الدراسة النظرية والتطبيقية في ميدان الترجمة
أسامة طبشعادة ما نربط الترجمة بالعمل اللساني المحض، فنراها من خلال المقابلة بين لغتين ونصين، في حين أن الترجمة تتجاوز هذا المنظور المحدود، لتتعمق في اختصاصات شتى ومختلفة، فَتَنْتُجَ عنها تنظيرات بعينها.


عندما نتحدث عن المقابلة بين لغتين ونصين، فذلك يعني تحسين جودة الترجمة، هذا ما يتعلق بالجانب التطبيقي، بمعنى العمل الترجمي التقني بالأساس، والغاية منه إيصال الرسالة بأبسط الوسائل والسبل، وهو ما نجده في الترجمة الرسمية على سبيل المثال، أو الترجمة على مستوى مؤسسات، تقدم خدمات ترجمية في شتى المجالات، لقاء مقابل مالي لهذا الأداء.


الذي أردناه، هو أن التخصصات التي توجد على صعيد الجامعات والمعاهد، تندرج ضمن عناوين الترجمة الدبلوماسية والصحفية والأدبية وغيرها، لو تعمقنا في هذه الميادين، لوجدنا أنفسنا نخوض في بحر التخصص، فَنَسْبِرُ أغواره، ما يشكل رافدًا للدراسة الأكاديمية والحياة الثقافية.


تُسَخَّرُ مخابر لهذه البحوث بالجامعات، في الدول التي خاضت أشواطًا في ميدان الترجمة، والتكوين الجامعي يضطلع به متخصصون، فمثلًا تكوين المترجم الفوري يتم بصورة عملية، من خلال تمارين تطبيقية، يُقَدِّمُ من خلالها التدريب من يعمل في الترجمة الفورية في هيئة قضائية أو تمثيلية دبلوماسية أو مؤسسة اقتصادية.


خلاصة الحديث:
أن علم الترجمة متشعب ومعقد، تلزمه ترسانة من المكونين المؤهلين، ووضع برنامج يتناول الدراسة النظرية والتعمق فيها، وتطبيق تمارين فعالة، لِيَجِدَ المُكَوَّنُ فرص عمل، إذا رغب في الترجمة في إحدى التخصصات المحددة، أو يَخوض غمار البحث العلمي الجامعي الأكاديمي.