صديقتي!
هل كنا ننتمي إلى حزب الجنون عندما فعلنا ذلك؟!
وهل كانت البداية عندما قررتُ لك القاعدة المفضلة: أن الضرر يختلف عن المفسدة؟
أم كانت البداية عندما ذهبتُ مع أهلي إلى الحديقة؟!
* * *
لا شك أننا يا صديقتي كنت مصابين (بشيء ما) لا يخفى على العقلاء!!
أتذكرين أنك طالما أوقفتك أخت في الشارع لا تعرفينها ولا تعرفك لتسألك سؤالا واحدا:
أختي لقد رأيت رؤيا! هل يمكنك تفسيرها؟!
وكأنها عرفت أن صديقتي ممن يهتم بهذه الأمور!!
لتنطلق صديقتي في محاضرة طويلة أن تفسير الرؤى يكاد يكون فتيا ولا يصلح لها كل الناس، وأنها إذا فسرت وقعت كما في الحديث.
أذكر وأنت تقصين عليّ محاولة إيقافك حركة لسان متدخلة فضولية انطلقت بأريحية لتفسر الرؤيا دون أن يطالبها أحدهم بذلك!!
أتذكرين أنني طالما التفتت لي فتيات لا يرتدين ما يستر العورات، ولا يعرفن من أنا ليسألنني:
هل النقاب فريضة؟!
أكنتُ عجبا عندما شكوت لمعلمتي هذا (الشيء ما) الذي أتفاجأ به كل مرة، وشكوت لها عجزي عن الرد، فإنني إن قلتُ فرضا فقدتُ فرصة الدعوة لمن أتتني راغبة، وإن قلتُ ليس بفرض عجزت عن النظر في المرآة بعدما فقدتُ احترامي لنفسي!
أكنتُ عجبا حينما لم تصدقني، وجمعتنا يوما حلقة علم كانت هي المتصدرة فيها، لتلفت بعد انتهائها احدى الفتيات إليّ تحديدا وتخصيصا دون غيري متجاهلة الأستاذة المتصدرة لتسألني سؤالا واحدا:
هل النقاب فريضة؟؟!
لننطلق في ضحك مستمر ونضرب الأكف عجبا: أقد كتب على جبيني سلوها عن النقاب دون غيره؟
أكان يومها حسنُ الإجابة أن ألفت نظر السائلة إلى البدء بما هو أولى لها من ستر ما قد بدا من المفاتن الحاسرات ثم البحث بعدها عن حكم ستر الوجه
أم أن ألقي أحجاري فلا تنتفع مني بشيء؟! ولا تتعلم كيف تتدرج في سلم الطاعة فتسقط بسببي على أم رأسها؟؟!
هذه لمحة عن صديقتي وأنا!
* * *
عندما ذهبتُ إلى الحديقة مع أهلي لأول مرة من زمن تلبية لدعوة الأخوال والخالات للترفيه عن أبنائهم وأنفسهم!
وكانوا يعرفون ميلي للعزلة وعدم رغبتي في الخروج
وبعد إلحاح وإلحاح وإلحاح
خرجت معهم أؤمل في يوم من القراءة بين الخضرة وتحت الأشجار ممنية نفسي أن الحديقة واسعة جدا ولن يحدث شيء...لن يحدث شيء
لن يحدث....
وما كل ما يتمناه المرء يدركه....تأتي الرياح بما لا يشتهي السَفنُ!!
فماذا حدث؟!
رجاء للمتشوقات.....إذا قصصتُ فلا يصيبكن إحباطا!! : ))