تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: ابن بطوطة في الدرر الكامنة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,589

    افتراضي ابن بطوطة في الدرر الكامنة

    قال ابن حجر: " محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن ابراهيم بن يوسف اللوائي الطنجي، ابو عبد الله ابن بطوطة، قال ابن الخطيب: كان مشاركا في شيء يسير ورحل إلى المشرق في رجب سنة ٢٥ فجال البلاد وتوغل في عراق العجم ثم دخل الهند والسند والصين ورجع على اليمن فحج سنة ٢٦ ولقي من الملوك والمشايخ خلقا كثيرا وجاور ثم رجع إلى الهند فولاه ملكها القضاء ثم خلص فرجع إلى المغرب فحكى بها أحواله وما اتفق له وما استفاد من أهلها، قال شيخنا أبو البركات ابن البلفيقي: حدثنا بغرائب مما رآه فمن ذلك أنه زعم أنه دخل القسطنطينية فرأى في كنيستها اثني عشر ألف أسقف ثم انتقل إلى العدوة ودخل بلاد السودان ثم استدعاه صاحب فاس وأمره بتدوين رحلته - انتهى وقرأت بخط ابن مرزوق أن أبا عبد الله بن جزي نمقها وحررها بأمر السلطان أبي عنان وكان البلفيقي رماه بالكذب فبرأه ابن مرزوق وقال إنه بقي إلى سنة سبعين ومات وهو متولي القضاء ببعض البلاد قال ابن مرزوق ولا أعلم أحدا جال البلاد كرحلته وكان مع ذلك جوادا محسنا".

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,589

    افتراضي رد: ابن بطوطة في الدرر الكامنة

    *اتهام الرّحّالة ابن بطوطة لشيخ الإسلام ابن تيمية بتهمةٍ خطيرة*

    يستدل كثير من خصوم ابن تيمية رحمه الله -للنيل منه- بقصةٍ ذكرها الرحالة الشهير ابن بطوطة في رحلته المشهورة، حيث زعم أنه شاهد ابن تيمية على منبر الجامع بدمشق يعظ بالناس ويُشَبـِّه نزول الله إلى السماء الدنيا بنزوله من على درجة المنبر!

    والحقيقة أن ما ذكره ابن بطوطة - غفر الله لنا وله - عن شيخ الإسلام ابن تيمية لا قيمة له ولا وزن في الميزان العلمي والبحثي بل هو محض كذب.
    وقد قرر كبار الباحثين المختصين في تراث ابن بطوطة وابن تيمية بأن هذه القصة مُختَلـقَة ولا سند يدعمها أو يصححها.

    *وبطلان هذا الزعم من عدة أوجه* :

    ▪ *١- ثبوت عدم دقة وأمانة ابن بطوطة في رحلته* :

    تكلم كثير من العلماء عن رحلة ابن بطوطة، وتناولوها بالنقد والتحليل والدراسة، وخلصوا أنها مجرد مذكرات كتبها المؤلف، ولا تعد توثيقاً أميناً يمكن الاعتماد عليه.
    فهذه الرحلة ليست من كتب التاريخ المعتبرة والمعتمدة، فضلاً عن مؤلفها الذي لم يكن معروفاً أنه من أهل الدراية والخبرة والعلم، وقد أثبت المحقق "حسن السائح" في تقديمه لكتاب "تاج المفرق في تحلية علماء المشرق" للشيخ خالد بن عيسى البلوي، أن ابن بطوطة ربما سمع باسم عالم من علماء البلد التي زارها، فيذكر اسمه في رحلته ولو لم يتصل به اتصالاً شخصياً، أو يقابله حقيقة، بل يستفيد مما سمعه ويضمنه رحلته وكأنه قابله أو شاهده، كما فعل في تونس حين ذكر علماً من أعلامها وهو ابن الغماز.

    ومما يزيد الأمر وضوحاً .. أن رحلة ابن بطوطة تضمنت أموراً يقطع العلم بكذبها، كما قال إنه زار بعض الجزر والبلدان التي فيها نساء ذوات ثديٍ واحدة!!!
    وبعض العجائب والخرافات التي حكاها في رحلته يقطع الإنسان بأنها مختلقة ومجرد أساطير يتناقلها الناس، ويسجلها ابن بطوطة وكأنه شاهدها أو اتصل بها!

    ▪ *٢- تحقيق اتهام ابن بطوطة لابن تيمية رحمهما الله*:
    من يحقق ويدقق فيما نقله ابن بطوطة عن ابن تيمية يقطع بكذبه، وذلك لأن ابن بطوطة ذكر أنه حضر يوم الجمعة وابن تيمية يعظ الناس على منبر الجامع ونزل من درجة المنبر وهو يقول :"إن الله ينزل إلى السماء الدنيا كنزولي هذا" !!!
    وهذا كذبٌ من وجوه :

    أن ابن بطوطة -غفر الله له- كذب ولم يسمع من ابن تيمية ولم يجتمع به، إذ كان وصوله إلى دمشق يوم الخميس التاسع من شهر رمضان المبارك عام ست وعشرين وسبعمائة هجرية، وكان ابن تيمية قد سُجِن في قلعة دمشق أوائل شعبان من ذلك العام، إلى أن توفاه الله تعالى ليلة الإثنين لعشرين من ذي القعدة عام ثمان وعشرين وسبعمائة هجرية!!
    فمتى لقاه ؟!!
    وكيف رآه ابن بطوطة يعظ على منبر الجامع وسمع منه ؟؟!

    أن كل من ترجم لشيخ الإسلام ابن تيمية لم يذكر أبداً أنه كان يخطب أو يعظ على منبر الجمعة، ولو كان ذلك كذلك لذكره من ترجم له لأهميته، وإنما كان شيخ الإسلام يجلس على كرسي يعظُ الناس، ويكون له مجلساً غاصاً بأهله.

    أن حادثة مشهورة جداً جداً مثل هذه الحادثة، فهي أمام الناس، وعلى منبر في مكان مشهور، ومن عالم مشهور ومحسود وله أعداء كثر، ويقول ما لا يسع الناس السكوت عنه، ثم ينفرد بنقل هذه الحادثة -التي تتوافر جميع أسباب نقلها وتواترها فيها- ابن بطوطة !!!

    ▪ *٣- كتاب رحلة ابن بطوطة.*

    إننا لو أنصفنا مؤلف الرحلة فإننا قد نخلص إلى أن الكذب والتلفيق والخرافات الموجودة في هذا الكتاب ليست من صنع ابن بطوطة نفسه، بل من النسّاخ، وهذا كثير ما يحدث.

    وقد نبـّه الحافظ الإمام ابن حجر إلى أن ابن بطوطة -رحمه الله- *لم يكتب تفاصيل رحلته وإنما الذي كتبها وجمعها هو أبو عبدالله بن جزي الكلبي وهو مَن نمـّقـها، وكان العلامة البلفيقي (ت٧٧٣هـ) يتهمه بالكذب والوضع !!*

    ⚠ وبالرجوع إلى نفس الرحلة نجد أن ابن جزي الكلبي يقول في المقدمة:
    ( ونقلت معاني كلام الشيخ أبي عبدالله بألفاظ موفية للمقاصد التي قصدها، موضحة للمعاني التي اعتمدها)!!!
    ويقول في آخر الكتاب : ( انتهى ما لخّصته من تقييد الشيخ أبي عبدالله محمد بن بطوطة).

    *وهذا يدل صراحة أن كتاب رحلة ابن بطوطة لم يصلنا بألفاظ مؤلفه، بل الناقل نص على تدخله في الألفاظ والكلمات.*

    ▪ *٤- عقيدة شيخ الإسلام المتواترة عنه تثبت إختلاق هذه القصة.*

    فمن كان له إلمام سطحي أو بسيط في تراث شيخ الإسلام ابن تيمية يقطع جازماً أن هذه القصة مختلقة، وليراجع من يشاء مجموع الفتاوى، أو درء التعارض ليعلم أن ابن تيمية يحارب هذا الفكر، ولا يؤمن إلا بما آمن به سلف الأمة رضوان الله عليهم.

    بل فليراجع من يشاء كتاب *"شرح حديث النزول"* وهو مطبوع مفرداً وضمن مجموع الفتاوى ليتعرف عن قربٍ على عقيدته في نزول الرب سبحانه، وصفاته عز وجل .

    ▪ *٥- شهادة أهل الإنصاف من العلماء.*

    إذا كان هناك من يستجيز الكذب والبهتان لينصر مذهبه، أو ليهزم خصمه، فإن كثيراً من العلماء وفي شتى المذاهب لا يبيعون دينهم فيكذبون لنصرته.

    فهذا الشيخ العلامة إبراهيم الكوراني الشافعي *الأشعري* يقول في حاشيته المسماة "مجلى المعاني على شرح عقائد الدواني" ما نصه : *ابن تيمية ليس قائلاً بالتجسيم، فقد صرح بأن الله تعالى ليس جسماً في رسالة تكلم فيها على حديث النزول كل ليلة إلى السماء الدنيا"*.

    ▪ وقال في رسالة أخرى: "من قال إن الله تعالى مثل بدن الإنسان أو أن الله تعالى يماثل شيئاً من المخلوقات فهو مفتر على الله سبحانه" .

    ثم قال الشيخ العلامة إبراهيم الكوراني: ( بل هو على مذهب السلف من الإيمان بالمتشابهات مع التنزيه بليس كمثله شيء ).

    ▪وهذا المحقق الدكتور ( علي المنتصر الكتاني ) الذي حقق كتاب "رحلة ابن بطوطة" يقول عن هذه القصة : *( هذا محض افتراء على الشيخ رحمه الله، فإنه كان قد سجن بقلعة دمشق قبل مجيء ابن بطوطة إليها بأكثر من شهر، فقد اتفق المؤرخون أنه اعتقل بقلعة دمشق لآخر مرة في اليوم السادس من شعبان سنة 726هـ ولم يخرج من السجن إلا ميتاً، بينما ذكر المؤلف -ابن بطوطة- في الصفحة 102 من كتابه أنه وصل دمشق في التاسع من رمضان)!!*

    منقووول

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •