4636 - (من قرأ (يس) يريد بها الله؛ غفر الله له، وأعطي من الأجر كأنما قرأ القرآن اثنتي عشرة مرة. وأيما مريض قرىء عنده سورة (يس) ؛ نزل عليه بعدد كل حرف عشرة أملاك، يقومون بين يديه صفوفاً؛ فيصلون ويستغفرون له، ويشهدون قبضه وغسله، ويتبعون جنازته ويصلون عليه، ويشهدون دفنه. وأيما مريض قرأ سورة (يس) وهو في سكرات الموت؛ لم يقبض ملك الموت روحه حتى يجيئه رضوان خازن الجانا بشربة من الجنة؛ فيشربها وهو على فراشه، فيموت وهو ريان، ولا يحتاج إلى حوض من حياض الأنبياء؛ حتى يدخل الجنة وهو ريان) .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة:

موضوع
رواه الثعلبي (3/ 161/ 1) عن إسماعيل بن إبراهيم: حدثنا يوسف بن عطية عن هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب مرفوعاً.
قلت: وهذا موضوع؛ لوائح الوضع والصنع عليه ظاهرة؛ وآفته يوسف بن عطية - وهو الباهلي الكوفي -؛ فإنه متهم؛ قال عمرو بن علي الفلاس:
"هو أكذب من يوسف بن عطية البصري". وقال الدارقطني:
"هما متروكان".
ومن فوقه مجهول؛ كما سبق قريباً (4632) .
ونحوه في الوضع؛ ما في "علل ابن أبي حاتم" قال (2/ 67) :
"سألت أبي عن حديث رواه سويد أبو حاتم عن سليمان التيمي عن أبي عثمان أن أبا هريرة قال:

من قرأ (يس) مرة؛ فكأنما قرأ القرآن عشر مرار.
وقال أبو سعيد:
من قرأ (يس) [مرة] ؛ فكأنما قرأ القرآن مرتين.
قال أبو هريرة: حدث أنت بما سمعت، وأحدث أن بما سمعت؟! قال أبي: هذا حديث منكر".
قلت: بل هو باطل ظاهر البطلان؛ إذ كيف يعقل أن يكون جزء الشيء الفاضل أفضل أو مثل الشيء مرتين؛ فضلاً عن العشر؟! فإن من قرأ القرآن مرتين؛ فقد قرأ (يس) مرتين، فكيف يكون قراءتها مرة أفضل من قراءتها مرتين؛ مع قراءة القرآن مرتين؟!
وآفة هذا الحديث الذي علقه ابن أبي حاتم: سويد هذا - وهو ابن إبراهيم الحناط البصري -؛ قال الحافظ:
"صدوق، سيىء الحفظ، له أغلاط، وقد أفحش ابن حبان فيه القول".
قلت: وهذا إذا كان ليس فيمن دونه من هو شر منه.
ومن طريقه: رواه البيهقي في "الشعب"، كما يستفاد من كلام المناوي عليه في "فيض القدير". ثم رأيته في "شعب الإيمان" (2/ 481/ 2466) .
والشطر الأول من حديث أبي هريرة؛ أخرجه الترمذي من حديث أنس نحوه، وفيه كذاب؛ كما حققته فيما تقدم برقم (169) .
ثم رأيت حديث أبي هريرة قد رواه سعيد بن منصور في "سننه" (2/ 283/ 75) ، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (2/ 479/ 2459) : أخبرنا إسماعيل بن عياش عن أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي عن حسان بن عطية أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ... فذكره.
ورجاله ثقات، لكنه مرسل أو معضل؛ فإن حساناً هذا أكثر روايته عن التابعين. وروي بلفظ:
"من قرأ (يس) ابتغاء وجه الله؛ غفر له"؛ وسيأتي (6623) .