قال الشيخ صالح ال الشيخ حياة الإنسان متعلقة بروحه ومتعلقة بجسده، وحياة الجسد بحلول الروح فيه، فإذا فارقت الروح الجسد صار الجسد عديم الحياة، لذلك تندثر أجزاؤه في التراب ويذهب، وأما الروح وهي داخلة في جملة تسمية الإنسان إنسانا، أما الروح فهي مخلوقة للبقاء لا للعدم.
لهذا إذا قيل ماتَ يعني صار جسمه لنوع من العدم أو صار جسمه للفناء، وأما روحه فهي للبقاء، لكن لها حياة تخصُّها.
والجسد عند أهل السنة في القبر له تعلق بالروح؛ فإن الحياة البرزخية للروح عند أهل السنة، والجسد تبعٌ لها؛ تبع للروح، ليست الحياة للروح فقط؛ بل هي للروح والجسد تابع، عكس الحياة الدنيا؛ فإن الحياة فيك الآن للجسد والروح تبعٌ، فيألم الجسد فتألم الروح، وهكذا يسعد الجسد فتسعد الروح إلى غير ذلك من التفصيل.
وأما بعد الحياة البرزخية يعني بعد الموت، فإن الموت حالة، صفة وُجدت أدَّت إلى انفصال الروح على البدن، فصارت الروح بالموت لها حياة تخصُّها، وصار البدن بالموت له صفة تخصه، وبين هذا وهذا تعلق.
يدلُّكَ هذا على صحة ما اختاره أهل السنة لما دلتهم الأحاديث وظاهر القرآن من أن الموت صفة توجد وليس عدما محضا، بل هو موجود له خصائصه، والموت بالآية مخلوق ﴿خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ﴾، وقولهم إن الموت والحياة هنا تَسَلَّط عليها فعل ﴿خَلَقَ﴾ فيكون بمعنى التقدير، نقول هذا غير مستقيم لأنه علل ذلك بعده بقوله ﴿ليبلوكم أيكم أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ وحُسن العمل إنما يكون بعد الوجود، ولهذا قدّم الموت على الحياة؛ لأنّ الموت يكون بعده الجزاء على حُسن العمل، ولما جاء في السنة من الأدلة.
من شرح العقيدة الطحاوية للشيخ صالح ال الشيخ