لماذا معلم التجويــــــــد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلّم):- " إنما الدنيا لأربعةِ نفرٍ : عبدٌ رزقَهُ اللهُ مالاً وعِـلماً ؛ فهو يتَّـقي فى مالِـه ربَّـهُ ، ويَصِلُ فيه رَحِـمَهُ ، ويَعلمُ لله فيه حقّاً ؛ فهذا بأحسنِ المنازلِ عند الله ، ورجلٌ آتَـاهُ اللهُ عِـلماً ولم يُـؤتِهِ مالاً ؛ فهو يقول : لو أنَّ لي مالاً لعمِـلتُ بِعَمَلِ فلانٍ ، فهو بِـنِيَّـتِهِ وهما فى الأجـرِ سواءٌ ، ورجلٌ آتاهُ اللهُ مالاً ولم يُؤتِهِ عِلماً ؛ فهو يَخْبَطُ فى مالِـهِ لا يتَّقي فيه ربَّهُ ، ولا يصِلُ فيهِ رَحِمَهُ ولا يَعْـلَمُ لله فيه حقاً ؛ فهذا بأسوَءِ المنازلِ عند الله ، ورجلٌ لم يُؤتِه اللهُ مالاً ولا علماً فهو يقول لو أنّ لي مالاً لعمِلْـتُ بعملِ فلانٍ ، فهو بِـنِيَّـتِهِ ، وهم فى الوِزرِ سواءٌ " . ( رواه الترمذي (9/199 – 200 ) ورواه أحمد وابن ماجه وصححه الألباني ) .
وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : "... ومَن سَلَـكَ طريقاً يطلبُ فيه علماً ؛ سَلَـكَ اللهُ به طريقاً من طُرُقِ الجنّة ، وإنّ الملائكةَ لَـتَضَعُ أجنِحتَها رِضاً لطالب العلم ، وإنّ العالمَ يستغفرُ لهُ من فى السماوات ومن فى الأرضِ والحيتانُ فى جوفِ الماءِ ، وإنّ فضلَ العالِمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ ، وإنّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ ، وإنّ الأنبياءَ لم يُورّثُـوا ديناراً ولا درهماً ، وإنّما وَرّثوا العلمَ ، فمن أخذه أخذَ بحظٍّ وافرٍ " .(رواه أبو داود (10/72-73-) والترمذي (10/154-155 begin_of_the_skype_highlightin g 10/154-155 end_of_the_skype_highlighting) وحسنه الألباني فى صحيح الترغيب ) .
وعن عليٍّ بن أبي طالب – رضي الله عنه - قال : " الناسُ ثلاثةً :- فعالمٌ ربَّانيٌّ ، ومُتعلِّمٌ على سبيل نجاةٍ ، وهَمَجٌ رِعاعٌ أتباعُ كلِّ ناعقٍ يميلون مع كلِّ ريحٍ ، لم يستضيئوا بنورِ العلمِ ، ولم يلجئوا إلى رُكْنٍ وثيق ، العلمُ خيرٌ من المال ، العلمُ يحرُسُكَ أنتَ وأَنتَ تحرُسُ المالَ...." ( رواه أبو نعيم فى الحلية ( 1/ 79 -80 ) ) .
فإذا اخترتَ العلمَ حارساً لك فنِعْمَ الاختيار ، وإن أردت التعلُّمَ على سبيلِ النَّجاةِ فهذا هو السبيل ، أمّا إن أردتَ زيادةً فى الفضل وعُـلُوّاً فى المنزلة ؛ فانهَجْ نَهْجَ العالِمِ الرَّبّانِيّ ، الذي يُربّي نفسَهُ ويُؤدِّبُها قبل أن يُربِّي غيرَهُ ويُؤدِّبَـهُ ، فيَحْمدَ نعمةَ خالقِهِ وبارِئِهِ الذي أنعمَ عليهِ بأجلِّ النِّعمِ وأَصلحَهُ وربَّـاهُ ، ( فيُحسِنَ تربيةَ من جُـعِلَت تربيتُهُ إليهِ، فَيَـقومَ بأمرِهِ ومصالِحِهِ كما قام الحقُّ به ، فيُـرقِّـيهِ شيئاً فشيئاً ، وَطَوْراً فَـطَوْراً ، ويحفظَهُ ما استطاعَ جُهْـدَهُ كما حفِـظَهُ الله .
قال ابنُ عباسٍ وسُـئِلَ عن الرَّبَّـانيّ ، فقال : هو الذي يعلمُ الناسَ بصغارِ الأمرِ قبل كبارِه ِ.
فالعالمُ الربانيُّ هو الذي يُحقِّـقُ علمَ الربوبيةِ ويُربِّي الناسَ بالعلمِ على مِقدارِ ما يحتملونَـه ، فيبذُلَ لخواصِّهِـم جوهَرَهُ ومكنونَه ، ويبذُلَ لعوامِّهِـم ما ينالون به فضلَ الله ويُـدركونه ).(الجامع لأسماء الله الحسنى ) .
وتذكَّر دائما – أيُّها المُعلِّم – أنَّـك قبل أن تكون مُـعلِّماً ؛ كنت مُتعلِّـماً ، تستعصي عليك المعلومةُ حيناً ، وتخفى عليك حيناً ، وتتعثَّرُ فى فهمِـها حيناً ، وتتَـخبَّـطُ فى صحتِها حيناً ، وتُخطِئُ فى تطبيقها حيناً.
فإن تذكّرتَ ذلك دوماً ؛ حّـنَوْتَ على طلابِك وطلابِ علمِك ، فسقيتَـهم منه قَـطَراتٍ نَـدِيَّـة ، تُرطِّـبُ بها شِفاهَـهُم ، ثم أغدقتَ عليهم بما يروي ظمأهم ، فإن ارتَـوَوْا ؛ زدتَـهم منه ما يشفي قلوبَهم ، ويسموا بأرواحِهم ، ليكونوا ربَّـانِيّـينَ حقّـاً ، يتخذونك قدوةً لهم ، وأثَراً يُقْـتَفَى ، وعَـلَماً يُرْتَقَى إليه ، ونَجْـماً يُهْتَـدَى به ، فَيسلُكون نهجك القويمَ ، ويُـبلِّغُوا عنك علمك لِـمَن لَمْ يَـرَكَ بعينِـه قَـطّ ، ولم يسمعْ صوتَـكَ باُذُنِـهِ قطّ ، فتنالَ الأجرَ والثوابَ من غير انقطاعٍ ، كما قال رسول الله ) صلى الله عليه وسلم)" : إذا مات ابنُ آدمَ انقطعَ عملُـه الا من ثلاث : صدقةٍ جارية ، أو علمٍ يُنـتفَـعُ به ، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له" .
(إرشادات لمعلم التجويد / المذكرات الجلية في مخارج الحروف وصفاتها الذاتية) .
وخير معلم هو معلم القرآن ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه) والاهتمام به لأنه يجب عليه العمل بما يتعلم ويُعلم وإتقان الأداء وهو القراءة الصحيحة المتقنة ، مع الإلمام التام بالمادة النظرية وفهمها فهما صحيحا يستطيع به تطبيقها عمليا ، ليس على نفسه فقط ، وإنما على من يعلمهم ويصحح لهم .