سبحانك ربي
السلام عليكن ورحمة الله وبركاته
كنت خارجاً من المسجد قبل عدة أسابيع ومعي أبنائي الصغار، فانطلق أصغر واحد منهم يجرى في اتجاه المنزل وكان هناك شارع يفصل بين المسجد والمنزل وهذا الشارع به بعض السيارات فخفت عليه ان تصدمه سياره من السيارات المارة، خاصة أني تذكرت أني لم أحصنه في المسجد ولم أحصنه قبل الخروج من المنزل مثل كل يوم.
فرفعت صوتي أحذره من السيارات وانا أقول له: ( ثامر .. انَـَتَبه السيارات .. انتبه السيارات) ..
ولكن تأكدت في تلك اللحظة أن ابني منطلق ولن يتوقف عن الجري ..
فوفقني الله أن أقول وبصوت مسموع: ( استودعتك الله ) .. (*)
والله الذي لا إله إلا هو، وبالله وتالله؛ ما انتهيت من تلك الكلمة إلا وصوت فرامل سيارة!
وإذا ابني يتوسط مقدمة السيارة وليس بينه وبين دهسه إلا شعرة ..
فسجدت لله سجدة شكر أن حفظ ابني وأن سددني ووفقني للنطق بتلك الكلمة.
لذلك قبل أن تخرج من بيتك تعوَّد أن تستودع أهلك وبيتك ونفسك وسيارتك وأيضاً
دائماً ردد :
اللهم إني أستودعتك لا إله إلا الل? فـ لقني إياها عند الموت ..
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
قال الإمام المحقق ابن القيِّم- رحمه الله تعالى-(( أجمع عقلاء كل أمة على أمة على أن النعيم لايدرك بالنعيم، وأن من آثر الراحة فاتته الراحة، وأن بحسب ركوب الأهوال واحتمال المشاقّ تكون الفرحة واللذة، فلا فرحة لمن لاهمّ له، ولا لذة لمن لاصبر له، ولا نعيم لمن لاشقاء له، ولاراحة لمن لاتعب له، بل إذا تعب العبد قليلاً استراح طويلاً، وإذا تحمل مشقة الصبر ساعة قاده لحياة الأبد، وكل مافيه أهل النعيم المقيم فهو صبر ساعة، والله المستعان، ولاقوة إلا بالله))
انشـر لتفيـد غيــرك.
.