قال عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- (إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية) .([1])
([1]) ذكره ابن تيمية في أكثر من موضع من كتبه منها: منهاج السنة النبوية: (2/398)، والفتاوى: (10/301)، وقد بحثت عنه كثيرًا فلم أجده بهذا اللفظ مسندًا، وإنما وجدت أثرًا عن عمر بن الخطاب قريبًا من هذا المعنى أخرجه: ابن أبي شيبة في المصنف: ( 6 / 410 )، واللفظ له، وابن سعد في الطبقات: ( 6 / 129)، والحاكم في المستدرك: ( 4 / 475 )، وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وصححه الذهبي، والبيهقي في الشعب: ( 6 / 69 )، وأبو نعيم في الحلية ( 7 / 243 )، كلهم من طريق :شبيب بن غرقدة عن المستظل بن حصين البارقي قال: (خطبنا عمر بن الخطاب فقال: قد علمتُ وربِّ الكعبة متى تهلك العرب، فقام إليه رجلٌ من المسلمين فقال: متى يهلكون يا أمير المؤمنين؟ قال: حين يسوس أمرَهم من لم يعالج أمر الجاهلية ولم يصحب الرسول صلى الله عليه وسلم).
قلت: شبيب بن غرقدة السلمي، ويقال البارقي الكوفي، روى عن جماعة منهم: أبي عقيل حنان بن الحارث الكوفي، وسلمة بن هرثمة الكوفي، وأبي الميثاء المُستَظل بن حصين البارقي.
وروى عنه جماعة منهم: اسرائيل بن يونس، وزائدة بن قدامة، وسفيان بن عيينة وسفيان الثوري وآخرون، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه، وإسحاق بن منصور عن يحيى بن معين، والنسائي: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات. انظر تهذيب الكمال (12 /370).
- المُستَظل بن حصين أبو الميثاء: قال ابن سعد في الطبقات: وكان ثقة قليل الحديث رحمة الله عليه.
وقال ابن حجر في الإصابة في معرفة الصحابة: (2 /144): ذكره أبو موسى في الذيل، هو تابعي، قيل: إنه أدرك الجاهلية، وذكره ابن حبان في الثقات، روى عن عمر بن الخطاب وغيره، روى عنه شبيب بن غرقدة.
قلت: والأثر ضعيف لجهالة المُستَظل هذا، قال الإمام مسلم بن الحجاج: لم يرو عنه إلا شبيب بن غرقدة. انظر ( المنفردات والوحدان ) .
ولعل السبب في ذكر هذا الأثر بهذا السياق، هو انتقال نظر شيخ الإسلام ابن تيمية، أو إدخال آثر عمر بن الخطاب الذي عند البيهقي في الشعب، في حديث أبي أمامة الباهلي مرفوعًا، ولفظه: (لتنتقضنَّ عرى الإسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها وأولهنَّ نقضًا الحكم وآخرهنَّ الصلاة)، لأن هذا الحديث في شعب الإيمان قبل آثر عمر الذي رواه المستظل، والعلم عند الله.