المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خزانة الأدب
1 - أراك ـ بارك الله فيك ـ سلَّمتَ بأن القول بالمجاز لم يمنع طائفة من الناس من إثبات الصفات.
ومنذ متى لم اسلم ذلك(؟؟؟!!!)
وإذن لا يستقيم لك أن تجعل نفي النافين
مبنيّ على قولهم بالمجاز.
بل النافون معترفون بلا خلاف بينهم أن أحد أهم الأصول التي ينبني عليها نفيهم للصفات =إثبات المجاز ...والمثبتون للصفات يعلمون هذا ولذا جعلوا من طواغيتهم التي يصمدون إليها في نفي الصفات=المجاز...أ نت فقط ومن يوافقك الذين لا ترون هذا الواضح اللائح
فكأنك تقول لنُفاة الصفات: احتجاجكم بالمجاز صحيح، وإذا صحَّ المجاز فيصحّ لكم أن
تبنوا على ذلك وجوب تأويل الصفات. وكان ينبغي أن تقول لهم بدلاً من ذلك: فتِّشوا عن غيرها، لأن
بناءكم فاسد، وقولكم بالمجاز ـ بصرف النظر عن صحَّته أو خطئه من حيث هو ـ لا يسوِّغ لكم نفي الصفات، بدليل أن غيركم يقول بالمجاز ويثبت الصفات.
ثم لك بعد ذلك أن تبحث في قضية المجاز بمعزل عن مسألة الصفات.
بارك الله فيك...نحن نعدُ هذا من السطحية في البحث...وليس هناك ما يمنع من نقضي لأصل القسمة سواء كانت تنفعهم في المجاز أم لا...كما أن قولنا بصلاحية الاستدلال بخبر الواحد في الاعتقاد سواء أفاد العلم أو الظن لم يمنعنا من تقرير أن الصواب إفادته للعلم...وهذا من أحسن سبل إقامة الحجة....ومسألة المجاز أصل بذاتها يُدفع لما فيه من الكذب على العربية والشرع بقطع النظر عن الصفات ....ولكنا هنا نرد على من تفرد من دون العالمين وزعم أن مسألة الصفات لا تبنى على القول بالمجاز..
ولكن يظهر أنك لا تستطيع الفصل بين المسألتين لمعرفتك بأن مسألة المجاز تؤول حينئذٍ إلى مجرَّد خلاف لفظي كما قال أبو مالك وفَّقه الله.
بينا في موضوع آخر بطلان القول بلفظية الخلاف ولم نجد من رد بحجة أو حتى بربع حجة....
2 - ومع ذلك فدعوى
البناء هذه تحتاج منك إلى إثبات، لأنها خلاف البديهي المشهور! فهل صحيح أن نفي النافين للصفات
مبنيّ على قولهم بالمجاز؟! هذا غريب جداً!!
غريب عليك فقط يا صاحبي ،لكنه معلوم مشهور مسطر مكتوب مرقوم مزبور في كتب النافين والمثبتين جميعاً..ومن له أدنى اشتغال بمسألة الصفات يعلم هذا
والواقع أنهم بنفون الصفات
بناء على شيء آخر هو أهمّ عندهم بكثير من مسألة المجاز، أعني الفرار من التشبيه المتوهَّم. ولا أتصوَّر أن أحداً منهم يقول: يجب تأويل اليد بالنعمة
بناء على أن اللغة فيها مجاز، أي إن وقوع المجاز يستلزم التأويل. بل هم يقولون: يجب تأويل اليد بالنعمة
بناء على أن اليد لا تليق بالله إلا بعد تأويلها، ثم بعد ذلك يلتمسون المخارج اللغوية لقولهم. وقد وُجد النفي في عصر التابعين، قبل أن توجد هذه المصطلحات العلمية.
فقولك: هذا
مبنيّ على هذا لا يزال غير مسلَّم!
بارك الله فيك نفي الصفات يُبنى على أصول كثيرة منها القول بالمجاز وحدوث العالم والتأويل ورد خبر الواحد وغيرها وراجع في ذلك ((الصواعق المرسلة))...ومجرد انتفاء سبب من هذه عند نفي صفة معينة لا ينفي كون الباقي مما يبنى عليه نفي الصفات
3 - أظنّ أن إنكار المجاز هو الذي يقوِّي حجَّة المبتدعة! لأنهم الآن يعترفون بأن تفسير اليد بالنعمة خروج على أصل المعنى، ويحتاج إلى قرينة مانعة، وأن المؤوِّل هو الذي يحتاج إلى إثبات القرينة المانعة. أما إنكار المجاز فمعناه أن جميع معاني اليد حقيقية وأن النافي لم يخرج عن الأصل ولا يلزمه إثبات قرينة مانعة!
هذا كلام من لم يعقل قول من يناظره...ولعلي لا أبالغ لو قلت :قول من لا يعقل سبل تقرير إثبات الصفات...ولستَ أهلاً لأن تقول هذا-إن شاء الله-فتأمل
4 - وبالمناسبة: لا تزال قياساتك غير محرَّرة أيها الفاضل! ففي مسألة التتابع: الاختلاف على القاعدة والاتفاق على التطبيق، وفي مسألة المجاز: الاتفاق على القاعدة والاختلاف على التطبيق!