تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: ( احرص على ما ينفعك ) هذه وصية من الرسول عليه الصلاة والسلام لأمته

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    المشاركات
    18

    افتراضي ( احرص على ما ينفعك ) هذه وصية من الرسول عليه الصلاة والسلام لأمته

    قال عليه الصلاة والسلام : ( احرص على ما ينفعك )
    هذه وصية من الرسول عليه الصلاة والسلام لأمته ، وهي وصية جامعة مانعة

    ( احرص على ما ينفعك ) يعني أجتهد في تحصيله ومباشرته ، وضد الذي ينفع الذي فيه ضرر ، وما لا ينفع فيه ولا ضرر ،

    وذلك لأن الأفعال تنقسم إلى ثلاثة أقسام :
    قسم ينفع الإنسان ، وقسم يضره ، وقسم لا ينفع ولا يضر .

    فالإنسان العاقل الذي يقبل وصية صلى الله عليه وسلم هو الذي يحرص على ما ينفعه ، وما أكثر الذين يضيعون أوقاتهم اليوم في غير فائدة ، بل في مضرة على أنفسهم وعلى دينهم ، وعلى هذا فيجدر بنا أن نقول لمثل هؤلاء : إنكم لم تعملوا بوصية النبي صلى الله عليه وسلم ؛ إما جهلاً منكم وإما تهاوناً ، لكن المؤمن العاقل الحازم هو الذي يقبل هذه النصيحة ، ويحرص على ما ينفعه في دينه ودنياه .


    وهذا حديث عظيم ينبغي للإنسان أن يجعله نبراساً له في عمله الديني والدنيوي ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( احرص على ما ينفعك ) وهذه الكلمة كلمة جامعة عامة

    ( على ما ينفعك ) أي على كل شيء ينفعك سواء في الدين أو في الدنيا ، فإذا تعارضت منفعة الدين ومنفعة الدنيا فقدم منفعة الدين ؛ لأن الدين إذا صلح صلحت الدنيا ، أما الدنيا إذا صلحت مع فساد الدين فإنها تفسد .


    وفي قوله : ( احرص على ما ينفعك ) إشارة إلى أنه تعارضت منفعتان إحداهما أعلى من الأخرى ، فإننا نقدم المنفعة العليا ؛ لأن المنفعة العليا فيها المنفعة التي دونها وزيادة ، فتدخل في قوله ( احرص على ما ينفعك ) .
    فإذا اجتمع صلة أخ وصلة عم كلاهما سواء في الحاجة ، وأنت لا يمكنك أن تصل الرجلين جميعاً ،فهنا تقدم صلة الأخ لأنها أفضل وأنفع ، وكذلك أيضاً لو أنك بين مسجدين كلاهما في البعد سواء لكن أحدهما أكثر جماعة فإننا نقدم الأكثر جماعة لأنه الأفضل ، فقوله ( على ما ينفعك ) يشير إلى أنه اجتمعت منفعتان إحداهما أعلى من الأخرى فإنها تقدم الأعلى .

    وبالعكس إذا كان الإنسان لابد أن يرتكب منهياً عنه من أمرين منهي عنهما وكان أحدهما أشد، فإنه يرتكب الأخف ، فالمناهي يقدم الأخف منها ، والأوامر يقدم الأعلى منها .

    ابن عثيمين - رحمه الله -

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    المشاركات
    360

    افتراضي رد: ( احرص على ما ينفعك ) هذه وصية من الرسول عليه الصلاة والسلام لأمته

    قوله ((احرص على ما ينفعك)) والذي فيه النفع نوعان: أمور دينية، وأمور دنيوية، والإنسان محتاج إلى الدنيوية كما أنه محتاج إلى الدينية, ومدار سعادته وتوفيقه على الحرص والاجتهاد في الأمور النافعة منهما، مع الاستعانة بالله - تبارك وتعالى -، فمتى حرص العبد على الأمور النافعة، واجتهد فيها، وسلك أسبابها وطرقها، واستعان بربه - تبارك وتعالى - في حصولها وتكميلها؛ كان ذلك كماله، وعنوان فلاحه في الدنيا والآخرة، ومتى فاته واحد من هذه الأمور الثلاثة فإنه يفوته من الخير بحسبها, فمن لم يكن حريصاً على الأمور النافعة بل كان كسلاناً؛ لم يدرك شيئاً وذلك لأنه لم يعمل, فالكسل هو أصل الخيبة والفشل, والكسلان لا يدرك خيراً، ولا ينال مكرمة، ولا يحظى بدين ولا دنيا, ومتى كان حريصاً ولكن على غير الأمور النافعة: إما على أمور ضارة، أو مفوتة للكمال؛ كان ثمرة حرصه الخيبة والخسران، وفوات الخير، وحصول الشر والضرر، فكم من حريص على سلوك طرق وأحوال غير نافعة لم يستفد من حرصه إلا التعب والعناء والشقاء, وكم من إنسان حرص على ما يضره وهو لا يشعر فحرص على جمع المال لا يبالي أمن حرام جمعه أم من حلال, يأخذ الربا, ويأخذ الرشوة, ويخدع الناس ويغشهم في معاملته؛ والمهم عنده جمع المال, وكأنه لا يعلم أن الله - تبارك وتعالى - سائله عن ماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه؟ كما جاء في الحديث عن أبي برزة الأسلمي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسئل: عن عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه)), فعليه أن يعد للسؤال جواباً، وللجواب صواباً قال الله - تبارك وتعالى - في حال من آثر الفانية على الباقية, وحال من خاف ربه وعمل لما بعد الموت: {فَأَمَّا مَن طَغَى*وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى* وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •