السيرة النبوية والشمائل المحمدية
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
الحلقة(102)
بشارات الكتب السماوية السابقة به صلى الله عليه ( 6 )
البشارة الثانية من بشائر التوراة :
وقفنا فيما سبق مع البشارة الأولى من بشائر التوراة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وفي هذه الصفحات نعرض لبقية البشارات فإلى البشارة الثانية بتوفيق الله تعالى :
البشارة الثانية من بشائر التوراة:
جاء في سفر التثنية ( 33: 2 ) : قال موسى عليه السلام في آخر وصاياه قبل موته: " أقبل الربّ من سيناء، وأشرق عليهم من سعير، وتألّق في جبل فاران ، جاء محاطا بعشرات الألوف من الملائكة وعن يمينه يومض برق عليهم".
وجاء في طبعة الكتاب المقدس الفرنسي لسنة 1860 ما تعريبه: " جاء الربّ من سيناء وأشرق لهم من سعير، وتلألأ من جبل فاران وخرج من بين العشرة آلاف من القدّيسين. ومن يمينه خرجت نار الشريعة تجاههم. "
وجاء في الترجمة الانجليزية لمخطوطات البحر الميت تثنية( 33: 2 )(ترجمة وتعليق مارتن أبيج ، وبيتر فلنت ، وأوجين أولريش ، ص 193:
ما تعريبه: " جاء الربّ من سيناء، وأشرق عليهم من ساعير، وتلألأ من جبل فاران، وجاء من العشرة آلاف قدّيس، وبيمينه شرعة نارية لهم. "
وقد اعتبر القسيس المهتدي إلى الإسلام" إبراهيم خليل" أنّ هذه النبوءة تتطابق مع قوله تعالى: ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) [ سورة التين/ 1- 3]
فالله قد أقسم بنفس الأماكن الثلاثة التي ذكرت في التوراة نظرا لأهميتها:
فالقسم بالتين والزيتون: مجاز عن منابتهما في فلسطين، حيث سكن عيسى عليه السلام، وتقابل ساعير.
والقسم بطور سينين: قسم بالجبل الذي كلّم الله عليه موسى عليه السلام.
والقسم بالبلد الأمين: مكّة المكرمة ، وتقابل فاران.
لقد جاء الحديث عن التين كتشبيه لبني إسرائيل في الكثير من المواضع في الكتاب المقدس.
فقد قال النبيّ هوشع: " وجدت إسرائيل كعنب في البرية، ورأيت آباءهم كباكورة ثمر شجرة التين في أول موسمها" (هوشع 9: 10) .
وقال النبيّ إشعياء: " وتضحى زهرة جمالها المجيد التي تكلّل رأس الوادي الخصيب كباكورة التين قبل موسم الصيف التي يراها الناظر فيقتطفها ويبتلعها" (إشعياء 28: 4) .
وجاء ذكر" الزيتون" كعلامة على النمو والارتقاء في بني إسرائيل:
فقد ورد في المزمور 52: 8 أنّ داود قال: " أما أنا فمثل زيتونة خضراء في بيت الله وثقت برحمة الله إلى الدهر والأبد".
وقال النبيّ إرمياء: " قد دعاك الربّ مرّة زيتونة خضراء ذات ثمر بهيج المنظر ... " (إرمياء 11: 16، هوشع 14: 6) .
وموسى وعيسى عليهما السلام من بني إسرائيل، أمّا سيّد البلد الأمين فهو محمد" الفاراني" صلّى الله عليه وسلّم.