قال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ في تحفة المولود ص 242-243 :
وكم ممن أشقى ولده وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله ، وترك تأديبه ، وإعانته له على شهواته ، ويزعم أنه يكرمه ، وقد أهانه ، وأنه يرحمه ، وقد ظلمه ، وحرمه ، ففاته انتفاعه بولده ، وفوت عليه حظه في الدنيا والآخرة .
وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء .
... فما أفسد الأبناء مثل تغفل الآباء ، وإهمالهم ، واستسهالهم شرر النار بين الثياب ، فأكثر الآباء يعتمدون مع أولادهم أعظم ما يعتمد العدو الشديد العداوة مع عدوه وهم لا يشعرون !
فكم من والد حرم والده خير الدنيا والآخرة ، وعرضه لهلاك الدنيا والآخرة ، وكل هذا عواقب تفريط الآباء في حقوق الله ، وإضاعتهم لها ، وإعراضهم عما أوجب الله عليهم من العلم النافع والعمل الصالح حرمهم الانتفاع بأولادهم ، وحرم الأولاد خيرهم ، ونفعهم لهم هو من عقوبة الآباء .