هذا البحث للدكتور سلطان العميرى يتضمن أعظم شبهات أصحاب العذر بالجهل وقد سماه الإلزام بالجمع بين النقيضين في الإعذار بالجهل (رؤية نقدية) ... سلطان العميري
وهو موجود على هذا الرابط كاملا ولكننى سأرد على بعض ما تتضمنه البحث من رؤيته النقدية
https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/s...ad.php?t=54105
*******
يقول الدكتور سلطان العميرى
**********************
الدكتور سلطان العميرى هنا جعل الجهل مانع من اجتماع الشرك والتوحيد فى القلب وهو بهذا ينقلب على ما أقر به فى أن حقيقة الخلاف ليست فى اجتماع النقيضين-
وهو كما قال تعالى :كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا
يقول الإمام الصنعاني في هذا الأمر: (فإن قال إنما نحرت لله، وذكرت اسم الله عليه، فقل: إن كان النحر لله فلأي شيء قربت ما تنحره من باب مشهد من تفضله وتعتقد فيه؟ هل أردت بذلك تعظيمه؟ إن قال: نعم، فقل له: هذا النحر لغير الله تعالى، بل أشركت مع الله تعالى غيره، وإن لم ترد تعظيمه، فهل أردت توسيخ باب المشهد وتنجيس الداخلين؟ إليه
أنت تعلم يقيناً أنك ما أردت ذلك أصلاً، ولا أردت إلا الأول،
ولا خرجت من بيتك إلا قصداً له). و قال: (فإن قلت هذه النذور والنحائر ما حكمها؟ قلت: قد علم كل عاقل أن الأموال عزيزة عند أهلها، يسعون في جمعها، ولو بارتكاب كل معصية، ويقطعون الفيافي من أدنى الأرض والأقاصي، فلا يبذل أحد من ماله شيئاً إلا معتقداً لجلب نفع أكثر منه، أو دفع ضرر،
فالناذر للقبر ما أخرج ماله إلا لذلك، وهذا اعتقاد باطل،
ولو عرف الناذر بطلان ما أراده، ما أخرج درهماً).
– قال الشوكاني عندما أقر أن الذبح لغير الله من الأعمال الصادرة من الباطن وإن أصحاب هذه الأعمال يعتقدون الضر والنفع في ذلك فقد قال عنهم:
(وكذلك النحر للأموات عبادة لهم، والنذر لهم بجزء من المال عبادة لهم، والتعظيم عبادة لهم، كما أن النحر للنسك وإخراج صدقة المال، والخضوع والاستكانة عبادة لله عز وجل بلا خلاف،
ومن زعم أن ثم فرقاً بين الأمرين فليهده إلينا،
ومن قال إنه لم يقصد بدعاء الأموات والنحر لهم والنذر لهم عبادتهم، -
فقل له:
فلأي مقتضى صنعت هذا الصنع؟ فإن دعاءك للميت عند نزول أمر ربك لا يكون إلا لشيء في قلبك عبر عنه لسانك، فإن كنت تهذي بذكر الأموات عند عرض الحاجات من دون اعتقاد منك لهم، فأنت مصاب بعقلك،
وهكذا إن كنت تنحر لله، وتنذر لله،
فلأي معنى جعلت ذلك للميت وحملته إلى قبره،
فإن الفقراء على ظهر البسيطة في كل بقعة من بقاع الأرض
وفعلك وأنت عاقل لا يكون إلا لمقصد قد قصدته، أو أمر قد أردته..)
الذى يفعل الشرك الاكبر جاهلا وقع منه تناقض حقيقى لأن أفعال التوحيد وشرائع الاسلام باطلة مع فعل الشرك وأى اسلام وتوحيد يبقى مع مناقضة أصله بفعل الشرك وهذا التعارض الذى يظنه الدكتور سلطان العميرى فى الحقيقة ليس تعارض والا كان تعارضا مع الذين قال الله فيهم﴿نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ ﴾
فهل الايمان ببعض الكتاب والكفر بالبعض يسمى تعارض فى الشرع-
هل افعال الاسلام مع النواقض- تتعارض أم تتناقض-
فالعميرى يسميها تعارضا والشرع يسميها تناقضا-
أضرب مثال حتى تضح المسألة
هل انتقاض الوضوء مع الصلاة متعارض ام متناقض
قال الشيخ عبد اللطيف ابن عبد الرحمن فى رد نفس الشبة على عثمان ابن منصور فى مصباح الظلام (ففى الشرع بإجماع السلف والأئمة على أن الشخص يجتمع فيه مادتان متضادتان كفر وإسلام)
قال الحازمى، يعني لا من جهة واحدة ، من جهتين ، انفكاك الجهة ،
ولذلك يؤمن بمحمد r ويكفر بما سواه .
إذًا وجد ماذا ؟ انفكاك الجهة ،
فقول السلف أنه يجتمع فيه نقيضان أو متقابلان [ إسلام وكفر ] إيمان وكفر ، إسلام وشرك ،
المراد به ماذا ؟ مع انفكاك الجهة ، والمراد بالكفر والشرك هو الأصغر .
قال : ( كفر وإسلام ، توحيد وشرك ، طاعة وفسق،إيمان ونفاق، وهو لأَيَّتهما غلب ، ولو عقل المعترض لعرف المراد ) . هذه الجملة ليست على إطلاقها ، المراد بها ما يتعلق بماذا ؟ إمكان اجتماع الإيمان مع الكفر ليس الإيمان الشرعي ، إذا فسر الكفر بالأكبر ،
كقوله ماذا ؟ (﴿نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ ﴾) اجتمعا أو لا ؟ اجتمعا ،
لكن هل هذا الإيمان الشرعي ؟
الجواب : لا .
فإذا أريد الإيمان الشرعي الذي وُجد أصله فقطعًا لا يجتمع الكفر الأكبر ،
وقول السلف أنه يجتمع فيه إيمان وكفر مرادهم به ماذا ؟ الكفر الأصغر مع وجود الإيمان الشرعي ،
وقس عليه ما سواه ، ( ولو عقل المعترض لعرف المراد ، لكنه جهل فاعترض ، وجعل جهله وعقله الضال ميزانًا يزن به ، فلا أحكم ممن قضى له بالخذلان ، وعدم العلم بحقائق الإسلام والإيمان ، ثم لا يمكن أن يقع تصويره الذي صور ) الذي صوره هو لا يمكن وجوده ، ( ورأيه الذي ارتضى وقرر
وتقدم أن الأمة في رأي هذا الرجل ودعواه هم عباد القبور ، ومن عبد عليًّا والحسين وأمثالهما ، أو جعل لهم تدبيرًا وتصريفًا مع الله ، هؤلاء هم الأمة عند هذا الضال،وشبهته أنهم يقولون: لا اله إلا الله ) كما مر ، ( ولم يدرِ أيضًا نصوص الفقهاء على أن من أتى بمكفر من فعل أو قولٍ أو اعتقادٍ لا يدخل في الإسلام إلا بتركه ، والتوبة منه ، وإن قال : لا إله إلا الله ) . وهذا محل وفاق ، إذا كان ثَمَّ مكفر لا يرجع إلى الكلمة حينئذٍ لا بد أن يصرح بنقيضه ، كمن أنكر الملائكة مثلاً وارتد عن الإسلام . حينئذٍ دخوله في الإسلام لا يلزم أنيكون بقول الكلمة، بل لا بد أن يكون ماذا ؟ بالتصريح بما خرج به من الإسلام ، لأنه خرج بإنكار الملائكة ، فلا يرجع إلا بالتسليم بالملائكة
بل الذى فعل الشرك بجهل اجتمع فى قلبه عبادة الله مع عبادة غيره هل الذى يفعل الشرك بجهل لم يصرف بقلبه العبادة لغير الله- هذا جهل بحقيقة الشرك
فالإسلام هو الاستسلام لله وحده، والخضوع له وحده، وأن لا يُعبد بجميع أنواع العبادة سواه. وإخلاص الدين هو: صرف جميع أنواع العبادة لله تعالى وحده لا شريك له ؛ وذلك بأن لا يُدعى إلا الله، ولا يستغاث إلا بالله، ولا يذبح إلا لله، ولا يخشى ولا يرجى سواه، ولا يُرهب ولا يُرغب إلا فيما لديه، ولا يتوكل في جميع الأمور إلا عليه، وأن العبادة كلها لله تعالى، لا يصلح منها شيء لملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولا غيرهما؛ وهذا هو بعينه توحيد الألوهية الذي أسس الإسلام عليه، وانفرد به المسلم عن الكافر، وهو معنى شهادة أن لا إله إلا الله.
ولا إله إلا الله، ليست باللسان فقط، بل لابد لمن يريد أن يكون من أهلها أن يعرف معناها ويعتقده ويشهد به ويعمل وينقاد له.
يقول ابن القيم رحمه الله
والإسلام هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له، والإيمان بالله وبرسوله واتباعه فيما جاءَ به، فما لم يأْت العبد بهذا فليس بمسلم وإن لم يكن كافراً معانداً فهو كافر جاهل.
المطلوب من العميرى ان يبين لنا أن الشرك الظاهر لا يدل على الشرك الباطن بأدلة معتبرة هو لم يأت بدليل غير دليل الاكراه- وهل المشرك الجاهل قلبه مطمئن بالتوحيد وإفراد الله بالعبادة أم قلبه منغمس بالشرك وصرف العبادة لغير اللهفرجعت حقيقة الخلاف بين من يعذر بالجهل وبين من لا يعذر إلى الموقف من دلالة الفعل على ما في الباطن،فمن لا يعذر بالجهل يقول هي تدل على ما في القلب من غير أي اعتبار للموانع، ومن يعذر بالجهل يقول هي لا تدل على ما في القلب مع وجود مانع الجهل.
يقول شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله تعالى: (لا رَيْبَ أنه لابُدَّ أن يكون لكل صفةً تأثير في الحكم، وإلاّ فالوصفُ العديمُ التأثير لا يجوز تعليقُ الحكم به، كمن قال: مَنْ زَنَى وأَكَلَ جُلِدَ، ثم قد يكون كلّ صفة مستقلة بالتأثير لو انفردت، كما يقال: يقتل هذا لأنه مُرتد زانٍ، وقد يكون مجموعُ الجزاء مرتباً على المجموع ولكل وصفٍ تأثيرٌ في البعض، كما قال: {والَّذينَ لا يَدْعُون مَعَ اللَّهِ إلهاً آخَرَ}، وقد تكون تلك الصفاتُ متلازمة، كل منها لو فرض تجرُّدُهُ لكان مؤثراً على سبيل الاستقلال أو الاشتراك، فيذكر إيضاحا وبياناً للموجب، كما يقال: كَفَرُوا باللّه وبرسوله، وعَصَى اللّه ورسوله، وقد يكون بعضها مستلزماً للبعض من غير عكس، كما قال: {إنَّ الَّذِينَ يَكفُرُونَ بآياتِ اللَّهِ ويقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَق} [الصارم: 45 - 46].
وقال الإمام محمد بن عبد الوهاب: (فأعلم؛ أن تصور هذه المسألة تصوراً حسناً يكفي في إبطالها من غير دليل خاص، لوجهين: الأول: أن مقتضى قولهم أن الشرك بالله وعبادة الأصنام لا تأثير لها في التكفير، لأن الإنسان إن انتقل عن الملة إلى غيرها وكذب الرسول والقرآن؛ فهو كافر، وإن لم يعبد الأوثان - كاليهود - فإذا كان من انتسب إلى الإسلام لا يكفر إذا أشرك الشرك الأكبر، لأنه مسلم يقول؛ لا إله إلا الله ويصلي ويفعل كذا... وكذا... لم يكن للشرك وعبادة الأوثان تأثير، بل يكون ذلك كالسواد في الخلقة أو العمى أو العرج، فإذا كان صاحبها يدعي الإسلام فهو مسلم، وإن ادعى ملة غيرها فهو كافر، وهذه فضيحة عظيمة كافية في رد هذا) [مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد].