تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: "تعلمنا الإيمان قبل القرآن"

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي "تعلمنا الإيمان قبل القرآن"

    عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِتْيَانٌ حَزَاوِرَةٌ، فَتَعَلَّمْنَا الْإِيمَانَ قَبْلَ أَنْ نَتَعَلَّمَ الْقُرْآنَ، ثُمَّ تَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ، فَازْدَدْنَا بِهِ إِيمَانًا "
    رواه ابن ماجه (61)، وصححه الألباني في "صحيح سنن ابن ماجه" (1 / 37 - 38).
    تعلم الإيمان قبل القرآن؛ فالمقصود به :
    التربية على أصول الإيمان ، وتعلم معانيه ، تعلما عمليا من النبي صلى الله عليه وسلم ، وأحواله ، وأفعاله ، وتلقيا من سنته ، وتعليمه لهم ، وتأديبه إياهم بأدب الدين ؛
    فيتحصل لهم معرفة بمعاني القرآن ، الذي يتعلمون ألفاظه بعد ذلك ، وتربية على أحوال النبي صلى الله عليه ، وتأدب بأدبه الشريف ، وهو كله من أدب القرآن ، وخلقه ؛
    فيحصل لهم علم "مجمل" بمعاني القرآن ، قبل أن يحصل لهم ، أو لمن شاء الله منهم :
    العلم المفصل بتعلم حروفه وكلماته .
    وقد لخّص هذا الحال؛
    ابن عمر رضي الله عنه لمّا قال: " لَقَدْ عِشْنَا بُرْهَةً مِنْ دَهْرِنَا وَإِنَّ أَحْدَثَنَا يُؤْتَى الْإِيمَانَ قَبْلَ الْقُرْآنِ، وَتَنْزِلُ السُّورَةُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَتَعَلَّمُ حَلَالَهَا وَحَرَامَهَا، وَمَا يَنْبَغِي أَنْ يُوقَفَ عِنْدَهُ فِيهَا كَمَا تَعْلَمُونَ أَنْتُمُ الْقُرْآنَ ، ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ رِجَالًا يُؤْتَى أَحَدُهُمُ الْقُرْآنَ فَيَقْرَأُ مَا بَيْنَ فَاتِحَتِهِ إِلَى خَاتِمَتِهِ مَا يَدْرِي مَا أَمْرُهُ وَلَا زَاجِرُهُ، وَلَا مَا يَنْبَغِي أَنْ يُوقَفَ عِنْدَهُ مِنْهُ يَنْثُرُهُ نَثْرَ الدَّقَلِ " رواه الحاكم في "المستدرك" (1 / 35)،
    وقال: "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَا أَعْرِفُ لَهُ عِلَّةً "، ووافقه الذهبي.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    " والله سبحانه هو رب كل شيء ومليكه وهو معلم كل علم وواهبه
    فكما أن نفسه أصل لكل شيء موجود ؛ فذكره والعلم به : أصل لكل علم ، وذكره في القلب.
    والقرآن يعطي العلم المفصل ، فيزيد الإيمان ،
    كما قال " جندب بن عبد الله البجلي " وغيره من الصحابة:
    " تعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن فازددنا إيمانا "
    " انتهى ، من "مجموع الفتاوى" (4/38) .
    وقال أيضا :
    " التفريغ والتخلية التي جاء بها الرسول أن يفرغ قلبه مما لا يحبه الله ويملأه بما يحبه الله،
    فيفرغه من عبادة غير الله ويملؤه بعبادة الله
    وكذلك يفرغه عن محبة غير الله ويملؤه بمحبة الله
    وكذلك يخرج عنه خوف غير الله ويدخل فيه خوف الله تعالى،
    وينفي عنه التوكل على غير الله ويثبت فيه التوكل على الله.
    وهذا هو الإسلام المتضمن للإيمان الذي يمده القرآن ويقويه لا يناقضه وينافيه
    كما قال جندب وابن عمر:
    " تعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن فازددنا إيمانا "."
    انتهى، من "مجموع الفتاوى" (10/401) .
    وقال أيضا :
    " الصحابة أخذوا عن الرسول لفظَ القرآن ومعناه،
    بل كانوا يأخذون عنه المعاني مجردةً عن ألفاظِه بألفاظٍ أُخَر،
    كما قال جُندب بن عبد الله البَجَلي وعبد الله بن عمر:
    تعلَّمنا الإيمانَ ثم تعلَّمنا القرآن، فازددنا إيمانًا. فكان يُعلِّمهم الإيمانَ،
    وهو المعاني التي نزل بها القرآن من المأمور به والمخبَر عنه المتلقَّى بالطاعة والتصديق، وهذا حق،
    فإن حفاظ القرآن كانوا أقلَّ من عموم المؤمنين
    " انتهى ، من "جواب الاعتراضات المصرية".
    وتعلّم الصحابة للإيمان قبل استكثارهم من الحفظ ،
    ساهم فيه أنّ أسس الإيمان مبثوثة في سور المفصّل؛ ولذا سمى ابن مسعود رضي الله عنه سور المفصّل بلباب القرآن. فعن عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا،
    قالت: " إِنَّمَا نَزَلَ أَوَّلَ مَا نَزَلَ مِنْهُ سُورَةٌ مِنَ المُفَصَّلِ، فِيهَا ذِكْرُ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، حَتَّى إِذَا ثَابَ النَّاسُ إِلَى الإِسْلاَمِ ، نَزَلَ الحَلاَلُ وَالحَرَامُ، وَلَوْ نَزَلَ أَوَّلَ شَيْءٍ: لاَ تَشْرَبُوا الخَمْرَ، لَقَالُوا: لاَ نَدَعُ الخَمْرَ أَبَدًا، وَلَوْ نَزَلَ: لاَ تَزْنُوا، لَقَالُوا: لاَ نَدَعُ الزِّنَا أَبَدًا، لَقَدْ نَزَلَ بِمَكَّةَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنِّي لَجَارِيَةٌ أَلْعَبُ: ( بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ) وَمَا نَزَلَتْ سُورَةُ البَقَرَةِ وَالنِّسَاءِ إِلَّا وَأَنَا عِنْدَهُ " رواه البخاري (4993).
    فالحاصل؛
    أنّ الإيمان قبل القرآن؛ يتحصّل بأن يربّي المؤمن نفسه على العقائد والشرائع التي جاء بها القرآن؛
    ويأخذ ذلك بعزيمة وقوة؛
    فإذا شرع بعد ذلك في الإستكثار من حفظ آيات القرآن؛
    حفظه وهو يشعر أنه مخاطب بها؛ فيتمعن ويتدبر فيما يحفظ
    ويخاف أن يكون حجة عليه
    فيسارع للامتثال بما حفظ.

    المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: "تعلمنا الإيمان قبل القرآن"

    السؤال
    كثير من الشباب لا يحفظون القرآن بحجّة طلب العلم(أي أنّهم يدرسون التوحيد أولا ثمّ الأمور الفقهيّة و التفاسير ثمّ يحفظون القرآن) فهل هذا صحيح؟
    الجواب
    قال السفاريني في كتابه غذاء الألباب ما مفاده:
    التفريق بين الصغير والكبير
    فأما الصغير
    فالاولى أن يبدأ له بحفظ القرآن وعليه حمل كلام الإمام أحمد الذي نقله عنه الميموني،
    قال الميموني:
    سألت أبا عبد الله أيهما أحب إليك أبدأ ابني بالقرآن أو بالحديث
    قال: لا، بالقرآن. قلت: أعلمه كله؟ قال: إلا أن يعسر فتعلمه منه،
    ثم قال لي: إذا قرأ أولا تعود القراءة ثم لزمها
    وأما الكبير
    فالأولى أن يبدأ بتعلم باقي العلوم وعلى هذا حمل السفاريني
    قول ابن المبارك حين سأله رجل:
    يا ابا عبد الرحمن في أي شيء أجعل فضل يومي، في تعلم القرآن أو في تعلم العلم؟
    فقال: هل تحسن من القرآن ما تقوم به صلاتك؟ قال نعم، قال: عليك بالعلم.
    قال السفاريني رحمه الله:
    هذا متعين إذا كان مكلفا لأنه فرض فيقدم على النفل
    وكلام أحمد والله أعلم إنما هو في الصغير كما هو ظاهر السياق
    والذي سأل ابن المبارك كان رجلا فلا تعارض،
    وأما الصغير فيقدم حفظ القرآن لما ذكره أحمد من المعنى ولأنه عبادة يمكن إدراكها والفراغ منها في الصغر غالبا
    والعلم عبادة العمر لا يفرغ منه فيجمع بينهما حسب الإمكان
    وهذا واضح
    وقد يحتمل أن يكون العلم أولى لمسيس الحاجة لصعوبته وقلة من يعتني به بخلاف القرآن
    ولهذا يقصر في العلم من يجب عليه طلبه
    ولا يقصر في حفظ القرآن حتى يشتغل بحفظه من يجب عليه الاشتغال في العلم
    كما هو معلوم في العرف والعادة.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: "تعلمنا الإيمان قبل القرآن"

    وروى أحمد في الزهد عن الحسن البصري، قال:
    إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله، وما تدبُّر آياته إلا باتباعه
    ، وما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده
    حتى إن أحدهم ليقول:
    لقد قرأت القرآن فما أسقطت منه حرفاً وقد ـ والله ! ـ أسقطه كله
    ما يُرى القرآن له في خلق ولا عمل،
    حتى إن أحدهم ليقول: إني لأقرأ السورة في نَفَسٍ! والله ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الحكماء ولا الوَرَعة
    متى كانت القراء مثل هذا؟!

    لا كثَّر الله في الناس أمثالهم.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2020
    المشاركات
    362

    افتراضي رد: "تعلمنا الإيمان قبل القرآن"

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة

    إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله، وما تدبُّر آياته إلا باتباعه
    ، وما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده
    حتى إن أحدهم ليقول:
    لقد قرأت القرآن فما أسقطت منه حرفاً وقد ـ والله ! ـ أسقطه كله
    ما يُرى القرآن له في خلق ولا عمل،
    حتى إن أحدهم ليقول: إني لأقرأ السورة في نَفَسٍ! والله ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الحكماء ولا الوَرَعة
    متى كانت القراء مثل هذا؟!

    لا كثَّر الله في الناس أمثالهم.
    نعم لا كثَّر الله فى الناس أمثالهم
    قال ابن القيم رحمه الله :
    ( فإذا كان وقت نطقهم فليُلقنوا لا إله إلا الله محمد رسول الله,
    وليكن أول ما يقرع مسامعَهم معرفة الله سبحانه وتوحيده
    وأنه سبحانه فوق عرشه ينظر إليهم ويسمع كلامهم وهو معهم أينما كانوا..).
    [تحفة المولود ص٢٣١]

    قال الشيخ الامام علم الهداة الاعلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فى رسالة
    "تعليم الصبيان التوحيد", قال في مقدمتها:

    (هذه رسالة نافعة فيما يجب على الإنسان أن يعلم الصبيان قبل تعلمهم القرآن
    حتى يصير إنساناً كاملاً على فطرة الإسلام
    وموحداً جيداً على طريقة الإيمان ...)
    رسالة ( تعليم الصبيان التوحيد)
    لشيخ الاسلام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: "تعلمنا الإيمان قبل القرآن"

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوسفيان مشاهدة المشاركة
    قال ابن القيم رحمه الله :
    ( فإذا كان وقت نطقهم فليُلقنوا لا إله إلا الله محمد رسول الله,
    وليكن أول ما يقرع مسامعَهم معرفة الله سبحانه وتوحيده
    وأنه سبحانه فوق عرشه ينظر إليهم ويسمع كلامهم وهو معهم أينما كانوا..).
    [تحفة المولود ص٢٣١]

    قال الشيخ الامام علم الهداة الاعلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فى رسالة
    "تعليم الصبيان التوحيد", قال في مقدمتها:

    (هذه رسالة نافعة فيما يجب على الإنسان أن يعلم الصبيان قبل تعلمهم القرآن
    حتى يصير إنساناً كاملاً على فطرة الإسلام
    وموحداً جيداً على طريقة الإيمان ...)
    رسالة ( تعليم الصبيان التوحيد)
    لشيخ الاسلام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
    نعم أحسنت
    سُئِل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
    كيف يعلم الأب أبناءه التوحيد؟
    فأجاب:
    يعلمهم التوحيد كما يعلمهم غيره من أمور الدين،
    و مِن أحسن ما يكون في هذا الباب كتاب ثلاثة الأصول لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
    إذا حفظوه عن ظهر قلب،و شرح لهم معناها على الوجه المناسب لإفهامهم وعقولهم صار في هذا خير كثير لأنها مبنية على السؤال والجواب،و بعبارة واضحة سهلة ليس فيها تعقيد،ثم يريهم من آيات الله ليطبق ما ذكر في هذا الكتاب الصغير
    فمثلا يقول لهم:من الذي جاء بالشمس والقمر،النجوم،ا لليل،النهار
    و يقول لهم: كلها جاء بها الله عز وجل
    حتى يسقي بذلك شجرة الفطرة،لأن الإنسان بنفسه مفطور على توحيد الله عز وجل
    كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
    ( كل مولود يولد على الفطرة،فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )
    و كذلك يعلمهم الوضوء،كيف يتوضؤون بالفعل
    يقول:الوضوء هكذا ويتوضأ أمامهم،و كذلك الصلاة،،
    مع الاستعانة بالله تعالى،و سؤاله عز وجل الهداية لهم
    و أن يتجنب أمامهم كل قول مخالف للأخلاق أو كل فعل محرم فلا يُعوّدهم الكذب ولا الخيانة ولاسفاسف الأخلاق حتى و إن كان مبتلىً بها كما لو كان مبتلىً بشرب الدخان فلا يشربه أمامهم،لأنهم يتعودون ذلك ويهون عليهم..
    و ليعلم أن كل صاحب بيت مسؤول عن أهل بيته،لقوله تبارك وتعالى
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً)
    ولا يكون وقايتنا إياهم النار إلا إذا عودناهم على الأعمال الصالحة وترك الأعمال السيئة
    و رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أكد ذلك في قوله (الرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته)
    وليعلم الأب أن صلاحهم مصلحة له في الدنيا والآخرة،فإن أقرب الناس إلى آبائهم وأمهاتهم هم الأولاد الصالحون من ذكور وإناث
    (وإذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث:صدقة جارية،أو علم ينتفع به،أو ولد صالح يدعو له)
    نسأل الله تعالى أن يعيننا جميعاً على ما حملنا من الأمانة والمسؤولية..
    (سلسلة نورعلى الدرب شريط رقم 350 الوجه أ)

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Feb 2020
    المشاركات
    362

    افتراضي رد: "تعلمنا الإيمان قبل القرآن"

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة

    يعلمهم التوحيد كما يعلمهم غيره من أمور الدين،
    .....
    إذا حفظوه عن ظهر قلب،و شرح لهم معناها على الوجه المناسب لإفهامهم وعقولهم صار في هذا خير كثير
    نعم
    مزيد بيان
    الأطفال في سني أعمارهم الأولى التي تمتد إلى عمر العاشرة أو أكثر،
    فهذه المرحلة لا يصلح معها سوى التلقين والتحفيظ والتخزين، بخلاف ما عليه البالغ الراشد الشاب،
    ولذا كان خير ما مُلِئتْ به ذاكرة الأطفال: آيات القرآن الكريم، فكتاب الله تعالى أولى الأشياء بالحفظ،
    ويعقب ذلك شيء من الأحاديث النبوية وسيرة الرسول وأصحابه،
    ولا يُخْلِ المربي منهجَ تلقينِ الأطفالِ مِن الأسئلة والأجوبة الميسَّرة في مسائل السلوك والعقيدة والفقه، بألفاظ مختصرة جدًّا التي ستكوِّن لهم قواعد يتمكنون من استحضارها في عمر الإدراك والفهم وما يعقب ذلك من يقينٍ وإيمان...و التلقين لا يكون باللسان فحسب، بل يكون بالعمل أيضًا؛ فينتبه المعلم والمربي إلى حُسن سَمْتِه،
    فالأطفال يتلقَّون عنه السمْت كما يتلقون عنه القول، وهو قدوتهم في سائر الأمور،
    فهناك خِصال داخلة في باب الأخلاق والسلوك لا يكون الإيمان فيما بعدُ إلا إذا توفَّرت لدى صاحبها،
    وعلى رأسها الإخلاص والصدق والصبر.
    ومما يشهد لخصوصية عمر الطفل في التعليم،
    ما جاء في خبَر عمرو بن سلمة رضي الله عنهما، ويحسن إيراد خبره هنا كاملًا؛
    قال: "كنا بماءٍ مَمَرِّ الناسِ، وكان يمرُّ بنا الركبانُ فنسألهم: ما للناسِ، ما للناسِ؟ ما هذا الرجلُ؟ فيقولون: يزعم أن اللهَ أرسلَه، أوحى إليه، أو أوحى اللهُ بكذا، فكنتُ أحفظُ ذلك الكلامَ، وكأنما يقرُّ في صدري، وكانت العربُ تلوم بإسلامهم الفتحَ، فيقولون: اتركوه وقومَه، فإنه إن ظهر عليهم فهو نبيٌّ صادقٌ، فلما كانت وقعةُ أهلِ الفتحِ، بادرَ كلُّ قومٍ بإسلامهم، وبدَرَ أبي قومي بإسلامِهم، فلمَّا قدِم قال: جئتُكم واللهِ من عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: (صلُّوا صلاةَ كذا في حين كذا، وصلُّوا كذا في حين كذا، فإذا حضرَت الصلاةُ، فلْيؤذِّن أحدُكم، وليؤمكم أكثرُكم قرآنًا)؛ فنَظروا فلم يكن أحد أكثرَ قرآنًا مني، لِما كنت أتلقى من الركبان، فقدَّموني بين أيديهم، وأنا ابن ستِّ أو سبعِ سنين، وكانت علَيَّ بُردة، كنت إذا سجدتُ تقلَّصَت عني، فقالت امرأةٌ من الحيِّ: ألا تغطُّون عنا اسْت قارئِكم؟ فاشتروا فقطعوا لي قميصًا، فما فرحتُ بشيءٍ فرحي بذلك القميصِ".
    ومنهج العلماء من السلف ومَن بعدهم رحمهم الله، هو حفظ القرآن في سن الطفولة؛ كما ورد عن محمد بن إدريس الشافعي (ت 204هـ) أنه حفظ القرآن وهو ابن سبع سنين، وكذلك فعلَ محمد بن داود الظاهري (ت 297هـ)، وقد ورد عن كثير من العلماء أنهم حفظوا القرآن وهم صبيان.
    بل وردَ عن أحمد بن حنبل (ت 241هـ) أن سائلًا سأله عن ابنه: بماذا يبدأ في تعليمه؟ فأرشده إلى البدء بالقرآن.
    بل ألَّف بعضُ أهل العلم رسائل في منهج التربية، من أمثال محمد بن سحنون (ت 256هـ) في رسالته "آداب المعلِّمين"، وأبي الحسن المعافري القابسي (ت 402هـ) في رسالته "أحوال المعلِّمين والمتعلِّمين"، وقد ذهبا إلى أن الغاية الدينية هي التي تحدد العلوم التي يَدْرسُها الصبيان، وأوَّل هذه العلوم حفظ القرآن وقراءته وكتابته ونطقه وتجويده.
