تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 21

الموضوع: إحياء التراث الغابر بذكر بعض فتاوي العلامة الزاوي الطاهر _ يرحمه الله ـ

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    495

    افتراضي إحياء التراث الغابر بذكر بعض فتاوي العلامة الزاوي الطاهر _ يرحمه الله ـ

    الحمدلله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وعلى خيرهم المصطفى وعلى آله وصحبه المستكملين الشرفا......
    أما بعد
    لعل من الشخصيات التي عرفت بجهل الناس لها على الرغم من ذيوع اسمها وكتبها بين العامة والخاصة هي شخصية الشيخ العلامة الطاهر الزاوي ـ رحمه الله ـ {1890ـ1986}
    وربما يكون مرجع ذاك الجهل هو تعدد مواهبه، فالرجل ابتدأ حياته العامة كمجاهد ومهاجر .. اشترك في الجهاد ضد المحتل الإيطالي في معركة الهاني ولم يتجاوز الواحدة والعشرين من عمره، وقد ضمّن ذلك في كتابيه عن "جهاد الأبطال"، وبعدها أصبح السياسي الدبلوماسي الذي كان يجول بين القبائل والأعيان في مهمات م****ة للتنسيق ورأب الصدع بينهم، والرحالة الذي جاب الديار الليبية لذاك الغرض فسجل كل ما رآه في معجمه عن البلدان الليبية، وولج بذلك عالم الأنساب والأعراف فأصبح النسّابة الذي عرف القبائل وأنسابها ورجالها باثاً ذلك في كتبه خاصة "الأعلام". ويتألق بعدها ليصبح اللغوي الذي أخرج تلك العصارة في قاموس من أربع مجلدات، وأيضاً المؤرخ الذي خص ليبيا فقط بالتأريخ، وينهي حياته بالفقيه المفتي الذي انفرد بتناول ما همّ الناس من سؤال وإشكال وينفرد عن غيره بتناول وضع المرأة المزري في مجتمعاتنا ويثبت لها حقوق ربها التي خصها بها ... وغيرها من المواهب التي قلّ ما تجتمع في رجل كشيخنا.
    والجدير بالذكر أنه من قلائل المؤرخين الليبيين الذين تبحروا في معرفة مفردات اللغة، وألّموا بفصيحها وعاميتها، ومأنوسها وغريبها ولذلك استطاع أن يرتب القاموس المحيط على طريقة المصباح المنير لصاحبه الفيروز أبادي وأساس البلاغة للزمخشري. كما إنه كان عليماً بأسرار اللفظ واشتقاقه، بصير بصرف الكلام، فمكنه ذلك من تنقيح كشكول العاملي، وبذلك امتلك مفاتيح لا تعد ولا تحصى لفهم أسرار كثير من العلوم العقلية والنقلية التي سهلت له الخوض في عالم التحقيق والتفسير والإفتاء.
    ولعله من الجدير بالذكر هو شدة الشيخ في التعامل مع الطرق الصوفيه وهذا الخروج والتظاهر على ما تعارف عليه إقليمياً من الثوابت الإسلامية كان جلياً في تعامله مع الصوفية والمتصوفة في ميوله إلى ما يعرف الآن بالمدرسة "السلفية". فلقد سأله مرة أحد طلاب العلم عن الشيخ عبد السلام الأسمر: إذ ما كان الشيخ عبد السلام الأسمر ولياً صالحاً أم صوفياً منحرفاً خلّف من الشطحات ما أساء به أتباعه إلى الإسلام..؟ فكان رد شيخنا المفتي: أني أحسبه صعلوكاً أسوداً.
    {بقلم الدكتور فرج نجم }.....
    ولعلي{أبو عمر } هنا سأنقل بعض فتاوي الشيخ رحمه الله التي نشرت في مجلة الهدي الاسلامي :
    فـ:1.هل يجوز حلق اللحية؟
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
    حلق اللحية حرام لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نهى عن حلقهاوأمر بإعفائها فقال " قصوا الشوارب وأعفوا اللحى " ولم يقل أحد بجواز حلقها . والقول بالكراهة لا قيمة له ولا يعول عليه لأنه يخالف نص الحديث .
    وحلق اللحية مصيبة عمت ومعصية تهاون بها الناس وأكثر أهل العلم . وهم يصرون على فعله وقد نص الفقهاء على أن {الاصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة }. ومن فعله على أنه مباح فذنبه أكبر ممن فعله وهو يعتقد أنه حرام .
    وفي حلق اللحية التشبه بالنساء وقد لعن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ المتشبهين من الرجال بالنساء بقوله " لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء" وكل ذنب ورد فيه اللعن فهو من الكبائر.
    ولا يغتر الانسان بما درج عليه المنتسبون من حلق لحاهم . فإنهم مخطئون ـ ولا شك ـ ومخالفون لأمر ـ النبي صلى الله عليه وسلم ـ ولا شك ـ وداخلون في المتشبهين من الرجال بالنساء ـ ولا شك ـ .
    قلت {أبوعمر} رحمك الله ياشيخ على هذه الفتوى ولست كمن قال {ولما رأيت كثيرا من الفضلاء يحلقون لحاهم فأردت أن أجد لهم مخرجا } بل عرف عنك الشدة والصدع بالحق ولم تكن تخشى في الله لومة لائم ـ فرحمك الله ـ.
    فــ2.ما حكم تصوير التماثيل التي تكون على صورة الانسان او الحيوان وكانت قائمة بذاتها وما حكم اقتنائها.
    وما حكم الصور المنقوشة على القماش وما حكم التصوير الشمسي الماخوذ بالفوتوغرافيا. أفيدونا رحكم الله .؟

