تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: تفسير علماء الدعوة النجدية لآيات التحاكم في سورة النساء

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    15

    افتراضي تفسير علماء الدعوة النجدية لآيات التحاكم في سورة النساء

    تفسيرعلماء الدعوة النجدية لآيات التحاكم في سورة النساء


    قال تعالى :
    {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا } النساء 60


    قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب
    (ثم أخبر سبحانه أن من تحاكم أو حاكم إلى غيرما جاء به الرسول فقد حكم الطاغوت وتحاكم إليه يعني الآيات في النساء ** ألم تر إلىالذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكمون إلى الطاغوتوقد أمروا أن يكفروا به} قال : والطاغوت كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوعأو مطاع فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله أو يتبعونه على غير بصيرةمن الله أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله فهذه طواغيت العالم إذا تأملتها وتأملتأحوال الناس معها رأيت أكثرهم ممن أعرض عن طاعة الله ومتابعة رسوله إلى طاعة الطاغوتومتابعته ، وهؤلاء لم يسلكوا طريق الناجين من هذه الأمة وهم الصحابة ومن تبعهم..)مؤلفاتالشيخ الامام محمد بن عبد الوهاب-الرسائل الشخسية-46.


    قال الشيخ سليمان بن عيد الله آل الشيخ رحمه الله تعالى في كتابه تيفسيرالعزيز الحميد في شرح كتاب التوحيدعند [ باب قول اللّه تعالى:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَيَزْعُ مُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْقَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْيَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً...}] :من شهد أن لا إله إلااللّه، ثم عدل إلى تحكيم غير الرسول صلى الله عليه وسلم في موارد النّزاع، فقد كذبفي شهادته................. ومن لوازم ذلك متابعته-أي النبي صلى الله عليه و سلم-وتحكيمه في موارد النّزاع، وترك التحاكم إلى غيره، كالمنافقين الذين يدعون الإيمانبه، ويتحاكمون إلى غيره، وبهذا يتحقق العبد بكمال التوحيد وكمال المتابعة، وذلك هوكمال سعادته، وهو معنى الشهادتين.
    إذا تبين هذا فمعنى الآية المترجم لها(أي قوله تعالى ألم ترى الى الذينيزعمون....): أن اللّه تبارك وتعالى أنكر على من يدعي الإيمان بما أنزل اللّه علىرسوله، وعلى الأنبياء
    قبله، وهومع ذلك يريد أن يتحاكم في فصل الخصومات إلى غير كتاب اللّه وسنة رسوله، كما ذكرالمصنف في سبب نزولها.
    قال ابن القيم: والطاغوت:كل من تعدى به حده من الطغيان وهو مجاوزة الحد، فكل ما تحاكم إليه متنازعان غيركتاب اللّه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهو طاغوت إذ قد تعدى به حده. ومن هذاكل من عبد شيئًا دون اللّه فإنما عبد الطاغوت، وجاوز بمعبوده حده فأعطاه العبادةالتي لا تنبغي له، كما أن من دعا إلى تحكيم غير اللّه تعالى ورسوله صلى الله عليهوسلم فقد دعا إلى تحكيم الطاغوت.
    وتعلل تصديره سبحانه الآيةمنكرًا لهذا التحكيم على من زعم أنه قد آمن بما أنزله اللّه على رسوله صلى اللهعليه وسلم، وعلى من قبله ثم هو مع ذلك يدعو إلى تحكيم غير اللّه ورسوله صلى اللهعليه وسلم، ويتحاكم إليه عند النّزاع وفي ضمن قوله: يزعمون نفي لما زعموه منالإيمان، ولهذا لم يقل: ألم تر إلى الذين آمنوا، فإنهم لو كانوا من أهل الإيمانحقيقة لم يريدوا أن يتحاكموا إلى غير اللّه تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم. ولميقل فيهم يزعمون فإن هذا إنما يقال غالبًا لمن ادعى دعوى هو فيها كاذب، أو منَزلمنْزلة الكاذب، لمخالفته لموجبها وعمله بما ينافيها. قال ابن كثير: والآية ذامةلمن عدل عن الكتاب والسنة وتحاكم إلى ما سواهما من الباطل وهو المراد بالطاغوت هنا.
    وقوله تعالى:{وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ}. أي بالطاغوت وهو دليل على أن التحاكم إلى الطاغوت مناف للإيمانمضاد له، فلا يصح الإيمان إلا بالكفر به، وترك التحاكم إليه فمن لم يكفر بالطاغوتلم يؤمن باللّه.وقوله:{وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً} . أي: لأن إرادة التحاكم إلى غير كتاب اللّه وسنة رسوله صلى اللهعليه وسلم من طاعة الشيطان، وهو إنما يدعو أحزابه ليكونوا من أصحاب السعير. وفيالآية دليل على أن ترك التحاكم إلى الطاغوت، الذي هو ما سوىالكتاب والسنة من الفرائض وأن التحاكم إليهغير مؤمن بل ولا مسلم. وقوله تعالى:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُوَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً}. أي: إذا دُعوا إلى التحاكم إلى ما أنزل اللّه وإلى الرسول أعرضواإعراضًا مستكبرين كما قال تعالى:{وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْإِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ}2 قال ابن القيم: هذا دليل على أن من دعي إلى تحكيم الكتاب والسنة،فلم يقبل، وأبى ذلك أنه من المنافقين. ويصدون هنا لازم لا متعد، وهو بمعنى يعرضون،لا بمعنى يمنعون غيرهم، ولهذا أتى مصدره على صدوداً، ومصدر المتعدي صدًّا. فإذاكان المعرض عن ذلك قد حكم اللّه سبحانه بنفاقهم، فكيف بمن ازداد إلى إعراضه منعالناس من تحكيم الكتاب والسنة، والتحاكم إليهما بقوله وعمله وتصانيفه؟! ثم يزعم معذلك أنه إنما أراد الإحسان والتوفيق؛ الإحسان في فعله ذلك، والتوفيق بين الطاغوتالذي حكمه، وبين الكتاب والسنة.قلت: وهذا حال كثير ممن يدعي العلم والإيمانفي هذه الأزمان، إذا قيل لهم: تعالوا نتحاكم إلى ما أنزل اللّه وإلى الرسول رأيتهميصدون وهم مستكبرون، ويعتذرون أنهم لا يعرفون ذلك، ولا يعقلون، بل لعنهم اللّهبكفرهم فقليلاً ما يؤمنون . ......ثم قال تعالى فلاوربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيتويسلموا تسليما قال ابن القيم أقسم سبحانه بأجل مقسم به وهو نفسه عز وجل على أنهلا يثبت لهم الايمان ولا يكونون من أهله حتى يحكم لرسوله صلى الله عليه وسلم فيجميع موارد النزاع وفي جميع أبواب الدين فإن لفظة ما من صيغ العموم ولم يقتصر علىهذا حتى ضم اليه انشراح صدورهم بحكمه بحيث لا يجدون في أنفسهم حرجا وهو الضيقوالحصر من حكمه بل يقبلون حكمه بالإنشراح ويقابلونه بالقبول لا يأخذونه على إغماضويشربونه على قذى فإن هذا مناف للإيمان بل لابد أن يكون أخذه بقبول ورضى وانشراحصدر ومتى أراد العبد شاهدا فلينظر في حاله ويطالع قلبه عند ورود حكمه على خلافهواه وغرضه أو على خلاف ما قلد فيه أسلافه من المسائل الكبار وما دونها بل الانسانعلى نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره فسبحان الله كم من حزازة في نفوس كثير من النصوصوبودهم أن لو لم ترد وكم من حرارة في أكبادهم منها وكم من شجى في حلوقهم من موردهاثم لم يقتصر سبحانه على ذلك حتى ضم اليه قوله ويسلموا تسليما فذكر الفعل مؤكدا لهبالمصدر القائم مقام ذكره مرتين وهو الخضوع والانقياد لما حكم به طوعا ورضىوتسليما لا قهرا أو مصابرة كما يسلم المقهور لمن قهره كرها بل تسليم عبد مطيعلمولاه وسيده الذي هو أحب شيء اليه يعلم أن سعادته وفلاحه في تسليماته انتهى . وقد ورد في الصحيح أن سبب نزولها قصة الزبير لمااختصم هو والأنصاري في شراج الحرة ولكن الاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فإذاكان سبب نزولها مخاصمة في مسيل ماء قضى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقضاءفلم يرضه الأنصاري فنفى تعالى عنه الإيمان بذلك فما ظنك بمن لم يرض بقضائه صلىالله عليه وسلم وأحكامه في أصول الدين وفروعه بل إذا دعوا إلى ذلك تولوا وهممعرضون ولم يكفهم ذلك حتى صدوا الناس عنه ولم يكفهم ذلك حتى كفروا أو بدعوا مناتبعه صلى الله عليه وسلم وحكمه في أصول الدين وفروعه ورضي بحكمه في ذلك ولم يبغعنه حولا .) كتاب تيسير العزيز الحميدل صـ 480 و ما بعدها المكتب الاسلامي، بيروت،دمشق الأولى، 1423ه-/2002م



    قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله تعالى
    :" قال العماد ابن كثير رحمه الله تعالى : والآيةذامة لمن عدل عن الكتاب والسنة وتحاكم إلى ما سواهما من الباطل ، وهو المراد بالطاغوتههنا.وتقدمما ذكره ابن القيم رحمه الله في حده للطاغوت ، وأنه كل ما تجاوز به العبد حده من معبودأو متبوع أو مطاع ، فكل من حاكم إلى غير كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فقدحاكم إلى الطاغوت الذي أمر الله تعالى عباده المؤمنين أن يكفروا به ، فإن التحاكم ليسإلا إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن كان يحكم بهما ، فمن تحاكم إلىغيرهما فقد تجاوز به حده ، وخرج عما شرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وأنزله منزلةلا يستحقها .....وكذلكمن دعا إلى تحكيم غير الله ورسوله فقد ترك ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ورغبعنه ، وجعل لله شريكاً في الطاعة وخالف ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم فيماأمره الله تعالى به في قوله ** وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهمأن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك } وقوله تعالى ** فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموكفيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً } فمن خالف ماأمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم بأن حكم بين الناس بغير ما أنزل الله ، أو طلبذلك أتباعاً لما يهواه ويريده فقد خلع ربقة الإسلام والإيمان في عنقه . وإن زعم أنهمؤمن ، فإن الله تعالى أنكر على من أراد ذلك ، وأكذبهم في زعمهم الإيمان لما في ضمنقوله : " يزعمون " من نفى إيمانهم ، فإن " يزعمون " إنما يقالغالباً لمن ادعى دعوى هو فيها كاذب لمخالفته لموجبها وعمله بما ينافيها، يحقق هذا قوله:" وقد أمروا أن يكفروا به " لأن الكفر بالطاغوت ركن التوحيد ، كما في آيةالبقرة فإن لم يحصل هذا الركن لم يكن موحداً والتوحيد هو أساس الإيمان الذي تصلح بهجميع الأعمال وتفسد بعدمه . كما أن ذلك بين في قوله تعالى { فمن يكفر بالطاغوت ويؤمنبالله فقد استمسك بالعروة الوثقى } الآية . وذلك أن التحاكم إلى الطاغوت إيمان به . وقوله: { ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً } يبين تعالى في هذه الآية أن التحاكم إلىالطاغوت مما يأمر به الشيطان ويزينه لمن أطاعه : ويبين أن ذلك مما أضل به الشيطان منأضله ، وأكده بالمصدر ، ووصفه بالبعد . فدل على أن ذلك من أعظم الضلال وأبعده عنالهدى ».[فتح اتلمجيد ص391]. مطبعة السنة المحمدية، القاهرة، مصرالسابعة،1377هـ/1957م