    كما أن خصوصية مرحلة الطفولة قد نبَّهَ إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم تنبيهًا صريحًا، حيث قال: "علِّموا أولادَكُمُ الصَّلاةَ إذا بلَغُوا سَبعًا، واضْرِبوهم علَيها إذا بلَغُوا عَشْرًا"، وقد ورد في حديث آخر بلفظ: "واضربوهم عليها لثلاثِ عشرة"، وآخر بلفظ: "واضْرِبوهم عليها أبناءَ اثنتَيْ عشرةَ سنةً"، ولكن أسانيدهما لا ترقى إلى الصحة، إلا أنها صحيحة المعنى ولا تناقض فيها، فهذه الأعمار تتوافق مع مدة عمر الطفولة، وبداية عمر المراهقة.
    والمعنى المقصود بتعليم الأولاد الصلاة ما أُشيرَ إليه سابقًا أن الأولاد يَتلقون الأقوال والأعمال، ويقتدون بالمربين، وأن الواجب في هذه الفترة ألا يزيد المربي في تعليمهم عن الحث والترغيب والتعويد والتلقين، والاستمرار بذلك طيلة هذه السنوات، مع تنويع الوسائل والطرائق في التربية والتعليم
    أما الإنسان الراشد البالغ، فخير منهج يتَّبعه في طلب العلم هو المنهج المشار إليه في حديث جندب؛ حيث يهتم بجوانب الفهم الذي يؤدِّي إلى الإيمان.ولهذا حين أورَدَ ابنُ مفلحٍ (ت 763هـ) كلامَ أحمدَ بنِ حَنبلٍ في إرشاده السائلَ إلى البدء بتعليم ابنه القرآن، ثم ذكَر كلامًا لعبدالله بنِ المبارك (ت 181هـ) يخالِف ذلك التوجيه، علَّق عليه بقوله: "وَكَلَامُ أَحْمَدَ واللهُ أَعْلَمُ إنَّمَا هُوَ فِي الصَّغِيرِ كَمَا هُوَ ظَاهِرُ السِّيَاقِ، وَاَلَّذِي سَأَلَ ابْنَ الْمُبَارَكِ كَانَ رَجُلًا؛ فَلَا تَعَارُضَ، وَأَمَّا الصَّغِيرُ فَيُقَدِّمُ حِفْظَ الْقُرْآنِ لِمَا ذَكَرَهُ أَحْمَدُ مِنْ الْمَعْنَى، وَلِأَنَّهُ عِبَادَةٌ يُمْكِنُ إدْرَاكُهَا وَالْفَرَاغُ مِنْهَا فِي الصِّغَرِ غَالِبًا، وَالْعِلْمُ عِبَادَةُ الْعُمُرِ لَا يُفْرَغُ مِنْهُ؛ فَيُجْمَعُ بَيْنَهُمَا حَسَبَ الْإِمْكَانِ، وَهَذَا وَاضِحٌ، وَقَدْ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْعِلْمُ أَوْلَى لِمَسِيسِ الْحَاجَةِ إلَيْهِ لِصُعُوبَتِهِ وَقِلَّةِ مَنْ يَعْتَنِي بِهِ، بِخِلَافِ الْقُرْآنِ، وَلِهَذَا يُقَصِّرُ فِي الْعِلْمِ مَنْ يَجِبُ عَلَيْهِ طَلَبُهُ، وَلَا يُقَصِّرُ فِي حِفْظِ الْقُرْآنِ حَتَّى يَشْتَغِلَ بِحِفْظِهِ مَنْ يَجِبُ عَلَيْهِ الِاشْتِغَالُ فِي الْعِلْمِ كَمَا هُوَ مَعْلُومٌ فِي الْعُرْفِ وَالْعَادَةِ".
    وأَولى تلك العلوم بالنسبة للبالغ الراشد: هو علم العقيدة، ولذا جاء في الحديث قوله: "نتعلم الإيمان"، والمقصود بالإيمان: علم العقيدة، وهو الإيمان بالله، والملائكة، والكتب، والرسل، والبعث، وما يتفرع عن ذلك من عقائد الإسلام، ولا يكون ذلك دون تفكُّر؛ فالإِسْلامُ فِكْرَةٌ، والإِيمانُ يَقِينٌ، والإِحْسانُ عَمَلٌ، وكُلَّما اتَّسَعَت الفِكْرَةُ وَتَعَمَّقَتْ زَادَ اليَقِينُ وَثَبَتَ ورَسَخَ، وَكُلَّما زَادَ اليَقِينُ كانَ دافِعًا إِلى مَزِيدٍ مِن العَمَل، وَكُلَّما زَادَ العَمَلُ تَفَتَّحَت العُقول لِمَزِيدٍ مِن التَّفْكِيرِ، حتَّى تَعودَ الدائِرَةُ وتستمرَّ، وهي التي تترتَّب عليها زِيادةُ الإِيمان أو نُقْصَانه، وهذا ما يشير إليه قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ﴾ [محمد: 17]، فالهداية إلى الفكرة (إسلام)، والزيادة في الهدى (إيمان)، والتقوى (إحسان).فلذلك قال جندب: "ثم تعلَّمْنا القرآن فازدَدْنا به إيمانًا"، وهذا مِصداق قَوْله تَعَالَى: ﴿ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا ﴾ [الأنفال: 2]، ففيها إشارة إلى أن القراءة والحفظ سببٌ في زيادة الإيمان؛ لأنها توسِّع مدارك الإنسان، وتزيده إعمالًا لفِكرِه فيما يتعلَّمه، فينتج عن ذلك المدارَسة والبحث عن الحقائق، ثم يعقبها الإيمان واليقين والاعتقاد الجازم بما توصَّل إليه من نتائج تلكم الدِّراسة، وهذا الإيمان الذي بات يتمتَّع به هو الذي سيدفعه إلى العمل الصالح النافع.ومن ذلك قوله تعالى: ﴿ أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ ﴾ [هود: 17]، قال أبو العباس ابن تيمية (ت 728هـ): "قَوْلهُ: ﴿ أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ ﴾ يَعْنِي هُدَى الْإِيمَانِ، ﴿ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ ﴾؛ أَيْ: مِن اللَّهِ، يَعْنِي الْقُرْآنَ شَاهِدٌ مِنْ اللهِ يُوَافِقُ الْإِيمَانَ وَيَتْبَعُهُ، وَقَالَ: ﴿ يَتْلُوهُ ﴾؛ لِأَنَّ الْإِيمَانَ هُوَ الْمَقْصُودُ؛ لِأَنَّهُ إنَّمَا يُرَادُ بِإِنْزَالِ الْقُرْآنِ الْإِيمَانُ وَزِيَادَتُهُ".
    ومما يشهد لحديث جندب ويُجَلِّي معناه: ما ورد عن عدد من الصحابة الذين كانوا بعمر الشباب في زمن النبي عليه الصلاة والسلام؛ مِن ذلك قول ابن عمر رضي الله عنهما: "لَقَدْ عِشْنَا بُرْهَةً مِنْ دَهْرِنا وَأَحَدُنَا يُؤتَى الْإِيمَانُ قَبْلَ الْقُرْآنِ، وَتَنْزِلُ السُّورَةُ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فَنَتَعَلَّمُ حَلَالَهَا وَحَرَامَهَا، وَآمِرَهَا وَزَاجِرَهَا، وَمَا يَنْبَغِي أَنْ نُوقَفَ عِنْدَهُ مِنْهَا، كَمَا تَعَلَّمُونَ أَنْتُمُ الْيَوْمَ الْقُرْآنَ، ثُمَّ لَقَدْ رَأَيْتُ الْيَوْمَ رِجَالًا يُؤْتَى أَحَدُهُمُ الْقُرْآنَ قَبْلَ الْإِيمَانِ، فَيَقْرَأُ مَا بَيْنَ فَاتِحَتِهِ إِلَى خَاتِمَتِهِ، وَلَا يَدْرِي مَا آمِرُهُ وَلَا زَاجِرُهُ، وَلَا مَا يَنْبَغِي أَنْ يَقِفَ عِنْدَهُ مِنْهُ، وَيَنْثُرُهُ نَثْرَ الدَّقل"
    وقال أيضًا: "إنَّا كُنَّا صُدُورَ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَكَانَ الرَّجُلُ مِنْ خِيَارِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ وَصَالِحِيهِمْ مَا يُقِيمُ إلَّا سُورَةً مِنْ الْقُرْآنِ أَوْ شِبْهَ ذَلِك، وَكَانَ الْقُرْآنُ ثَقِيلًا عَلَيْهِمْ وَرُزِقُوا عِلْمًا بِهِ وَعَمَلًا، وَإِنَّ آخِرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَخِفُّ عَلَيْهِمْ الْقُرْآنُ حَتَّى يَقْرَأَهُ الصَّبِيُّ وَالْعَجَمِيُّ لَا يَعْلَمُونَ مِنْهُ شَيْئًا، أَوْ قَالَ لَا يُسَلِّمُونَ مِنْهُ الشَّيْءَ"
    وجاء عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال: "إنَّا آمَنَّا وَلَمْ نَقْرَأْ الْقُرْآنَ، وَسَيَجِيءُ قَوْمٌ يَقْرَؤونَ الْقُرْآنَ وَلَا يُؤْمِنُونَ"
    وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "إنَّا صعُب علينا حفظُ ألفاظ القرآن، وسهُل علينا العملُ به، وإن مَن بعدَنا يسهل عليهم حفظ القرآن، ويصعب عليهم العمل به"
    وقال أبو عبدالرحمن السُّلَمي (ت 74هـ): "حدَّثنا مَن كان يُقرئنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يقترئون من رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر آيات، ولا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العمل والعلم، قال: فعلمنا العمل والعلم"
    ففي هذا الخبر دلالة على الجمع بين الخيرَين مع التركيز على تعلُّم الإيمان، وأنه أولى بالوقوف عنده والاهتمام به.
    وأما قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ"؛ فيقول شيخ الاسلام ابن تيمية
    أن المراد به:
    "تَعْلِيمُ حُرُوفِهِ وَمَعَانِيه جَمِيعًا، بَلْ تَعَلُّمُ مَعَانِيه هُوَ الْمَقْصُودُ الْأَوَّلُ بِتَعْلِيمِ حُرُوفِهِ،
    وَذَلِكَ هُوَ الَّذِي يَزِيدُ الْإِيمَانَ؛ كَمَا قَالَ جُنْدَبُ بْنُ عَبْدِالله، وَعَبْدُالله بْنُ عُمَرَ، وَغَيْرُهُمَا".

    وقد جاء في وصف رسولنا صلى الله عليه وسلم أنه "كان خُلقه القرآن"، وهو ما يشير إلى أن تعلُّم القرآن والتخلُّق به يؤدي إلى الكمال،
    ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: "أَكْمَلُ اَلْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ أَخْلَاقًا"، وفي الحديث الآخَر: "إن مِن خِيارِكم أحسنَكم أخلاقًا"

    قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ (ت 130هـ):
    "الْإِيمَانُ يَبْدُو فِي الْقَلْبِ ضَعِيفًا ضَئِيلًا كَالْبَقْلَةِ؛ فَإِنْ صَاحِبُهُ تَعَاهَدَهُ فَسَقَاهُ بِالْعُلُومِ النَّافِعَةِ وَالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، وَأَمَاطَ عَنْهُ الدَّغَلَ، وَمَا يُضْعِفُهُ وَيُوهِنُهُ، أَوْشَكَ أَنْ يَنْمُوَ أَوْ يَزْدَادَ، وَيَصِيرَ لَهُ أَصْلٌ وَفُرُوعٌ وَثَمَرَةٌ، وَظَلَّ إلَى مَا لَا يَتَنَاهَى حَتَّى يَصِيرَ أَمْثَالَ الْجِبَالِ، وَإِنْ صَاحِبُهُ أَهْمَلَهُ وَلَمْ يَتَعَاهَدْهُ جَاءَهُ عَنْزٌ فَنَتَفَتْهَا أَوْ صَبِيٌّ، فَذَهَبَ بِهَا وَأَكْثَرَ عَلَيْهَا الدَّغَلَ، فَأَضْعَفَهَا أَوْ أَهْلَكَهَا أَوْ أَيْبَسَهَا، كَذَلِكَ الْإِيمَانُ"
    [
    نخلُص إلى أن تعلُّم الإيمان المجمَل ورسوخه في النفس، قبل تعلُّم تجويد القرآن وحفظه، وما فيه من علوم مفصَّلة، هو منهَجٌ نبويٌّ، ولكن يُستثنى الأطفال من هذا المنهج؛ حيث تكون العناية في تعليمهم بالتلقين والتحفيظ، وأوْلى ذلك بالعناية هو القرآن ..، كما أن التلقين غير مقتصر على المنطوق باللسان، بل هو عام يشمل الأفعال والسمت الحسن.
    وأما البالغ الراشد الشاب، فإنما يعتني بتعلُّم أصل الإيمان؛ (أي العقيدة)، ثم يتعلَّم القرآن ليزداد إيمانًا،
    ويستمر في هذا التعلُّم والتزوُّد، حتى يصبح القرآن خُلقًا له، كما كان حال رسول الله صلى الله عليه وسلم،
    ثم يبلغ كمال الإيمان بهذا الخُلق،[عمر الخالدى]

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Feb 2020
    المشاركات
    362

    افتراضي رد: "تعلمنا الإيمان قبل القرآن"

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    وَإِنَّ أَحْدَثَنَا يُؤْتَى الْإِيمَانَ قَبْلَ الْقُرْآنِ، وَتَنْزِلُ السُّورَةُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَتَعَلَّمُ حَلَالَهَا وَحَرَامَهَا، وَمَا يَنْبَغِي أَنْ يُوقَفَ عِنْدَهُ فِيهَا كَمَا تَعْلَمُونَ أَنْتُمُ الْقُرْآنَ ،ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ رِجَالًا يُؤْتَى أَحَدُهُمُ الْقُرْآنَ فَيَقْرَأُ مَا بَيْنَ فَاتِحَتِهِ إِلَى خَاتِمَتِهِ مَا يَدْرِي مَا أَمْرُهُ وَلَا زَاجِرُهُ، وَلَا مَا يَنْبَغِي أَنْ يُوقَفَ عِنْدَهُ مِنْهُ يَنْثُرُهُ نَثْرَ الدَّقَلِ " رواه الحاكم في "المستدرك" (1 / 35)،
    وقال: "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَا أَعْرِفُ لَهُ عِلَّةً "، ووافقه الذهبي.
    نعم
    قوله "يؤتى الإيمان قبل القرآن"، بمعنى أنه يصدق الله تعالى و يصدق النبي صلى الله عليه وسلم، و يعتقد صحة ما جاء به من الإسلام و الإيمان، فيطمئن قلبُه بذلك قبل أن يقرأ القرآن، لمعرفته بصدق النبي صلى الله عليه وسلم و بصحة ما جاء به.
    و قوله:"و تنزل السورة على محمد صلى الله عليه و سلم فيتعلمَ حلالها و حرامها، و لآمرها و زاجرها ، و ما ينبغي أن يقف عنده منها. كما تعلمون أنتم اليوم القرآنَ".
    يعني أنهم لا يقتصرون على تعلم ألفاظ القرآن، بل يتعلمون ما فيه من الحلال و الحرام و الأمر و النهي، و يعملون بذلك
    كما قال عبد الله بن الحبيب رحمه الله:
    "حدّثنا الذين كانوا يعلموننا القرآن أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه و سلم عشر آيات لم يتجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها.
    قالوا فتعلمونا القرآن و العلمَ و العمل جميعا" .
    و قوله "ثم أجد رجالا يؤتي أحدهم القرآن قبل الايمان"،
    ينكر على المتأخرين الذين يقرأون القرآن و ينثره أحدهم نثر الدقل ، و يسرع في قراءته ،
    و لا يتأمل ما فيه ، و لا يدري بأوامره و نواهيه، و لا يعمل بما فيه ،
    و لا يحل حلاله و لا يحرم حرامه،
    و لا يعمل بحكمه
    و لا يؤمن بمتشابهه، و لا يقف عند عجائبه،
    و إنما يتعلمه ليأكل به و يقرأ ليحصل على أجره لأجل قراءته,
    فمثل هؤلاء لا يكونون من أهل القرآن الذين هم أهل الله و خاصته.[ابو يزيد الجزائرى]

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Feb 2020
    المشاركات
    362

    افتراضي رد: "تعلمنا الإيمان قبل القرآن"

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوسفيان مشاهدة المشاركة

    يعني أنهم لا يقتصرون على تعلم ألفاظ القرآن، بل يتعلمون ما فيه من الحلال و الحرام و الأمر و النهي، و يعملون بذلك
    نعم
    كيف أنتم إذا لبستكم فتنة: إذا كثرت قُرَّاؤكم، وقلت فقهاؤكم


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •