كتاب اللفيف في كل معنى طريف
كتاب اللفيف في كل معنى طريف
شرح التسهيل لابن مالك (3/ 343)
"وما يوجد في كتب النحويين من نحو: (ما قام سعد لكن سعيد)، و(لا تزر زيدا لكن عمرا)، فمن كلامهم لا من كلام العرب، ولذلك لم يمثل سيبويه في أمثلة العطف إلا بـ(ولكن)، وهذا من شواهد أمانته، وكمال عدالته، لأنه لا يجيز العطف بها غير مسبوقة بواو، وترك التمثيل به لئلا يعتقد أنه مما استعملته العرب"
يقال: إن أحد النحاة سئل هكذا:
بما توصيني ؟
فقال: بتقوى الله وإسقاط الألف من (ما)
المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها (2/ 38)
"ومن ذلك قراءة علي بن أبي طالب وابن عباس "عليهما السلام" وابن يعمَر وأبي حرب بن أبي الأسود والحسن والجحدري وقتادة وأبي نَهِيك وجعفر بن محمد: "يَرِثُنِي وَارثٌ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ".
قال أبو الفتح: هذا ضرب من العربية غريب، ومعناه التجريد؛ وذلك أنك تريد؛ فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي منه أو به وَارثٌ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ، وهو الوارث نفسه، فكأنه جَرَّدَ منه وارثًا.
ومثله قول الله تعالى: {لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ} ، فهي نفسها دارُ الخلد، فكأنه جَرَّدَ من الدارِ دارًا،
وعليه قول الأخطل:
بنزوةِ لصٍّ بعد ما مرَّ مُصعَبٌ ... بأشعثَ لا يُفْلَى ولا هو يَقْمَلُ
ومصعب نفسه هو الأشعثُ، فكأنه استخلص منه أشعثَ"
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(العربية إنما احتاج المسلمون إليها لأجل خطاب الرسول بها, فإذا أعرض عن الأصل كان أهل العربية بمنزلة شعراء الجاهلية, أصحاب المعلقات السبع ونحوهم, من حطب النار)
قال أبو جعفر النحاس:
"وحكى نحويون: هذا جحر ضبّ خربٍ. [قال أبو جعفر]: هذا مما لا ينبغي أن يحمل كتاب الله جلّ وعزّ عليه، وقد ذكر سيبويه أن هذا من العرب غلط واستدلّ بأنهم إذا ثنّوا قالوا: هذان جحرا ضبّ خربان لأنه قد استبان بالتثنية والتوحيد، ونظير هذا الغلط قول النابغة:أمن آل ميّة رائح أو مغتدي ... عجلان ذا زاد وغير مزوّدفلا يجوز مثل هذا في كلام ولا لشاعر نعرفه فكيف يجوز في كتاب الله جلّ وعزّ" انتهى, إعراب القرآن للنحاس (2/ 230)
زعم البوارح أنّ رحلتنا غد ... وبذاك خبّرنا الغراب الأسود
قلت: وهذا يدل على أن النحاة والمفسرين لا يحملون التفسير على مثال غير صحيح عن العرب, أو على لغة ضعيفة يتنزه القرآن عنها, فإن رأيت خلافا بينهم في الاحتجاج بشاهد هذا وصفه, فالخلاف في كونه صح عن العرب أو لم يصح, والله أعلم
قال الأصمعي: "قدم عراقي بعدل من خُمُر العراق إلى المدينة، فباعها كلها إلا السود، فشكا ذلك إلى الدارمي، وكان قد تنسك وترك الشعر ولزم المسجد فقال: ما تجعل لي على أن أحتال لك بحيلة حتى تبيعها كلّها على حكمك؟ قال: ما شئت!! قال: فعمد الدارمي إلى ثياب نسكه! فألقاها عنه وعاد إلى مثل شأنه الأول، وقال شعرا ورفعه إلى صديق له من المغنين، فغنى به وكان الشعر:قل للمليحة في الخمار الأسود ... ماذا فعلت بزاهد متعبّدفشاع هذا الغناء في المدينة: وقالوا: قد رجع الدارمي وتعشق صاحبة الخمار الأسود. فلم تبق مليحة بالمدينة إلا اشترت خمارا اسود، وباع التاجر جميع ما كان معه؛ فجعل إخوان الدارمي من النساك يلقون الدارمي فيقولون: ماذا صنعت؟ فيقول: ستعلمون نبأه بعد حين. فلما أنفذ العراقي ما كان معه، رجع الدارمي إلى نسكه ولبس ثيابه"
قد كان شمّر للصلاة ثيابه ... حتى خطرت له بباب المسجد
ردّي عليه صلاته وصيامه ... لا تقتليه بحقّ دين محمد
العقد الفريد (7/ 17)
ذكر البغدادي في تاريخ بغداد:
"أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن علي المقرئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن بْن النجار الْكُوفيّ، قَالَ: أنشدنا أَبُو علي الْحَسَن بْن داود النَّقَّار، قَالَ: أنشدنا أَبُو عيسى بْن زهير التغلبي عَن مُحَمَّد بْن الجهم السمري يَمدح الفراء:يا طالب النحو التمس علم ما ألَّفه الفراء في نَحوه
أفاد من يأتيه ما لَم يكن يعلم من قبل ولَم يحوه
ستين حدًّا قاسها عالِمَا أملها بالحفظ من شدوه
على كلام العرب المنتقى من كل منسوب إلى بدوه
سوى لغات ومعان لقد أرشده الله ولَم يغوه
وجمع ما احتيج إلى جَمعه والوقف في القرآن أو بدوه
ومصدر الفعل وتصريفه في كل فن جاء من نشوه
إلى حروف طرف أثبتت في أول الباب وفي حشوه
وصنف المقصور والممدود والتحويل في الخاطين أو شلوه
أو مثل بادى الرأي في قولِهم يخطف من البرق لدى ضوئه
وفي البهي الكلم المرتضى من حسنه والنهى عن سوئه
رام سواه فانثنى خائبًا وأخطأ المعنى ولَم يشوه
فرحمة الله على شيخنا يَحيى مع الأبرار في علوه
كافأه الرحمن عنا كما أروى الصدي بالسيب من نوِّه
فاصطف ما أملاه من علمه وصنه واستمسك به واروه
وقول سيبويه وأصحابه وقطرب مشتبه فازوه
عنك وما أملى هشام وما صنفه الأحمر في زهوه
أو قاسم مولى بني مالك من المعاني فاسم عن غروه
فليس من يغلط فيما روى كحافظ يؤمن من سهوه
ولا ذوو ضحل إذا ما اجتدوا كالبحر إذا يغرق عن رهوه
ولا وضيع القوم مثل الذي يحتل بالإشراف من سروه
قال الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه (2/ 189)
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ , نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ , نا أَبُو بَكْرٍ الصُّولِيُّ , نا جَبَلَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ , نا أَبِي: قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ شُبْرُمَةَ , فَسَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ , فَفَسَّرَهَا لَهُ , فَقَالَ: لَمْ أَفْهَمْ , فَأَعَادَ , فَقَالَ: لَمْ أَفْهَمْ , فَأَعَادَ , فَقَالَ: لَمْ أَفْهَمْ , فَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ لَمْ تَفْهَمْ لِأَنَّكَ لَمْ تَفْهَمْ , فَسَتَفْهَمُ بِالْإِعَادَةِ , وَإِنْ كُنْتَ لَمْ تَفْهَمْ لِأَنَّكَ لَا تَفْهَمُ , فَهَذَا دَاءٌ لَا دَوَاءَ لَهُ»
قال أبو العلاء المعري عن ابن السيرافي: "وحدّثني من رآه وبين يديه أربعمئة ديوان،وهو يعمل هذا الكتاب". يقصد شرح أبيات إصلاح المنطق
وفيات الأعيان٧٣/٧
قال البشير الإبراهيمي رحمه الله
"كان الأصمعي ويونس وأبو عبيدة وأضرابهم يقومون بتدوين اللغة وحفظها، وكان الخليل وسيبويه وابن جني وأمثالهم يقومون بتفريعها وتخطيط مقاييسها"
http://www.alukah.net/literature_language/0/69522/
أهدى الجاحظ للزيات كتاب سيبويه
"فقال: أتظن أن خزائننا خالية منها؟
فقال: هذه بخط الفراء، ومقابلة الكسائي، وتهذيب الجاحظ, فقال: هذه أجل نسخة"
وفي أخبار أبي القاسم الزجاجي:
اخبرنا ابن شقير قال اخبرنا أحمد بن عبيد عن يعقوب بن السكيت قال: كان في العرب رجل سيئ الأقتضاء وآخر سيئ القضاء يقال له عقرب. فقالت العرب: وددنا أن تقع بينهما معاملة لننظر كيف يفعلان. فوقعت بينهما معاملة إلى أجل، فلما كان قبل الأجل بشهر وافى المقتضي إلى باب عقرب فبنى بحذائه دكانا فجلس عليه، فخرج عقرب فقال: ما جاء بك؟ قال: خير. قال: أوحل دينك؟ قال: وهل اقتضيتك؟ قال: فما قعودك على بابي؟ قال: أو تمنعني في الطريق؟ فلم يزل مقيما على الدكان ثلاثين يوما ليله ونهاره حتى حل الأجل، فخرج عقرب عليه فضرب بيده إليه، فما فارقه حتى قضاه دينه وأنشأ يقول:قد تجرت في سوقنا عقرب ... لا مرحبا بالعقرب الفاجرة
كل عدوّ يتقي شرّه ... ويتقى حمته الدابره
إن عدوّ كيده في أسته ... لغير ذي شر ولا مائره
إن عادت العقرب عدنا لها ... وكانت النعل لها حاضره
قال علي بن الحسين الضرير النحوي الأصبهاني:
أحبب النحو من العلم فقد ,,, يدرك المرء به أعلى الشرف
إنما النحوي في مجلسه ,,,, كشهاب ثاقب بين السدف
يخرج القرآن من فيه كما ,,,, تخرج الدرة من بين الصدف
نفع الله بك وبفوائدك الماتعة .
قال الأزهري في تهذيب اللغة :
ورجلٌ أهدَبُ: طَوِيل أشفار الْعين، النّابِت كثيرُها. قلت: كأنّه أَرَادَ بأَشفار الْعين مَا نَبت على حُرُوف الأجفان من الشَّعَر، وَهُوَ غَلَط، إِنَّمَا شُفْرُ العيْن مَنْبِت الهَدَب من حُرُوف أجفان الْعين، وَجمعه أشفار.اهــ
وفي تاج العروس :
( ورَجُلٌ أَهْدَبُ : كَثيرُهُ ) أَي الشَّعَرِ النّابِتِ على شُفْرِ العينِ . وقال الليْثُ : رجلٌ أَهْدَبُ : طَوِيلُ أَشْفارِ العَيْنِ كَثِيرُها . قال الأَزْهَرِيُّ : كأَنَّهُ أَرادَ بأَشْفارِ العَيْنِ الشَّعَرَ النّابتَ على حُروف الأَجْفان ، وهو غَلَطٌ . إِنّما شُفْرُ العين : مَنْبِتُ الهُدْبِ من حَرْفَيِ الجَفْنِ ، وجَمعُه أَشْفَارٌ . وفي الصَّحاح : الأَهْدَبُ : الكثيرُ أَشْفَارِ العَيْنِ . وفي صِفته ، صلى الله عليه وسلم ( كان أَهْدَبَ الأَشْفَارِ ) . وفي رواية : ( هَدبَ الأَشْفارِ ) أَي : طويلَ شَعَرِ الأَجْفانِ . وفي حديثِ زِياد : ( طويلُ العُنُقِ أَهْدَبُ ) .
قال الزجاجي في أماليه :
أخبرنا : أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري ، عن أبيه ، عن بعض شيوخه ، عن محمد بن خازمٍ " و كان شاعراً ظريفاً " قال: دعانا بشار بن برد وكانت عنده قينتان تغنيان، فكان في المجلس من يعبث بهما ويمد يده إليهما فأنفتْ له من ذلك فكتبت إليه من الغد:
اتَّق الله أنت شاعر قيسٍ ... لا تكن وصمةً على الشعراءِ
إن إخوانك المقيمين بالأم ... س أتوا للزناءِ لا للغناءِ
أنت أعمى وللزناة هناتٌ ... منكراتٌ تخفي على البصراء
هبك تستسمع الحديث فما علم ... ك فيه بالغمز والإيماء
والإشارات بالعيون وبالأي ... دي وأخذ المعاد للإلتقاءِ
قطعوا أمرهم وأنت حمارٌ ... موقرٌ من بلادةٍ وغباءِ
قال: فأدخلهما السوق فباعهما.
قال أبو حيان التوحيدي لشيخه أبي سليمان:"هل بلاغة أحسن من بلاغة العرب؟
فقال: "هذا لا يبين لنا إلا بأن نتكلم بجميع اللغات على مهارة وحذق، ثم نضع القسطاس على واحدة واحدة منها حتى نأتي على آخرها وأقصاها ثم نحكم حكما بريئاًً من الهوى والتقليد والعصبية والمين، وهذا ما لا يطمع فيه إلا ذو عاهة؟ ولكن قد سمعنا لغات كثيرة من أهلها، أعني من أفاضلهم وبلغائهم، فعلى ما ظهر لنا وخيل إلينا لم نجد لغة كالعربية، وذلك لأنها أوسع مناهج، وألطف مخارج، وأعلى مدارج، وحروفها أتم، وأسماؤها أعظم، ومعانيها أوغل، ومعاريضها أشمل، ولها هذا النحو الذي حصته منها حصة المنطق من العقل، وهذه خصة ما حازتها لغة على ما قرع آذاننا وصحب أذهاننا من كلام أجناس الناس، وعلى ما ترجم لنا أيضاً من ذلك؛ ولولا أن النقص من سوس هذا العالم وتوسه لكان علم المنطق بهيئة الطبيعة بالعربية، وكانت بسوق العربية إلى طبائع اليونانية، فكانت المعاني طباقاً للألفاظ والألفاظ طباقاً للمعاني، وحينئذ كان الكمال ينحط إليه عن كثب، والجمال بصادفه بلا رغب ولا رهب".
المقابسات (ص: 293, 294)
قال ابن عاشور في التحرير والتنوير (1/ 425):
" وَالاستكْبَارُ التَّزَايُدُ فِي الْكِبْرِ لِأَنَّ السِّينَ وَالتَّاءَ فِيهِ لِلْمُبَالَغَةِ لَا لِلطَّلَبِ كَمَا عَلِمْتَ، وَمِنْ لَطَائِفِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ أَنَّ مَادَّةَ الِاتِّصَافِ بِالْكبرِ لم تجىء مِنْهَا إِلَّا بِصِيغَةِ الِاسْتِفْعَالِ أَوِ التَّفَعُّلِ إِشَارَةً إِلَى أَنَّ صَاحِبَ صِفَةِ الْكِبْرِ لَا يَكُونُ إِلَّا مُتَطَلِّبًا الْكِبْرَ أَوْ مُتَكَلِّفًا لَهُ وَمَا هُوَ بِكَبِيرٍ حَقًّا"
قال أحد الطلبة لابي الحسن الاشبيلي:يا أستاذ ما الكموج؟
فقال له أبو الحسن: وأين رأيت هذه اللفظة؟
قال: في قول امرىء القيس: وليل كموج البحر أرخى سدوله.
فقال ابوالحسن: الكموج: دويبة من دواب البر تحمل الكتب ولا تعلم ما فيها