للأسف الشديد ...
سنعود ونواصل هذا الموضوع.
عودة ... أبيات في الغزل لكنها ليست قديمة، بل كُتبت في عز الصيف الماضي.
لا تَسَلْني عاتبًا لِمْ لَمْ أَنَمْ * * * إنَّ ترْكَ العُتْب لِلمُضْنَى كَرَمْ
مُقلتي أجهَدتُها ما استسْلَمَتْ * * * طِيلةَ اللَّيل وَلا النَّومُ احتَكَمْ
قَبضةُ السُّهْد على عَيْنَيْ فَتًى * * * في الهَوَى أَحْنَى مِنَ النَّوم هَجَمْ
يا فتاةً أهدَتِ القَلْبَ هَوًى * * * ثَائِرًا مِنْ بَعْدِ شَيْبٍ وَهَرَمْ
هلْ علِمْتِ الآنَ مَنْ أوْقَعْتِهِ * * * في شِباكٍ أوْ مَنِ اليَومَ انْهَزَمْ
أَنَا كَمْ قاومتُ أخْشَى صَبْوَةً * * * وَفُؤادِي كَمْ مِنَ الميْل اعتَصَمْ
كَمْ تأبَّيْتُ أُرَانِي سَالِمًا * * * وتَبجَّحْتُ بِما لِي مِنْ شَمَمْ
ثُمَّ أقبلْتِ فمَرْحَى مَرْحَبًا * * * يا هَلا، تَهْتفُ أعْماقِي: نَعَمْ
لَمْ أُقاوِم ليْس لي مِنْ حِيلَةٍ * * * جَحْفلُ السِّحْرِ بِعَيْنَيْكِ احْتَدَمْ
أَنَا مُمتَنٌّ لعيْنَيْكِ ولا * * * أَتَشَكَّى أَنَا لَمْ أُبْدِ النَّدَمْ
لَكِ مَا شِئْتِ منَامِي يقْظتِي * * * وسُهادِي وَحَيَاتي لا جَرَمْ
أنتِ أَحْيَيْتِ مَوَاتًا فَاغْنَمِي * * * عِيشَتِي منْ قَبْلِ لُقْيَاكِ عَدَمْ
اهْنَئِي بالنَّومِ إنِّي مُسْهَدٌ * * * وَاضْحَكِي أنتِ دَعِينِي للألَمْ
وامْلَئِي عَينَيْكِ غُمْضًا حَانيًا * * * أَنَا أَلْتَذُّ بِدَمْعِي فِي الظُّلَمْ
ثم جاءت على أثرها هذه الأبيات:
الحُبُّ يَبني والعذولُ يقوِّض * * * ويظلُّ يدعو للنَّوى ويحرّضُ
والعقلُ يُلزمُنا الوقارَ وإنَّنا * * * هيهات نُذعن للذي هو يفرِضُ
يا قلبُ لا تَسمعْ له أو تبصرَنْ * * * وإذا ألحَّ فقد أرى لك تغمِضُ
= = =
يا عاذلي يا ناصحي فيما جرى * * * فلْتُقْصِرا فكلاكما هو مغرِضُ
المستهام يظنُّ أنَّ فؤاده * * * حيٌّ وأنَّ قلوبهم لا تنبِضُ
أيُفاخرون بما لهم من قوَّةٍ * * * إني بضَعْفي في الهوى أستعرِضُ
هذا فؤادي إن تعثَّر خطوُهُ * * * لم يرضَ غيرَ ودادها يستنهِضُ
هيهات أن أرضى بغيركِ سلوةً * * * كلُّ الأطبَّة دون قربك تُمرِضُ
= = =
لا ينظمُ المتفاصحون قصيدةً * * * وأنا بأدْنى نظرةٍ لك أقرِضُ
عودٌ حميد بعد إجازة العيد ، وإن كان انتظارنا قد طال إلى ارتشاف المزيد، فإذا بك تأتينا بالجديد ، وعدت إلى غزلياتك وقد كنت عنها لا تحيد،،،
ننتظر القول السديد، والشعر المديد، وتقريب البعيد، واهتداء الشريد...
