--2
أيها الداعي، أيتها الداعية: اجعلوا الدعوة بينكم وبين الناس!
من أهم الزاد الذي ينبغي أن يجعله الدعاة إلى الله نصب أعينهم، هو أن تكون الدعوة أمامهم بينهم وبين الناس، وألا يكونوا هم والناس أمام بعضهم بعضا والدعوة من خلفهم!!
فكل علاقة بيننا وبين الخلق إنما هي من خلال الدعوة وليست مجرد علاقات اجتماعية للاستمتاع أو إشباع حاجات التواصل وحسب!
فأكثر من يستمر في الصدامات مع المجتمع هو من يريد دوما أن يجعل علاقاته مع الناس لإشباع حاجاته النفسية دون النظر للدعوة ومصالحها.
فيعيش المرء لله ويتكلم لله ويسكت لله ويبتسم لله ويغضب لله.
فإذا كانت المعادلة هكذا:
الداعي --> <الدعوة> <-- المدعو = صبر ومصابرة
لأن الدعوة دائما تتلقى الصدمات، وتصبر صاحبها على الإيذاء والسخرية وغير ذلك مما يقابله المرء خلال رحلته الدعوية فتمر الصعاب من خلالها لتصل إليه أهون مما هي عليه.
وكذلك كلما أقدم بحدة وغضب تمليه عليه طباعه البشرية، تلقته دعوته أن اصبر واحتسب!
في حين لو كانت دعوته خلف ظهره وغير مستحضرة فتكون المعادلة هكذا:
<الدعوة> .... الداعي --><-- المدعو = صدام متكرر
ففي الحقيقة لا يستطيع الداعي أن يتخلى عن طبيعته البشرية وغضبته لنفسه ورغباته وشهواته وطبائعه....الخ من أول لحظات تصدره للدعوة، بل ولا بعد حصوله على كثير من الخبرات والمشاركات الدعوية أيضا!! فهو يظل بحاجة للجهاد إلى آخر لحظة من حياته.
ولكنه يستطيع أن يتصبر جدا على ذلك الجهاد فيحسب فعله ورد فعله قبل أن يقدم، أو على الأقل يعالج الاندفاعات الطبعية الصادرة منه بصورة أعقل وأشد اتزانا، وذلك إذا استحضر بإستمرار أن الهدف من علاقته بالناس: الدعوة إلى الله والأخذ بأيديهم إلى رحابة الإسلام ورضوان الرحمن.
هذا الزاد هو مدخل إلى الفقرة التالية بإذن الله
يتـــــــــــــ ــــبع بــــــــــــــ ـ:
الرفق في الدعوة!