    و قال الشيخ سلمان بن سحمان كما في
    الدرر السنية-كتاب حكم المرتد 10- 507 :-وقد قال الله تعالى: **أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَوَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْأُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ} الآيات إلى قوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاإِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَعَنْك َ صُدُوداً}. قال الشعبي: "كان بين رجل من اليهود ورجل منالمنافقين خصومة، فقال اليهودي: نتحاكم إلى محمد صلى الله عليه وسلم، عرف أنه لا يأخذالرشوة، ولا يميل في الحكم. وقال المنافق: نتحاكم إلى اليهود، لعلمه أنهم يأخذون الرشوة،ويميلون في الحكم. ثم اتفقا على أنهما يأتيان كاهنا في جهينة، فيتحاكمان إليه، فنَزلت{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ} الآية"؛ وقيل نزلت في "رجلين اختصما، فقال أحدهما: نترافعإلى محمد صلى الله عليه وسلم، وقال الآخر: إلى كعب بن الأشرف; ثم بعد ذلك ترافعا إلىعمر بن الخطاب، فذكر له أحدهما القصة، فقال للذي لم يرض برسول الله صلى الله عليه وسلم:أكذلك؟ قال: نعم، فضربه بالسيف فقتله، فنزلت الآية". وهكذا ينبغي أن يفعل بالمتحاكمين إلى الطواغيت؛ فإذاكان هذا الخليفة الراشد، قد قتل هذا الرجل، بمجرد طلبه التحاكم إلى الطاغوت، فمن هذاعادته التي هو عليها، ولا يرضى لنفسه وأمثاله سواها، أحق وأولى أن يقتل، لردته عن الإسلام،وعموم فساده في الأرض. فإنه لا صلاح للخليقة، إلا بأن يكون الله معبودها،والإسلا م دينها، ومحمد نبيها الذي تتبعه، وتتحاكم إلى شريعته، ومتى عدم ذلك عظم فسادها،وظهر خرابها. فقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَأَنّ َهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} 1 الآية،بيان بأن من زعم الإيمان بالله وبرسوله، وهو يحكم غير شريعة الإسلام، فهو كاذب منافق،ضال عن الصراط المستقيم، كما قال تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّىيُحَكِّمُ وكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاًمِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً} 2، فأقسم بنفسه: أن الخلق لا يؤمنون، حتىيحكموا الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع موارد النِّزاع؛ فإذا حكم انتفى الحرج باطنا،وحصل التسليم الكامل ظاهرا؛ فمن لم يحصل منه ذلك فالإيمان منتف عنه. وقد تظاهرت الأدلة الشرعية، بالدلالة على ذلك، فذمالله في كتابه من أعرض عن حكم رسوله، قال الله تعالى: {وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِوَرَسُول ِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ وَإِنْ يَكُنْلَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُواأَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُالظَّالِمُو نَ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِلِيَ حْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.


    و قال
    عبد الرحمن بن ناصر السعدي في كتابه القول السديد في شرحكتاب التوحيد صـ136 - ط النفائس ( و كل من حاكم الى غير حكم الله ورسولهفقد حاكم الى الطاغوت وان زعم أنهه مؤمن فهو كاذب فالايمان لا يصح و لا يبن الابتحكيم الله و رسوله في أصول الدين و فروعه و في كل الحقوق كما ذكره المصنف في البابالآخر. فمن حاكم إلى غير الله ورسوله فقد اتخذ ذلك ربا، وقد حاكم إلى الطاغوت. )

    ويقول الشيخ السعدي أيضا
    :(الرد إلى الكتاب والسنة شرط في الإيمان. فدل ذلك على أن من لم يرد إليهما مسائلالنزاع فليس بمؤمن حقيقة، بل مؤمن بالطاغوت كما جاء في الآية: {أَلَمْ تَرَ إلَى الَذِينَ يَزْعُمُونَ... الآية}، فإنالإيمان يقتضي الانقياد لشرع الله وتحكيمه، في كل أمر من الأمور، فمن زعم أنهمؤمن، واختار حكم الطاغوت على حكم الله، فهو كاذب في ذلك). [تفسيرالسعدي 2/90].

    ويقول الشيخ السعدي أيضا في تفسيره لهذه الآية
    ( يعجب تعالى عباده, من حالةالمنافقين. "الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا " بماجاء به الرسول وبما قبله. ومع هذا " يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ " وهوكل من حكم بغير شرع الله فهو طاغوت. والحالأنهم قد " أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ " فكيفيجتمع هذا والإيمان؟. فإن الإيمان يقتضيالانقياد لشرع الله وتحكيمه, في كل أمر من الأمور. فمن زعم أنه مؤمن, واختار حكم الطاغوت على حكمالله, فهو كاذب في ذلك. وهذا من إضلالالشيطان إياهم, ولهذا قال: " وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْيُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا " عن الحق. ....... ثم أقسم تعالىبنفسه الكريمة, أنهم لا يؤمنون, حتى يحكموا رسوله, فيما شجر بينهم أي: في كل شيءيحصل فيه اختلاف. بخلاف مسائل الإجماع,فإنها لا تكون إلا مستندة للكتاب والسنة. ثملا يكفي هذا التحكيم, حتى ينتفي الحرج من قلوبهم والضيق, وكونهم يحكمونه على وجهالإغماض. ثم لا يكفي هذا التحكيم, حتىيسلموا لحكمه تسليما, بانشراح صدر, وطمأنينة نفس, وانقياد بالظاهر والباطن. فالتحكيم, في مقام الإسلام, وانتفاء الحرج, فيمقام الإيمان, والتسليم في مقام الإحسان. فمناستكمل هذه المراتب, وكملها, فقد استكمل مراتب الدين كلها. ومن ترك هذا التحكيم المذكور, غير ملتزم له, فهوكافر. ومن تركه - مع التزامه - فله حكمأمثاله من العاصين. )

