تتوهم مجازاً مَّا فيما يحكم به ابن عربي على ربه،
    أو فيما يصفه به من ذم ونقص وعجز.



    ومحاه عن الأخرى بقوله:

    "وكلها – أي صفات الله من ربوبية وإلهية وخالقية ورازقية،



    وسواها مما هو من صفات الله وحد – حق له

    أي للمخلوق،


    فالخلق يوصف بصفات الله على الحقيقة

    لا على المجاز!!

    ذاك دين ابن عربي.


    ******************
    ( 1 ) ص 80 فصوص ، راجع ما كتبته في "دعوة الحق" ص 30 وما بعدها.


  2. #22

    افتراضي رد: هذه هي الصوفية / للشيخ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله تعالى

    رب الصوفية وجود وعدم


    ورب الصوفية في دين ابن عربي
    يستغرق كل نسبة عدمية، أو وجودية


    "فالعَليُّ لنفسه،
    هو الذي يكون له الكمال
    الذي يستغرِق به جميعَ الأمور الوجودية، والنسب العدمية،
    بحيث لا يمكن أن يفوته نعت منها


    وسواء كانت محمودة عرفاً وعقلاً وشرعاً،
    أو مذمومة عرفاً وعقلاً وشرعاً،
    وليس ذلك إلا لمسمَّى الله تعالى خاصة " ( 1 )


    فأي رب هذا
    الذي يبعثه وجود ، ويفنيه عدم ؟



    أي رب هذا
    الذي يكون مناط الذم من الشرع والعقل والعرف ؟


    لقد نعت ابن عربي ربه بكل مذمة،
    فلماذا لا يذمه الشرع والعقل والعرف ؟!



    ******************
    ( 1 ) ص 79 فصوص

  3. #23

    افتراضي رد: هذه هي الصوفية / للشيخ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله تعالى

    كلُّ شيءٍ ربٌ للصوفية


    لقد كفرت الصابئة؛ لأنهم عبدوا الكواكب،
    وكفرت اليهود؛ لأنهم عبدوا العجل،
    وكفرت النصارى؛ لأنهم عبدوا ثلاثة أقانيم،
    وكفرت الجاهلية؛ لأنهم عبدوا أصناماً أقاموها لمن مات من أوليائهم،
    لتكون مقصد الرجاء، ومطاف الآمال،
    كما كان أصحابها، وهم ناعمون بالحياة.


    فماذا تقول في الصوفية،
    أو بماذا تحكم عليها،
    وهي تدعو إلى عبادة كل شيء ؟!


    ألا يقول الجيلي :
    "إن الحق تعالى من حيث ذاته، يقتضي ألا يظهر في شيء،
    إلا ويُعْبَد ذلك الشيء،
    وقد ظهر في ذرات الوجود ؟! " ( 1 )



    ويزيد ابن عربي الفرية جلاء بقوله :
    "والعارف المكمَّل
    من رأى كلَّ معبود مَجْلى للحق يُعْبَد فيه،

    ولذلك سموه كلهم إلهاً،
    مع اسمه الخاص بحجر،
    أو شجر، أو حيوان،
    أو إنسان، أو كوكب، أو ملك" ( 2 ) .



    فهل تراني جَنَحْتُ إلى غُلُوٍّ مّا حين قلت لك:

    إن الصوفية استمدت من كل كفر،
    ودانت بكل ما دان به الكافرون من قبل،
    فكانت هي وحدها تاريخ الوثنية كلها،
    وحمأتها منذ ابتدعها إبليس ليضل الكافرين ؟!.


    ألا ترى ابن عربي حَفِيَّ القلب والشعور والعاطفة
    بعبادة الحجر والشجر "آلهة الجاهلية"
    وبعبادة الحيوان "آلهة الفرعونية واليهودية"
    وبعبادة الإنسان "إله النصرانية والشيعة"
    وبعبادة الكوكب والمَلَك "أي آلهة الصابئة" ؟!.


    فالصوفية هي كل ذلك الكفر،
    ثم تحته وفوقه، وعن شماله ويمينه
    ومن خلفه ومن قُدَّامه
    كفرها الخاص بها !!

    وفيما ذكر ابن عربي
    ما يثبِّت اليقين في قلبك بما أقول.


    ******************
    ( 1 ) ص 83 جـ 2 الإنسان الكامل للجيلي

    ( 2 ) ص 195 جـ 1 فصوص، وقد عدَّد في هذا النص آلهة الذين كفروا من قبل،
    فعبدوا الحجر والشجر والحيوان والإنسان والكوكب والملك،
    يعني الصابئة واليهود والنصارى والذين أشركوا.
    وصوَّب عبادتهم،
    إذ كل ما عبدوه في دينه ليس إلا رباً تجلى في صورة ذلك المعبود

  4. #24

    افتراضي رد: هذه هي الصوفية / للشيخ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله تعالى

    التَّجَسُّد في النساء


    وكما عبد ابن الفارض جسد الأنثى، عبده كذلك ابن عربي،
    بيْدَ أن الأول عبد المرأة مستباحة العفة له،
    وعبدها الآخر مستعصية الشرف عن أهوائه.


    وإليك نصاً واحداً من فصوصه
    يكشف لك عن مدى إيغال ابن عربي في عبادة الأنثى :

    "ولما أحب الرجلُ المرأةَ، طلب الوصلة ( 1 ) ،
    أي غاية الوصلة التي تكون في المحبة،
    فلم يكن في صورة النشأة العنصرية أعظم وصلة من النكاح ( 2 )
    ولهذا تعم الشهوة أجزاءه كلها،


    ولذلك أُمِر بالاغتسال منه – فعمت الطهارة،
    كما عم الفناء فيها – عند حصول الشهوة،

    فإن الحق غيور على عبده أن يعتقد أنه يلتذ بغيره،
    فطهَّره بالغسل ( 3 ) ؛


    ليرجع بالنظر إليه فيمن فنى فيه،
    إذ لا يكون إلا ذلك،
    فإذا شاهد الرجلُ الحقَّ ( 4 ) في المرأة،
    كان شهوداً في منفعل،

    وإذا شاهده في نفسه – من حيث ظهور المرأة عنه –
    شاهده في فاعل،

    وإذا شاهده في نفسه من غير استحضار صورة ما تكون عنه،
    كان شهوده في منفعل عن الحق بلا واسطة،


    فشهوده للحق في المرأة أتم وأكمل؛


    لأنه يشاهد الحق من حيث هو فاعل منفعل،
    ومن نفسه من حيث هو منفعل خاصة؛


    فلهذا أحب صلى الله عليه وسلم النساء؛
    لكمال شهود الحق فيهن ( 5 )



    إذ لا يُشاهَد الحقُّ مُجَرَّداً عن المواد أبداً،

    فشهود الحق في النساء أعظم الشهود وأكمله،
    وأعظم الوصلة النكاح ( 6 )



    وتستطيع أن تلخص،
    وتستخلص من هذا النص وحده دين ابن عربي كله.


    إنه يعتقد أن رب الصوفية
    يتجلى أعظم تجلٍّ له في صورة أنثى
    يهصر جسدها المستسلم حيوانٌ ثائر الجسد.



    يعتقد أن العاشقَيْن ينتهبان خطايا الليل،
    هما رب الصوفية!!



    ويحلف على العشاق عربدت بهم خمرة الأجساد من دنان الإثم
    أن يدينوا بأنهم كانوا مع الرب الصوفي
    ليلاً وخطيئة وغريزة ولذة !!


    فما استغرقوا في اللذة بأنثى،
    بل بالرب المتجسد الخطايا
    في أنوثة عصفت بها الرذيلة !!


    ثم ينحدر ابن عربي في سرعة مجنونة
    إلى أعمق الأغوار السحيقة من المادية،
    فيؤكد لنا :

    أن الرب الصوفي شيء مادي،
    وأنه لا يُرى أبداً إلا في مادة !!


    هذه هي روحانية الصوفية يا من تذودون عنها !!


    روحانية يفتري كاهنها الأكبر هذه الفرية الكبرى فيقول :

    "لا يشاهد الحق (الله) مجرداً عن المواد أبداً"


    ويقول:
    "وهو من حيث الوجود عين الموجودات،
    فالمسمى مُحْدَثات هي العلية لذاتها،
    وليست إلا هو" ( 7 )



    وما ينبغي – احتراماً لعقلك يا سماحة الشيخ – أن أدلك
    على أساطير الزندقة في تلك النصوص الصوفية،
    فإنها تكاد تنشب مخالبها في العين لتراها !!


    أترى تخزك الندامة على أنك شكوتنا،
    فنكأت لك الجراح،
    أم تراها تخزك لما ظلمت به مَنْ يود لك الخير، ويدعوك إليه،


    ولأنك في مكانك هذا
    تحمل أوزار الصوفية كلها على ظهرك ؟!


    ******************
    ( 1 ) يقصد بها ما يحدث بين الذكر والأنثى
    ( 2 ) يقصد به ماله من معنى في أذهان العامة بدليل ما ذكره بعده.
    لا يريد الزواج بل شيئاً آخر

    ( 3 ) يزعم أن الله لم يأمر بالغسل إلا ليتطهر العبد مما توهمه من أنه كان مع امرأة،
    على حين كان هو مع الربة الصوفية جسداً وخطيئة!!

    ( 4 ) الحق في دين الصوفية هو الذات الإلهية في وجودها المطلق!!

    ( 5 ) يزعم ابن عربي أن علة حب الرسول صلى الله عليه وسلم للنساء
    هي اعتقاده أنهن الله في أجمل صور تعيناته وتجلياته،
    ورغبته في الالتذاذ الجسدي المتنوع بربه!!

    ( 6 ) ص 217 فصوص جـ 1 ط الحلبي،
    ص 437 استامبول بشرح القاشاني،
    ص 420 بشرح بالى ط 1309هـ .

    ( 7 ) ص 76 جـ 1 فصوص لابن عربي ط الحلبي

  5. #25

    افتراضي رد: هذه هي الصوفية / للشيخ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله تعالى

    التجسد المسيحي، والتجسد الصوفي


    وتلوذ بي عاطفة من إشفاق
    تحملني على ألا أزيد جرحك انتكاساً بذكر نصوص أخر،


    غير أنني أود تذكير الشيخ
    بأن المسيحية حين سلبتها الصوفية رشدها وهداها،
    وقداسة الروحانية فيها،
    فرغبت بها عن التوحيد الخالص إلى الشرك؛
    بعبادة ثلاثة آلهة!!


    إن المسيحية حين استعبدتها غواية الصوفية
    أبت أن تخبط وراءها في كل مهلكة،
    فلم تؤمن بتجسد الذات الإلهية في كل شيء
    وإنما اختارت جسداً طيباً طاهراً،
    شرف الله صاحبه بالرسالة،
    وآمنت بأنه التجسد الأعظم لله!!


    ومع هذا لم تنل من الله إلا لعنة الأبد،
    وغضب الأبد،
    وسعير جهنم يصلونها،
    وبئس المصير.



    أما شيخكم الأكبر،
    فقد هوى به الكفر،
    أو هوى هو بالكفر،
    إلى أبعد أعماق الهاوية الساحقة الماحقة،
    وانحدر به إلى كل منحدر،


    فآمن بتجسد ربه في أجساد تقيحت من الدنس،
    آمن بتجسد ربه في الجيف،
    وفي الأوثان،
    وعجل السامري،
    وفرعون موسى،



    ثم هَفَتْ به غُلْمَتُهُ الآثمة،
    فكشفت عن دخيلة نفسه الآبقة
    تعبد رباً تتلظى غرائزه،
    وتتسعر شهواته، وتشتهى مفاتنه
    حين يتجسد في أنثى
    طاحت بها نزواتها لقًى
    تحت رغبة كل عابر يراود خطيئة !!.

  6. #26

    افتراضي رد: هذه هي الصوفية / للشيخ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله تعالى

    لماذا عبَدَ ابن عربي المرأة ؟



    إن كبريتكم الأحمر هذا أحب امرأة ذات مرة،
    هي ابنة الشيخ مكين الدين.
    وأين ؟ في مكة !!.


    وهفا العاشق يتلمس جسد المرأة، وسبيل أنيابه إليها،
    راح يتوسل إليها أن تتجرد له،
    وأن تبيح قدس عرضها لخطيئته،


    فأبت العذراء،
    يتلهب حياؤها كرامة أن يلغ في شرفها ذئب!!.



    لقد أرادته للقلب الطاهر، وأرادها هو للجسد الثائر،
    أرادته للطهر والمعبد وأرادها هو للدنس والماخور،

    فتمنعت الفتاة عن نابه الطحون،


    فنظم فيها ديوانَه "ترجمان الأشواق"
    قُرْبَاناً من شهواته إلى جسدها الفوَّاح العطر والفتنة،


    لعلها تنحدر معه إلى الهاوية،
    فتهب له من جسدها مضغة،
    أو مِنْ دمها رشْفَةً،


    فذادته الفتاةُ عن حَرَم مخدعها الوَرديِّ،
    ولَجَّت في إبائها النبيل الكريم،
    وأبت إلا أن تكون عذراء متألقة العرض،
    روحانية العاطفة، مُمَنَّعَةَ العفة والشرف،


    ترى،

    هل أراب اليأسُ منها عشقَ ابن عربي ؟


    كلا،


    فقد استغرق نفسَه، ووجودَه،
    وملأ عليه دنياه فتنة ولهفة وقلقاً عاصفاً،


    فلم يَعْرُه اليأس، ولا مَسَّ لهبَه خمودٌ،
    فعاد إلى ديوانه يشرحه بدين الصوفية،
    يؤكد لهذه الجميلة النافرة الأبيَّة

    أنها هي الرب
    متجسداً في صورة أنثى جميلة،



    وأنه ما أحبَّها إلا لأنها أجمل تعيُّنات الحقيقة الإلهية،

    وأنه – إذ يتَشَهَّاها
    فإنما يتشهى فيها أنوثة ربه، وجسده الفائر!!


    فأبت المرأة إلا أن تكون أنثى شريفة،

    لا ربَّاً صوفياً يحتسي الآثام !!



    ومضى ابن عربي وراء الأسطورة
    موغلا في التيه الموحش، والدغل الرهيب،


    مضى وراءها يمجدها، ويهتف بها
    حتى صارت الأسطورة حقيقة صوفية صريحة،
    منحها ابن عربي وجوداً حياً صريحاً،
    وأمدَّها مثله الأحبار الزنادقة معه ومن بعده
    وهكذا تغزل الصوفية في "ليلى وبثينة وسعاد" !!


    وتسائلهم،

    فيزمون الشفاه تهكما من حماقة جهلك!!
    ويرمقونك بالنظر الشَّزْر،
    وكأنما يقولون لك: مسكين!!


    ما زال يجهل أن ربنا أنثى جميلة !!


    ضليل !!


    لم يهتد إلى أن الغانية اللعوب الهَلُوك
    هي الأفق الأعظم لتجليات الربوبية والإلهية،


    وإلى أن جسدها المنْهُومَ الجائع إلى الآثام
    جسدُ ربنا الأعظم !!


    وأنها هي هو
    جسداً فاتنا،
    ورذيلة سوداء!!

  7. #27

    افتراضي رد: هذه هي الصوفية / للشيخ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله تعالى

    فقر الإله الصوفي إلى الخلق



    الله سبحانه يقول:
    ( يأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله
    والله هو الغني الحميد)


    غير أن الصوفية تؤمن بإله هو الفقير إلى الخلق.
    فقير إليهم في وجوده
    فقير إليهم في علمه،
    فقير إليهم في بقائه،
    فقير إليهم في طعامه وشرابه،
    فقير إليهم في كل شيء يهب له الظهور بعد الخفاء،
    والوجود بعد العدم،
    ويحول بينه، وبين الفناء.


    يقول ابن عربي:
    "فوجودنا وجوده،
    ونحن مفتقرون إليه من حيث وجودنا،
    وهو مفتقر إلينا من حيث ظهوره لنفسه"


    ويقول :
    "فأنت غذاؤه بالأحكام ( 1 )
    وهو غذاؤك بالوجود،

    فتعيَّن عليه ما تعيَّن عليك،
    والأمر منه إليك، ومنك إليه،

    غير أنك تسمَّى : مكلَّفاً،
    وما كلفك إلا بما قلت له: كلفني بحالك،
    وبما أنت عليه – ولا يُسمَّى مكلفاً.


    فيحمدُني، وأحمدُهُ *** ويعبدُني وأعبدُهُ ( 2 )


    ذلك هو رب الصوفية الذي افتراه لها ابن عربي،
    وبه يدين أقطابها،
    وله يسجدون !!


    ******************
    ( 1 ) أي أسماؤك أسماؤه، وصفاتك صفاته، وأفعالك أفعاله،
    فلولاك ما سُمي ولا وُصف، ولا حُكم عليه بحكم لأنك عينه وذاته

    ( 2 ) ص 83جـ 1 فصوص ط الحلبي

  8. #28

    افتراضي رد: هذه هي الصوفية / للشيخ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله تعالى

    إله الجيلي ( 1 )

    وهذا الكاهن الوثني الأكبر
    يدين بدين صنميه ابن الفارض وابن عربي،

    غير أن اللون الفاضح الصارخ في زندقته
    هو اعتقاده أن الله ما هو إلا إنسان كامل ( 2 ) ،

    وأن الإنسان الكامل ما هو إلا الرب الأكبر
    الجامع بين الحق والخلق في وحدة،

    ولقد سبقه بهذا الإلحاد ابن عربي،
    ولكن الجيلي كان حَفِيَّاً به أكثر،
    مديراً حول محوره زندقته،

    ولقد رأى الجيلي ألا يمن بهذه المرتبة على أحد قبله،
    فمضى يؤكد القول أن إنسانيته
    هي أفق الربوبية والألوهية الأسمى.

    ******************
    ( 1 ) هو عبد الكريم بن إبراهيم الجيلاني أو الجيلي توفي نحو 830هـ

    ( 2 ) يقول الكمشخانلي:"الإنسان الكامل المتحقق بحقيقة البرزخية الكبرى
    عين الله وعين العالم"
    ص 111 جامع الأصول في الأولياء

  9. #29

    افتراضي رد: هذه هي الصوفية / للشيخ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله تعالى

    ادعاء الجيلي الربوبية العظمى


    "لي الملكُ في الدارينِ،لم أرَ فيهما ** سوايَ، فأرجو فضلَه،أو فأخشاهُ

    وقد حُزْتُ أنواعَ الكمالِ، وإنني ** جمالُ جلالِ الكل،ما أنا إلا هو"

    هذا قول الجيلي.


    والله يقول :
    { ولله ملك السموات والأرض
    والله على كل شيء قدير }


    ولكن الجيلي يفتري أن له وحده ملك الدنيا والآخرة
    وأنه ليس للوجود رب سواه،
    ولا ليوم الدين ملك غيره،
    وأنه الغني بذاته،
    فلا تنفح قلبه رغبةٌ في نعمة من أحد؛ لأنه الوهَّاب للنعم.
    ولا تلفح نفسه رهبةٌ من سلطان؛ لأنه ملك الكل ومالكهم !!


    ولم يكتف الجيلي بهذا،


    بل مضى يعدِّد أنواع الخلق،
    وصور الوجود المادي والحسي والروحي والمعنوي؛
    ليزعم بعدها أنه هو عينها ذاتاً ووجوداً،
    فلا يتوهم واهم أن شيئاً ما في الوجود يغاير الجيلي،
    أو يخرج عن حقيقة ذاته،


    فقال:

    "فمهما ترى من معدنٍ ونباتِهِ ** وحَيْوانهِ معْ إنسهِ وسجاياهُ

    ومهما ترى من أبحرٍ وقفارِهِ ** ومن شجرٍ، أو شاهقٍ طالَ أعلاهُ

    ومهما ترى من صورةٍ معنويةٍ ** ومن مَشْهدٍ للعينِ طابَ مُحَيَّاهُ

    ومهما ترى من هيئة مَلَكِيَّةٍ ** ومن منظرٍ إبليسُ قد كانَ معناهُ

    ومهما ترى من شهوةٍ بشريةٍ ** لِطَبْعٍ، وإيثارٍ لحقٍ تعاطاهُ

    ومهما ترى من عرشهِ ومحيطهِ ** وكرسيهِ، أو رَفْرَفٍ عَزَّ مَجْلاهُ

    فإنِّيَ ذاكَ الكلُّ، والكلُّ مَشْهَدي** أنا المُتَجَلِّي في حقيقته، لا هُو

    وإنيَ ربٌّ للأنامِ وسيدٌ ** جميعُ الورى إِسمٌ، وذاتي مُسَمَّاهُ ( 1 )



    أرأيت إلى الجيلي بأية وثنية ينعق؟
    وبأية مجوسية يدين؟


    أرأيت إليه في قوله:
    "أنا المتجلي في حقيقته لا هو ؟"

    يا للجيلي!!
    يحكم على الوجود الحق بالعدم الصرف !!

    أرأيت إليه في زعمه أنه "رب للأنام وسيد" ؟!

    أرأيت إليه – وقد جُنَّت شهوة الزندقة فيه –
    يفتري أن الشهوات أحدى مُقَوِّمات الوجود الإلهي،
    وأنها في دنسها عين وجوده ؟!

    وأن إبليس في غَيِّه وتمرده
    هو عين الرب الأعظم ؟!


    وأن كل اسم في الوجود هو اسم الله سبحانه،
    لأنه عين كل مسمى.

    وأن كل صفة لكائن ما، هي لله صفة،
    لأنه عين الموصوف بها ؟

    فعلامَ يدل كل هذا، أو أثارة واحدة منه؟



    وإن تعجب، فعجب تقديس الصوفية للجيلي،
    وتبرئة ساحته مما يحكم به الحق والعدل عليه!!

    إنها محاولة الرياء الجبان انهتك ستره،
    فيلوذ بالبراءة حتى من نفسه،
    لتسنح له الفرصة مرة أخرى،
    فيجهز على الضحية.


    إن تلك الزندقة الجيلية يتوارثها صوفي عن صوفي،

    فحق عليهم قول الله :
    { أتَوَاصَوْا به ؟!
    بل هم قومٌ طاغون }.


    كيف يجعله الصوفية قطباً
    عرجت روحه إلى الحق تستلهمه الوحي،
    وهو القائل ؟!:

    "لي الملكُ والملكوتُ نَسْجي وصنعتي
    لي الغيبُ. والجبروتُ منِّي منشاهُ"( 2 )

    ******************
    ( 1 ) ص 32 وما بعدها جـ 1 الإنسان الكامل للجيلي ط 1293هـ
    ( 2 ) ص 23 جـ1 الإنسان الكامل


  10. #30

    افتراضي رد: هذه هي الصوفية / للشيخ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله تعالى

    رب الصوفية نقيضان وضدان

    دانت الصوفية كما رأيت برب هو عين كل شيء،
    وعين كل ما يطيف بالذهن من صور،
    ومن الأشياء ضدان، ومن الصور نقيضان،


    ورغم هذا لم يحجم الصوفية عن وصف ربهم
    بأنه يجمع في ذاته بين الشيء وضده،
    وبين الصفة ونقيضها.


    يقول الجيلي:

    "اعلم أن الله تعالى لما خلق النفس المحمدية من ذاته
    – وذات الحق جامعة للضدين –
    خلق الملائكة العالمين
    من حيث صفات الجمال والنور والهدى من نفس محمد،

    وخلق إبليس وأتباعه
    من حيث صفات الجلال والظلمة من نفس محمد"(1)


    ويقول :

    "اعلم أن الوجود والعدم متقابلان وفلَك الألوهية محيط بهما؛
    لأن الألوهية تجمع الضدين من القديم والحديث،
    والحق والخلق والوجود والعدم،


    فيظهر فيها الواجب مستحيلاً بعد ظهوره واجباً ،
    ويظهر فيها المستحيل واجباً بعد ظهوره فيها مستحيلاً،
    ويظهر الحق فيها بصورة الخلق ( 2 )
    ويظهر الخلق بصورة الحق " ( 3 )


    "الألوهية في نفسها تقتضي شمول النقيضين وجمع الضدين" ( 4 )


    "تجمعتِ الأضدادُ في واحدِ البَهَا * وفيهِ تلاشت فَهْو عنهنَّ ساطعُ (5)


    هذا ربٌ عجيب
    لم يبتدعه غير خيال الصوفية المخبول.

    ربٌ موجود معدوم
    واجب مستحيل،
    قديم حديث،
    وينعم بالحياة،
    ويهلكه الموت،
    فهو حي ميت
    في آن معاً !!


    هذا هو رب الصوفية الذي اختلقه الجيلي،
    وبه تدين الصوفية
    وإيَّاه يعبدون!!

