زهرة الحكم و سدرة القيم - الحديقة الأولى

[محمد سامر البابا]

الزهرة 100:


العنوان: عيش الدنيا و عيش الآخرة


عيش الدنيا كَبَد، و عيش الآخرة رَغَد.
الدنيا عسل بِسُم، و الآخرة حبور بلا هم.
شتان بين الدنيا محدودة الأمد، و الآخرة الممدودة إلى الأبد.


لا تستوي الدنيا بتلك الآخرةْ *** فتزودا من صالحات زاخرةْ
إن الرحيل إلى المليك لقادم *** يا نفس كوني للفضائل ذاخرة
فالوقت كنز مفلح من صانه *** بصنوف أعمال الجميل الفاخرة


معاني الكلمات (من قاموس المعاني):


كَبَد: شدَّة و مشقّة و عناء.
عَيْشٌ رَغَدٌ : عَيْشٌ طَيِّبٌ واسِعٌ.
حبور: سرور، فرح، بهجة.
زاخرة: واسعة، غامرة.
ذاخرة: تخبئ الشيء و تحتفظ به لوقت الحاجة إليه.

--- انتهى بهذه الزهرة الفصل الثاني عشر ---

[محمد سامر البابا]

الخاتمة

انتهت الحديقة الأولى من زهرة الحكم و سدرة القيم، و قد بذلت ما في وسعي في إتقانها و إحسانها و تحريرها و تحبيرها حتى تجمع بين الفائدة و المتعة و تكون في سمو و شَمَم، كنار على عَلَم.


فما كان في هذه الحديقة الأولى من صواب و نفع و خير فبفضل الله و توفيقه وحده لا شريك له و أحمد الله تعالى عليه، و ما كان من خطأ أو خطل أو خلل أو زلل أو علل فمن نفسي و الشيطان و أستغفر الله من ذلك و أتوب إليه.


و أفتح باب النقد، لأهل الحل و العقد.
كما أفتح باب التصحيح، لكل ذي رأي نصيح.
كما أفتح باب التعقيب، لكل أديب أريب.
كما أفتح باب الفِكَر، لأهل الأثر و النظر.
كما أفتح باب الاستدراك، لأهل الذكاء و الإدراك.


اللهم هذا نزر، من شعر و نثر، فاكتب لي به الأجر، و ضع عني به الوزر.
اللهم هذه بضاعتي المزجاة، سقتها إلى سوق المرجاة، فبلغني بها المنجاة.
اللهم تقبل و بارك، و اهد إلى أحسن المسالك، إنك مالك الملك و ملك الملوك و أعظم ملك و مالك، و كل شيء غير وجهك هالك.


(اللهم لك الحمد على علمت من البيان، و ألهمت من التبيان) [1].
اللهم لك الحمد على ما أتممت من النعمة، و آتيت من الحكمة.
اللهم لك الحمد على إدراك التمام، و بلوغ المرام، إنك أنت الكريم الوهاب السلام.
اللهم لك الحمد على رزق الشعر و النثر، و ما يسرت من النشر.
اللهم لك الحمد على رزق العلم و الفهم، و أن جعلتني أضرب في فنون شتى بسهم.


(اللهم لك الحمد على ما علمتني من صناعة الإنشاء، فإنك تعلم من تشاء ما تشاء، و إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء) [2].


اللهم إني أحمدك بمحامد محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني، سليل نبيك العدناني:


لك الحمد حمداً باللغات جميعها *** محامد صدق تعجز الإنس و الجنا
لك الحمد حمداً طيب اللفظ و المعنى *** لك الحمد حمداً دائماً أبداً منا
لك الحمد حمداً يعجز الخلق عده *** و لن يستطيعوا بعد ذاك له وزنا
لك الحمد قبل الحمد و الحمد بعده *** لك الحمد حمداً لا يزول و لا يفنى
لك الحمد إذ علمتني الحمد و الثنا *** و لولاك لم أعرفه لفظاً و لا معنى


اللهم صل على نبيك العدناني صلاة جامعة، و ارحم الأمير الصنعاني رحمة واسعة.
اللهم ارحم بديع الزمان الهمذاني رحمة واسعة، و اجزه عني خير الجزاء.
اللهم ارحم القاسم الحريري رحمة واسعة، و اجزه عني خير الجزاء.


لولاك ربي ما نطقت نثرا *** لولا إلهي ما نظمت شعرا
لو عشت أعمار البرايا طُرّا *** و قضيتها لك يا مليكي شكرا
لتقاصر الحمد المديد دهرا *** عن فضل ذي العرش العلي قدرا


اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.


سبحان ربك رب العزة عما يصفون، و سلام على المرسلين، و الحمد لله رب العالمين.


المصادر:


[1] هذه المحمدة مقتبسة بتصرف من مقامات القاسم الحريري رحمه الله.
[2] هذه المحمدة مقتبسة بتصرف من مقامات القاسم الحريري رحمه الله.

[محمد سامر البابا]

استدراك و تعديل

في المقدمة دعوت الله عز و جل بهذا الدعاء:
(و أعوذ بك من شر نفسي، و ضيق رمسي، حين أفول شمسي.)
و الآن أغيره إلى هذا الدعاء:
و أعوذ بك من شر نفسي، و ضيق رمسي، و سيئات أعمالي في يومي و غدي و أمسي.

في الزهرة الثامنة و العشرين (السنة و البدعة) كان أول بيت شعر:
أكرم بمرء غدا للوحي متبِعا *** في صدره سُنَّةٌ و الذِكْر قد جُمعا

و الآن أغيره إلى هذا البيت:
قد أفلح المرء إن للنور قد تبعا *** الذِكْر في صدره و السُنَّة اجتمعا

[محمد سامر البابا]

كنت قد كتبت الخاتمة على عجالة ثم راجعتها فوجدت فيها تكلفاً ليس بجميل، و ذلك لأني كنت متأثراً بفن المقامات الذي يتكلف الزخرفة اللفظية و السجع في الكثير من المواطن.


أرجو من القائمين على المنتدى الكرام حذف التعليق الذي فيه الخاتمة إذا أمكن. مع جزيل الشكر و التقدير.


و هذه الخاتمة الجديدة:


انتهت الحديقة الأولى من زهرة الحكم و سدرة القيم، و قد بذلت ما في وسعي حتى تجمع بين الفائدة و المتعة و لكن الجهد البشري يبقى بعيداً عن الكمال، فأرحب بالنقد البناء.


و أحمد الله على توفيقه و أستغفره مما كان من أخطاء.


اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.


سبحان ربك رب العزة عما يصفون، و سلام على المرسلين، و الحمد لله رب العالمين.

[محمد سامر البابا]

يسرني إهداؤكم كتابي الجديد: (زهرة الحكم و سدرة القيم) الذي جمعت فيه الزهور في هذه الحديقة (هذا الموضوع) مع تعديلات و تحسينات كثيرة.


لتحميل الكتاب يرجى زيارة هذا الرابط:


tinyurl.com/7ycry8e8


https://mohammadalbaba.files.wordpre.. .1/05/zawsa.pdf

أتمنى لكم قراءة مفيدة ممتعة و أرحب بنقدكم البناء.