الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم :
جاء في طبقات الحنابلة في ترجمة معرف الكرخي وقد سئل: هل رأيت أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل ؟ قال : نعم وسمعت منه كلمتين أزعجتناني سمعته يقول : من علم أنه إذا مات نسي : أحسن ولم يسيء .
وفي رواية : سمعته يقول كلاما جمع فيه الخير ثم ذكر له هذه المقولة .
طبقات الحنابلة (1|381)
قلت : ما أعظم هذه الكلمة من هذا الإمام , وما أشد هذه الكلمة على نفس المرء , فالإنسان بطبيعته وغريزته يحب الذكر والشهرة , وخصوصا من يشتغل بأمر فيه نفع للعباد ديني أو دنيوي .
ولذلك استصعب معروف الكرخي هذه الكلمة وأزعجته وهو من يعرف بالزهد .
وكم يستصعبها المرء إذا تفكر بها , ويصارع نفسه في قبولها والعمل بها مع أنها كلمة جمعت حقيقة الزهد في هذه الدنيا الفانية , فرحم الله الإمام أحمد كم له من كلمات فيها تهذيب للنفس وتزكية لها .