تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: طلب عاجل من الإخـــــوة طلبة العلم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    93

    افتراضي طلب عاجل من الإخـــــوة طلبة العلم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
    فضلا اخواني أرجو منكم مساعدتي بالإجابة على هاذين السؤالين :
    1س- لأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- مواقف قبل وبعد الاستخلاف اذكر بعضا منها .
    2س- بالرغم قصر زمن خلافة أبي بكر إلاَّ أنها كانت مليئة بالأحداث المهمة التي كانت نتائجها ايجابية على الدولة الاسلامية ، كيف ذلك .
    وشكرا لكم وبارك الله فيكم .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    41,468

    افتراضي رد: طلب عاجل من الإخـــــوة طلبة العلم

    نبذه عن مواقف أبو بكر الصِديق مع رسول الله ﷺ والصحابة.. تعلم من قيمه وأخلاقه الكريمة


    مواقف من يقين أبي بكر الصديق وتيسيره على المسلمين

    صحبة أبي بكر الثابتة بالقرآن في هجرته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
    من مواقف أبي بكر مع الصحابة ومع رسول الله في حياته وبعد وفاته
    آراء أبي بكر المخالفة لآراء عمر واستخلافه لعمر بالرغم من الخلاف
    أهم مواقف أبي بكر الصِديق في خلافته
    مواقف من يقين أبي بكر الصديق وتيسيره على المسلمين

    يقين أبو بكر.. ورفقه بالمسلمين.. والأخذ بالتيسير:
    أخرج أبي إسحاق وابن أبي حاتم عن ابن عباس أنه قال: دخل أبو بكر بيت المدارس فوجد يهود قد اجتمعوا إلى رجل منهم يقال له فنحاص فقال له: والله يا أبا بكر ما بنا إلى الله من فقر وإنه إلينا لفقير ولو كان غنياً عنا ما استقرض منا لما يزعم صاحبكم (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ۚ وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) سورة البقرة الآية 245، فغضب أبو بكر فضرب وجهه فذهب فنحاص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد أنظر ما صنع صاحبك بي، فقال صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر ما حملك على ما صنعت، قال: يا رسول الله (تلا) قولاً عظيماً يزعم أن الله فقير وأنهم عنه أغنياء، فجحد فنحاص (أي أنكر فنحاص مقالة السوء التي قالها في حق الله تعالى)، فأنزل الله تعالى قوله تصديقاً لأبي بكر وتكذيباً لفنحاص في سورة آل عمران: (لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ۘ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ) الآية 181.
    روى البخاري أن عائشة بنت أبي بكر أم المؤمنين قالت: سقطت قلادة لي بالبيداء (بالصحراء) ونحن داخلون المدينة فأناخ رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل فثنى رأسه في حجري راقداً (أي توقف الركب والحركة نحو المدينة واستراح رسول الله صلى الله عليه وسلم) وأقبل أبو بكر فلكزني لكزة شديدة وقال: حبستي الناس في قلادة ثم أن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ وحضرت الصلاة في الشمس الماء فلم يوجد ماء، فنزلت آية التيمم المائدة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَٰكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) الآية 6، فقال أسيد بن حضير لقد بارك الله للناس فيكم يا آل بكر (يقصد بسبب تيسير الله على الأمة بالتيمم).
    وفي رواية للطبراني: أن عائشة قالت: لما كان أمر عقدي ما كان وقال أهل الإفك ما قالوا: أخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة أخرى فسقط أيضاً عقدي حتى حبس الناس على التماسه (أي توقف الناس عن الحركة وساعدوا في التماس العثور علي عقد أم المؤمنين عائشة) فقال لي أبو بكر: بنية في كل سفر تكونين عناء وبلاء على الناس فأنزل الله الرخصة في التيمم فقال أبو بكر إنك لمباركة، وقدروها البخاري في أسباب نزول آية التيمم، وفي غزو بدر استغاث النبي صلى الله عليه وسلم ربه غز وجل كما في الحديث الذي رواه الترمذي عن عمر بن الخطاب قال: نظر نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلثمائة وبضعة عشر رجلاً فأستقبل القلبة ثم مد يديه يهتف بربه (أي يدعو ربه) اللهم أجز لي ما وعدتني الله إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعب في الأرض، فما زال يهتف بربه ماداً يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه فأتاه أبو بكر فأخذ رداؤه وألقاه على نكبيه ثم التزمه من ورائه وقال يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك فأنزل الله (إذ تستغيثون ربكم… سورة الأنفال (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ) الآية 9.
    صحبة أبي بكر الثابتة بالقرآن في هجرته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

    “إذ يقول لصاحبة لا تحزن إن الله معنا”
    وفضيلة أبي بكر الصديق ثابتة وصحبته للسول صلى الله عليه وسلم معلومة بالتواتر وفي بيان قوله تعالى سورة التوبة (إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) الآية 40، وفي هذه الآية إشهاد للأمة على موقف الهجرة وصحبة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة وإشارة لرحمة وشفقة أبي بكر الصديق الذي كان يخشى أن تقع أعين المشركين عليهم وهم في الغار خلف خيوط العنكبوت التي نسجت على باب الغار ولم تكن موجودة عند مدخل النبي صلى الله عليه وسلم والصديق إلى الغار فذلك من آيات الله ولذلك فإن العلماء بينوا مكانة أبي بكر الصديق التي سجلها له القرآن الكريم وجعلوا التشكيك في صحة أبي بكر الصديق سبباً في التشكيك بإيمان المشكك في صحبة أبي بكر المبينة بالقرآن الكريم والسيرة المتواترة التي خصته وحده دون سائر الصحابة بقوله تعالى: (إذ يقول لصاحبة لا تحزن إن الله معنا) فثبت لأبي بكر الصديق صحبة رسول الله ومعينة الله فكان بها أول ولي أمر للمسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي وصفها عمر بن الخطاب بأن خلافة أبي بكر الصديق كانت فلتة.

    من مواقف أبي بكر مع الصحابة ومع رسول الله في حياته وبعد وفاته

    موقف أبو بكر الصديق مع بلال.. سيدنا أعتق سيدنا
    ذكر كتاب جامع معمر بن راشد أن ابن سيرين قال: رأى عبد الله بن بديل رؤيا فقصها على أبي بكر فقال: إن صدقت رؤياك فإنك ستقتل في أم ذي لبس، فقتل في يوم صفين، وذكر سعيد بن المسيب أن بلالاً رضي الله عنه كان يعذب في الله عز وجل (حتى يترك دين الإسلام) فلقى النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر فقال: ” لو كان عندنا شيء اشترينا بلالاً، فلقى أبو بكر العباس بن عبد المطلب (عم النبي صلى الله عليه وسلم) فقال له: أشتر لي بلالاً (فأوكله بعملية تحرير رقبته) فأنطلق العباس لسيده وقال: هل لك تبغيني عبدك هذا قبل أن يفوتك خيره وتحرم ثمنه؟ فقال: أيما تصنع به إنه خبيث فكرر العباس مقالته للترغيب في البيعة وتحرير بلال من رق سيده فاشتراه العباس وبعث به إلى أبي بكر فأعتقه فكان يؤذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم أرد بلال أن يخرج إلى الشام فقال أبو بكر بل عندي (وذلك حتى لا يحرم من سماع أذان بلال ولا تحرم المدينة صوت أذان بلال) فقال بلال: إن كنت أعتقتني لنفسك فأحبسني وإن كنت أعتقتني لله فذرني أذهب إلى الله فقال: اذهب، فذهب إلى الشام فأقام بها حتى مات، ويؤثر عن عمر قوله في شأن أبي بكر الصديق وإعتاقه بلال: سيدنا أعتق سيدنا.

