سورة البقرة { 218 }
هذه الأعمال الثلاثة, هي عنوان السعادة وقطب رحى العبودية,
وبها يعرف ما مع الإنسان, من الربح والخسران،
فأما الإيمان,
فلا تسأل عن فضيلته,
وكيف تسأل عن شيء هو الفاصل بين أهل السعادة وأهل الشقاوة,
وأهل الجنة من أهل النار؟
وهو الذي إذا كان مع العبد, قبلت أعمال الخير منه,
وإذا عدم منه لم يقبل له صرف ولا عدل, ولا فرض, ولا نفل.
وأما الهجرة:
فهي مفارقة المحبوب المألوف لرضا الله تعالى،
فيترك المهاجر وطنه وأمواله, وأهله, وخلانه, تقربا إلى الله ونصرة لدينه.
وأما الجهاد:
فهو بذل الجهد في مقارعة الأعداء,
والسعي التام في نصرة دين الله, وقمع دين الشيطان،
وهو ذروة الأعمال الصالحة, وجزاؤه, أفضل الجزاء،
وهو السبب الأكبر, لتوسيع دائرة الإسلام وخذلان عباد الأصنام,
وأمن المسلمين على أنفسهم وأموالهم وأولادهم.
فمن قام بهذه الأعمال الثلاثة على لأوائها ومشقتها
كان لغيرها أشد قياما به وتكميلا.