قال عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - :" مِنْ قُبْلَةِ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ الْوُضُوءُ"
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في قول عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - :" مِنْ قُبْلَةِ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ الْوُضُوءُ"الذي يترتب من العام إلى الخاص ،ومن الأهم إلى الأقل أهمية كذلك ، والأصل فيه من الخاص إلى العام :"الوضوء من قبلة الرجل امرأته"ولكن تقدم حرف الجر وهذا أدى إلى تقديم ما يرتبط به معنويا وهو المجرور،ولم يتوقف الأمر على ذلك بل تقدم المضاف مع المضاف إليه بحسب الأهمية المعنوية بين المتلازمين ،ولم يقف الأمرعند هذا الحد بل تقدم مفعول اسم المصدر بحسب الأهمية المعنوية بين اسم المصدر والمفعول ،وهذا كله الخبرالعام، ثم جاء بالمبتدأ الخاص، وقام برفعه ليبني عليه الخبرالمتقدم .
والهدف من هذا التقديم هو التركيز على الخبر وسبب الوضوء والحث على الوضوء عند تقبيل الرجل لزوجته ،والسبب هنا أهم من المسبَّب ،لأن المتقدم في المنزلة والمكانة متقدم في الموقع والمتأخر في المنزلة والمكانة متأخرفي الموقع كذلك.
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل.