* قال الحارث بن أسد المحاسبي رحمه الله تعالى :
" ونظرت في الأمة ونظرت في مذاهبها وإقاويلها ، ، فعلّقت من ذلك ماقدّر لي ورأيت إختلافهم بحراً عميقاً غرق فيه ناس كثيرين، وسلم منه عصابة قليلة ، ورأيت كل صنف منهم يزعم أنّ النجاة فيمن تبعهم ، وأن الهلاك لمن خالفهم ، ثم رأيت الناس أصنافاً ، فمنهم العالم بأمر الآخرة لقاؤه عسير ، ووجوده عزيز ومنهم الجاهل فالبعد عنه غنيمة . ومنهم المتشبه بالعلماء ، مشغوف بدنياه ، مؤثر لها . ومنهم حامل علم منسوب إلى العقل والدهاء مفقود الورع والتقى . ومنهم متوارون ، على الهوى يتفقون ، وللدنيا يتباذلون ، ورياستها يطلبون . " ولولا ذلك ما ابتدع أحد بدعة بعد أعتقاد بالسنة . ومنهم شياطين الأنس ، عن الآخرة يصدون ، وعلى الدنيا يتكالبون وإلى جمعها يهرعون ، وفي الإستكثار منها يرغبون ، فهم في الدنيا أحياء وفي العرف موتى ، بل العرف عندهم منكر ، والسوء معروف . فتفقدت في الأصناف نفسي ، وضقت بذلك ذرعاً . أ.هـ" .
مقدمة محقق مختلف الحديث ص 5- 7 .