ومما يذكر لهذا القاضي الفاضل أن إمامنا الشاطبي المقرئ صاحب حرز الأماني لما دخل مصر وحل بالفسطاط أكرمه القاضي عبد الرحيم بن علي البيساني المعروف بالقاضي بالفاضل وعرف قدره وكان قد تصدر أولا في جامع عمرو بن العاص للإقراء والإفادة فنقله القاضي الفاضل إلى مدرسته التي أنشأها "بالمعزية القاهرة "وأفرد له فيها حجرة لطيفة مرخمة على يسار الداخل من الباب وأفرد إلى أهله دار أخرى خارج المدرسة ولم يزل على ذلك إلى وفاته "
وفي هذه المدرسة التي أنشأها القاضي الفاضل كان الفتح المبين لهذا الإمام وذلك بعد أن نظم القصيدة المشهورة المعروفة بحرز الأماني ووجه التهاني والتي طارت بها الركبان وانكب الناس عليها في كافة الأزمان وعنها يقول الحافظ الذهبي :
"وقد سارت الركبان بقصيدته ( حرز الأماني ) ، وحفظها خلق لا يحصون ، وخضع لها فحول الشعراء وكبار البلغاء وحذاق القراء فلقد أبدع وأوجز وسهَّل الصعب"
ولا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل