الله أعلم حيث يجعل رسالته



النبوة.. ما أعظمها من كلمة! وما أجلها من نعمة!
إنها محض اجتباء من الله لعبد من عباده، وتمام اصطفاء له من بين خلقه، ليكون سفيره إلى الناس، بشيرا لهم ونذيرا، وداعيا إلى صراط الله بإذنه وسراجا منيرا، يبلغهم رسالات ربه: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ} (القصص: 68)..
وهكذا عرفت البشرية مصطفاها الجليل محمدا " صلى الله عليه وسلم" ، فقد كان اختياره الرباني مسلسلا بالاصطفاء والانتقاء، اختار سبحانه - بدءا - من خليقته ولد آدم، واختار من بني آدم ولد إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة من
خزيمة، ثم اختار من ولد كنانة قريشا، واصطفى بني هاشم من قريش، ثم اختار من بني هاشم سيد ولد آدم محمدا " صلى الله عليه وسلم" ، فهو خيار من خيار من خيار " صلى الله عليه وسلم" .
عن شداد أنه سمع واثلة بن الأسقع يقول: سمعت رسول الله " صلى الله عليه وسلم" يقول: «إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم» رواه مسلم، وعن
العباس بن عبدالمطلب، قال: قال النبي " صلى الله عليه وسلم" : «إن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم من خير فرقهم وخير الفريقين، ثم تخير القبائل فجعلني من خير قبيلة، ثم تخير البيوت فجعلني من خير بيوتهم، فأنا خيرهم نفسا، وخيرهم بيتا»
رواه الترمذي.
منقول