تنقسم أشراط الساعة إلى أشراط صغرى، وأشراط كبرى:
فالأشراط الصغرى التي تتقدم الساعة بأزمان متطاولة، وتكون من النوع المعتاد غالبًا.
أشراط الساعة الكبرى هي الأمور العظام التي تظهر قرب وقوعها، وتكون غير معتادة الوقوع.
الفرق بين أشراط الساعة الكبرى والصغرى:
لو قال قائل: نريد أن نميز بين أشراط الساعة الكبرى والأشراط الصغرى؟
فكيف نميز؟
نقول:
الأشراط الصغرى تحدث قبل قيام الساعة، أو يبدأ حدوثها قبل قيام الساعة بأزمان متطاولة، ممكن تحدث قبل قيام الساعة بألف سنة، النبي ﷺ بعثته أول أشراط الساعة، كم مضى عليه؟ أكثر من ألف وأربعمائة وعشرين سنة، وهو أول أشراط الساعة، وفي أشراط حدثت في عهده، اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ [القمر: 1]، وفي أشراط حدثت بعد عهده، وفي أشراط حدثت في زماننا المتأخر.
أشراط الساعة الصغرى تتوالى على مدى طويل.
الآيات الكبرى متتابعة في وقوعها، لا يكاد يفصل بينها فاصل زمني، وهي تشبه في تتابعها إذا وقعت العقد إذا انقطع سلكه الذي ينتظم حباته، فإن الحبة الأولى تسقط فتتبعها بقية الحبات بلا تأخير، روى الحاكم بإسناد صحيح عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأمارات خرزات منظومات في سلك، فإن يقطع السلك يتبع بعضها بعضاً
هذا من الفروق:
أن أشراط الساعة الصغرى تحدث قبل الساعة بأزمنة متطاولة، أشراط الساعة الكبرى تحدث قبلها بقليل.
أشراط الساعة الصغرى تحدث على التراخي، ممكن تأخذ ألف ومائة سنة، وهي تحدث وتقع واحدة وراء واحدة، يعني النبي ﷺ ظهر أول أشراط الساعة قبل أكثر من ألف وأربعمائة وعشرين سنة، النار التي أضاءت أعناق الإبل ببصرى -الشام- خرجت في حدود سنة 654، ترى الحفاة العراة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان هذا يمكن ما صار إلا مؤخرًا، البدو بنوا ناطحات السحاب.
لاحظ كيف أن أشراط الساعة الصغرى تحدث على مدى طويل،
أشراط الساعة الكبرى تحدث وراء بعض كحبل خرز انقطع فتوالت الخرزات، مثل المسبحة إذا انقطعت تتوالى.
الفرق الثالث: أن أشراط الساعة الصغرى من نوع الأمور المعتادة: ظهور الجهل، ظهور الزنا.
لا نقصد بالمعتادة يعني: حلال أو حرام، لا، أنما نقصد أن ذلك يحدث عادةً، ليس من الخوارق، ليس من الأشياء العجيبة جداً التي يذهل فيها الناس إذا وقعت.
لكن أشراط الساعة الكبرى أشياء غير معتادة الوقوع، يعني: يأجوج ومأجوج يخرجون يمسحون الأرض، ويشربون بحيرة طبرية، الدجال معه جنة ونار، الدجال سرعته كسرعة الريح، ويأتي على الأرض يقول: أخرجي كنوزك، فتخرجها، وتتبعه كنوز الأرض، يأمر السماء أن تمطر، فتمطر، يأمر الأرض أن تخرج النبات، فتنبت بإذن الله، هذا غير معتاد، هذه قضية لا يتخيلها الناس، هذه قضية لو وقعت مذهلة جداً.
إذًا درجة حجم الشيء إذا وقع من الفروق بين أشراط الساعة الكبرى والصغرى. - بتصرف من رسالة ضوابط فهم أشراط الساعة