    الحمدلله وأشهد ان الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم .
    إن الصورة إذا كانت قائمة بذاتها وكانت تشبه الانسان او الحيوان
    سواء كانت من حجر أو من خشب أو غيرهمافإنها هى التي كانت العرب في الجاهلية يسمونها أصنام وكاناو يعبدونها ويشركونها مع الله في العبادة .ويسمى الذين يعبدونها مشركين .وهذا النوع من الصور لا يجوز صنعه ولا اقتناؤه بإجماع المسلمين .
    وقد جاء الاسلام دين التوحيد ـ وعدو الشرك ـ فأنكر الأصنام والأوثان وسفه أحلام من يعبدها وأمر بتحطيمها حتى لا تذكر الناس بما كانوا عليه في جاهليتهم وقد حطم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة جميع الأصنام التي كانت في جوف الكعبة وعلى الصفا والمروة وكان يقول حينما كان يكسرهاـ : جاء الحق وزهق الباطل.
    ونفر منها الإسلام تنفيرا لا هوادة فيه وحرم صنعها وصنع ما يشبهها كما حرم اتخاذها ووعد من يفعل ذلك بالعذاب في السعير وسوء المصير.
    يقول النبي صلى الله عليه وسلم{إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون}.
    وقال {لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة }وقال {أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يشبهون خلق الله }وقال{إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة وإن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب ولا صورة} وقال {من صور صورة عذبه الله حتى ينفخ فيها الروح وليس بنافخ}رواه مسلم.
    وروى عن ابن عباس وابن مسعود{أن أصحاب الصور أشد الناس عذابا}وقال القرطبي :{لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المصورين ولم يستثن}وقال:{إن أصحاب الصور يعذبون يوم القيامة ويقال له مأحيو ماصنعتم}وهو عام في جميع الصور.
    وفي البخاري ومسلم {أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون} وهو عام أيضا.
    وحكى القرطبي عن مكي : أن فرقة تجوز التصوير وتحتج بقوله تعالى ـ حكاية عن سيدنا سليمان ـ يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب}قال ابن عطية ـ صاحب التفسير المشهور ـ : وذلك خطأ ماأعلم عن أحد من أئمة العلم من يجوزه.
    ثم قال القرطبي : فقد صح النهي من النبي صلى الله عليه وسلم عنها والتوعد لمن عملها أو اتخذها فنسخ الله بهذا ماكان مباحا قبله .
    وكل هذه الاحاديث تنفر من عمل الصور وتنذر صانعيها ومتخذيها بالعذاب الشديد .وهى عامة في جميع الصور. لا فرق بين ماله ظل كالتي على شكل الإنسان أو الحيوان وبين مالا ظل له كالتي نقشت على ثوب أو حائط .
    وورد عن السيدة عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ما يخصص هذا النهى بالصور القائمة بنفسها ذات الظل وتشبه مافيه الروح كالانسان والحيوان.
    قالت السيدة عائشة {كان لنا ثوب فيه تصاوير فكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلى إليه ثم قال: أخريه عني فجعلت منه وسادتين فكان النبي صلى الله عليه وسلم يرتفق بهما {.. فالنبي أنكر الصورة في الثوب حينما كانت تامة فلما قطع الثوب وجعل منه وسادتان وتفرقت أجزاء الصورة لم ينكرها وارتفق بالوسادتين .
    وقالت السيدة عائشة : خرج النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فأخذت نمطا فنشرته على الباب . فلما قد ورأى النمط فعرفت الكراهة في وجهه فجذبه حتى هتكه وقال {إن الله لم يأمرنا بأن نكسو الحجارة والطين{ قالت فقطعت منه وسادتين وحشوتهما ليفا فلم يعب ذلك على .
    وقالت عائشة : دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مستترة بقرام{ستر رقيق } فيه صور فتلون وجهه ثم تناول الستر فهتكه ثم قال :{إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يشبهون خلق الله .قالت عائشة :فجعلت منه وسادتين.
    وتدل روايات السيدة عائشة أن الصورة إذا تفرقت أجزاؤها للثوب أصبحت كالعدم ولا يترتب على استعمال الثوب التي نقشت عليه بعد تقطيعه ذلك الوعيد الذي تقدم للمصورين.
    ومثل الصورة التي نقشت على الثوب ثم تفرقت أجزاؤها بتقطيع الثوب صور الاشجار والانهار والجبال وكل ما لا يشبه ما تحله الروح فإن كل هذه الاشياء لا يتناولها الوعيد المتقدم في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجوز صنعها واقتناؤها.
    قال القرطبي : وذهب الجمهور إلى جواز تصوير ما لاروح فيه وجواز الاكتساب به بمعنى أن الانسان يصور الجبال والانهار والشجر وما شابهها ويبيع صورهاوقد قال ابن عباس للذي سأله عن صنع الصور {إن كنت لا بد فاعلا فاصنع الشجر ومالا نفس له}رواه مسلم.ا.هـ ما كتبه القرطبي .
    وقال المزني :لم يختلفوا على أن الصور في الستور المعلقة مكروهة غير محرمة وكذلك عندهم ما كان نقشا على البناء.
    وقول النبي صلى الله عليه وسلم {حتى ينفخ فيه الروح وليس بنافخ}يدل على إخراج هذه الاشياء من الوعيد لانها لا تشبه ما تحله الروح.
    وذكر ابن حجر في شرحه للبخاري آراء العلماء في اتخاذ الصور فقال :{وحاصل ما في اتخاذ الصور أنها إن كانت ذات أجسام حرم بالإجماع وإن كانت رقما فالاصح إن كانت الصورة باقية بالهيئة قائمة الشكل حرم اتخاذها وإن كانت مقطوعة الرأس أو تفرقت أجزاؤها جاز}ماذكره ابن حجر يؤخذ مما ذكرناه من الادلة عن السيدة عائشة .
    ونقل عن النووي :أن جواز اتخاذ الصور إنما هو إذا كانت لا ظل لها وهى مما ذلك مما يوطأ ويداس أو يمتهن بالاستعمال كالمخاد والوسائد والقول بجواز ذلك مروي عن جمهور العلماء من الصحابة والتابعين وهو قول الثوري ومالك وأبي حنيفة والشافعي.
    وحجة هؤلاء ما نقلناه آنفا عن السيدة عائشة من استعمال النبي صلى الله عليه وسلم للثوب الذي فيه صور بعد تقطيعه.
    ونقل عن ابن العربي أن ذات الظل حرمت بالاجماع سواء كانت مما يمتهن أو لا.
    واستثنى الفقهاء لعب البنات الصغار لأن السيدة عائشة رضى الله عنها كانت لها لعب تلعب بها وهي في بيت النبي صلى الله عليه وسلم لأنها جاءت إليه وعمرها تسع سنوات.
    أقول{الشيخ طاهر }:الذي أدركناه من لعب الاطفال هو أن النساء يعملن كيسا صغيرا من القمائ ويملأنه بالخرق أو الصوف ويخطن فيه ما يشبه الرأس واليدين ويجعلن على الرأس منديلا أو غيره مما يشبه ما تجعله البنات على رؤسهن ويلبسن هذا الهيكل ما يشبه القميص ويعطى للبنت لتلعب به وهو بهذه الحال لا يشبه الانسان في شئ ولسذاجة الطفل ترى أنه شبيه بالانسان..
    وهذا النوع الذي وصفته لابأس باتخاذه .
    أما ما يأتينا اليوم من أوروبا من الصور برأسه وبعينيه وأذنيه وتفاصيل وجهه وشعره وفمه ويديه ورجليه وقد يكون في حجم الطفل ويتركب فيه ما يحرك يديه ورجليه ويجعله يمشي ويخرج منه صفير يشبه الصوت وقد توضع فيه مميزات الذكورة والانوثة فهو بهذه الصفة أقرب شبها بالانسان من تلك الأصنام والأوثان الحجرية أو الخشبية التي لم تكن فيها تلك الحركات والتفاصيل الدقيقة التي نجدها اليوم فيما يأتينا من أوروبا.
    وكلما قرب شبه الصورة مما تحل فيه الروح كان أدعى إلى تحريمها لأن مناط التحريم هو الشبه لما تحل فيه الروح.

