في سنة 1409هـ نشر الدكتور الشيخ العلامة أبو محمد أحمد معبد عبد الكريم المجلد الأول والثاني من كتاب « النفح الشذي في شرح جامع الترمذي » تأليف أبي الفتح محمد بن محمد بن سيد الناس اليعمري المتوفى سنة 734هـ ، وقامت على نشره دار العاصمة – الرياض . ثم توقف صدور الكتاب .وانقطعت أخباره ، ونفدت طبعة المجلدين (الأول والثاني ) من السوق وأصبحا في حكم النادر.
وهذه هي صورة غلافها:
ثم وقفت البارحة على نسخة أخرى من الكتاب صدرت عن دار الصميعي ، بتحقيق أبو جابر الأنصاري وعبد العزيز أبو رحلة ، وصالح اللحام.
وتقع هذه النسخة في أربع مجلدات من بداية الكتاب وحتى باب ما جاء في القراءة في صلاة العشاء .
وهذه هي صورة غلافها
وما قام الشيخ أحمد معبد بتحقيقه ونشره في المجلدين الأول والثاني يقابل من هذه الطبعة الصفحات (من ص 7 إلى 124) من المجلد الأول .
ولا أُخفيكم سرًا أنني فرحت بخروج الكتاب فرحًا شديدًا وبادرت إلى شرائه دون تردد، لكن سرعان ما تبدد هذا الفرحُ بمجرد أن فتحتُ الكتابَ فوجدته بلا مقدمة للتحقيق وبلا تعريف بالنسخ الخطية ، فقلبت صفحات الكتاب فوجدت المحققين يحيلون على نسخ خطية فقلت في نفسي ما هي تلك الرموز وأين هو التعريف بتلك النسخ وما هو مصدرها ، وأخذت أقلب صفحات الكتاب منتقلا من المجلد الأول واصلا إلى المجلد الرابع عسى أن أظفر بشيء لكن دون جدوى .
ثم خطر لي خاطر أن أقارن بين تلك الفروق وما أودعه فضيلة الشيخ الدكتور أحمد معبد في المجلدين اللذين صدرا من الكتاب :
فظهر لي ما يلي :
1- أن المحققين لهذه النسخة قد اعتمدوا على ثلاث نسخ خطية ، فقد جاء في (1/120) حاشية رقم (1) ما نصه : (( من هنا تتحد النسخ الثلاث ، وتكون نسخة (أ) هي الأصل . ورموز هذه النسخ هي (أ) أو الأصل ، و(ب) و(س) .
2- ونسخة (أ) أو الأصل ليست فيما يبدو لي من النسخ التي اعتمدها الشيخ أحمد معبد. ففي (1/65/طبعة الصميعي) في الحاشية تعليقًا على حديث : (( حدثنا أبو بكر محمد بن زنجويه البغدادي وغير واحد قالوا: حدثنا الحسين بن محمد حدثنا سليمان بن قرم عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مفتاح الجنة الصلاة ومفتاح الصلاة الوضوء)).
وهو الحديث رقم (4) في سنن الترمذي .
في نسخة الصميعي : (( في هامش الأصل : هذا الحديث وقع في رواية أبي يعلى السنجي وليس هو في رواية الشارح )).
وهناك أكثر من نقل في الحاشية يكتب عنده في الأصل كذا (انظر: (1/72 و77 و89 ، وغيرها ) .
ولا يشير إليه الدكتور أحمد في طبعته وهذا الفرق وأمثاله يدل على أن النسخة (أ) التي اعتمد عليها المحققون في طبعة الصميعي غير كل النسخ التي اعتمد عليه الشيخ أحمد والتي من ضمنها نسخة المؤلف ابن سيد الناس.
3- كما ظهر لي أن النسخة المرموز لها بـ(س) هي نسخة المكتبة المحمودية بالمدينة المنورة ، وهي النسخة التي رمز لها الدكتور أحمد معبد بالرمز (م) .
4- ولم يظهر لي حال نسخة (ت) بعد ، وليس بمستبعد أن تكون أيضًا من النسخ التي اعتمد عليها الشيخ أحمد معبد .
وسوف أقوم في المشاركات التالية بالتعريف بالطبعتين بصورة أوسع ، إن شاء الله تعالى .