تحياتي العاطرة
لنا سيّدٌ كهْلٌ يروقُك وجهُه * * * وأوْجُه مَن في سنِّه الآن شاحبَهْ
أديبٌ أريبٌ ليس فيه معايبٌ * * * لطلابه لكنْ إليكَ معايبَهْ
يُساق إلى الحسناء من طالباتِه * * * ويُلقي إليها نبْلَهُ ومخالبَهْ
عشيقانِ باتا في الضَّلال كلاهُما * * * فلا هو أستاذٌ ولا هيَ طالبَهْ
تؤنِّبه طورًا وتَعصيه تارةً * * * ويَجري إلى الأمر الَّذي هي راغبهْ
يُضحِّي لأجل العلم قومٌ أفاضلٌ * * * وهذا بدعوى العلمِ يَقضي مآربَه
لَحى الله أُستاذينَ في الدَّرس سادةٌ * * * ولكنَّهم عند الخلاء ثعالبَه
وتبًّا لظبيٍ ليس يقْنَى حياءَهُ * * * لعوبٍ بألبابِ الرِّجال مُلاعِبَهْ
لا شيءَ عنديَ في لُقياك ميْسورُ * * * يا غادةً صِنوُها في حسنِها الحُورُ
لم يصنعِ الدَّهرُ من شيءٍ ليشفعَ لي * * * عند اللِّقاءِ أهذا منه مقدورُ
فالفقْرُ دنَّسني والسَّعيُ أركسني * * * والكِبْرُ عنيَ معروفٌ ومشْهورُ
ومن حَماقةِ قلبي حين ضيَّعني * * * سعْيِي وأنِّي أمام القلب مقْهورُ
رأيتُ أنَّ نَجاتي في مفارقةٍ * * * يظلُّ يَحجزُ فيها بيْننا سورُ
حتَّى ظللتُ وإنَّ الشَّوقَ يدفعُني * * * والخوفَ يَمنعُني والقلبُ معذورُ
زعمتُ أنَّ سلوِّي عنك يُمكنُني * * * فكيف بِي والهوى في القلب مسْطورُ
لا يُطفئ النَّارَ نارٌ مثلُها أبدًا * * * وإنَّما يَجمعُ النَّارَينِ تنُّورُ
فذاك قلبي إلى أَن نلتقي ويُرى * * * منَّا العتابُ وأنَّ الذنبَ مَغفورُ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحُبُّ يَبني والعذولُ يقوِّض * * * ويظلُّ يدعو للنَّوى ويحرّضُ
ما أبدع المطلع والاستهلال ، وما أرشقَ المقابلة بين بناء الحب وتقويض العذول .. لكأنها غزالة تخطر في ميدان الشعر
والعقلُ يُلزمُنا الوقارَ وإنَّنا * * * هيهات نُذعن للذي هو يفرِضُ
قل بربك من أين تأتي بألفاظك .. غزالةٌ أخرى
= = =
أيُفاخرون بما لهم من قوَّةٍ * * * إني بضَعْفي في الهوى أستعرِضُ
ثقة العاشق المفاخر بضعفه .. لتسمعوا يا من سلف من العشاق ، اسمع يا بن أبي ربيعة ويا بن زيدون ويا صريع الغواني ويا أيها الشريف الرضي .. اسمعوا ففيمن خَلَفَكم من يبزّكم عشقاً
= = =
لا ينظمُ المتفاصحون قصيدةً * * * وأنا بأدْنى نظرةٍ لك أقرِضُ
حُقَّ لك يا شيخنا
وعذراً للغياب .. فقد غلبنا عليه شؤونٌ وشجون
قُل لِمَن يستخفُّ بالحبِّ مهْلاً * * * جلَّ قدْرُ الغرامِ عنْ أن يُحَدَّا
عبَراتُ الأحرارِ أثْمَنُ شيءٍ * * * غير أنَّ الهوى بهنَّ استبدَّا
جلَّ قدرُ الحبيب عنديَ أن يُلْـ * * * ـحى وأهوِنْ بأدمُعي أن تُعَدَّا
أنا من لَهفتي وشوقي إليْها * * * أتَمنَّى لو أنَّني كنتُ عبدا
فأراها أميرتِي وتَرانِي * * * حيثُ شاءتْ وذاك عنديَ أجدى
أتَمنَّى لو متُّ والموت حقٌّ * * * أن يُسوَّى الترابُ فوقيَ لحْدا
كي يَمرَّ الحبيبُ يومًا عليهِ * * * فيصير الثَّرى سلامًا وبَرْدا
يوليو أو أغسطس 1995
وأستغفر الله مما طغى به القلم.
شارع البحر
كمْ عنْ أحبَّتيَ استمرَّ غيابِي * * * طيروا بنا يا قومِ للأحبابِ
همْ في مليجَ بيوتُهم معمورةٌ * * * بهمُ وإنِّي مُبعَدٌ بِيَبَابِ
بنتُ الملوكِ أحبُّها وتحبُّني * * * لكنَّني مُقصًى عن الأبوابِ
ماذا جنَيتُ أأَنْ عشِقتُ أميرةً * * * وأنا الفقيرُ يكون ذاك عِتابي
قد كان لي في غيرِهمْ بدَلٌ بهمْ * * * لو كنتُ أملِكُ في الغرام صوابي
أو كان يَكفي أنْ أُعذَّب بالهوى * * * فلِمَ النَّوى يَكفي الهوى لِعذابي
لا لَن أعودَ أقول ذا لأحبَّتي * * * وأنا المحبُّ الوالهُ المُتصابي
أو أن أقول وإن فنِيتُ بِحبِّهمْ * * * إني لأرضَى منهمُ بإيابي
حسْبي وحسبُك يا فؤاديَ أنَّهمْ * * * إن يُذكَروا قُلنا همُ أحبابي
يا شارعَ البحرِ الذي كم ضمَّنا * * * أإذا أعود أكون كالأغراب
طويلة ... أضعها على أجزاء
أخبِرُوا عنِّي الَّذي يَجهَلُني أنَّني النِّيلُ وهذا زمَني
الحضاراتُ الَّتي يشهَدُها ذلِك العصْرُ نَمَتْ في فَنَني
والحضاراتُ التي قد بلَغَتْ قِمَّة العُلْيا لفضْلي تَنحني
فَلَكَمْ أعددتُ نفْسي حِقبًا لصراعٍ حانَ أَوْ لَمْ يَحِن
بِرجالٍ أتَحدَّى بِهمُ أُممَ الدُّنيا فخورًا لا أنِي
سِرتُ والتَّاريخَ في رِحلتِهِ نَقتفِي آثارَ تِلك المُدُنِ
فإذا مصرُ وأهلوها لَهُمْ ذِرْوةُ المَجدِ التي تُدْهِشُني
في سجلٍّ حافلٍ قد سطَروا قِصَّةً بين ضُروبِ المِحَنِ
ولَكَمْ مَرَّتْ عليْهِمْ أُمَمٌ وعجِبْنا لاختِلافِ الألسُنِ
فأنا النِّيلُ وقِدْمًا بلغَتْ شُهْرتِي في البذْلِ مَن لَم يرَني
فترى القومَ تنادَوا بيْنهُم كيفَ نبْقى رهْنَ عيْشٍ خشِنِ
وإلى مِصرَ استثاروا جحْفلاً وأتَوْا كالحاقِدِ المُضطغِنِ
وأرادُوا غِرَّةً من فارسٍ بِلِقا الدُّنيا جَميعًا قمِنِ
فإذا المصريُّ مصريٌّ - كمَا كانَ - يبْقى شامِخًا لا يَنثني
إنَّني النِّيلُ وهذا ولَدي ولِذا أُعطي بغيْرِ الثَّمَنِ
ولَقدْ برَّ أبَاهُ فادَّعَى أنَّهُ ما كان لو لَمْ أكُنِ
وعقوقٌ مِن فتًى أعشَقُه دونَ ذنبٍ رُبَّما يَخنقُني
وإذا عقَّ فتًى والدَهُ فهْوَ وغْدٌ خائِنٌ لَم يصُنِ
إنَّني آمُلُ من إخوتِهِ أن يردُّوهُ لِخيْرِ السَّنَنِ
إنَّ مائي طاهرٌ من زمَنٍ فاحفظوهُ نِعمةً للبدَنِ
هذه عُتبى وليستْ غَضبةً واعْذُروني إن تكُن في العَلَنِ
ماشاء الله
جزيتـم خيرا
وإياكم، وشكرًا لمروركم الكريم.جزيتـم خيرا
...أيُّها المصريُّ سِرْ مُرتفِعًا أنت نَجْلي أنت نَجْلُ الوطَنِ
أيُّها الماردُ حقِّقْ أمَلي كيف نَبقى عُرضةً للحزَنِ
دارتِ الدُّنيا على أبنائِها لم يعُدْ عهْدَ بُكاءِ الدِّمَن
ذاكمُ العهدُ الذي في ظِلِّه يتعدَّى كلُّ وغْدٍ عفِنِ
فاستعدُّوا ثمَّ شدُّوا شدَّةً لِتُبيدوا كلَّ داءٍ زمِنِ
لا يَطُلْ نَومُكُمُ بيْن الورَى إنَّهُ ليس زمانَ الوسَنِ
اعبُروا الأعْصُر حتَّى تلْحقوا غالِبوا الموْجَ وهاكُمْ سُفُني
نافِسوا الغربَ ولا تَسْتَسْلِموا إنَّ هذا الغربَ بادي الوهَنِ
ما لهُ فضلٌ عليْكُمْ إنَّما لكُمُ الفضْلُ وكلُّ المِنَنِ
لعِبتْ بالغربِ أهواءٌ به فَغَدَا الغرْبِيُّ مأْوى الشَّجَنِ
وأرانِي بِكُمُ مُستَبْشِرًا إنْ أفقْتُم من ظلامِ الفِتَنِ
ولقدْ زِدتُمْ فَخارًا أنَّكُمْ عَرَبٌ أبناءُ أهْلِ اليمَنِانتهت
فإذا اشتدَّتْ عليْكُمْ كُربةٌ فانْهضوا أَنتُم بَنو ذِي يزَنِ
وصلاحُ الدِّينِ مِن قلْعتِكُمْ حاربَ الكُفْرَ ولَم يَستَكِنِ
أخرجَ المقْدسَ مِن ربْقتِهِ بِجهادٍ خالدٍ شرَّفَنِي
والمماليكُ قفَوا في إثْرِه في قِراعِ البَغْيِ خيرَ السُّنَن
لِمَ عادَ القُدسُ يَبْكي باحثًا عنْ أبِيٍّ من بَنيكُمْ طَبِنِ
إنَّنِي النِّيلُ وفيكُمْ ولدي عُدَّتِي عندَ اشتِدادِ المِحَنِ
إنَّهُ الواعِدُ في يقْظتِهِ كيفَ يبْقى في قُيودِ الإحَنِ
إنَّهُ نَجْلي الذي أدَّبتُهُ يا لَنجْلي من نَجيبٍ فطِنِ
مساء الخميس 2 - 1 - 1997 م
أسال الله الكريم , لك شيخنا الحبيب السداد والتوفيق في كل ما تقدمه على صفحات المجلس العلمي وأن تستمر على هذا النهج ما حييت سائلا الله عزوجل لنا ولك ولسائر المسلمين والمسلمات في مشارق الأرض ومغاربها أن يُحيينا على طاعته ويقبضنا على طاعته , غير ضالين ولا مضلين ولا مبتدعين, وان يجمعنا جميعا في جناته العلى على سرر متقابلين , انه وحده عزوجل وليُّ ذلك والقادر عليه , ورحم الله من قال هذا البيت من الشعر
يا من لطفتَ بحالي حين تكويني............... لا تجعل النار يوم الحشر تكويني