    ******************
    ( 1 ) ص 41 جـ 2 المصدر السابق.
    وتأمل زعمه أن إبليس خلق من نفس محمد!!
    لقد رمانا الصوفية بالكفر، لأنا دعوناهم إلى الصلاة على رسول الله بما شرعه الله.
    فماذا يقولون في الجيلي؟

    ( 2 ) الحق والخلق وجهان أو وصفان للذات الإلهية
    فالأول باعتبار باطنها، والآخر باعتبار ظاهرها

    ( 3 ) ص 27جـ1 المصدر السابق
    ( 4 ) ص69جـ1نفس المصدر
    ( 5 ) ص33جـ1المصدر السابق

  11. #31

    افتراضي رد: هذه هي الصوفية / للشيخ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله تعالى

    إله الغزالي ( 1 )


    ولعل ما يقلق دهشتك، ويثير ثائرتك أن يقرن بأولئك
    هذا الذي افترى له الصوفية أضخم لقب في التاريخ،
    وهو "حجة الإسلام" ليفتكوا بهذا اللقب الخادع
    بما بقي من ومضات النور الشاحبة في قلوب المسلمين.


    فاسمع إلى كاهن الصوفية – لا حجة الإسلام –
    يتحدث عن التوحيد ومراتبه

    "للتوحيد أربع مراتب ...
    والثانية: أن يصدق بمعنى اللفظ قلبه،
    كما صدق به عموم المسلمين،
    وهو اعتقاد العوام !! ( 2 ) .


    والثالثة: أن يشاهد ذلك بطريق الكشف بواسطة نور الحق،
    وهو مقام المقربين،
    وذلك بأن يرى أشياء كثيرة،
    ولكن يراها على كثرتها صادرة عن الواحد القهار ( 3 ) .


    والرابعة : ألَّا يرى في الوجود إلا واحداً ،( 4 )
    وهي مشاهدة الصدِّيقين،

    وتسميه الصوفية: الفناء في التوحيد،
    لأنه من حيث لا يرى إلا واحداً،
    فلا يرى نفسه أيضاً،

    وإذا لم ير نفسه؛ لكونه مستغرقاً بالتوحيد،
    كان فانياً عن نفسه في توحيده،
    بمعنى أنه فني عن رؤية نفسه والخلق"



    ثم يحدثنا الغزالي عن مقامات الموحدين في كل مرتبة،
    فيصف صاحب المرتبة الرابعة من التوحيد بقوله:

    "والرابع موحد بمعنى أنه لم يحضر في شهوده غير الواحد،
    فلا يرى الكل من حيث إنه كثير،
    بل من حيث إنه واحد،
    وهذه هي الغاية القصوى في التوحيد.


    فإن قلتَ. كيف يُتَصَوَّر ألا يشاهد إلا واحداً،
    وهو يشاهد السماء والأرض وسائر الأجسام المحسوسة ،
    وهي كثيرة ؟
    فكيف يكون الكثير واحداً؟


    فاعلم أن هذه غاية علوم المكاشفات ،( 5 )

    وأسرار هذا العلم لا يجوز أن تُسَطَّر في كتاب ، ( 6 )
    فقد قال العارفون: إفشاء سر الربوبية كفر . ( 7 )



    ثم يضرب لنا مثلاً عن شهوة الوحدة في الكثرة بقوله :

    "كما أن الإنسان كثير
    إن التفتَّ إلى روحه وجسده وأطرافه وعروقه وعظامه وأحشائه،
    وهو باعتبار آخر ومشاهدة أخرى واحد ..


    فكذلك كل مافي الوجود من الخالق والمخلوق
    له اعتبارات ومشاهدات كثيرة مختلفة
    فهو باعتبار من الاعتبارات واحد،


    وباعتبار آخر سواه كثير ومثاله الإنسان،

    وإن كان لا يطابق الغرض،
    ولكنه ينبه في الجملة
    على كيفية مصير الكثرة في حكم المشاهدة واحداً،


    ويستبين بهذا الكلام
    ترك الإنكار والجحود لمقام لم تبلغه،
    وتؤمن إيمان تصديق،( 8 )



    وإلى هذا أشار الحسين بن منصور الحلاج ( 9 )

    حيث رأى الخواص يدور في الأسفار
    فقال: فيماذا أنت؟
    فقال : أدور في الأسفار؛ لأصحح حالتي في التوكل،
    فقال الحسين: قد أفنيت عمرك في عمران باطنك،
    فأين الفناء في التوحيد ؟!
    فكأن الخواص (10) كان في تصحيح المقام الثالث،
    فطالبه بالمقام الرابع (11)




    أرأيت إلى من صَنَّمَتْه الصوفية باللقب الفخم الضخم؛
    لتفتن به المسلمين عن هدي الله ؟!
    أرأيت إلى الغزالي يدين بوحدة الوجود، أو الشهود ؟!

    سَمِّها بما شئت،
    فعند الكفر تلتقي الأسطورتان،


    لا تقل : إن وحدة الوجود أنشودة من البداية،
    ووحدة الشهود أغرودة عند النهاية،


    فكلتاهما بدعة صوفية
    بيد أنها غايرت بين الاسمين، وخالفت بين اللونين،
    ولكن البصر البصير
    لا يخدعه اسم الشهد سمي به السم الناقع !!


    كلتاهما زعاف الرقطاء،
    غير أن واحدة منهما في كأس من زجاج،
    والأخرى في كأس من ذهب !!


    ولقد فضح الغزالي سره
    حين تمثل في إعجاب بتوحيد الحلاج.
    وهذا وحده كاف في إدانة الغزالي بالحلَّاجية،
    ولقد علمت ما هي !!


    ******************
    ( 1 ) هو محمد بن محمد بن أحمد الطوسي أبو حامد الغزالي مات سنة 505هـ
    ( 2 ) تدبر وصفه لعموم المسلمين بأنهم عوام في الاعتقاد!!.

    ( 3 ) في هذه المرتبة يقرر وحدة الفاعل، بدليل ما سيقرره بعد،
    وهو أنه لا يشاهد إلا فاعلاً واحداً،
    فيلزمه نسبة فعل المجرم إلى ذلك الفاعل الواحد

    ( 4 ) قرر فيما سبق وحدة الفاعل ولكنه لم ينف وجود غيره،
    أما في هذه، فيقرر وحدة الموجود أي وحدة الوجود،
    يقرر أن الذوات على كثرتها هي في الحقيقة ذات واحدة

    ( 5 ) يكل المعرفة بأسمى مراتب التوحيد إلى علوم المكاشفات، فما تلك العلوم ؟
    إنها قطعاً شيء آخر غير الكتاب والسنة،
    إنها أساطير الصوفية التي استمدوها من "أذواقهم ومواجيدهم" ثم سجلوها في كتبهم،
    فكأن القرآن وسنة الرسول ليس فيهما ما يصل بالقلب إلى قدس الحق من التوحيد الخالص،
    فتدبر تجد الغزالي يهدف إلى صرف المسلمين عن هدي ربهم إلى خرافات الصوفية وضلالاتهم

    ( 6 ) اقرأ بعد هذا قول الله تعالى "ما فرطنا في الكتاب من شيء "
    وأهم شيء هو توحيد الله في ربوبيته وإلهيته،
    ولكن الغزالي يزعم أن حقيقة التوحيد الحق لا يجوز أن تسطر في كتاب،
    وهذا معناه أنها ليست في كتاب الله،
    وأنه لا يعرفها أحد إلا الصوفية أرباب الكشف!!

    ( 7 ) هذا معناه أنه هو وأمثاله من الصوفية يعرفون أسرار الربوبية، غير أنهم يضنون بها على الكتب،
    وأن المسلمين جميعاً لا يعرفون حقيقة التوحيد!!
    ومعناه مرة أخرى: أن كتاب الله ليس فيه الحق من التوحيد

    ( 8 ) بهذا الهراء يستدل الغزالي على الوحدة بين الخلق والخالق، ويحتم علينا الإيمان به!!
    كنا نحب أن يأتينا بآية من كتاب الله، أو أثارة من فكر صحيح وبرهان عقلي.
    بيد أنه لجأ إلى الخيال السقيم يشبه الوحدة بين الله وعباده بالوحدة بين الإنسان وأعضائه!!

    ( 9 ) صلب سنة 309هـ لثبوت زندقته
    ( 10 ) هو إبراهيم بن إسماعيل أبو اسحق الخواص مات 291هـ

    ( 11 ) كل النصوص التي ذكرتها من كتاب الإحياء للغزالي
    جـ4 من ص 212 وما بعدها ط دار الكتب العربية.

    وعجيب أن يمجد الغزالي الحلاج، وهو يعلم أنه قائل هذه الأبيات:
    سبحان من أظهر ناسوته ** سر سنا لاهوته الثاقب
    ثم بدا في خلقه ظاهراً ** في صورة الآكل والشاربْ
    حتى لقد عاينه خلقه ** كلحظة الحاجب بالحاجب
    * * *
    مزجت روحك في روحي كما ** تمزج الخمرة بالماء الزلال
    فإذا مسَّك شيء مسني ** فإذا أنت أنا في كل حال
    الطواسين للحلاج ص 130، 142.

    عجيب أن يمجد الغزالي صوفياً يزعم أن الله آكل شارب، يحب الحياة ويخاف الموت،
    ويمحقه العدم ويقتله الحزن، وتزل به الشهوات، لأنه عين خلقه !!
    ألم يجد الغزالي من المؤمنين من يتمثل به في بلوغ أسمى مراتب التوحيد ؟
    ألم يعطفه توحيد أبي بكر وعمر،
    فينصرف عنهما إلى تمجيد زندقة الحلاج ؟!

  12. #32

    افتراضي رد: هذه هي الصوفية / للشيخ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله تعالى

    رأي في الغزالي


    ولقد فطن إلى حقيقة دين الغزالي المستشرق نـيـكلسون،
    وإلى أنه النافث لجرثومة الصوفية،


    فقال:
    "إن الغزالي أوسع المجال لبعض صوفية وحدة الوجود
    أمثال ابن عربي وغير هؤلاء من طوائف الصوفية
    الذين كانوا إخوانا في ذلك الدين الحر
    بكل ما لكلمة الحر من معنى .) ( 1 )


    ولقد كنا نحب أن يفطن إلى ذلك بعض من يمجدون الغزالي،
    كما فطن إليه المستشرق المسيحي !! ( 2 )


    ويقول جولد زيهر:
    "وابن عربي الذي أشرنا من قبل إلى تأثره بالغزالي
    يخضع تفسيره الذي نحا فيه منحى التأويل إخضاعاً تاماً
    لوجهة النظر التي أخذ بها الغزالي !" ( 3 )


    ويقول:
    "خلص الغزالي الصوفية من عزلتها التي ألفاها عليها،
    وأنقذها من انفصالها عن الديانة الرسمية،
    وجعل منها عنصراً مألوفاً في الحياة الدينية، وفي الإسلام،
    ورغب في الاستعانة بالآراء والتعاليم بالتصوف،
    لكي ينفث في المظاهر الدينية الجامدة "كذا!!".. قوة روحية " ( 4 )


    ويقول:
    "إن الغزالي رفع من شأن الآراء الصوفية،
    وجعلها من العوامل الفعالة في الحياة الدينية في الإسلام " ( 5 )


    وهكذا لم يعمل الغزالي للإسلام بل للصوفية،
    وبعد أن كان المسلمون على حذر من سمها،
    وفي انفصال تام عنها
    حملهم بسحر بيانه على أن يعتنقوا أساطيرها.


    ويقول كارل بكر:
    "ولقد سادت روح "الغنوص" فرق صدر الإسلام كلها،
    ثم سادت التصوف
    الذي كان يعد في البدء بدعة خارجة عن الدين،
    ولكنه أصبح بفضل الغزالي خالياً من السم
    معترفاً به من أهل السنة "( 6 )


    هذا هو خطر الغزالي !!
    صور التصوف للمسلمين رحيقاً خالياً من السم،
    فترشفوه،
    ففتك بهم.


    ******************
    ( 1 ) ص 104"في التصوف الإسلامي" ترجمة الدكتور عفيفي


    ( 2 ) سبقه إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه،
    فكشف كشفاً صريحاً مؤيداً بالنصوص القاطعة عن صوفية الغزالي
    وإن كان لم يستشهد بتلك النصوص التي نقلتها من الإحياء فيما قرأت لشيخ الإسلام


    ( 3 ) ص 259 مذاهب التفسير لجولد زيهر
    ( 4 ) ص 159 العقيدة والشريعة لجولد زيهر
    ( 5 ) ص 161 نفس المصدر
    ( 6 ) ص 10 التراث اليوناني ترجمة الدكتور بدوي

  13. #33

    افتراضي رد: هذه هي الصوفية / للشيخ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله تعالى

    رأي في خطر وحدة الوجود



    يقول "نـيـكلسون" :
    "إن الإسلام يفقد كل معناه،
    ويصبح اسما على غير مسمى،
    لو أن عقيدة التوحيد المعبر عنها بـ "لا إله إلا الله"

    أصبح المراد بها:
    لا موجود- على الحقيقة إلا الله.


    وواضح أن الاعتراف بوحدة الوجود في صورتها المجردة
    قضاء تام على كل معالم الدين المنزل،
    ومَحْوٌ لهذه المعالم مَحْوًا كاملاً"



    حقيقة ساطعة، يقررها مسيحي،
    ويكفر بها شيوخ كبار يزعمون أنهم أحبار الدين وأئمته !!


    وهل المقام الرابع للتوحيد في دين الغزالي
    إلا مقام القائلين "لا موجود إلا الله" ؟

    بل إنها لتسبيحة الصوفية في العشايا والأبكار!!



    وإني لعلي بينة من أني بهذا الحق الذي أشهد به،
    أثير ثائرة الكبار من الشيوخ،
    فكتاب "الإحياء" قرآنهم الأول.
    وبما يهرف الغزالي فيه،
    يؤولون كتاب الله، ويحرفون آياته.
    وفي وجه الحق من هدى الله
    يرفعون ضلالة الأساطير من "الإحياء"
    وخرافة الأوهام من "المشكاة"!! ( 1 )



    ولكني أصرخ بالحق في وجوه الثائرين:
    رُوَيْدَكم!!

    فما نُؤَلِّه من دون الله أحداً،
    وما نتخذ كتاباً يهدينا غير كتابه،
    ولا قدوة غير رسوله صلى الله عليه وسلم،


    ولا نسجد لصنم،
    ولا ننعق بطاغوت،
    وإن يكن هو الغزالي، أو كتبه!! ( 2 )


    ******************
    ( 1 ) مشكاة الأنوار للغزالي ( حاشية لأبي فراس السليماني )

    ( 2 ) يحاول السبكي في كتابه طبقات الشافعية تبرئة ساحة الغزالي
    بزعمه أنه اشتغل في أخريات أيامه بالكتاب والسنة.
    ونحن نسأل الله أن يكون ذلك حقاً،

    ولكن لا بد من تحذير المسلمين جميعاً من تراث الغزالي،
    فكل ماله من كتب في أيديهم تراث صوفي،
    ولم يترك لنا في أخريات أيامه كتاباً يدل على أنه اشتغل بالكتاب والسنة

  14. #34

    افتراضي رد: هذه هي الصوفية / للشيخ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله تعالى


    دندنة الغزالي بوحدة الوجود



    يقول : "العارفون بعد العروج إلى سماء الحقيقة،
    اتفقوا على أنهم لم يروا في الوجود إلا الواحد الحق،
    ولكن منهم من كان له هذه الحالة عرفانا علمياً ( 1 )
    ومنهم من صار ذوقاً وحالا ( 2 ) ،


    وانتفت عنهم الكثرة بالكلية،
    واستغرقوا بالفَرْدَانيَّة المحضة،
    فلم يبق عندهم إلا الله،
    فسكروا سكراً، وقع دونه سلطان عقولهم،


    فقال بعضهم: أنا الحق ( 3 )!.
    وقال الآخر: سبحاني!. ما أعظم شأني! ( 4 )
    وقال الآخر : مافي الجبة إلا الله ( 5 )

    وكلام العشاق في حال السكر، يُطوي، ولا يُحكى ( 6 )


    فلما خف عنهم سكرهم، وردوا إلى سلطان العقل،
    عرفوا أن ذلك لم يكن حقيقة الاتحاد، بل يشبه الاتحاد،


    مثل قول العاشق في حال فرط العشق:

    أنا من أهوى، ومن أهوى أنا ** نحن روحان حللنا بدنا ( 7 )

    وتسمى هذه الحالة بالإضافة إلى المستغرق فيها
    بلسان المجاز: اتحاداً
    وبلسان الحقيقة توحيداً.

