ما هو معنى " يَا جَلِيحْ، أَمْرٌ نَجِيحْ، رَجُلٌ فَصِيحْ ..." ؟وما المراد منه ؟
ما هو معنى " يَا جَلِيحْ، أَمْرٌ نَجِيحْ، رَجُلٌ فَصِيحْ ..." ؟وما المراد منه ؟
هذا من هواتف الجان.
قال ابن الجوزي رحمه الله في ((كشف المشكل في الصحيحين)): ((يَا جليح: اسْم شخص. أَمر نجيح: أَي سريع، من النجاح: وَهُوَ الظفر بالمراد. وَهَذَا من الهواتف المنذرة ببعثة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)).
وقال ابن حجر رحمه الله: ((يَا جَلِيحْ بِالْجِيمِ وَالْمُهْمَلَةِ بِوَزْنِ عَظِيمٍ وَمَعْنَاهُ الوقح المكافح بالعداوة قَالَ بن التِّينِ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ نَادَى رَجُلًا بِعَيْنِهِ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ مَنْ كَانَ بِتِلْكَ الصِّفَةِ قُلْتُ وَوَقَعَ فِي مُعْظَمِ الرِّوَايَاتِ الَّتِي أَشَرْتُ إِلَيْهَا يَا آلَ ذَرِيحْ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ وَالرَّاءِ وَآخِرُهُ مُهْمَلَةٌ وَهُمْ بَطْنٌ مَشْهُورٌ فِي الْعَرَبِ قَوْلُهُ رَجُلٌ فَصِيحٌ مِنَ الْفَصَاحَةِ وَفِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِي ِّ بِتَحْتَانِيَّة ٍ أَوَّلَهُ بَدَلَ الْفَاءِ مِنَ الصياح وَوَقع فِي حَدِيث بن عَبْسٍ قَوْلٌ فَصِيحْ رَجُلٌ يَصِيحْ)).
وفي الفتح ( 7 / 227-228 ) :
قوله: (ألم تر الجن وإبلاسها) بالموحدة والمهملة والمراد به اليأس ضد الرجاء.
وفي رواية أبي جعفر " عجبت للجن وإبلاسها " وهو أشبه بإعراب بقية الشعر، ومثله لمحمد بن كعب لكن قال: " وتحساسها " بفتح المثناة وبمهملات، أي أنها فقدت أمرا فشرعت تفتش عليه.
قوله: (ويأسها من بعد إنكاسها) اليأس بالتحتانية ضد الرجاء والإنكاس الانقلاب، قال ابن فارس: معناه أنها يئست من استراق السمع بعد أن كانت قد ألفته، فانقلبت عن الاستراق قد يئست من السمع.
ووقع في شرح الداودي بتقديم السين على الكاف، وفسره بأنه المكان الذي ألفته، قال: ووقع في رواية " من بعد إيناسها " أي أنها كانت أنست بالاستراق، ولم أر ما قاله في شيء من الروايات، وقد شرح الكرماني على اللفظ الأول الذي ذكره الداودي وقال: الإنساك جمع نسك، والمراد به العبادة، ولم أر هذا القسيم في غير الطريق التي أخرجها البخاري.
وزاد في رواية الباقر ومحمد بن كعب وكذا عند البيهقي موصولا من حديث البراء بن عازب بعد قوله: " وأحلاسها ":
تهوي إلى مكة تبغي الهدى ما مؤمنوها مثل أرجاسها
فاسم إلى الصفوة من هاشم واسم بعينيك إلى رأسهـا
وفي روايتهم أن الجني عاوده ثلاث ليال ينشده هذه الأبيات مع تغير قوافيها، فجعل بدل قوله إبلاسها " تطلابها " أوله مثناة، وتارة " تجآرها " بجيم وهمزة، وبدل قوله أحلاسها " أقتابها " بقاف ومثناة جمع قتب، وتارة " أكوارها " وبدل قوله.
ما مؤمنوها مثل أرجاسها " ليس قداماها كأذنابها " وتارة " ليس ذوو الشر كأخيارها " وبدل قوله: رأسها " نابها " وتارة قال: " ما مؤمنو الجن ككفارها".
وعندهم من الزيادة أيضا أنه في كل مرة يقول له " قد بعث محمد، فانهض إليه ترشد"، وفي الرواية المرسلة قال: " فارتعدت فرائصي حتى وقعت"، وعندهم جميعا أنه لما أصبح توجه إلى مكة فوجد النبي صلى الله عليه وسلم قد هاجر، فأتاه فأنشده أبياتا يقول فيها:
أتاني رئى بعد ليل وهجعة ولم يك فيما قد بلوت بكاذب
ثلاث ليال قوله كل ليلة أتاك نبي من لؤي بن غالب
يقول في آخرها:
فكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة سواك بمغن عن سواد بن قارب
وفي آخر الرواية المرسلة " فالتزمه عمر وقال: لقد كنت أحب أن أسمع هذا منك".
قوله: (ولحوقها بالقلاص وأحلاسها) القلاص بكسر القاف وبالمهملة جمع قلص بضمتين وهو جمع قلوص وهي الفتية من النياق، والأحلاس جمع حلس بكسر أوله وسكون ثانيه وبالمهملتين وهو ما يوضع على ظهور الإبل تحت الرحل.
ووقع هذا القسيم غير موزون.
وفي رواية الباقر " ورحلها العيس بأحلاسها " وهذا موزون، والعيس بكسر أوله وسكون التحتانية وبالمهملتين: الإبل.
نفع الله بكم، وجزاكم خيرًا
جزاكم الله خيرا .