    قال الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله في رسالته تحكيم القوانين:
    إن قوله - تعالى -(يَزْعُمُونَ) تكذيب لهم فيماادّعوه من الإيمان، فإنه لا يجتمع التحاكم إلى غير ما جاء به النبي -صلى الله عليهوسلم- مع الإيمان في قلب عبد أصلاً، بل أحدهما ينافي الآخر، والطاغوت مشتق منالطغيان وهو مجاوزة الحد، فكل من حكم بغير ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم-فقد حكم بالطاغوت وحاكم إليه. اهـ

    الشيخ: عبدالرحمن بن محمد بن قاسم
    (ترجم المصنف -رحمه الله- بهذه الآية، الدالةعلى كفر من أراد التحاكم إلى غير كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وإن كانمع ذلك يدعي الإيمان بما أنزل الله على رسوله والمرسلين قبله، كما ذكر ذلك في سبب نزولهاأنها نزلت في رجل من الأنصار ورجل من اليهود تخاصما، فجعل اليهودي يقول: بيني وبينكمحمد، وذلك يقول: بيني وبينك كعب بن الأشرف، كما ذكره المصنف. أو أنها نزلت في جماعةمن المنافقين ممن أظهر الإسلام وأبطن الكفر، أرادوا أن يتحاكموا إلى حكام الجاهليةأو غير ذلك، والآية أعم من ذلك كله، فحيث كان التوحيد هو معنى شهادة أن لا إله إلاالله مشتملا على الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم مستلزما له، نبه المصنف على ما تضمنه التوحيد واستلزمه،من تحكيم الرسول صلى الله عليه وسلم في مواردالنزاع؛ إذ هذا هو مقتضى الشهادة ولازمها، فمن عرفها لا بد له من الانقياد لحكم الله،والتسليم لأمره الذي جاء على يد رسوله صلى الله عليه وسلم ، فمن شهد أن لا إله إلاالله، ثم عدل إلى تحكيم غير الرسول صلى الله عليه وسلم في موارد النزاع، فقد كذب في شهادته. ومعنى الآية أن الله أنكرعلى من يدعي الإيمان بما أنزله الله على رسوله وعلى الأنبياء قبله، وهو مع ذلك يريدأن يتحاكم في فصل الخصومات إلى غير كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ؛ فإنقوله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ} استفهام إنكار وتبكيت، وذم لمن عدلعن الكتاب والسنة، ورغب فيما سواهما من الباطل، وهو المراد بالطاغوت ههنا، كما تقدممن قول ابن القيم: إنه ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع، فكل من حاكمإلى غير كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فقد حاكم إلى الطاغوت الذي أمرالله عباده المؤمنين أن يكفروا به، أي بما جاءهم به الطاغوت الذي يتحاكمون إليه؛ فإنالتحاكم ليس إلا إلى كتاب الله وسنة رسوله، ومن كان يحكم بهما . فمن حاكم إلى غيرهمافقد تجاوز به حده، وخرج عما شرعه الله ورسوله، وكذلك من عبد شيئا دون الله فإنما عبدالطاغوت، فهو الذي دعا إلى كل باطل وزينه لمن فعله، وهذا ينافي التوحيد؛ فإن التوحيدهو الكفر بكل طاغوت عبده العابدون من دون الله. فمن دعا إلى تحكيم غير الله ورسولهفقد ترك ما جاء به الرسول، ورغب عنه، وجعله شريكا لله في الطاعة، وخالف ما جاء به الرسولصلى الله عليه وسلم فيما أمر الله به في قوله:{فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ}الآي .وفي آية الباب أنكر اللهزعمهم الإيمان وأكذبهم؛ لما في ضمن (يزعمون) من نفي إيمانهم؛ فإن (يزعمون) إنما يقالغالبا لمن ادعى دعوى هو فيها كاذب، يحققه قوله: {وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ}؛لأن الكفر بالطاغوت ركن التوحيد، فإذا اختل هذا الركن لم يكن موحدا، ومن لم يكفر بالطاغوتلم يؤمن بالله، والتوحيد هو أساس الإيمان الذي تصح به الأعمال، وتفسد بفساده، كما فيقوله: {وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} . {وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاًبَعِيداً } يعني أن الشيطان يريد أن يضل هؤلاء -المتحاكمين إلى الطاغوت- عن سبيل الحقوالهدى ضلالا بعيدا، فيجور بهم جورا شديدا، فبين تعالى في هذه الآية أن التحاكم إلىالطاغوت مما يأمر به الشيطان، ويزينه لمن أطاعه، وأن ذلك مما أضل به الشيطان من أضله،وأكده بالمصدر، ووصفه بالبعد، فدل على أن ذلك من أعظم الضلال، والبعد عن الهدى، فلايمكنهم الرجوع إلى الحق أبدا، ...وقوله {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَاأَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً}إن المنافقين يكرهون الحق وأهله، ويهوون ما يخالفه من الباطل، فيمتنعون بذلك من المصيرإليك لتحكم بينهم، ويمنعون غيرهم، فبين تعالى صفتهم، وأن من فعل ذلك أو طلبه، وإن زعمأنه مؤمن فإنه في غاية البعد من الإيمان، قال ابن القيم: هذا دليل على أن من دعي إلىتحكيم الكتاب والسنة فأبى أنه من المنافقين، و (يصدون) لازم، وهو بمعنى يعرضون؛ لأنمصدره (صدودا). وما أكثر من اتصف بهذا الوصف خصوصا من يدعي العلم، فإنهم صدوا عما توجبهالأدلة من كتاب الله وسنة نبيه إلى أقوال من يخطئ كثيرا، ممن ينتسب إلى الأئمة الأربعةفي تقليدهم من لا يجوز تقليده، وجعلوا قوله المخالف لنص الكتاب والسنة وقواعد الشريعةهو المعتمد عندهم، الذي لا تصح الفتوى إلا به، بل ومن يجعل المعتمد النظم والقوانينالإفرن جية ويدعي الإسلام. وقال شيخنا: (( المرتضي بالسياسات والقوانين كافر يجب قتله،وإن المنافقين أشد من الكفار الخلص، ومن ظن أن حكم غير رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن من حكمه فهو كافر بإجماع المسلمين فالله المستعان)).حاشية الشيخ: عبدالرحمنبن محمد بن قاسم على كتاب التوحيد -الطبعة الثالثة، 1408هـ ص -283- باب قول الله تعالى:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَيَزْعُ مُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَيُرِيدُ ونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوابِهِ}.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    15

    افتراضي رد: تفسير علماء الدعوة النجدية لآيات التحاكم في سورة النساء


    قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في كتابه القول المفيد على كتاب التوحيد 2-167
    (" ألم تر": الاستفهاميراد به التقرير والتعجب من حالهم، والخطاب للنبي. قوله: {يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوابِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ}، هذا يعين أن يكون الخطاب للنبي ( هنا، ولم يقل الذين آمنوا;لأنهم لم يؤمنوا، بل يزعمون ذلك وهم كاذبون. والذي أنزل إلى النبي ( الكتاب والحكمة،قال تعالى: {وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَوَالْ حِكْمَةَ}، [النساء: من الآية113]، قال المفسرون: الحكمة السنة، وهم يزعمون أنهمآمنوا بذلك، لكن أفعالهم تكذب أقوالهم؛ حيث يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت لا إلىالله ورسوله. قوله: "إلى الطاغوت": صيغة مبالغة من الطغيان;ففيه اعتداء وبغي، والمراد به هنا كل حكم خالف حكم الله ورسوله، وكل حاكم يحكم بغيرما أنزل الله على رسوله، أما الطاغوت بالمعنى الأعم; فقد حده ابن القيم بأنه:"كل ما تجاوز العبد به حده من معبود أو متبوع أو مطاع"، وقد تقدم الكلامعليه في أول كتاب التوحيد1. قوله: {وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ}، أي:أمرهم الله بالكفر بالطاغوت أمرا ليس فيه لبس ولا خفاء، فمن أراد التحاكم إليه; فهذهالإرادة على بصيرة; إذ الأمر قد بين لهم. قوله: "ويريد الشيطان": جنس يشمل شياطينالإنس والجن. قوله: {أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاًبَعِيداً }، أي: يوقعهم في الضلال البعيد عن الحق، ولكن لا يلزم من ذلك أن ينقلهم إلىالباطل مرة واحدة، ولكن بالتدريج. فقوله: "بعيدا" أي: ليس قريبا، لكن بالتدريجشيئا فشيئا؛ حتى يوقعهم في الضلال البعيد.).

    قال الشيخ صالحبن فوزان الفوزان في كتاب الملخص في شرح كتاب التوحيد ص -301- في تفسير هذه الآيات
    {} (ألم تر): استفهام تعجّبواستنكار. (يزعمون أنهم آمنوا... إلخ): أي: يدّعون الإيمان بذلك وهم كاذبون. (أن يتحاكموا):أي: يتخاصموا. إلى الطاغوت: هو كثير الطغيان، والمراد به هنا كعب الأشراف اليهودي،وهو يشمل كل من حكم بغير ما أنزل الله(أن يكفروا به) :أي يرفضوا طاعة الطاغوت.(ويريد الشيطان): بأمرهلهؤلاء وتزيينه لهم التحاكم إلى الطاغوت. (أن يضلهم): أن يصدهم عن سبيل الحق والهدى.(ضلالاً بعيداً): فيجور بهم جوراً بعيداً. (إلى ما أنزل الله): أي: في القرآن من الحكمبين الناس.(وإلى الرسول): ليحكم بينهمفيما تنازعوا فيه. (رأيت المنافقين): أي: الذين يدّعون الإيمان وهم كاذبون. (يصدون):يُعرضون، في موضع نصبٍ على الحال. (عنك): إلى غيرك. (صدوداً: ) مصدر "صدّ"أو اسم مصدر.(فكيف): أي: ماذا يكون حالهم؟وماذا يصنعون؟ (إذا أصابتهم مصيبة): إذا نزلت بهم عقوبة من قتل ونحوه. (بما قدمت أيديهم):أي: بسبب التحاكم إلى غيرك وعدم الرضا بحكمك، هل يقدرون على الفرار منها؟ (ثم جاءوك):: للاعتذار حين يُصابون، معطوفٌ على إصابتهم،أو على يصدون. (إن أردنا):: أي: ما أردنا بالمحاكمة إلى غيرك. (إلا إحساناً):: أي:الإصلاح بين الناس. (وتوفيقاً):: تأليفاً بين الخصمين ولم نُرد مخالفتك.المعنى الإجمالي للآيات:أن الله –سبحانه وتعالى- أنكر على من يدّعي الإيمان بما أنزل الله على رسوله وعلى الأنبياءقبله، وهو مع ذلك يريد أن يتحاكم في فصل الخصومات إلى غير كتاب الله وسنة رسوله،ويحاكمإلى الطاغوت الذي أمر الله عباده المؤمنين أن يكفروا به؛ ولكن الشيطان يريد أن يضلّهؤلاء المتحاكمين إلى الطاغوت عن سبيل الهدى والحق ويبعدهم عنه؛ وإذا دُعي هؤلاء إلىالتحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله أعرضوا إعراض استكبار وتمتع –فماذا يكون حالهم وصنيعهمإذا نزلت بهم المصائب واحتاجوا إلى الرسول في ذلك؟! ليدعو الله لهم ويحل مشاكلهم –فجاؤوهيعتذرون عما صدر منهم بأنهم لم يريدوا مخالفتهم في عدولهم إلى غيره، وإنما أراد الإصلاحوالتأليف بين الناس. فيُبدون هذه الأعذار الباطلة ليُبرّروا فعلهم حينما يفتضحون.ما يستفاد من الآيات: 1- وجوب التحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله والرضابذلك والتسليم له. 2- أن من تحاكم إلى غير الشريعة الإسلامية فليس بمؤمن،وليس بمصلح وإن ادعى أنه يقصد الإصلاح. 3- أن من حكم بغير ما أنزل الله فهو طاغوت، ومن تحاكمإلى غير ما أنزل الله فهو متحاكم إلى الطاغوت، وإن سماه بأي اسم. 4- وجوب الكفر بالطاغوت. 5- التحذير من كيد الشيطان وصدّه الإنسان عن الحق. 6- أن من دعي إلى التحاكم إلى ما أنزل الله وجب عليهالإجابة والقبول، فإن أعرض فهو منافق. 7- أن دعوى قصد الإصلاح ليست بعذر في الحكم بغيرما أنزل الله.}

    قال الشيخ صالحبن فوزان الفوزان في كتاب إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الناشر:مؤسسة الرسالةالطبعةال ثالثة، 1423هـ 2002م
    (جاء في تفسير هذه الآيات ممّا ذكره أهلُ العلم فيتفسيرها؛ ممّا يدلّ دَلالة واضحة على أنّ التحاكُم إلى ما أنزل الله من التّوحيد والعبادة،وأنّ التحاكُم إلى غيره شركٌ بالله عزّ وجلّ وكفرٌ به، لأنّ الحكم لله وحده: الحكمالقدَري، والحكم الشرعي، والحُكم الجزائي كلّه لله سبحانه وتعالى، كما قال تعالى:{أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ}، {لَهُ الْخَلْقُ}، هو الذي خلق، (وله الأمر)، فهوالذي يأمر وينهى، ويحلِّل ويحرِّم، ليس لغيره شركٌ في ذلك. وقال تعالى: {مَا تَعْبُدُونَمِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَاللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُواإِلَّ ا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}.فالتحاكم إلى ما أنزل اللهداخلٌ في التوحيد، والتحاكُم إلى غيره من أنواع الشرك، لأنّ من معنى {لا إِلَهَ إِلَّااللَّهُ} ومقتضاها ومدلولها: التحاكُم إلى كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم.ومَن تحاكَم إلى غير كتابالله وسنّة رسوله فإنّه قد أخلّ بكلمة التّوحيد فأخلّ بمقتضى "لا إله إلا الله،محمد رسول الله". فمدلول الشّهادتين: أن نتحاكَم إلى كتاب الله وإلىسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع أُمورنا، ليس المُراد: التحاكُم في المنازعاتفقط، بل التحاكُم في المقالات والاجتهادات الفقهيّة أيضاً، فلابدّ أن نحكِّم كتاب اللهوسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أقوال المجتهدين، ونأخذ منها ما دلّ عليه الدليل،ونترك ما لم يدل عليه دليل، ولا نتعصّب لرأي فلان أو للإمام فُلان، فمن تعصّب لم يكنمتحاكماً إلى ما أنزل الله وإلى الرّسول، وإنما تحاكم إلى هذا الشخص الذي تعصّب لهوجَمَد على رأيه، مع مخالفته، وهو اجتهاد اجتهد فيه، لكن إذا خالف الدليل فلا يجوزلنا أن نتعصّب لرأي إمام أو لرأي عالم أو لرأي مفت من المفتين، ونحنُ نعلم أنّه مخالِفٌللدّليل، لكن ذلك العالم معذور لأنّه مجتهِد، ولكنّه لم يصادف الدّليل، فهو معذورلهأجرٌ على ذلك، لأنّ هذا منتهى اجتهادِه ،) اهـ وهذا الأمر ليس علي اطلاقهبل له قيود وهو أن العالم لا يوصله اجتهاده أن يفتي بالوقوع في الشرك والعمل به ففيهذه الحالة يكون قد تجاوز حدة وأصبح طاغوت من طواغيت الأحبار والرهبان وينطبق عليةقوله تعالي (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) ويقع في التأويل الفاسد مثلما وقع إبليس حيث قال (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُمِن ْ طِينٍ (76) [ص/76]) .

    الخلاصة
    :
    لم يختلف علماء الدعوةالنجدية من زمن الشيخ محمد بن عبد الوهاب و حتى و فاة الشيخ محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بنعبد الوهاب -رحم الله الجميع – أن التحاكم لمن يحكمبغير الكتاب و السنة كفر بالله و إيمان بالطاغوت و ان ادعى صاحبه أنه مؤمن.و أن كل من يحكم بينالناس بغير الكتاب و السنة هو طاغوت لا يصح التوحيد الا بالكفر به.و أن تحكيم الشرع هومن لوازم الشهادتين.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    17,333

    افتراضي رد: تفسير علماء الدعوة النجدية لآيات التحاكم في سورة النساء

    لماذا التسرع في النقل حتى خرجت الآيات القرآنية بهذه الصورة!!
    لماذا لا يقوم أحد المشرفين بالتصحيح!

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •