( 9 )
يوما ما حدث جدال بين الزوجين تخللته دمعات من الزوجة
ومدافعات من الرجل فلما حمى وطيس الجدال انفجرت الزوجة
كالبركان القاذف لحممٍ المتتالية فما كان من الزوج إلا أن التزم
السكوت التام حتى انتهت الزوجة ولما كاد البركان أن يخمد تماما
قام قائلا لها بهدوء مغيظ :
اعلمي يا هذه أني والله نسيتُ كل ما قلتيه تماما
فالحمد لله الذي جعل لي أذنين دخل كلامك من إحداهما وخرج سريعا
من الأخرى ....
ثم تركها كامدة جامدة وذهب ...
أمة الوهاب وساة بنت محمد جزاكما الله خيرا وأحسن إليكما
.سبحان الله ليس كل الأزواج أزواج فرحمك الله يا أبا عبدالرحمن (الوراق). كان ما أوسع صدره وما أطيب قلبك وما أفضل حديثك وما أكرمك وما أهناك .... ليس هناك ما يعيبه في حياته الأسرية والإجتماعية ووالله كان هذا بما يرضي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فوالله كان نادرا ولو كتبت صفحات عنه لا أعطيه حقه بالوصف الحسن، فرحمه الله تعالى وجعل الفردوس الأعلى مقامه ومقامنا بدون حساب ولا سابقة عذاب يا رب العالمين.
وهدى الله أزواجكم وزوجاتكم لما يحب ويرضا وبارك لجميعكم في حياته اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين.
(10 )
الزوج يذهب إلى الدوام في الصباح الباكر ، ويعود منه قبيل العصر
يتقوت بلقيمات ثم يخرج لصلاة العصر ولا يعود إلا قبيل المغرب
يمكث قليلا ثم يخرج لصلاة المغرب ثم لا يعود إلى بيته إلا منتصف الليل
تقريبا ليطعم ثم ينام ليقوم قبيل الفجر يستأنف يوما آخر كسابقه وهكذا دويليك
- أما يوم العطلة ( الجمعة ) فبعد أن يصلي الفجر راشدا ينام حتى الحادية عشرة
ثم يقوم يتقوت بلقيمات ويستعد للصلاة يبغي إليها البكور عله ينال أعلى الأجور
يذهب مع رفقائه إلى الصلاة ويعود قرب العصر ثم لا يلبث أن يخرج للصلاة مؤكدا
على أهله أنه سيعود مريضا أو يصل رحما أو سيتدخل لإصلاح ذات بين أو ....
ثم يعود بين المغرب والعشاء ليتقوت ثم يخرج إلى الصلاة ثم لا يعود إلى بيته
إلا منتصف الليل تقريبا ....
- الزوجة تشكوه - بتحسس- إليه : للأولاد حق بورك فيك !
- الزوج بدهشة : وهل قصرت في شيء ؟!
- الزوجة بدهشة أكبر : نعم والله في كل شيء!!
- الزوج مدافعا : إنا لله ... وهل أجلس في البيت ولا أذهب إلى الدوام
أو إلى أي مكان ....؟ّ
- الزوجة برجاء : ومن ذا الذي يستطيع قول ذلك !
فقط سويعات قليلة صدقة على الأولاد فضلا ...
- الزوج بغيظ : وما ينقص الأولاد ؟ وما وظيفتك إذن ؟!
- الزوجة بتصبّر : يحتاجون توجيهات أب رجل ، لا تعلق لهم بك ألبتة
هل هذا يرضي الله .!!..
أضعف الإيمان أن تستيقظ باكرا يوم الجمعة ثم تصحب الذكور معك إلى الصلاة ...
- الزوج مستنكرا : سبحان ربي العظيم ..
أتستكثرين عليّ الراحة يوم عطلتي ، والخروج خليّا مع رفقتي !!!
- الزوجة بيأس : الأولاد أحق والله ... خيركم خيركم لأهله
- الزوج ينهي الحوار بحدة : اسمعي يا هذه و اعي :
هذه حياتي وأنا كذلك ، ووالله لن أنصاع لك
فلست ذلك الرجل الذي تسيره زوجته
ولذا أنا على ما أنا عليه وما تستطيعه بلا إنظار افعليه ...
- الزوجة باكية : إلى الله أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس ...
ما أسمجه!
اللهم آمين ، آمين ، اللهم آمين ، اللهم آمينسبحان الله ليس كل الأزواج أزواج فرحمك الله يا أبا عبدالرحمن (الوراق). كان ما أوسع صدره وما أطيب قلبك وما أفضل حديثك وما أكرمك وما أهناك .... ليس هناك ما يعيبه في حياته الأسرية والإجتماعية ووالله كان هذا بما يرضي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فوالله كان نادرا ولو كتبت صفحات عنه لا أعطيه حقه بالوصف الحسن، فرحمه الله تعالى وجعل الفردوس الأعلى مقامه ومقامنا بدون حساب ولا سابقة عذاب يا رب العالمين.
وهدى الله أزواجكم وزوجاتكم لما يحب ويرضا وبارك لجميعكم في حياته اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين.
إن كانت الزوجة تمسك بمرفق الزوج للضرورة فلا بأس به .أما هذه فأضحكتني كثيرا لأنها ذكرتني بشكوى قريبة لي كانت تسكن في المدينة قبل الزواج ثم انتقلت لقرية بعد الزواج قالت شاكية :
بعد مدة قصيرة من زواجي خرجت مع زوجي لسبب ما وكانت الطريق غير ممهدة فأردت الإمساك
بمرفقه لأستطيع السير بسهولة أكثر ، فما كان منه إلا أن زجرني بعد أن انتفض وأبعد يده عني بسرعة
ناظرا حوله كأنه تلبس بالجرم المشهود فتعجبت من فعلته بشدة !!!
فقال لي : هذا الفعل لا يليق في بلدتنا هذه فلا تفعليه ثانية فضلا ...
فسلمت أمري لله وسكت ............
وبعد عدة أشهر ذهبت مع زوجي إلى بلدة مجاورة لحاجة ما ، فأردت في الطريق
أن أتمسك بمرفقه لأستطيع ملاحقة خطواته ... فزجرني أيضا مغضبا وأبعد يده عن متناولي
ناظرا حوله فغضبت وقلت له : ماذا الآن ؟! لسنا في قريتنا ؟!
فقال متصبرا : لعل أحد من أهل قريتنا هنا لحاجة ... فارعوي رجاء !!!!!!!!!!!!!!!!!
فضحكتُ باكية .......... انتهى
أما غير الضرورة فليس من اللائق فعل ذلك عند كثير من الناس .
جزاكم الله خيرا جميعا وأحسن إليكم
( 11 )
العروس الصغيرة كانت تظن أنها إذا غضبت أو حزنت
ستتوقف الأرض عن الدوران وستبكي السماء مطرا
وستحتجب الشمس عن الشروق .
وقع الخلاف بينها وبين زوجها فتجادلا وفي أثناء الجدال
تركها زوجها غضبى باكية ثم ذهب لا يلوي على شيء
فجلست مكانها لساعات تبكي وتمني نفسها أنه حين يعود
أكيد سيترضاها و يجبر خاطرها ... ولكنها حتى ذلك الحين
لن تكلمه أبدا ...
وأخيرا عاد الزوج من الخارج ولم يلق السلام التزم الصمت
هو الآخر ... قامت فوضعت العشاء فأكل وحده صامتا
ثم قام إلى الفراش رأسا ونام ...
فاغتاظت العروس بشدة وبكت بجواره على الفراش وقد على
صوت نشيجها ولكنه لم يحرك ساكنا ..... فلما تعبت من البكاء
قامت تضيء كل مصابيح الغرفة عله يضطرب في منامه ...
والعجيبة أنه أدار ظهره لها ووضع الوسادة على وجهه ونام قرير العين
لا يشكو من شيء ....
زاد غيظها منه فأدارت المسجل الذي بجوار الفراش بأعلى
صوت على تلاوة طيبة لسورة ما فلم يتملل بل علا غطيطه
بانتظام وأريحية شديدة ...
بقيت جالسة حتى الصباح تجري دموعها بلا انقطاع ...
فقام من نومه نشطا لا يعكر صفوه شيء لم يكلف نفسه
عناء إلقاء نظرة عليها ولا راعه تورم عينيها ...
ثم تركها وذهب....
فجفت دموعها و قامت إلى الفراش وقد وعت جيدا الدرس
وعلمت أن ما كانت تظنه من بكاء السماء وانحجاب الشمس
وانكفاف الأرض عن دورانها لأجل حزنها محض أوهام
لا علاقة له بواقع الحياة ....
جزاكما الله خيرا وأحسن إليكما
( 12 )
الزوجة للزوج برجاء : فضلا راجع مع الولد جزءًا أو جزئين
الزوج بغضب : و لم لا تفعلين أنت ؟
الزوجة بتصبر : راجعت وأراجع وسأراجع -إن شاء الله - له باقي المواد ...
ثم خيركم من تعلم القرآن وعلمه بورك فيك .
الزوج ينادي الولد بضيق : هلمّ اقرأ يا سيدي ...
الزوجة متابعة لهما وهي تطهو ....
الزوج يراجع للولد بغلظة وضيق وتأفف لا يهتم بتكرار
تصويب ما يخطيء فيه الولد ولا يكلف نفسه عناء ربط
معاني الآيات بخواتيمها أو بعضها ببعض ليسهل عليه الحفظ
...كأنه مكره بل مقهور على فعل ذلك ، وأخيرا أكثر من نهر
الولد وضربه حتى علا صراخ الولد ونحيبه ..
حتى هنا لم تتمالك الزوجة نفسها وقد كانت تتصبر حتى عجزت
عن التزام الصمت فذهبت إليهما وبغيظ قالت : كفى يا أبا فلان كفى
أنت تراجع له كارها اتركه الله الغني عن مراجعتك التي ستتسبب
في نفور الولد من القرآن ... أنت زاهد في الأجر الله الغني الله الغني ...
الزوج غاضبا : أسأل الله أن يقبض هذا الولد لنستريح ...
الزوجة بدهشة عارمة : لم لم لم ... أهكذا يحل الإشكال !!!