    من مواقف أبو بكر الصديق مع الرسول في حياته وبعد وفاته:
    وفي صحيح البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بني عمرو بن عوف بقياء كان بينهم شيء، فخرج صلى الله عليه وسمل يصلح بينهم في أناس من أصحابه، فحبس رسول الله صلى الله عليه وسلم (أي تأخر لإنجاز إصلاحه بين الناس) وحانت الصلاة فجاء بلال إلى أبي بكر فقال: يا أبا بكر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حبس وقد حانت الصلاة فهل لك أن تؤم الناس؟ قال: نعم إن شئت، فأقام بلال الصلاة وتقدم أبو بكر رضي الله عنه فكبر للناس (بالدخول في الصلاة) وجاء سول الله صلى الله عليه وسلم يمشي في صفوف يشقها شقاً حتى قم في الصف فأخذ الناس قي التصفيح – قال سهل: التصفيح هو التصفيق، وكان أبو بكر لا يلتفت في صلاته فلما أكثر الناس التفت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إليه “أن يصلي” فرفع أبو بكر رضي الله عنه يده محمد الله ثم رجع القهقري (للخلف ليتحول من إمام إلى مأموم خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم) حتى قام في الصف وتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى للناس، فلما فرغ أقبل على الناس، فقال: يا أيها الناس ما لكم حين نابكم شيء في الصلاة أخذتم بالتفيح، إنما التصفيح للنساء، من نابه شيء في صلاته فليقل: سبحان الله، ثم التفت إلى أبي بكر رضي الله عنه فقال: يا أبا بكر ما منعك أن تصلى للناس حين أشرت إليك؟ قال أبو بكر: ما كان ينبغي لأبن أبي قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    وفي صحيح البخاري أيضاً في باب وجوب الزكاة قال أبو هريرة رضي الله عنه: لما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو بكر رضي الله عنه (يعني على ولاية أمر المسلمين بالخلافة) وكفر من كفر من العرب، فقال عمر رضي الله عنه: كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قالها فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله) فقال: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها (العناق هي الأنثى من ولد المعز لم تبلغ سنة) قال عمر رضي الله عنه : “فوالله ما هو إلا أن قد شرح الله صدر أبي بكر رضي الله عنه فعرفت أنه الحق”.
    وعن أسماء بن أبي بكر قالت: صنعت سفرة رسول الله صلى الله عليه وسلم في بين أبي بكر (السفرة طعام المسافر والمعتاد أن يحمل في جلد مستدير – أما السقاء فهو وعاء من الجلد يوضع فيه الماء مثل القربة) حين أراد أن يهاجر إلى المدينة، قالت فلم نجد لسفرته ولا لسقائه ما نربطها به فقلت لأبي برك: والله ما أجد شيئاً أربط لي إلا نطاقي (النطاق هو ما تشد به المرأة وسطها)، فقال: فشقيه باثنين فاربطيه، بواحد السقاء وبالآخر السفرة، ففعلت فلذلك سميت ذات النطاقين. حديث في صحيح البخاري.
    آراء أبي بكر المخالفة لآراء عمر واستخلافه لعمر بالرغم من الخلاف

    في الحديث الصحيح على شرط مسلم في أسباب نزول قوله تعالى: (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ۚ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) سورة الانفال 67، في غزوة بدر استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأسارى (الأسرى) أبا بكر فقال: قومك وعشيرتك فخل سبيلهم (أي أطلق سراحهم)، فأستشار عمر فقال: أقتلهم، فأفداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (أخذ الفدية نظير إطلاق سراح الأسرى)، فنزلت الآية الكريمة (موافقة رأي عمر بن الخطاب).
    وقد ذكر عمر بن الخطاب مقالة أبي بكر في ذلك الموقف، فقال: بعد مقتل سبعين رجلاً وأسر سبعين رجلاً من المشركين يوم بدر قال أبو بكر في مشورته يا نبي الله هؤلاء بني العم والعشيرة والإخوان وأتى أرى أن تأخذ منهم الفدية فيكون ما أخذنا قوة لنا على الكفار وعسى الله أن يهديهم (للإسلام)، فيكونوا لنا عضداً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ترى يا بن الخطاب؟ فقال: قلت والله ما أرى ما رأى أبو بكر ولكن أرى أن تمكنني من فلان – قريب لعمر فأضرب عنقه، ويتكمن علياً من عقيل فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من فلان – أخيه – فيضرب عنقه حتى يعلم الله عز وجل أنه ليس في قلوبنا هوادة للمشركين.
    وفي روايات للبخاري: كاد الخيران أن يهلكا (أبو بكر وعمر) لما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وقد بنى تميم فال أبو بكر: أمر القعقاع (يعني أجعل أميرا عليهم) وقال عمر: بل أمر الأقرع، فقال أبو بكر: ما أردت إلا خلافي (يعني لا تقصد إلا أن تخالف قولي)، فقال عمر: ما أردت خلافك، فتماريا (تجادلا) حتى ارتفع أصواتهما (في حضور النبي صلى الله عليه وسلم)، فنزل قوله تعالى بالآيتين الأوليين في مطلع سورة الحجرات (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ* يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ) آية (1 – 2).
    ويقول راوي الحديث عبدالله بن أبي ملكيه: فكان عمر بعد لم يذكر ذلك عن أبيه يعني أبا بكر إذا حدث النبي صلى الله عليه وسلم بحديث حدثه كأخي السرار لم يسمعه حتى يستفهمه (أي أن عمر بن الخطاب بعد نزول هاتين الآيتين الكريمتين لم يرفع صوته ولم يجادل أبا بكر بصوت رسول الله وإذا تحدث لرسول الله كان يخفض صوته كمن يسر حديثاً لأخيه وذلك طلباً للفهم)، وفي رواية أخرى لعبد الله بن الزبير في الحديث الصحيح في شرح شكل الآثار – فكان عمر بعد ذلك إذا لم تكلم لم يسمع النبي صلى الله عليه وسلم حتى يستفهمه فقال وما ذكر أباه ولا جده يعني أبا بكر والزبير رضي الله عنهما.
    فكان مقام أبي بكر عند عمر وعند الصحابة بمثل الأب في المقام والاحترام، وقد فهم أبو بكر الصِديق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه عبدالله بن عباس وأخرجه السيوطي بإسناده صحيح والذي قال فيه: من استعمل رجلاً من عصابه وفيهم من هو أرضي لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين، وهكذا على الرغم من خلاف الرأي بين أبي بكر وعمر بدءاً من أسرى بدر وصلح الحديبية وولاية الأمر في بني تميم إلا أن أبا بكر لما حضرته الوفاة لم يستخلف على المسلمين إلا عمر بن الخطاب فكان استخلافه لولاية الأمر من بعده أمانة ويلقى بها الله لتحقيق نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الاستخلاف.
    أهم مواقف أبي بكر الصِديق في خلافته

    ويذكر العلماء أن أبا بكر قد فصله في محاربة المرتدين، وبعد أن رجعت العرب إلي إسلامها كتب أبوبكر إلى خالد بن الوليد بأمره بالمسير إلى سليمة الكذاب والمرتدين في بني حنيفة لقتالهم وقد نصره الله عليهم وأستخدم خالد بن الوليد في حروب العراق وأمير الجيش سعد بن أبي وقاص خال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحد المبشرين بالجنة ثم جعل أبو بكر من خالد بن الوليد قوة دعم للمسلمين في حروبهم بالشام، فأنتصر خالد بن الوليد في أجنادين حتى حاصر دمشق لمدة أربعة أشهر في خلافة أبي بكر الصديق، حيث توفى أبو بكر الصديق وقد رأى عمر بن الخطاب عزله لشبهة وقع فيها خالد وتأول فأخطأ التأويل وسبق هذا الخطأ حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيه: لأسامة بن زيد والذي رواه أسامة فقال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى الحرقات فنذروا بنا فهربوا فأدركنا رجلاً فلما غشيناه (تغلبنا عليه وأمسكناه) قال: لا إله إلا الله فضربناه حتى قتلناه فذكرته للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: من لك بـ (لا إله إلا الله يوم القيامة) فقلت يا رسول الله إنما قالها مخافة السلاح، فقال: أفلا شقت عن قلبه حتى تعلم من أجل ذلك قالها أم لا (أي قرأت باطن نفسه ورأيت كذب ادعائه التوحيد)؟ من لك بلا إله إلا الله يوم القيامة؟ فما زال يقولها حتى وددت أني لم أسلم إلا يومئذ – حديث في صحيح أبي داوود للألباني.
    وبالرغم من هذه الحادثة فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد جهز جيشاً يقوده أسامة بن زيد لقتال الروم بالشام وقد قال أبوبكر: والذي نفسي بيده لو ظننت أن السباع تختطفني لأنفذت جيش أسامة كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته صلة الله عليه وسلم، فكان علم أبي بكر باحتمال الخطأ والتأويل الخاطئ كما كان من أسامة بن زيد وفعل ذلك مع خالد بن الوليد حيث قال لعمر بن الخطاب أخطأ خالد في التأويل وأنا لا أغمد سيفاً سله الله تقصد أنه لا يعطل قدرات خالد بن الوليد العسكرية ويحرم منها المسلمين وقد استخدمه الله منذ إسلامه وحتى قتال المرتدين والفرس والروم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    منقول


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    41,468

    افتراضي رد: طلب عاجل من الإخـــــوة طلبة العلم

    نتائج حروب الرّدّة علامة بارزة في التاريخ الإسلامي


    توحَّدت شبه الجزيرة العربية بفضل الله، ثمَّ جهاد الصَّحابة مع الصِّدِّيق تحت راية الإِسلام لأوَّل مرَّةٍ في تاريخها بزوال الرؤوس، أو انتظامها ضمن المدِّ الإِسلامي، وبسطت عاصمة الإِسلام ـ المدينة ـ هيمنتها على ربوع الجزيرة، وأصبحت الأمَّة تسير بمبدأٍ واحدٍ، بفكرةٍ واحدةٍ، فكان الانتصار انتصاراً للدَّعوة الإِسلاميَّة، ولوحدة الأمَّة بتضامنها، وتغلُّبها على عوامل التفكُّك، والعصبيَّة، كما كانت برهاناً على أنَّ الدَّولة الإِسلاميَّة بقيادة الصِّدِّيق قادرةٌ على التغلُّب على أعنف الأزمات.

    ولقد خلَّفت حروب الردَّة آثاراً ونتائج لم تكن محدودة الزَّمان، والمكان، وإِنَّما شملت أجيالاً وآمادًا، وتصوُّرات، وأفكاراً، وسلوكياتٍ، وأحكاماً ما زالت تغذِّي الأجيال من بعدها، وتمدُّها بالكثير، ومن أهمِّ تلك النتائج:
    1 ـ تميُّز الإِسلام عمَّا عداه من تصوراتٍ، وأفكارٍ، وسلوك
    بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اختلطت الأمور ببعضها، وسارعت الأعراب إِلى الردَّة، فكان منهم المؤلَّفة قلوبهم، أو من المنافقين، أو الَّذين أسلموا رغم أنوفهم، وفي وقتٍ متأخِّرٍ، أو من الَّذين لم يسلموا أصلاً، ومن أمثلة الصِّنفين الأوَّلين إِسلام عيينة بن حصن الفزاري؛ الَّذي أسلم إِسلاماً فيه دخنٌ كبيرٌ، ولذا ما إِن هبَّت نار الفتنة حتَّى استجاب لها، وباع دينه بدنيا طليحة الأسدي، ولمَّا أسر، وبعث إِلى أبي بكرٍ مقيَّداً بالأغلال كان فتيان المدينة يمرُّون عليه، فينخسونه بالجريد، ويقولون: أي عدو الله! أكفرت بعد إِيمانك؟! فيقول: والله ما كنت امنت بالله قطُّ! ومن هؤلاء الذين يقال: إِنَّهم لم يسلموا أصلاً قبيلة عنس اليمنيَّة، وهي قبيلة الطَّاغية الأسود الَّذي ادَّعى النُّبوَّة، وفعل في بلاد اليمن الأفاعيل، ونكَّل بالمسلمين.
    ومن أمثلة سوء الفهم لنصوص الإِسلام الَّتي أدَّت بهؤلاء إِلى الكفر أنَّ بعضاً منهم أنكر الزَّكاة محتجّاً بمدلول قوله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ *} [التوبة: 103].
    فقد جاء في التَّعليق على هذه الآية في تفسير ابن كثير ـ رحمه الله ـ قوله: اعتقد بعض مانعي الزَّكاة من أحياء العرب: أنَّ دفعها إِلى الإِمام لا يكون، وإِنَّما كان هذا خاصّاً برسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وقد احتجُّوا بقوله تعالى: وقد ردَّ عليهم هذا التَّأويل {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً} السَّقيم والفهم الفاسد أبو بكر، وسائر الصَّحابة (رضوان الله عليهم) وقاتلوهم حتَّى أدَّوها إِلى الخليفة، كما كانوا يؤدُّونها إِلى رسول الله(صلى الله عليه وسلم) وظهرت العصبيَّة القبليَّة بقوَّةٍ، فهذا مسيلمة الكذاب يقول لبني حنيفة محرِّضاً إِيَّاهم على اتِّباعه، وإِنكار حقّ قريش بالنُّبوَّة: أريد أن تخبروني بماذا صارت قريش أحقَّ بالنُّبوَّة، والإِمامة منكم؟! والله ما هم بأكثر منكم، ولا أنجد، وإِنَّ بلادكم لأوسع من بلادهم، وأموالكم أكثر من أموالهم.
    وهذا الرَّجال بن عنفوه الحنفي الَّذي أضلَّه الله على علمٍ بعد أن قرأ القران، وفقه في الدِّين يقول في حقيقة النُّبوَّة بين رسول الله، ومسيلمة: كبشان انتطحا، فأحبُّهما إِلينا كبشنا. وهذا طلحة النمريُّ قال لمسيلمة عندما راه، وسمع منه ما علم به كذبه: أشهد أنَّك كذَّاب، وأنَّ محمداً صادقٌ، ولكن كذَّاب ربيعة أحبُّ إِلينا من صادق مُضر.
    بل إِن مسيلمة يعرف كذب نفسه، فلمَّا كانت معركة اليمامة، وبدت الغلبة للمسلمين؛ قال له أصحابه محنكين عليه: أين ما كنت تعدنا به من النَّصر، والآيات؟ فقال: قاتلوا عن أحسابكم، فأمَّا الدِّين فلا دين.
    واختلطت عليهم التصوُّرات، والأفكار، والسُّلوكيَّات، والآمال، وعمل المرتدُّون على إِنهاء الإِسلام، ومحوه من الوجود، وتكالبت قوى الشَّرِّ على ذلك، ولكن محاولاتهم باءت بالفشل، وأُحبطت جميعها بتوحُّد المسلمين، وتجمُّعهم، وتكتُّلهم حول القاعدة الصُّلبة للمجتمع الإِسلاميِّ؛ الَّتي تربَّت على يد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وأصبحت تشبه القطب المغناطيسي الضَّخم الَّذي قام ـ بحكم طبيعته، وخصائصه ـ بجذب كلِّ مَنْ كان مؤهَّلاً للإِسلام، ويحمل خاصِّيَّة الانجذاب إِلى هذا القطب المغناطيسي الضَّخم الفعَّال، فقد أدَّى هذا التجمُّع إِلى إِظهار قوَّة الإِسلام، ليس بكثرة العدد والعُدَّة، وإِنَّما في قوَّة تفرُّده تصوُّراً، وفكراً، وسلوكاً في لبناته الصُّلبة، وتربيتها الفذَّة الَّتي تربَّت عليها تلك اللبنات مجتمعةً، والقوَّة في وضوح التَّعامل مع الحدث دون مواربةٍ، أو تريُّثٍ، أو إِغماضِ عينٍ وفتحِ الأخرى، وإِنَّما كانوا واضحين وضوح عبارة أبي بكرٍ الصِّديق للمسلمين جميعاً: من كان يعبد محمَّداً؛ فإِنَّ محمَّداً قد مات، ومن كان يعبد الله؛ فإِنَّ الله حيٌّ لا يموت.
    إِنَّ من نتائج أحداث الردَّة حفظ التصوُّر الإِسلاميِّ من التَّحريف، والتَّشويه، وأَنْ تجرَّدت الرَّاية الإِسلاميَّة من العصبيَّة الجاهليَّة، والولاء المختلط، وصارت خالصةً من أيَّة شائبةٍ، وأنَّ التَّصوُّر الإِسلاميَّ لا يقبل المداهنة مهما كانت الظُّروف المحيطة، وأنَّ القوَّة الإِسلاميَّة لا ترتبط بالعدد ولا العدَّة، ولكن بقوَّة الإِيمان والرُّوح المعنويَّة، وأنَّ الأصل دعوة النَّاس إِلى الإِسلام، وليس مقاتلتهم، فالدَّعوة أوَّلاً، وأنَّ الحرص على النَّاس هو المقدَّم على كلِّ شيءٍ.
    2 ـ ضرورة وجود قاعدةٍ صلبةٍ للمجتمع
    أظهرت أحداث الردَّة معادن أصيلةً في بنية قاعدة هذه الدَّولة، وكشفت عن عناصر صلبةٍ، فلم يكونوا أفراداً متناثرين، ولكنَّهم كانوا يشكِّلون القاعدة لهذا المجتمع، ولهذه الدَّولة، ولم تكن قاعدةً رخوةً، أو هشَّةً، أو ساذجةً، وإِنَّما كانت قاعدةً صلبةً واعيةً، تدرك حقيقة نفسها، وحقيقة عدوِّها، وتعي أبعاد المخاطر من حولها، وتخطِّط بانتباهٍ، ويقظةٍ كاملةٍ في مواجهة كلِّ الصِّعاب، وهي مع هذا وذاك موصولةٌ بالقوي العزيز، ولهذا انتصرت على كلِّ خصومها، وأزالت كلَّ العوائق من طريقها، فقد حافظت هذه القاعدة على الإِسلام، ودولته، وساهمت في جمع الحشود لكسر شوكة أهل الردَّة، وعملت على لمِّ شمْل النَّاس من حولها، وتمَّ بفضل الله، ثمَّ جهود هذه القاعدة الصُّلبة حفظ كيان الأمَّة، وبقائها، وتنميتها.
    3 ـ تجهيز الجزيرة كقاعدة للفتوح الإِسلاميَّة
    بمجرَّد وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم) تناثرت التجمُّعات، وتمرَّدت كثيرٌ من القبائل على الخليفة، وقام الصِّدِّيق ـ رضي الله عنه ـ مع الصَّحابة بعملٍ شاقٍّ عظيمٍ استطاعوا أن يُخضعوا القبائل للدَّولة، وأشرف الصِّدِّيق على تنفيذ الخطط التَّربويَّة، والتَّعليميَّة، والحربيَّة، والإِداريَّة، ونجح نجاحاً باهراً، والتحمت القبائل العربيَّة مع الدَّولة الإِسلاميَّة وأصبحت جزيرة العرب بسكَّانها قاعدة الفتوح الإِسلاميَّة بعد ذلك، وصارت هي النَّبع الَّذي يتدفَّق منه الإِسلام؛ ليصل إِلى أصقاع الأرض فاتحاً، ومعلِّماً، ومربِّياً.
    إِنَّ جزيرة العرب هي قاعدة الفتوح، فكيف يتسنَّى الفتح إِذا لم تكن له قاعدة، أو كانت هذه القاعدة مضطربةً غير مستقرَّة، أمَّا الآن فقد أصبح ممكناً تعبئة كلِّ طاقات شبه الجزيرة، وحشدها للأعمال الحربيَّة الَّتي تلت.
    4 ـ الإِعداد القيادي لحركة الفتوح الإِسلاميَّة
    ومن خلال أحداث الردَّة الَّتي ميَّزت الصُّفوف، وامتحنت الطَّاقات، والقدرات، وكشفت عن الطَّبقة التي كانت تغطي معادن الأمَّة، ظهرت المعادن الخسيسة على حقيقتها، وأعطيت القيادة للمعادن النَّفيسة الصُّلبة المصقولة لتمسك بزمام الأمور في حركة الفتوح، فالمصادر التَّاريخيَّة تمدُّنا بمعلوماتٍ جمَّة عن قياداتٍ لم تكن من المهاجرين، ولا من الأنصار، ولا من الصَّحابة، ولكنَّهم تربَّوا من خلال كتاب الله مباشرةً، ثمَّ صقلتهم أحداث الردَّة، وميَّزتهم عن غيرهم، ليصلوا إِلى صدارة الجيوش الفاتحة، وشهد لهم الجميع بالحنكة، والأداء المتفاني، والإِيمان الصَّادق.
    هذا وقد كانت القيادة المركزيَّة في المدينة وميادين القتال تديرها قياداتٌ غايةً في التَّفاهم، والتَّعاون، والتَّحابِّ على الرَّغم من بعد المسافات، إِلا أنَّ التَّوازن الرَّائع بين دور كلٍّ من القيادة المركزية، وقيادات ميادين القتال كان واضحاً، وبارزاً.
    5 ـ الفقه الواقعي للردَّة
    وردت العديد من النُّصوص القرآنية، والأحاديث النَّبويَّة الَّتي تحدَّثت على الردَّة كحالة تعتري بعض البشر، وكلُّ ما ورد من النُّصوص ظلَّت في إِطارها العامِّ النَّظري الثابت، ولم تكن قد مورست بشكلٍ عامٍّ في الواقع، ولما وقعت الردَّة، وعاشها المسلمون عمليّاً، واستنبطوا لها أحكاماً على ضوء تلك النُّصوص، كانت تلك الاستنباطات معالم هاديةً لفقه تلك النُّصوص، ويتَّضح هذا من نقاشٍ بين الصَّحابة حول موقفهم من هؤلاء القوم، فكانوا يعودون إِلى النُّصوص يدرسون، ويتحاورون حولها، وسرعان ما يتَّفقون على صورةٍ واحدةٍ سواءٌ في تقييمهم، وتوصيفهم الوصف المنطبق عليهم، أم في طريقة معاملتهم، فهذه الوقفات العمليَّة أمام الحدث والنَّصِّ أنتجت أبواباً في كتب التَّشريع الإِسلاميِّ ضمَّت تفصيلاتٍ تشريعيَّةً دقيقةً عن أحكام الردَّة، ثمَّ صار عمل الصَّحابة سابقةً فقهيَّةً تؤخذ في الاعتبار عند استنباط اجتهادٍ، أو تطبيق حكمٍ فيما بعد.
    6 ـ {وَلاَ يَحِيقُ الْمَكْرُ السيئ إِلاَّ بِأَهْلِهِ}
    إِنَّ أيَّة محاولةٍ للتمرُّد على دين الإِسلام سواءٌ أقام بها فردٌ، أم جماعةٌ، أم دولةٌ، إِنَّما هي محاولةٌ يائسةٌ مالها الإِخفاق الذَّريع، والخيبة الشَّنيعة؛ لأنَّ التمرُّد إِنَّما هو تمرُّدٌ على أمر الله المتمثِّل بكتابه؛ الَّذي تكفَّل بحفظه، وحفظ جماعة تلتفُّ حوله، وتقيمه في نفوسها، وواقعها مدى الدَّهر، وبحكمه القاضي بالعاقبة للمتَّقين وبالمنِّ على المستضعفين أن يُديل لهم من الظَّالمين. إِنَّ مصير الكائدين لدين الله هو البوار في الدُّنيا، والآخرة، وما أجمل ما قال الشاعر:
    كناطحٍ صخرةً يوماً لِيُوهِنَهَا فَلَمْ يَضُرْهَا وَأَوْهَى قَرْنَه الوَعِلُ
    7 ـ استقرار التنظيم الإِداري في الجزيرة
    استقرَّ التَّقسيم الإِداريُّ بعد انتصار الصِّدِّيق في حروب الردَّة على نظام الولايات، وهي: مكَّة، وكان أميرها عتَّاب بن أسيد. والطَّائف، وأميرها عثمان ابن أبي العاص. وصنعاء، وأميرها المهاجر بن أبي أمير. وحضرموت، وواليها زياد بن لبيد. وخولان، وواليها يعلى بن أميَّة. وزبيدة، ورقع، وواليهما أبو موسى الأشعري. أمَّا جَنَد اليمن؛ فأميرها معاذ بن جبل. ونجران، وواليها جرير ابن عبد الله. وجرش، وواليها عبد الله بن ثور. والبحرين وواليها العلاء بن الحضرميِّ. وعُمَان، وواليها حذيفة الغلفان. واليمامة، وواليها سليط بن قيس.




    مراجع البحث:

    1 – الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبو بكر الصديق، شخصيته وعصره، دار ابن كثير، دمشق، ص. ص (313 : 319).

    2 – أحمد عادل كمال، الطَّريق إِلى المدائن، دار النفائس، الطبعة السادسة، 1986م، ص182

    3 – د. علي العتوم، حركة الردَّة، مكتبة الرسالة الحديثة، عمَّان، الطَّبعة الثَّانية، 1997م ص 114 – 124- 334

    4 – د. عبد الرحمن الشُّجاع، دراساتٌ في عهد النُّبوَّة والخلافة الرَّاشدة، دار الفكر المعاصر، الطبَّعة الأولى 1419هـ 1999م.، ص323: 329

    5 – ابن كثير، تفسير القرآن العظيم ، القاهرة: دار الحديث، 1415ه، 1994م، (2/386)

    6 – منصور أحمد الحرابي، الدَّولة العربيَّة الإِسلاميَّة، جمعية الدعوة الإسلامية، ليبيا، 1989م، ص97.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •