لماذا نكتب؟
رياض منصور




اكتُبْ إذا خفض اليراعُ جناحَه *** وتبسَّمتْ لك بعده الأوراقُ

بهذه الكلمات افتتحتُ أحبَّ القصائد إليَّ، والموسومة بـ(اكتُبْ).
ومما لا شك فيه أن الكتابة هي أعظم اكتشاف توصَّل إليه الإنسان، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو: لماذا نكتب؟


وفي زحمة الأفكار استمعتُ إلى صرير الأقلام المبدعة، وهي تجود بإجابات أقل ما يقال عنها أنها رائعة.

فقائل: "أكتبُ لتظلَّ الروح قيد الحياة، كما أن الماء والهواء شريطة لوجود الحياة كي نُسميها المعمورة، فإن الكتابة والحروف شريطة لوجود تلك الروح التي تسكنني، فتصنع من خرائبها جنة حين أغرس فيها حروفي".

وقائل: "أكتُب لأسهم في رُقيِّ الأدب، والحث على التعبير بصورة أنيقة".

وقائل: "أكتبُ لكي أشعر بالوجود، أعطي عصارة فكري هديةً من أجل عودة الاعتبار للذات الإنسانية".

وقائل: "أكتبُ لأن الكتابة هي إبداع جديد، أو إتمام ناقص، أو شرح غامض، أو اختصار طويل، أو جمع متفرق، أو ترتيب مختلط، أو تصحيح خطأ، أو معانقة الحياة عشقًا وغرامًا، أو ملامسة هموم الآخرين".

وقائل: "لَما أدوِّن حروفي أكون بحاجة لذلك، وكأنني في حدث أريد أن أُخبر عنه الأوراق، من هنا أكتُب كي أعبِّر عن الحالة التي تعتريني، إن كانت فرحًا أو حزنًا، أو حتى مللًا.

أجد أن التعبير بالكتابة أنقى وأبقى لذلك ألجأ إليها".

وقائل: "نكتبُ لأن الكتابة تجعلنا نؤرِّخ أوهامنا وأحلامنا لحظة عبورها؛ لنروي عطش الروح حينما نسرح في الفضاء".
وقائل: "نكتُب لنعبِّر عن عالمنا، ونغرس فيه ما نحلم به من قيمٍ ومعانٍ سامية".
وقائل: "أكتبُ لأن الكتابة تمنحني مساحات من الربيع حين يشتدُّ القيظ".
ولأجل هذا وذاك، قلتُ: اكتُبْ وأُبدِعْ، وليكن صدرُك رحبًا.