    إذا فأدلة التحريم التي تنطبق على الاصنام تنطبق على هذه الصور التي تأتينا من اوروبا بل هى أشد انطباقا عليها من قوة الشبه بذي الروح الذي هو منا ط التحريم لأن فيها من دقة التصوير وقرب الشبه بخلق الله ما يجعل أدلة التحريم أكثر انطباقا عليها.


    أما التصوير الشمسي :
    فيمكن أن يقاس على الصورة في المرآة. وعلى هذا فيمكن أن يقال إنه ليس من عمل الانسان بمعنى أن الإنسان لم يحاول بيديه ولا تفكيره أن يجعل له رأسا وعينين ورجلين وما شابه ذلك .
    مما يجعله يشبه خلق الله ... وإنما الآلة المصورة هى التي بتركيبها العلمي الدقيق ـ أمكنها أن تأخذ صورة الانسان كاملة كما خلقها الله بدون أن يكون لعمل الانسان فيها بجوارحه فيها دخل بزيادة أو بنقص .
    أما المرآة فأنها لما خلت من ذلك التركيب العلمي الدقيق فلم يمكنها أن تأخذ الصورة مع أنها تظهر فيها مثل ما تظهر في الآلة المصورة.
    وعلى هذا فيمكن القول بإباحة التصوير الشمسي . لأن الإنسان لم يكن له دخل في تكوين الصورة بيديه وتفكيره مثل ما كان له في نحت الأصنام بيديه وفنه. وهو الذي جعله يضاهي صنع خلق الله .
    يضاف إلى هذا أن الحاجة اصبحت تقتضيها في كثير من الأحوال مثل أخذ صور المشبوهين والخطرين على الأمن لتمكن مطاردتهم واتقاء شرهم.
    وهذا ما لم تكن من الصور الخليعة المنافية للآداب أو تثير الغريزة وإلا كانت محرمة بدون شك.
    ويؤخذ مما ذكرته من أحاديث رسول وأقوال العلماء: أن التصوير على ثلاثة أنواع :
    نوع يشبه ما فيه الروح كالإنسان والحيوان وتكون الصورة فيه قائمة بذاتها ولها ظل فهذا محرم بالإجماع.. ويلحق بهذا النوع المحفور في الحجر أو الخشب حفرا تكون فيه جميع مميزات الصورة واضحة وفرق بين الحفر والنقش.
    ونوع منقوش على ثوب كامل الصورة فهذا قيل بحرمته وقيل بكراهته فإذا قطع الثوب وزالت معالم الصورة جاز استعمال الثوب ولا حرج فيه .
    والنوع الثالث: التصوير الشمسي وهذا مما تميل النفس إلى اباحته
    لما ذكرته آنفا هذا ما أمكنني تلخيصه .وأرجو أن أكون فيه وفقت إلى الصواب...

    يتبع ......
    إذا استفدت من مشاركتي أو لم تستفد منها فادع الله أن يغفر لي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    218

    افتراضي رد: إحياء التراث الغابر بذكر بعض فتاوي العلامة الزاوي الطاهر _ يرحمه الله ـ

    بوركت ، وهناك كتاب "الجواهر الاكليلية فى اعيان علماء ليبيا من المالكية" و به ملحق الفتاوى الزاوية ، للطاهر الزاوي رحمه الله

  3. #3

    افتراضي رد: إحياء التراث الغابر بذكر بعض فتاوي العلامة الزاوي الطاهر _ يرحمه الله ـ

    رحمه الله ,ليس بالغريب أن يكون غير معروف, فهو من بلاد المغرب (المغرب الأدنى) !!
    كما قال ابن حزم:
    أنا الشمس في جو العلوم منيرة ... ولكن عيبي أن مطلعي الغرب
    كتبت وقد أيقنت يوم كتابتـي *** بأن يدي تفنى ويبقى كتابها
    فإن كتبت خيراً ستجزى بمثلها *** وإن كتبت شراً عليَ حسابها

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    495

    افتراضي رد: إحياء التراث الغابر بذكر بعض فتاوي العلامة الزاوي الطاهر _ يرحمه الله ـ

    أخواي الكريمان /علي المجمعي...
    /أبوعبد الله عادل السلفي ...
    بارك الله فيكما وشكرا لكما على مروركما .........
    إذا استفدت من مشاركتي أو لم تستفد منها فادع الله أن يغفر لي

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,389

    افتراضي رد: إحياء التراث الغابر بذكر بعض فتاوي العلامة الزاوي الطاهر _ يرحمه الله ـ

    رحمه الله فقد كان ولا زال في ذكرانا لما ألّفه وما وقف له ولما عارض به وقد نطق بالحق في وجه الجميع ولم يخف في الله لومة لائم

  6. #6

    افتراضي رد: إحياء التراث الغابر بذكر بعض فتاوي العلامة الزاوي الطاهر _ يرحمه الله ـ

    جزاك الله خيرا اخي ابوبكر وننتظر منكم المزيد للفائدة

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    2,377

    افتراضي رد: إحياء التراث الغابر بذكر بعض فتاوي العلامة الزاوي الطاهر _ يرحمه الله ـ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي المجمعي مشاهدة المشاركة
    بوركت ، وهناك كتاب "الجواهر الاكليلية فى اعيان علماء ليبيا من المالكية" و به ملحق الفتاوى الزاوية ، للطاهر الزاوي رحمه الله

    الكتاب موجود و يحمل من هنا:
    أو من هنا:
    أو من هنا:

  8. #8

    افتراضي رد: إحياء التراث الغابر بذكر بعض فتاوي العلامة الزاوي الطاهر _ يرحمه الله ـ

    والجدير بالذكر أنه من قلائل المؤرخين الليبيين الذين تبحروا في معرفة مفردات اللغة، وألّموا بفصيحها وعاميتها، ومأنوسها وغريبها ولذلك استطاع أن يرتب القاموس المحيط على طريقة المصباح المنير لصاحبه الفيروز أبادي وأساس البلاغة للزمخشري.
    رحمه الله
    رأيت عدة أحاديث تليفزيونية له قديماً وأذكر ان اسمه كاملاً : الطاهر بن أحمد الزاوي
    ولدي نسخة من مختصره للقاموس المحيط وهو نافع جداً
    أبو محمد المصري

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    495

    افتراضي رد: إحياء التراث الغابر بذكر بعض فتاوي العلامة الزاوي الطاهر _ يرحمه الله ـ

    الإخوة الأكارم الجزائري والفاخري والعمري جزيتم خيرا .
    وإن شاء الله سأكتب المزيد من فتاويه هنا .
    إذا استفدت من مشاركتي أو لم تستفد منها فادع الله أن يغفر لي

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,389

    افتراضي رد: إحياء التراث الغابر بذكر بعض فتاوي العلامة الزاوي الطاهر _ يرحمه الله ـ

    يرفع للاهمية

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    495

    افتراضي رد: إحياء التراث الغابر بذكر بعض فتاوي العلامة الزاوي الطاهر _ يرحمه الله ـ

    ف3 :كثرت شكاوى المواطنين من عدم الاهتمام بالجرائد بعد قراءتها حتى وصل الأمر إلى إلقائها في الطرقات ومحل القذرات بل إن بعض من لا خلاق لهم يستعملها في محلات الأدب ومع الأوساخ .
    ودار الإفتاء ترى أن عدم الاهتمام بالجرائد بل وجميع المطبوعات العربية عاقبته من أوخم العواقب وقد تؤدي إلى الكفر ـ والعياذ بالله ـ ولذلك فإن دار الإفتاء رأت ـ لزاما عليها ـ أن تذكر بعض النصوص الفقهيه التي تحض على صيانة الكتابة العربية وعلى وجوب احترامها :
    عد الفقهاء من الأعمال التي يرتد بها الإنسان إلقاء المصحف في مكان قذر ـ ولو كان المكان طاهرا ـ وكذا القاء بعضه ولو كلمة واحدة وكذا لو رأى المصحف في مكان قذر وتركه ولو كان طاهرا فإنه يرتد والعياذ بالله .
    ومن رأى ورقة مكتوبة بالحروف العربية ملقاة في الطريق : فإن علم أن ما فيها قرآنا أو أحاديث نبوية وتركها فإنه يرتد ـ والعياذ بالله ـ وإذا لم يعلم ما فيها أو علم أنه غير القرآن أو غير الأحاديث النبوية حرم عليه تركها ووجب عليه إزالتها من الطريق احتراما للحروف العربية : حروف القرآن ولغة القرآن ...
    ويحرم على التجار وباعة الأشياء أن يشتروا الجرائد ليلفوا فيها مبيعاتهم لما فيه من الإهانة .وهذا إذا علم أنه لا قرآن فيها أما إذا علم أن فيها قرآنا أو أحاديث فاستعملها في لف الاشياء إهانة لما فيها من القرآن والاحاديث فهو ردة ـ والعياذ بالله ـ وقد أصبح من المعلوم لجميع مواطنينا أن جرائدنا اتخذت لها شعارا تصدر به صفحاتها الاولى وهو تلك الآية الكريمة قوله تعالى {ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين }...
    ولا شك أن إهانة الجرائد المصدرة بتلك الآية إهانة لتلك الآية وإهانة آية من القرآن أو كلمة منه ردة ـ والعياذ بالله ـ وكفر يستوجب الخلود في النار إلا إذا تاب وحسنت توبته .
    فليتق الله قراء الجرائد وبائعوها وليحافظو عليها فإن فيها من الآيات الكريمة ما يوجب صيانتها وليتق الله التجار ولا يتخذوا من الجرائد لفافات لبضائعهم فإن ذلك إهانة لا تقل عن درجة التحريم الشديد ـ إن لم تكن كفرا .
    وليتق الله أصحاب الجرائد ولينزعوا تلك الايات الكريمة التي يحلون بها صدور جرائدهم فإنهم مسؤولون قبل غيرهم عن صيانة هذه الآيات الكريمة....
    إذا استفدت من مشاركتي أو لم تستفد منها فادع الله أن يغفر لي

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,389

    افتراضي رد: إحياء التراث الغابر بذكر بعض فتاوي العلامة الزاوي الطاهر _ يرحمه الله ـ

    اخانا الحبيب
    ليتك تنقل لنا فتواه في حلق اللحي+الاضرحة

    ليعلم الشباب الليبي مدى علم هذا الشيخ رحمه الله

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    495

    افتراضي رد: إحياء التراث الغابر بذكر بعض فتاوي العلامة الزاوي الطاهر _ يرحمه الله ـ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شذى الكتب مشاهدة المشاركة
    اخانا الحبيب


    ليتك تنقل لنا فتواه في حلق اللحي+الاضرحة

    ليعلم الشباب الليبي مدى علم هذا الشيخ رحمه الله
    حياك الله أخي المفضال .
    أما فتواه في حلق اللحى، فهي أول فتوى نقلتها هنا ،ولعلك لم تنتبه لها
    أما فتواه في الأضرحة وغيرها سأنقلها إن شاء الله .
    بارك الله فيكم .
    إذا استفدت من مشاركتي أو لم تستفد منها فادع الله أن يغفر لي

  14. افتراضي رد: إحياء التراث الغابر بذكر بعض فتاوي العلامة الزاوي الطاهر _ يرحمه الله ـ

    جزاك الله خيرا
    ]قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له"

    قلبي مملكه وربي يملكه>>سابقا

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    66

    افتراضي رد: إحياء التراث الغابر بذكر بعض فتاوي العلامة الزاوي الطاهر _ يرحمه الله ـ

    حسب علمي إن الشيخ الطاهر الزاوي هاجر إلى الحجاز ومكث هناك فترة عمل فيها مدرس فهل من ترجمة كاملة عن سيرة هذا العالم المجاهد؟؟؟

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    495

    افتراضي رد: إحياء التراث الغابر بذكر بعض فتاوي العلامة الزاوي الطاهر _ يرحمه الله ـ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى الراقي مشاهدة المشاركة
    حسب علمي أن الشيخ الطاهر الزاوي هاجر إلى الحجاز ومكث هناك فترة عمل فيها مدرسا فهل من ترجمة كاملة عن سيرة هذا العالم المجاهد؟؟؟
    لك هذا لكن اصبر قليلا
    إذا استفدت من مشاركتي أو لم تستفد منها فادع الله أن يغفر لي

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    495

    افتراضي رد: إحياء التراث الغابر بذكر بعض فتاوي العلامة الزاوي الطاهر _ يرحمه الله ـ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شذى الكتب مشاهدة المشاركة
    أخانا الحبيب


    ليتك تنقل لنا فتواه في الأضرحة
    ليعلم الشباب الليبي مدى علم هذا الشيخ رحمه الله

    ف 4 : ما حكم زيارة القبور والأضرحة (1)؟
    الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله .
    كان النبي صلى الله عليه وسسلم نهى عن زيارة القبور ، وكان ذلك في صدر الإسلام لأن تعظيم القبور هو أصل عبادة الأصنام ،كما وقع لقوم سيدنا نوح ، لأنهم عظموا جماعة منهم بعد موتهم حتى آل الأمر إلى عبادتهم ، وقد ذكر الله منهم في القرآن }ودا ولا سواعا ولايغوث ويعوق ونسرا {وأيضا فإن الناس كانوا قريبي عهد بالجاهلية ،مخافة أن يتخذوا منها أو عندها ما كانوا يتخذونه عند الأصنام .
    ولما رسخ الإسلام في القلوب ، واطمأنت إليه النفوس ، أباح زيارة القبور للعظة وتذكر الموت فقال : (كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تزهدكم في الدنيا ، وتذكركم بالآخرة ) وقال)زوروا القبور فإنها تذكركم الموت).
    قال الحافظ المنذري :كان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن زيارة القبور نهيا عاما للرجال والنساء ، ثم أذن للرجال في زيارتها ،واستمر النهي في حق النساء .
    ومن آداب زيارة القبور الدعاء لأصحاب بالمغفرة والرحمة ...وجاء في الحديث أن الزائر يقول في دعائه للموتى :(أسأل الله لنا ولكم العافية ).
    ومر النبي صلى الله عليه وسلم بقبور المدينة فأقبل عليهم بوجهه فقال :"السلام عليكم يا أهل القبور يغفر الله لنا ولكم ، وأنتم سلفتا ونحن بالأثر " .
    وزيارة القبور بهذه الصفة وبنية الاتعاظ فيها فائدة للميت بالدعاء له بالمغفرة والرحمة ، وللزائر بالاتعاظ وتذكر الآخرة .. ولهذا جاءت الأحاديث النبوية تبين لنا فائدة زيارة القبور وهي تذكر الموت ، والزهد في الدنيا والإقبال على الآخرة .
    وللمقابر حرمتها ، فلا يجوز إرسال الحيوانات فيها ، ولا الجلوس عليها ، وروى مسلم وأبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر " وروى أحمد : أن سيدنا عمر رضي الله عنه قال : رآني النبي صلى الله عليه وسلم متكئا على قبر فقال : لا تؤذ صاحب هذا القبر .
    وعلى هذه الحال من آداب زيارة القبور درج أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وسلفنا الصالح ، فكانوا يزورون القبور للاتعاظ وتذكر الآخرة ، والدعاء لهم بالمغفرة والرحمة في تفكر وخشوع .
    وزيارة القبور يجب أن تكون على هذا النحو من الأدب ، لا فرق بين مقبرة كبيرة أو ضريح ولي ، فالميت في حاجة إلى دعاء الحي ، سواء أكان الميت وليا أو غير ولي ، لأن ابن آدم إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث :صدقة جارية ، وعلم ينتفع به ، وولد صالح يدعوا له .
    فالصدقة على المساجد وفقراء المسلمين يصل ثوابها بعد موته ، وإذا ألف كتبا فيما ينفع الناس ، وانتفع بها بعده أبناء المسلمين صله ثوابها . وإذا ترك ابنا صالحا ودعا له بخير وصله ثواب دعائه .
    أما الميت نفسه فلا يمكنه أن يعمل عملا ينتفع به هو ، أو ينفع به غيره ، وليس له إلا ما قدمت يداه ، والقبر اول منزل من منازل الآخرة ، والآخرة لا عمل فيها ، وإنما هي دار جزاء ، يجازى فيها الإنسان بما عمله في الدنيا ، إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر .. والإنسان من يوم أن يموت إلى أن يبعث يوم القيامة هو رهين عمله في الدنيا ، يقول القرآن الكريم : }كل نفس بما كسبت رهينة{.
    وعن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : )لعن الله زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج ) فلا يبنى للولي قبر ، ولا يبنى على قبره مسجد ، ولا يوقد عليه سراج ، ولا يوضع عليه بخور .
    ومن الأسف أن الحال انقلبت ، فلم تعد زيارة القبور للاتعاظ ولا لتذكر الموت ، بل أصبحت ميادين للاحتفال والسمر ، وللأكل والشرب ، وذبح الذبائح والمبيت عندها ، والسهر بالذكر وضرب الدفوف ، والتغني بالألحان وتطريب الأصوات . وتركت جميع الآداب التي جاءت بها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأصبحت فوضى لا تتفق مع حرمة المقابر ولا مع ما جاء في الشريعة الإسلامية من آداب زيارة القبور .
    وكثيرا ما يقع في مثل هذه الفوضى ما لا يتفق مع عقيدة التوحيد ولا مع الآداب الإسلامية .
    وبعد أن كانت زيارة القبور سببا للعظة وللاعتبار أصبحت سببا في عدة مفاسد اخترعها الجهال ، وسكت عنها أهل العلم ، فأصبحت في اعتقاد كثير من العامة ، عبادة يؤجر عليها فاعلها ، ويعد تاركها مقصرا .
    فمن هذه المفاسد المبيت في المقابر وفي أضرحة الأولياء، وإيقاد الأنوار بالشمع ومصابيح الكهرباء .وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا بقوله : " لعن الله زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج " ، والسرج : جمع سراج وهو ما يوقد من الشمع أو مصابيح الكهرباء . .قال العلماء : كل ما لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو من الكبائر .ومما جعل العامة يتأثرون بالأضرحة والاهتمام بها ، ووضع التوابيت عليها، وكسوتها بالستور والأعلام ، وتطيبها بالبخور ، وإنارتها بالشموع والكهرباء ، وجعل الخدام لها ليقوموا بتنظيفها ، وغير ذلك مما جعل لها هيبة خاصة في نفوس العامة تجعلهم يعتقدون أن صاحب القبر ينفعهم ويقربهم إلى الله ، فيطلبون منه قضاء بعض حوائجهم ، وينسون أن يطلبوا حوائجهم من الله .
    وقد يحصل للإنسان ـ من قبيل الصدفة (2) ـ بسبب تأثر نفسه بهيبة صاحب القبر ، أن يرى في المنام شيئا يتعلق بقضاء حاجته التي طلب قضاءها من الميت ، فيزيد اعتقاد فيه وتمسكه به ، فيفتن في دينه من حيث لا يشعر والعياذ بالله .
    وقد شاهدنا كثيرا من العامة من يحلف بالله حانثا بالله ولا يبالي ، ولا يحلف بصاحب القبر حانثا !! وهذا يدل على ما لصاحب القبر في قلبه من الهيبة تجعله يمتنع من الحلف به حانثا ، مخافة أن يضره بشئ ، ولكنه يحلف بالله حانثا لأنه لا يخافه ، ولا شك أن هذا خلل في العقيدة .
    وقد رأيت مرة رجلا ينادي وليا ويطلب منه أشياء فقلت له :اطلب من الله وهو يقضي حاجتك ، فقال لي : (الله وما معه ) .وأظن أنه قالها على اعتقاد ، وإذا صح هذا الظن ، فهذا الرجل مشرك ولا شك ، لأنه جعل لله شريكا في العمل .
    وتعلق العوام بالأولياء وأضرحتهم شئ معروف لا ينكره أحد ، ومنشأ هذا التعلق جهلهم بما بما يجب لله من صفات الجلال والكمال ، وبأن الميت انقطع عمله من الدنيا ، ولا يضر و لا ينفع .
    ولو تركت الأضرحة وشأنها ، واعتبرت مقابر كبقية المقابر ، ولم يحيطوها بهذه الأبهة والزخارف التي تاثرت بها عقول العامة ، لما تسربت هذه العقائد الفاسدة إلى عقول كثير من الناس ، حتى أصبحت عقائدهم مشكوكا فيها .
    ولما يترتب على الاهتمام بالأضرحة من المفاسد نص الحديث الشريف على تحريم بناء المساجد على القبور ، وإيقاد الشموع عليها ، إذ لو كان مباحا لما لعن النبي صلى الله عليه وسلم من فعله .. واللعن على الفعل دليل على حرمته ، بل دليل على أنه من الكبائر ، لما في البناء على القبور وإيقاد الأنوار عليها من التعظيم ، تشبيها لها بالأصنام .. ولذلك قال العلماء : لا يجوز النذر للقبور ، سواء كان المنذور زيتا أو شمعا أو حيوانا ، أو أي شئ آخر ، لأنه نذر معصية لا يجوز الوفاء به بالاتفاق ، ولا يجوز أن يوقف شئ على الأضرحة لأجل الإنارة وما شابهها ، فإن هذا الوقف لا يصح ولا يجوز تنفيذه .
    ففي الدر المختار وحواشيه : اعلم أن النذر الذي يقع للأموات من أكثر العوام ، وما يؤخذ من الدراهم والشمع والزيت ونحوها إلى ضرائح الأولياء تقربا إليهم ، كأن يقول : يا سيدي فلان إن رد غائبي ، أو عوفي مريضي ، أو قضيت حاجتي ، فلك من النقد أو الطعام ، أو الشمع أو الزيت كذا ؛ فهو باطل بالإجماع ، وحرام ؛ لأنه نذر لمخلوق ، والنذر للمخلوق لا يجوز ، لأن النذر عبادة ، والعبادة لا تكون إلا لله ، ولأن المنذور له ميت ، والميت لا يملك .. وإذا ظن الناذر أن الميت يتصرف في الأمر من دون الله تعالى أو معه ، فاعتقاده ذلك كفر والعياذ بالله .
    وجملة القول : أن الإجماع على حرمة النذر للمخلوق ، وأنه لا ينفعه ، ولا تشغل الذمة به . فله أن يتصرف فيه في حوائج نفسه ، ولا يجوز لخادم الضريح أخذه إلا أن يكون فقيرا ، فيأخذه على سبيل الصدقة المبتدأة مع الكراهة .
    وصرح الإمام النووي بأنه لا يجوز تقبيل ولا استلام قبور الأنبياء والأولياء والعلماء ، ولا الطواف بها، ومن قال بجواز ذلك فهو مخطئ ، ولا دليل له من كتاب ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولا من عمل الصحابة والتابعين .
    ولم يرد في الدين الإسلامي استلام أي شئ للتبرك والعبادة إلا الحجر الأسود الموجود في الكعبة ، قد قال في حقه سيدنا عمر : " والله إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك " .
    ولم يرد في الدين الإسلامي طواف بأي شئ للتبرك أو العبادة إلا بالكعبة المشرفة ، امتثالا لأمر الله ، واتباعا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    ولا يجوز اتخاذ الملاهي ولا الملاعب عند المقابر ، كسباق الخيل ونحو ذلك . ولا يجوز المزاح والضحك عندها ، لأن زيارة المقابر إنما جعلت للاعتبار وتذكر الآخرة ، لا للضحك والمزاح ، واللهو واللعب .. قال النبي صلى الله عليه وسلم :" إن الله يكره لكم ثلاثا : العبث في الصلاة ، والرفث في الصيام ، والضحك عند المقابر " .
    بعض العامة يتمسح بالقبور ، ويطوف بالأضرحة للتبرك ، وهذا خطأ ، لأن التبرك إنما يكون باتباعهم في أعمالهم الصالحة التي كانوا يعملونها وهم أحياء . أما الطواف بحجارة قبر الميت ،أو بالتابوت الموضوع على قبره فهذا حرام قطعا ، لأنه أقرب إلى الوثنية منه إلى شئ آخر .. ومن أجل ذلك كره العلماء التمسح بجدار الكعبة ، وبقبر النبي صلى الله عليه وسلم ، وكرهوا حتى تقبيل المصحف والتمسح به تعظيما له ، لأن تعظيمه لا يكون بتقبيله ، وإنما يكون بالعمل بما جاء فيه ، وكذلك تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم لا يكون بالتمسح بقبره ، وإنما يكون باتباع شريعته وإحياء سنته .
    وأما البناء على القبور فهو حرام أيضا ، لما رواه مسلم في صحيحه عن جابررضي الله عنه : " أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن تجصيص القبور وأن يبنى عليها " .
    وعن أبي مرثد كناز بن الحصين رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها " رواه مسلم .
    وروى أحمد وأبو داود عن أبي سعيد الجدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله عليه وسلم " الأرض كلها مسجد إلا المقبرة أو الحمام " . وقال صلى الله عليه وسلم : " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".
    قال في الإبداع : وعلى الجملة تحرم الصلاة إلى قبور الأنبياء والأولياء تبركا وتعظيما ، وكذلك الصلاة عليها للتبرك والتعظيم ، كما صرح بذلك النووي في شرح المهذب ، وليس معنى التعظيم أن تقصد أرباب القبور بالسجود ، فإن هذا كفر صراح ، فمن يقصد السجود لصاحب قبر فهو كافر ولا شك ، بل المعنى أنه بتحريه الصلاة على هذا الوجه ـ يعني بقرب قبر الولي ـ زاعما أنه أرجى للقبول عند الله ببركة صاحب الضريح يكون قد أعظم من شأن هذا الولي اهـ كلام الإبداع .
    وقال في الإبداع أيضا : وقد أفتى جمع من العلماء بهدم كل ما بقرافة(3) مصر من الأبنية ، منهم العلامة ابن حجر . قال في الزواجر : وتجب المبادرة لهدم المساجد والقباب التي على القبور ، إذ هي أضر من مسجد الضرار ، لأنها أسست على معصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأنه نهى عن ذلك وأمر بهدم القبور .
    ولا يجوز وضع الستور على الأضرحة ، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها وأرضاها ( وقبح كل من بالإفك رماها، ولم يتب إلى الله ويقر بطهرها وزكاها ) أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في غزاة ، فلما قدم رأى النمط ، فجذبه وهتكه ثم قال : " إن الله لم يأمرنا أن نكسو الحجارة والطين " والنمط نوع من البسط .
    وفي عهد سيدنا عمر كان الناس يذهبون إلى الشجرة التي وقعت تحتها بيعة الحديبية ، وهي بيعة الرضوان التي ذكرها القرآن بقوله :" إذ يبايعونك تحت الشجرة " ويصلون تحتها ، فأنكر عليهم ذلك ثم أمر بها فقطعت ، خوف أن يفتنوا بها فيعبدوها .
    وروي عن المعرور بن سويد أنه قال : صليت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه في طريق مكة صلاة الصبح ، ثم رأى الناس يذهبون مذاهب ، فقال : أين يذهب هؤلاء ؟ فقيل : يا أمير المؤمنين مسجد صلى فيه
    رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم يصلون فيه ، فقال : إنما هلك من كان قبلكم بهذا ، كانوا يتبعون آثار أنبيائهم ويتخذونها كنائس وبيعا ، فمن أدركته الصلاة في هذه المساجد فليصل ، ومن لا فليمض ولا يتعمدها .(4)
    ولم يقف العامة عند حد فيي تعظيم الموتى ، حتى أصبحوا يكتبون العرائض للموتى ، ويذكرون فيها أحوالهم لصاحب القبر ، ثم يضعونها على القبر اعتقادا منهم أن صاحب القبر ينظر فيها ويستجيب إلى مطالبهم ، ولعمري إنها أم الدواهي ، وإنها من الشرك على قاب قوسين .. حي يكتب عريضة لميت يشكو فيها في حياته ليفرج عنه ما نزل به ، أو ينصفه من ظالم ظلمه !! ولقد اطلعت على إحدى هذه العرائض فوجدت صاحب يستعدي صاحب القبر على حي ظلمه !!.
    ولا شك أن هذه الأعمال القبيحة والقريبة من الكفر إن لم تكن كفرا نتيجة جهل متأصل ، ونتيجة إهمال أهل العلم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. ومن الأسف أن أناسا يلتمسون الأعذار لهؤلاء الجهال بأنهم يقصدون التبرك بآثار الصالحين . ومن المعلوم أن أكثر من اشتهروا بالصلاح ولهم مزارات سنوية أو شهرية ليس لهم تاريخ يبين ما كانوا عليه في حياتهم ، وما كانوا عليه من علم وتقوى .. ولا يخلو الأمر من تعصب قبلي أو طرقي يكون سببا في شهرة الميت ؛ فكل قبيلة أو أصحاب طريقة يودون أن يكون لهم شيخ ؛ وله شهرة تميزه عن غيره .. ولما أعجزتهم الحيلة من الناحية التاريخية عمدوا إلى هذه الاحتفالات والمزارات ، ووجدوا فيها ما يحقق رغبتهم فدأبوا عليها .
    ولنسلم أنه ولي صالح ، وأنه من الذين آمنوا وكانوا يتقون كما وصف الله أولياءه ،فهل هو الذي يقرأ ما يوضع على قبره من العرائض ليفهمها ويستجيب لمطالب أصحابها ، وهذا غير معقول ، لأن الميت لا يبصر ولا يقرأ .. وهل هو الذي يقضي حوائج أصحابها بنفسه ؟ ومعاذ الله أن يكون ذلك ، ومعتقد هذا يكون كافرا لأن الذي يقضي حوائج الناس هو الله وحده ، وبدون واسطة }وقال ربكم ادعوني استجب لكم {.
    وإذا كان عاجزا عن قضاء حوائج الناس بنفسه ،فهل يمكنه أن يطلب من الله أن يقضي ما في تلك العريضة من حوائج ؟ وهذا مستحيل ، لأن الطلب من الله عمل ، والميت لا عمل له ، ولا يقدر أن ينفع نفسه ولا غيره ، وهو مرهون بعمله ، ينعم بما قدم في حياته من خير ، ويشقى بما قدم من شر ، وهو في أشد الحاجة إلى ما يأتيه من الأحياء ، من الدعاء له بالرحمة ، والتصدق عليه بشئ يصله ثوابه .
    ومن أقبح العادات أن يعين وقت مخصوص لزيارة الولي ، ويفرض على الناس مقادير الطعام المطبوخ ، ويأتي كل واحد بما فرض عليه ، ويأتي الناس من كل فج وصوب ، بخيلهم ورجلهم ، ونسائهم وأطفالهم ، ويقيمون ما طاب لهم المقام وكأنهم في فرح يأكلون ويشربون ، لا فرق بين غني وفقير ، وما فضل عن الحاجة من الطعام يرمى في المزبلة .. ولاناس ليسوا بحاجة إلى هذا الأكل ، ولا هو مخصوص بالفقراء والبائسين .. ولو جمعوا الطعام وأعانوا به إخوانهم المسلمين الذين يقاتلهم المستعمرون وأجلوهم عن أوطانهم ، لكان خيرا لهم ، ولهم عند الله الثواب العظيم .. ولكنها العادات القبيحة، نتيجة الجهل بتعاليم الإسلام وآثار السلف الصالح ، حتى أصبح الناس يعتقدون أنها طاعة ، وهي من اقبح المعاصي .
    وليس من آثار الصالحين في شئ ما يوجد الأضرحة من التوابيت المحيطة بها، والأعلام وغير ذلك ، فإن كل هذا مما اخترعه العامة وجهالهم الذين اتخذوا من هذه القبور مصدر عيش يرتزقون منه ، ولا يهمهم ما يترتب على ذلك وافق الدين أو خالفه .
    اللهم إن كثيرا مما يقع في الأضرحة منكر لا يصح السكوت عليه . والمسؤول عن إزالته أولا طلبة العلم () ، بما كلفهم الله به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فإن عجزوا فعليهم أن يبلغوا الحكومة وعليها أن تسارع لإزالة هذه المنكرات بما لها من السلطة الشرعية والقدرة على التنفيذ ، وتمنع هذه الاجتماعات على المقابر لما فيها من مخالفة التعاليم الإسلامية في زيارة القبور ، ومن الآثار المسيئة على عقائد العوام الذين يجب عليهم أن يعتقدوا أنه لا يضر ولا ينفع إلا الله ، وأن الميت لا حول له ولا قوة .
    وصدق الله العظيم إذ يقول : } تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شئ قدير {.اهـ .
    هوامش
    1.الأضرحة جمع ضريح وهو القبر ، ويجمع أيضا على ضرائح .
    2.قلت (أبوبكر ) : الصواب أن يقال مصادفة .
    3.القرافة هي المقبرة .
    4. قال في الإبداع : ذكر ابن الجوزي هذا في سيرة عمر .
    إذا استفدت من مشاركتي أو لم تستفد منها فادع الله أن يغفر لي

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    447

    افتراضي رد: إحياء التراث الغابر بذكر بعض فتاوي العلامة الزاوي الطاهر _ يرحمه الله ـ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوبكر الذيب مشاهدة المشاركة
    لك هذا لكن اصبر قليلا
    في انتظار سيرة الشيخ رحمه الله
    وجزاك الله خيرا
    إذا استفدت من المشاركة فادع الله لي ولزوجي أن يهدينا ويرزقنا الجنة من غير حساب
    التواني في طلب العلم
    معهد آفاق التيسير

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    الدولة
    الجزيرة العربية
    المشاركات
    45

    افتراضي رد: إحياء التراث الغابر بذكر بعض فتاوي العلامة الزاوي الطاهر _ يرحمه الله ـ

    رحم الله هذا العالم المجاهد .. وأسأل الله أن يكثر من أمثاله.

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Mar 2017
    المشاركات
    51

    افتراضي

    "ومن رأى ورقة مكتوبة بالحروف العربية ملقاة في الطريق : فإن علم أن ما فيها قرآنا أو أحاديث نبوية وتركها فإنه يرتد"

    هل أنتم موافقون على هذا؟ تمرون على هذا الكلام وتقرأونه بدون أدنى ردة فعل؟

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •