بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الملاسلين سيدنا محمداً وعلى آله وصحبه أجمين أما بعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كما وعدتكن أخواتي الغاليات بكتابة موضوع عن المرأة في أوروبا وتحديداً في فرنسا وكيف تتعامل مع القانون الجائر بحقها بنزع النقاب الذي تعتبره أغلب النساء المحافظات هو مصدر عفتها وأنوثتها .
عندما صدرَ هذا القانون الجائر بنزع النقاب كنت وقتها في اسبانيا وكان الوضع ولله الحمد هناك جيد بالنسبة للأخوات المنتقبات ، وفي المنطقة التي كنت أعيش فيها كانت أخت واحدة ترتدي النقاب وأنا فقط وكانت هذه الأخت لا تخرج من البيت بتاتاً وكنت أنا أخرج لقضاء حاجات المنزل والذهاب لاحضارلأولاد من المدرسة والذهاب للمسجد ولإمور اخرى فكنت مضطرة للخروج ،ولكن كنت أرى بعض النظرات من حولي ومع ذلك كنت لا أبالي لأني كنت فخورة بحجابي وكنت معتزة به لأني والله أشعر بعزة وأنا بنقابي ، وكان بعضهم يسألوني لماذا ترتديه ولماذا غيركِ من المسلمات لا ترتديه فكنت أجيب أنَّ هذا من تعاليم ديني ومن المحافظة علي والأخريات أخذن بآراء أخرى من شريعتنا ، كانوا يقولون أيضاً أنتِ في اسبانيا ولستِ ببلدكِ فأجيبهم أن الله موجود في أي مكان ليس فقط في بلدي وبعضهم كان يحترم هذا الرأي والآخر لا يحترمه وتبدو العنصرية في وجهه ، والأغلب يقولون أننا نحن المسلمات مغصوبات على لبسه من رجالنا فأجيبه أن زوجي ليس معي في الشارع بامكاني أن أكشف وجهي ولكن الخوف من ربي وليس من زوجي .
وكان في مناطق أخرى مثل سرغوسا وبعض المناطق القريبة من الحدود الفرنسية بعض الأخوات اللواتي أعرفهن ولي صلة بهن كن يرتدين النقاب ولكن كنَّ يجدن صعوبة من حيث كلام الناس عليهن والنظرات الجارحة حتى يصل الأمر أنهم يمنعونهن من دخول المحلات التجارية حتى تكشف عن وجهها ثم تدخل
وفي مرة صدر قانون في المدينة التي كنت أعيش فيها أن المرأة ليس لها الحق لبس الحجاب في الصور الشخصية لتقديم الأقامة في اسبانيا وللأسف بعض الاخوات هداهن الله مجرد ما إن خرج القانون كشفن عن رؤوسهن للصورة الشخصية حتى يتسنى لها أخذ الأوراق الرسمية وهذا ما يدمي القلب ولو كنا كلنا على قلب واحد وكنا يداً بيد ما استطاعوا أن يكشفوا لنا ولو شعرة واحدة .
وعندما انتهت اوراقي ذهبت ومعي الصور الشخصية وبحجابي (طبعاً دون النقاب) فنظرت فيها الموظفة وقالت لي انظري إلى هذه الصورة يجب عليكش ازالة حجابك أو أن تظهر مقدمة الرأس مع قليل من شعرك فقلت لها وما الفرق أن يظهر أو لا يظهر قالت هذا القانون
قلت لها في مدريد هذا القانون لا يطبق لماذا هنا فقط قالت لا بل يطبق قلت لها سأحضر لكِ يعض الأوراق الرسمية التي تعطي المرأة حقها بالحجاب ولن أنزع حجابي فرفضت وبشدة
فرفعت عليها قضية في نفس البلدية الخاصة في المنطقة ورفعت الكتاب إلى مدريد والحمد لله اعطوني بعض الاوراق التي تثبت الحجاب الشرعي للمرأة المسلمة واخذتها وذهبت للمكان المخصص والحمد لله ما تكلمت ولا كلمة بل بالعكس انغاضت وبان في وجهها ووجدت المسؤول في البلدية ينتظري على باب المكان وقدم له زوجي الأوراق والصور ودخلنا وكان الامر على ما يرضي ربنا ولله الحمد
ولكن الذي يحزنني أن بعض أخواتنا هداهن الله غير مباليات أبداً اسأل الله لي ولهن الهداية .
وقدَّر الله أن أنتقل إلى فرنسا وكانت الكارثة وهي بمنع النقاب في جميع مدن فرنسا وفي الطرق والأماكن الحكومية
ومن وجدوها في الشارع في النقاب يضطروا لأخذها في سيارة الشرطة والتحقيق معها في قسم الشرطة أو أن تكشف وجهها في الشارع حتى يروا وجهها ويكونوا أكثر من شخص اثنين أو ثلاثة ومعم امرأة أو تدفع مبلغ .
كان العدد لا بأس به من الأخوات المنتقبات في المدينة التي أعيش فيها وأغلبهن من الأخوات الفرنسيات المسلمات وما كان بوسعهن إلا أن بنزعن النقاب بعد هذا القانون الجائر ، وبعضهن ثبتن على لبسه وهن اثنتين أسأل الله أن يجزيهن خير الجزاء وأن يعينهن
فلم يكن أمامي سوا نزع النقاب ووالله عندما اتلفظ هذه الكلمة وكأنني نزعتُ جزءاً من قلبي ولكن قدر الله وما شاء فعل
وكان نزعي له عندما سألت واستفسرت بعض الدعاة ورجعت إلى بعض المسائل الفقهية ومع ذلك ما زال قلبي حزين
وأتمنى من الله أن يهيأ لي من أمري رشداً ومخرجاً وأن يبدلني خيراً من هذه البلاد ولو كنت أجيد اللغة الفرنسية مثل بعض الأخوات الثابتات لكان أمري غير ذلك والله المستعان وهو حسبي ونعم الوكيل
كنت عائدةً من المسجد أنا وبعض صديقاتي وإذا بأخت أعرفها تلبس النقاب كانت ذاهبةً لتحضر ابناءها من المدرسة فإذا بسيارة الشرطة أمام المدرسة فما كان بوسعها إلا أن ترفع النقاب وتلبس النظارات الشمسية حتى لا يتعرضوا لها وهذا حالُ اخواتنا المنتقبات والله المستعان .
أخواتي الغاليات رأيتُ خلال سفري إلى فرنسا أو اسبانيا أن الأمهات هداهن الله لا يتكلمن مع أبناءهن اللغة العربية وان كلامهن باللغة الفرنسية أو الأسبانية ووجدت كثيراً من الأخوات اللواتي ولِدن في فرنسا لا يتكلمن اللغة العربية بتاتاً ولا يعرفن القراءة ولا الكتابة والله حزنت لذلك إذ أن احداهن لا تقرأ كتاب الله لأنها لا تعرف اللغة العربية وتقرأه باللغة الفرنسية كتفسير فقط فأين أنتنَّ أيها الأمهات الكريمات ؛ الستنَّ مسؤولات أمام الله سبحانه وتعالى عن هؤلاء الأطفال
فماذا بكِ إذا سألكِ الله سبحانه وتعالى عن هذا الولد الذي لا يقرأ ولا يكتب ولا يحفظ شئ من كتاب الله ؟!
ماذا ستجيبي بالله عليك ؟
أغرتكِ الدنيا وغرتكِ بلاد الغرب ونسيتِ أولادك ولغتكِ العربية!!
حالُ بعض المسلمين في بلاد الغرب يرثى له ، إذ أنَّهم لا يحرصون على الأكل الحلال ولا يهتمون لذلك ، ولا يحرصون أيضا على صلاة الجماعة في المسجد ولا على أداء الصلاة في وقتها بسبب العمل ولا على صلاةالعيدين إذ أنه توجد مدارس فلا يستطيعون أخذ فرصة لأبناءهم ليشهدوا صلاة العيد وفرحة العيد فكيف سيعرف اولادكِ أنه يوجد عيد للمسلمين وكيف سيفرح به.
والبعض الآخر يترك ابناءهم ليشاركوا الكفار مناسباتهم وحفلاتهم في المدارس وفي غير المدارس ، وفي بعض المرات وفي المسجد رأى زوجي طفلاً يضع في صدره عقداً فيه الصليب وعندما سأله من أين لك هذا قال اهداني اياه صديقي الكافر ووالد هذا الطفل من المحافظين على الصلاة في المسجد ألم يرَ ابنه وهو يلبس العقد ؟!!
الله المستعان يا أخواتي ولا حول ولا قوة إلا بالله
وأسأل الله أن يهيئ لنا من أمرنا رشداً وأن يصلح أحوال المسلمين في اوروبا خاصةً وفي باقي البلاد عامة
لانهم إذا صلحوا المسلمين في بلاد الغرب أخذوا عنا الكفار الأخلاق الحسنة وانتشر الإسلام بأخلاقنا
فلا تنسوا أخوانكم المسلمين في الغرب من دعوة صادقة ليغير الله حالهم للأحسن وأن يهديهم ويصلحهم
وهذا إن كان من توفيق فمن الله وإن كان من خطأ فمن نفسي والشيطان والله المستعان
وجزاكن الله خير الجزاء