    ووراء هذه الحقائق أسرار لا يجوز الخوض فيها " ( 8 )


    توحيد مَنْ ؟؟
    أتوحيد الرسول صلى الله عليه وسلم،

    أم توحيد البررة الأخيار من أصحابه؟

    أجيبوا يا ضحايا الغزالي
    وسدنة الأصنام من كتبه ؟
    ******************
    ( 1 ) أي وصل إليها عن طريق الدليل والبرهان
    ( 2 ) أي وصل إليها عن طريق الكشف والإلهام
    ( 3 ) قائلها طيفور البسطامي
    ( 4 ) قائلها البسطامي
    ( 5 ) قائلها الحلاج

    ( 6 ) يصف الغزالي هذه المجوسية الصوفية بأنها هتفات أرواح سكرت بعشق الله،

    ولم يجد الغزالي ما ينقد به هذه الصوفية – إن عددته نقداً – سوى قوله: وكلام العشاق يطوى ولا يحكى !!
    ولكن ما حكم الله يا غزالي؟ لا يجيب !!،
    ولكنه حكم من قبل بأن ذلك أسمى مراتب التوحيد!!

    ( 7 ) هذا البيت للحلاج وانظر ص 34 طواسين، والبيت الذي بعده.
    فإذا أبصرتني، أبصرته ** وإذا أبصرته أبصرتنا

    والغزالي يعرف أن ذلك للحلاج غير أنه يتستر على شيطان وحيه،
    والحلاج حلولي يؤمن بثنائية الحقيقة الإلهية،
    فيزعم أن الإله: له وجهان، أو طبيعتان هما : اللاهوت والناسوت،
    وقد حل الأول في الآخر. فروح الإنسان هي لاهوت الحقيقة الإلهية، وبدنه ناسوته.
    فإذا كان الغزالي قد رفض القول بالاتحاد، ودان بما يشبهه،
    فقد آمن بما هو أخبث منه، وهو الحلول.
    بدليل استشهاده بالبيت الذي عبر به الحلاج عن حلوليته!!

    ( 8 ) ص 122 مشكاة الأنوار للغزالي ط 1934م



  15. #35

    افتراضي رد: هذه هي الصوفية / للشيخ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله تعالى

    زَمْزَمَات بالوحدة



    وأصِخْ إلى زمزمات الغزالي بأسطورة الوحدة :
    "الكل من نوره، بل هو لا هُوِيَّة ( 1 ) لغيره إلا بالمجاز،
    فإذن لا نور إلا هو،
    وسائر الأنوار أنوارٌ من الوجه الذي تليه، لا من ذاتها،

    فَوَجْهُ كلٍّ مُوَجَّه إليه ومُوَلٍّ شطره
    (أينما تُوَلَّوا، فَثَمَّ وجه الله)،
    فإذن لا إله إلا هو،

    فإن الإله عبارة عما الوجوه مولية نحوه بالعبادة، والتأليه،

    أعني وجوه القلوب، فإنها الأنوار والأرواح،
    بل كما لا إله إلا هو،
    فلا هو إلا هو،


    فإن هو: عبارة عما إليه الإشارة،
    وكيفما كان ، فلا إشارة إلا إليه،
    بل كلما أشرت، فهو بالحقيقة الإشارة إليه " ( 2 )


    يفتري أن كل هوية في الوجود،
    هي عين هوية الله سبحانه،
    أي حقيقته!
    ولذا لا يمكن أن تقع إشارةٌ ما إلا عليه!

    فإن أشرت إلى صنم، أو ميت،
    فكلتا إشارتيك واقعة على رب الغزالي،

    ولم لا؟
    وماهية الصنم أو حقيقته
    هي عين ماهية الرب الغزالي.


    تلك هي الأسطورة التي ابتدعها الغزالي،
    ووصى بها كهنة الصوفية من بعده !!



    وإليك خرافة الوحدة مرة أخرى:
    "لا إلا الله توحيد العوام!
    ولا هو إلا هو توحيد الَخوَاص ! ( 3 )



    لأن ذلك أعم، وهذا أخص وأشمل وأحق وأدق،
    وأدخل بصاحبه في الفردانية المحضة والوحدانية الصرفة.
    ومنتهى معراج الخلائق مملكة الفردانية،
    فليس وراء ذلك مِرْقاةٌ!


    إذ الرقي لا يُتَصَوَّر إلا بكثرة،
    فإنه نوع إضافة يستدعي مامنه الارتقاء،
    وما إليه الارتقاء،
    وإذا ارتفعت الكثرة، حققت الوحدة،
    وبطلت الإضافة، وطاحت الإشارة،
    فلم يبق علو، ولا سفل ،( 4 ) ولا نازل، ولا مرتفع،
    فاستحال التَّرقِّي، واستحال العروج،


    فليس وراء الأعلى عُلُوٌّ ولا مع الوحدة كثرة،
    ولا مع انتفاء الكثرة عروج،


    فإن كان ثم تغيير من حال، فالنزول إلى السماء الدنيا،
    أعني بالإشراق من علو إلى أسفل،
    لأن الأعلى – وإن لم يكن له أعلى – فله أسفل،
    وهو من العلم الذي هو كنهه المكنون
    الذي لا يعلمه إلا العلماء بالله،
    فإذا نطقوا به، لم ينكره إلا أهل الغِرَّة بالله ( 5 )


    ثم يتابع الغزالي الحديث عن الله،

    فيقول: "له نزول إلى سماء الدنيا
    وأن ذلك هو نزوله إلى استعمال الحواس، وتحريك الأعضاء،
    وإليه الإشارة بقوله عليه الصلاة والسلام:
    "صرت سمعه ... الحديث"
    فهو السامع والباصر والناطق إذن لا غيره " ( 6 )



    والجملة الأخيرة وحدها صريحة
    في الكشف عن إيمان الغزالي بالوحدة بين الحق والخلق.


    إذ يقرر أن كل سامع وباصر وناطق هو الله !


    وما إخال مسلما يلمح إيماضَةً من الحق في تلك الأوهام،
    ولا شعاعة من التوحيد في تلك الأمشاج الغزالية،

    وإنما يحس بِيَحْمُوم الوحدة الصوفية،
    يطغى بسواده هنا، وهناك،
    ويخنق الأنفاس حتى تحتضر!


    ولقد شعر الغزالي بما في مفترياته من شطط متجانف لإثم،
    فخاف على باطله أن يقذف عليه بالحق أهله،

    فوصف المنكرين لأساطيره بأنهم : أهل غرة!


    وَمَنْ أهل الغرة ؟
    إنهم الذين يدينون دين الحق من القرآن،
    ويكفرون بأساطير الغزالي!


    ليكن يا كاهن الصوفية!
    فما أنت الذي نعرف منه فيصل التفرقة بين الكفر والزندقة
    كما سميت كتاباً لك -

    وإنما نعرف ذلك من كتاب الله الذي يدينك،
    ويحكم عليك
    بما يصعق عابديك وكهان دينك ! ( 7 )


    ******************
    ( 1 ) الهوية عند الصوفية هي : الحقيقة الباطنة للذات الإلهية،
    أو هي الذات قبل التعين في مادة،
    يزعم بهذا أن كل ما تحقق من إثبات الوجود، فباطنها هوية اللهّ!!

    ( 2 ) ص 124 مشكاة الأنوار للغزالي.
    وتلك هي الطامة الغزالية؛
    إذ يزعم أنك مهما أشرت إلى شيء ما، فإشارتك في الحقيقة واقعة على الله؛
    لأنه عين ذلك الشيء المشار إليه!!

    ( 3 ) يزعم أن الإيمان بما توجبه كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" هو توحيد العوام!!
    لأنه يثبت لله وحده الربوبية والإلهية، وينفيهما عن غيره.
    ويثبت بالتالي وجود خلاق وخلق، وفي هذا، أي في إثبات وجودين،
    أو موجودين يغاير أحدهما الآخر ثنائية تناقض صرافة الوحدة،
    وهذا شرك عند الصوفية وكاهنهم.
    ولذا يبهت "لا إله إلا الله" بأنها توحيد العوام. يبهتها بذلك، وهي توحيد الرسل جميعاً!!

    أما توحيد الخواص عنده، فكلمته "لا هو إلا هو" لأنها تثبت وجوداً واحداً،
    وتنفي الغيرية والكثرة والتعدد، تثبت موجوداً واحداً تنوعت مظاهره، فسميت خلقاً،
    وتنفي المغايرة بين من نسميهم الخلق وبين من نسميه الخلاق!!
    وتثبت أن وجود الأول عين وجود الثاني،
    فكما أنه لا وجود إلا وجوده، فكذلك لا ذات إلا ذاته،
    أما تلك الكثرة الوهمية في الذوات،
    فيؤمن بها عمى القلوب!!
    هذا دين الغزالي.

    ( 4 ) استعمل نفس هذا التعبير العطار الصوفي في تذكرة الأولياء جـ2 ص 216

    ( 5 ) ص 125 المصدر السابق،
    وأقول: إن الله سبحانه أخبر أنه استوى على عرشه،
    وأن الملائكة تعرج إليه،
    وأن العمل الصالح يرفعه إليه
    ولكن الغزالي أبى إلا أن يرفع في وجه الحق وفي حرمه أصنامه هو،
    فزعم استحالة العروج، ونفاه نفياً باتاً، لكيلا يتناقض مع ما يدين به من الوحدة المحضة،
    فالقول بعروج أحد إلى الله إثبات للتعدد أو للكثرة أو للغيرية،
    إذ يسلتزم وجود من منه العروج ووجود من إليه العروج،
    وهذه ثنائية تنقض أو تناقض الوحدة التي يؤمن بها الغزالي، وحدة الوجود،

    فإذا قيل بعروج ما فالقول به مجازي محض،
    إذ العروج، هو من الذات الإلهية نفسها بنفسها إلى نفسها،
    فالذي منه العروج عين من إليه العروج،
    وإذا ما قيل: نازل أو صاعد فالنازل هو الصاعد إذ هما ذات واحدة،
    والنزول عين الصعود، إذ هما وصفان متحدان في الحقيقة؛ مختلفان بالاعتبار،
    توصف بهما ذات واحدة في حال واحدة في آن واحد هي الذات الإلهية.
    فالملائكة الذين يعرجون إلى الله ( تعرج الملائكة والروح إليه)
    هم عين الذات الإلهية في أسماء أخر لها.
    والعمل الصالح الذي يرفعه الله إليه، هو عين الذات الإلهية في وصف آخر لها،
    وإلا قلت بالكثرة والتعدد، وبأن الله غير الخلق!!
    هذا دين الغزالي فتدبره، وثمتَ يلقاك ابن عربي بما تعرفه منه،
    ولكن باسم جديد، وزي ساحر، ولقب كبير خادع.

    ( 6 ) ص 125 المصدر السابق

    ( 7 ) لا تعجب حين ترى الغزالي يجنح في دهاء إلى السلفية في بعض ما كتب،
    فللغزالي وجوه عدة كان يرائي بها صنوف الناس في عصره،
    فهو أشعري. لأن نظام الملك صاحب المدرسة النظامية أراده على ذلك،
    وهو عدو للفلسفة، لأن الجماهير على تلك العداوة،
    وهو متكلم، ولكنه يتراءى بعداوته للكلاميين اتقاء غضب الحنابلة،
    أما هو في كتبه "المضنون بها على غير أهلها"
    فصوفي إشراقي من قمة رأسه إلى أخمص قدميه،
    وفي كتبه الأخرى تجده أشعرياً تارة،
    وسلفياً مشوباً بأشعرية تارة أخرى.
    وهكذا كان يلقى كل فريق بالوجه الذي يعرف أنهم يحبونه
    لا يهمه أكان وجه حق، أم وجه باطل!!

  16. #36

    افتراضي رد: هذه هي الصوفية / للشيخ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله تعالى

    أصنام صغيرة



    إله ابن عامر البصري ( 1 )


    ولكيلا ترتاب في أن ما ذكرته لك هو دين الصوفية جميعاً
    من سلفهم إلى خلفهم ومعاصريهم.
    أذكر لك دين بعض أصنامهم الصغيرة،

    فاسمع إلى ابن عامر في تائيته
    التي عارض بها تائية ابن الفارض، وزنا وقافية،
    ولطخها بنفس الزندقة الفارضية!


    تجلى لي المحبوب من كل وجهة ** فشاهدتُه في كل معنى وصورةِ

    وخاطبني مني بكشف سرائر * تعالت عن الأغيار ( 2 ) لطفاً، وجَلَّتِ

    فقال :أتدري من أنا؟ قلت : أنت يا * منادى أنا؛ إذ كنتَ أنت حقيقتي


    بهذا بدأ ابن عامر قصيدته، فكان صريح الزندقة فيها!


    نظرت، فلم أُبْصِرْ سوى مَحْضِ وحدة * بغير شريكٍ، قد تغطَّت بكثرةِ

    تكثَّرتِ الأشياءُ، والكلُّ واحد ** صفاتٌ وذات ضُمِّنا في هُوِيَّةِ


    ويظل الصوفي يهوي
    حتى يبلغ القرار السحيق من وحدة الوجود.


    فأنت أنا ! بل : أنا أنت(3). وحدة * مُنَزَّهة عن كل غَيْرٍ وشركةِ (4)

    ******************
    ( 1 ) هو عامر بن عامر أبو الفضل عز الدين توفي غالباً أواخر القرن الثامن الهجري
    ( 2 ) قول المسلم: تعالى الله عن شريك.
    أما قول الصوفي : تعالى الله عن الأغيار
    أي ما ثَمَّ غير له، إذ هو عين كل شيء!!.

    ( 3 ) يقول لربه: أنا أنت وأنت أنا،
    وإبليس في عتو جحوده وكفره قال لربه: " ربِّ فأنظرني إلى يوم يبعثون"
    فلم يكفر اللعين كفر الصوفية، إذا أقر بربوبية الله.
    أما هم فيبهتون ربوبية الله بأنها عبودية شائنة.

    ( 4 ) تائية ابن عامر بتحقيق الشيخ المغربي ط دمشق سنة 1948م.

  17. #37

    افتراضي رد: هذه هي الصوفية / للشيخ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله تعالى

    إله الصدر القونوي ( 1 )



    يقول في كتابه "مراتب الوجود" :

    "فالإنسان هو الحق،
    وهو الذات،
    وهو الصفات،
    وهو العرش،
    وهو الكرسي،
    وهو اللوح،
    وهو القلم،
    وهو الملَك،
    وهو الجن،
    وهو السموات وكواكبها ،
    والأرضون وما فيها ،
    وهو العالم الدنياوي ،
    وهو العالم الأخراوي،
    وهو الوجود،
    وما حواه،
    وهو الحق ( 2 )،
    وهو الخلق،
    وهو القديم،
    وهو الحادث " ( 3 )


    وإخال أني أنتقص من فكرك،
    إن حاولت أنا أن أدلك
    على خطايا الوثنية
    في بذاء القونوي.

    ******************
    (1) محمد بن إسحاق توفي سنة 673هـ

    (2) أذكرك بأن الصوفية يعنون بالحق الله سبحانه،
    أو هو الحقيقة الإلهية قبل تجليها في صور خلقية.

    (3) من كتاب مراتب الوجود مخطوط بالظاهرية بدمشق رقم 5895 عام
    "نقلا عن الإنسان الكامل ص 115 للدكتور بدوي".

  18. #38

    افتراضي رد: هذه هي الصوفية / للشيخ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله تعالى

    إله النابلسي ( 1 )


    يقول معقباً على قوله تعالى :
    ( إن الذين يبايعونك، إنما يبايعون الله)

    يقول:
    "أخبر تعالى أن نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم
    هو الله تعالى وتقدس
    وبيعته بيعة الله،
    ويده التي مدت للبيعة هي يد الله"



    ويفسر قول الله لموسى: ( وأنا اخترتك) بقوله:
    "بأن تكون أنا، وأكون أنا أنت،
    فاستمع لما يوحَى إليك مني،
    وهذا نظير حديث الإنسان الغافل لنفسه،
    يحدثها وتحدثه"



    ويفسر قوله سبحانه لموسى :
    ( وألقيت عليك محبة مني، ولتُصنَعَ على عيني)
    بقوله:
    "أي ذاتي فأظهر بك، وتغيب أنت،
    وتظهر أنت، وأغيب أنا،
    وما هما اثنان، بل عين واحدة " ( 2 )



    وما ألمس من بهتان مُسِفٍّ في فجور الزور، وقحة الكذب؛
    كبهتان النابلسي يزعم أن الصوفية تعتد بالكتاب والسنة
    في إيمانهم بوحدة الوجود؛


    إذ يقول :
    "إن عمدتنا وعدتنا هو التمسك بالقرآن العظيم
    وسنة نبيه الكريم في معرفتنا بربنا
    وإطلاق ما أطلقه على نفسه في كلامه القديم،
    وما أطلقه عليه نبيه البر الرحيم " ( 3 )


    لم يقنع بالكفر السفيه وحده،
    فأضاف إليه بهتاناً دنيئاً؛
    إذ يزعم أن كتاب الله هو عدته في التمسك بوحدة الوجود،


    ويقيني أنك لو قرأت الفقرة الأخيرة،
    وأنت غافل عن عقيدة النابلسي،
    لأيقنت أنه مؤمن فاض بنور الحق قلبه،

    وهكذا كل صوفي يلبس لكل حال لبوسها،
    ويعطيك جانباً منه يرضيك،
    حتى إذا سكنت إليه ختلك، فقتلك!


    بل هكذا كل نحلة تثير على كتاب الله حرب أضغانها،
    فهي لا تستعلن بتكذيب الله في وحيه،
    وإنما تزعم – لتفتن الناس عن دينهم الحق – أنها تقدسه
    ولكنها – وهي مقنعة الأهداف بريائها الخاتل –
    تضع لألفاظ القرآن معانٍ ما أنزل الله بها من سلطان،
    وليست لها صلة ما بألفاظها،

    اللهم إلا حين تزعم أن الكفر معناه الإيمان،
    وأن الباطل هو روح الحق!


    ولهذا تجد تكذيبها لله شر وأخبث أنواع التكذيب،
    وما البهائية في تخنث كفرها
    أو القاديانية في مكر دعوتها
    إلا دليل صدق على ما أقول.

    فكلتاهما تفتري أنها تؤمن بكتاب الله ورسوله!
    وكلتاهما عدو ألد الخصام لله، ولرسله، ولكتبه.

    ******************
    ( 1 ) هو عبد الغني بن إسماعيل النابلسي توفي سنة 1143هـ
    ( 2 ) عن رسالة اسمها "حكم شطح الولي" للنابلسي
    مخطوطة بالظاهرية بدمشق رقم 4008
    نقلاً عن كتاب "شطحات الصوفية ص 153 للدكتور بدوي

    ( 3 ) نفس المصدر السابق وبمثل هذا الرياء يخدع الصوفية المسلمين عن دينهم،
    إذ يلونون الباطل بلون من الحق، ليمكروا به،
    وحق ما يقول جولد زيهر:
    "كان التصوف خصوصاً هو الذي عني بتصوير كثير من الأفكار الإفلاطونية المحدثة والغنوصية في صورة إسلامية،
    فعن دوائر التصوف صدر الكثير من الأحاديث الموضوعة التي قصد بها إلى تبرير قواعد التصوف"

    ويقول : "كل تيار فكري في مجرى التاريخ الإسلامي زاول الاتجاه إلى تصحيح نفسه على النص المقدس

    واتخاذ هذا النص سنداً له على موافقته للإسلام ومطابقته لما جاء به الرسول،
    وبهذا وحده كان يستطيع أن يدعي لنفسه مقاماً وسط هذا النظام الديني
    وأن يحتفظ بهذا المقام"
    انظر ص 218 التراث اليونان لبدوي و ص 3 مذاهب التفسير لجولد زيهر

  19. #39

    افتراضي رد: هذه هي الصوفية / للشيخ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله تعالى

    إله ابن بشيش ( 1 )

    للوِرْدِ الذي افتراه ابن بشيش سحرُ الأمل،
    استهلَّ بعد يأس في مشاعر الصوفية،
    ورقة البشائر تأسو الدموع وجراح الأحزان،


    إذ يرونه – على اختلاف طرائقهم – وحياً ينفح قداسة وربانية،
    وصلاة يخشع بها سُجَّدُ الملائك،
    وتسابيح ترتلها الحور في خمائل الفردوس!


    وإليك هذا الورد الذي يضرع به الصوفية في معابد الأصنام
    كلما قَبَّل السَحَرُ جبين الليل!

    "اللهم صل على مَنْ منه انشقت الأسرار، وانفلقت الأنوار،
    وفيه ارتقت الحقائق"

    همسات غير خافتة بأسطورة الحقيقة المحمدية الصوفية،
    بَيْدَ أن هذه الهمسات تعلو رويداً رويداً
    حتى تحول صريخاً وفحيحاً


    في قوله:
    "ولا شيء إلا وهو به منوط؛ إذ لولا الواسطة،
    لذهب كما قيل الموسوط،
    اللهم إنه سرُّك الجامع الدالُّ عليك،
    وحجابك الأعظم القائم لك بين يديك"


    ثم تُجَنَّ لهفته، فيهرول مجنون الخطى
    إلى هتك الستر عن معتقده،
    فيضرع إلى الله بهذه الصوفية الملحدة


    "وزُجَّ بي في بحار الأحدية ، ( 2 )
    و انشلني من أوحال التوحيد،
    و أغرقني في عين بحر الوحدة،
    حتى لا أرى، ولا أسمع،
    ولا أجد، ولا أحس إلا بها".


    أرأيت إلى الصوفية تحت غلائل السَّحَر الوردية،
    والليل ساجي الكون لا تسمع فيه سوى رفيف أجنحة الرُّؤى،
    وهمسات الأحلام،
    والكون في فيض الجمال الغامر،
    والبهاء الساحر يثير في القلب المؤمن
    أزكى مشاعر الإيمان والحب للخلاق البديع،
    فيسجد لله في عبودية خالصة.


    في هذه الجلوات الروحية،
    وفي تلك المجالي حيث يتألق نور الجمال،
    ويهمس الليل بنجوى الوداع في سمع الفجر


    يضرع الصوفية إلى الله
    أن ينشلهم من أوحال التوحيد ؟؟!


    ******************
    ( 1 ) هو عبد السلام بن بشيش أو مشيش من كبار شيوخ الشاذلية

    ( 2 ) الأحدية "هي مجلى الذات ليس للأسماء، ولا للصفات ولا لشيء من مؤثراتها فيه ظهور،

    فهي اسم لصرافة الذات المجردة عن الاعتبارات الحقية والخلقية،
    وليس لتجلي الأحدية في الأكوان مظهر أتم منك إذا استغرقت في ذاتك، ونسيت اعتباراتك،
    وهو أول تنزلات الذات من ظلمة العماء إلى نور المجالي،
    وهذه الأحدية في لسان العموم هي الكثرة المتنوعة"
    هذه هي الأحدية عند الصوفية
    انظر ص 30 جـ 1 الإنسان الكامل للجيلي


  20. #40

    افتراضي رد: هذه هي الصوفية / للشيخ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله تعالى

    إله الدمرداش ( 1 )


    يقول:

    لقد كنتُ دهراً قبل أن يُكْشَفَ الغَطَا ** إخالُك أني ذاكرٌ لك شاكرُ

    فلما أضاء الليل أصبحتُ شاهداً ** بأنك مذكورٌ وأنك ذاكرُ ( 2 )


    حتى هذه الزعنفة التائهة
    تزعم أن الغطاء كشف عنها
    فرأت أنها هي الله !!


    واسمع إليها تقول:

    هو الواحدُ الموجودُ في الكلِّ وحدَهُ*سوى أنه في الوهم سُمِّيَ بالسُّوى(3)



    والكل هنا تعم الشيئية المطلقة في عمومها وشمولها،
    فما ثم إذن عنده من شيء يدركه الحس،
    أو يتخيله الوهم، أو تطيش به الغريزة


    إلا وهو عين الله ذاتاً وصفة !!


    غير أن الوهم الذي حال بين العقول وبين إدراك هذه الحقيقة،
    فظنت أن هذه الكائنات المحَسَّة،
    وتلك الصور الذهنية شيء آخر غير الله!


    ولذا يقول :
    " فلا وجود سوى الله ، والغير وهم وخيال "( 4 )


    ******************
    ( 1 ) هو محمد الدمرداش المحمدي توفي سنة 929هـ
    ( 2 ) ص 16 القول الفريد للدمرداش ط 1348هـ
    ( 3 ) ص 14 المصدر السابق
    ( 4 ) ص 14 المصدر السابق

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •