اختلف العلماء مِن أهل السُّنَّة: هل القلم خُلِق أوَّلًا أو العرش؛ وقد ذكر هذا الخلاف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله؛ فقال:
«وقد تكلم علماء المسلمين من الصحابة والتابعين ومَن بعدهم في أوَّل هذه المخلوقات على قولين؛ حكاهما الحافظ أبو العلاء الهمذاني وغيره: أحدهما: أنه هو العرش، والثاني: أنه هو القلم. ورجَّحوا القول الأول؛ لِمَا دلَّ عليه الكتاب والسُّنَّة أن الله تعالى لمَّا قدَّر مقادير الخلائق بالقلم الذي أَمَرَه أن يكتب في اللوح، كان عرشه على الماء، فكان العرش مخلوقًا قبل القلم، قالوا: والآثار المروية «أَنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللهُ الْقَلَمَ»؛ معناها: من هذا العالَم»اهـ([1]).
وذَكَره - أيضًا - العلامة ابن القيم رحمه الله فقال في «نونيته»:
وَالنَّاسُ مُخْتَلِفُونَ فِي الْقَلَمِ الَّذِي كُتِبَ الْقَضَاءُ بِهِ مِنَ الدَّيَّانِ هَلْ كَانَ قَبْلَ الْعَرْشِ أَوْ هُوَ بَعْدَهُ؟ قَوْلَانِ عِنْدَ أَبِي الْعَلَا الْهَمَذَانِي وَالْحَقُّ أَنَّ الْعَرْشَ قَبْلُ؛ لِأَنَّهُ قَبْلَ الْكِتَابَةِ كَانَ ذَا أَرْكَانِ([2])
[1])) «منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية» (1/ 361).
[2])) «الكافية الشافية» (ص279، 280).