السلام عليكم ورحمة الله
كثرت بدع شهر رجب وكثرت العبادات المُحدثة فيه
ومن أشهر العبادات التي اختص بعض الناس بها هذا الشهر (العمرة)
وقد ظن الكثير من الناس بأن لها أفضلية على غيرها من الشهور, وقد دلت الأحاديث الصحيحة على أفضلية العمرة في شهر رمضان لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عمرة في رمضان تعدل حجة"
كما ثبت للعمرة في أشهر الحج أفضلية لقول أنس رضي الله عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمر كلهن في ذى القعدة التى مع حجته) رواه البخاري ومسلم
وأما قول ابن عمر رضي اله عنه بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اعتمر ثلاث عمرات في ذي القعدة وواحدة في شهر رجب فقد أنكرته عائشة رضي الله عنها وقالت: (يغفر الله لأبي عبد الرحمن, ما اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهو معه وما اعتمر في رجب قط).
وفي رواية أنها قالت: (ما اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجب قط) متفق عليه.
وقال شيخ الإسلام -رحمه الله- في مجموع الفتاوى - (ج 26 / ص 74)
"فَعَائِشَةُ أَنْكَرَتْ كَوْنَهُ اعْتَمَرَ فِي رَجَبٍ وَمَا أَنْكَرَتْ كَوْنَهُ اعْتَمَرَ أَرْبَعَ عُمَرٍ . فَقَدْ اتَّفَقَتْ عَائِشَةُ وَابْنُ عُمَرَ عَلَى أَنَّهُ اعْتَمَرَ أَرْبَعَ عُمَرٍ كَمَا رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ أَنَسٍ . وَقَدْ ثَبَتَ بِاتِّفَاقِ النَّاسِ أَنَّهُ لَمْ يَعْتَمِرْ بَعْدَ الْحَجِّ"
وقال أيضا: "وَقَدْ اتَّفَقَ أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَى مَا قَالَتْ عَائِشَةَ بِأَنَّ عُمَرَهُ كُلَّهَا كَانَتْ فِي ذِي الْقِعْدَةِ وَهُوَ أَوْسَطُ أَشْهُرِ الْحَجِّ"
أ.هـ
وقال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله
"أما تخصيص بعض أيام رجب بأي شيء من الأعمال الزيارة وغيرها فلاأصل له ، لما قرره الإمام أبو شامة في كتاب "البدع والحوادث" أن تخصيص العباداتبأوقات لم يخصّصها بها الشرع لا ينبغي ، إذ لا فضل لأي وقت على وقت آخر إلا ما فضلهالشرع بنوع من العبادة ، أو فضل جميع أعمال البر فيه دون غيره ، ولهذا أنكر العلماءتخصيص شهر رجب بكثرة الاعتمار فيه"أ.هـ
ولا شك أن العمرة تشرع في أي وقت من السنة, ولكن البدعة في اعتقاد أفضلية أو تخصيص وقتا مُعينا لها كشهر رجب أو جماد الآخر أو غيرها من الشهور التي لم يرد فيها نص.