أما التعلق به
فإذا كان المقصود بذلك
التعلق بأوامره ونواهيه ،
وألَّا نعبد الله
إلا بما شرعه
صلى الله عليه وسلم ;
فذلك ما يجب ويتأكد على كل مسلم .
وإن كان المقصود
بذلك التعلق به
- صلى الله عليه وسلم -
لما يزعم المالكي وأحزابه ،
من أنه صلى الله عليه وسلم
يملك من الضر والنفع ،
والمنع والعطاء ،
وغير ذلك
مما جاء ويجيئ في المدائح النبوية
التي أورد بعضها المالكي في كتبه
ومنها " الذخائر المحمدية "
منشرحاً بها خاطره ،
مؤيداً لما تقتضيه من
غلو وإطراء وإشراك
رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ربه
في مقاليد السموات والأرض
كما تنطبق بذلك الصفحة (110)
من كتابه " الذخائر المحمدية "
عند شرحه صلاة الفاتح المغلق ،
وقد سبق منا نقل ذلك .
إذا كان التعلق برسول الله
صلى الله عليه وسلم
بهذا الوضع ;
فهذا مما نتبرأ إلى الله منه ،
ومن الأخذ به ،
ونشهد الله على أنا نعتقد فيمن يتعلق برسول الله
صلى الله عليه وسلم
هذا التعلق أنه
مشرك بالله غيره ،
ومعتقد ما يتنافى مع مقتضى لا إله إلا الله ،
وأن شركه
أعظم من شرك
أبي جهل وأبي لهب وأبيّ بن خلف ،
وغيرهم من أقطاب المشركين
الذين يعبدون مع الله غيره ،
ولا يقولون
بأن معبوداتهم تشترك مع الله تعالى
في مقاليد السموات والأرض ،
وتملك حق الإقطاع في الجنة ،
وعندها علم كل شيء ،
حتى الروح والخمس المغيبات
التي في آية إن الله عنده علم الساعة،
وأنها نور لا ظل لها في شمس ولا في قمر،
وأن آدم وجميع المخلوقات خلقوا لأجلها ،
حيث ينص المالكي
في كتابه " الذخائر المحمدية "
على ذلك وغيره
في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم
مما سبق لنا إيضاحه بنقله من صفحاته ،
ولكنهم يقولون
في تبرير عبادتهم غير الله :
{ ما نعبدهم
إلا ليقربونا
إلى الله زلفى } .